12: ما الحياة المصممة جيدًا؟
سترتكب أخطاء في الطريق، لكننا الآن عرفنا كيف نتعامل مع الفشل وأن جزءًا مهمًا من العملية أن تفشل أو تتخلى عن فكرتك الأولى وتستبدل بها فكرة أفضل.
استفتحنا هذه السلسلة بتعريفنا نمط الحياة ولماذا يهمنا جميعًا تمييز عاداتنا من أجل تطويرها. واستطردنا تباعًا في تعريف عملية التصميم والتفكير التصميمي، ومدى أهميتها لكل ما سيأتي بعدها، لنذكرك بأنها عملية يومية مستمرة لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة. والآن يتبقى لدينا سؤال مهم، هو عنوان خاتمة رحلتنا في موسمها الأول.
المفهوم 💡
ما الحياة المصممة جيدًا؟
لكل منا تعريفه الخاص للحياة الجيدة، ولست هنا لأملي عليك الأنشطة التي يجب أن تفعلها لتحقيق ذلك، ولكن بعد أن أصبح لدينا تصور عام حول تلك الأدوات والمفاهيم أقول لك هنا إن الحياة المصممة جيدًا:
هي الحياة التي تنسجم فيها أنت وما تؤمن به وما تفعل.
بمعنى آخر هي الحياة التي تتفق فيها العناصر الثلاث الآتية:
أنت: هويتك ومن تكون.
ما تؤمن به: قيمك ومعتقداتك وبوصلتك.
ما تفعل: سلوكك وأفعالك.
الحياة المصممة جيدًا هي حياة تحسن فيها اختيار الطريق، وقراءة الدلالات التي تساعدك على اتخاذ طرق أخرى مؤدية بك إلى وجهتك المقصودة. (تمرين مهارات «الدليلة»)
الحياة المصممة جيدًا هي حياة تجيد تحديد موقعك الحالي فيها بشكل مستمر، وتصحِّح المسار (تعيد التصميم) إذا لزم الأمر. (تمرين أين أنت الآن)
الحياة المصممة جيدًا هي حياة منطقية لا يتعارض فيها الداخل مع الخارج. فالحياة المليئة بالتناقضات مشوهة ولا عجب أنها تؤدي إلى كثير من المشكلات والبؤس والاكتئاب. (تمرين بناء البوصلة)
الحياة المصممة جيدًا هي حياة تتقن فيها مهارة الخروج من المأزق، فلديك الأدوات والمفاهيم، وكذلك الفريق الذين تستعين بهم في فهم وإعادة تأطير المشكلة وتوليد الأفكار والحلول للخروج منها. (تمرين الخروج من المأزق)
عندما تكون حياتك مصممة جيدًا، «ويجي أحد يسألك: كيف الحال؟» تجيب بكل جوارحك: الحمد الله الأمور بخير، في الصحة والعمل والعلاقات وحتى اللعب، «وتقدر تعبّر كيف وليش». (تمرين كيف الحال)
الحياة المصممة جيدًا هي حياة «مليانة» تجارب ومغامرات ونجاحات وإخفاقات.. نعم لا توجد حياة ناجحة خالية من إخفاقات ودروس وصعوبات، بل كل هذا جزء من الحياة المصممة جيدًا. (تمرين مدونة الفشل)
الحياة المصممة جيدًا هي حياة نحسن فيها اختيار الوجهة واتخاذ القرارات حول أين نريد أن نكون بدلًا من التخوف والحيرة في خيارات الحياة ومِن ثَم فقدان السعي إلى الحياة التي نريد. (تمرين غدًا كان يومًا جميلًا)
يتخيل المصممون أشياء غير موجودة، ثم يبنونها ويتغير العالم. يمكنك تطبيق هذا على حياتك: أن تتخيل مهنة في حياة لم تحدث بعد، حياة وعلاقات رائعة لم تتكون بعد، صحة ورفاهية لم تصل إليها بعد. ويمكنك بناء هذا المستقبل بالتصميم والسعي، ونتيجة لذلك سوف تتغير حياتك. ربما فيكم من يقول: حياتي مثالية كما هي الآن، أقول: يمكن للتصميم أن يساعدك على استمرارها ويطور نسخة أفضل لهذه الحياة التي تحب.
مصافحة أخيرة قبل الوداع: أعلم أن الحياة قد تصبح فوضوية مع كل خطوة للأمام. وقد يبدو في بعض الأحيان أنك تتراجع خطوتين إلى الوراء. سترتكب أخطاء في الطريق، لكننا الآن عرفنا كيف نتعامل مع الفشل وأن جزءًا مهمًا من العملية أن تفشل أو تتخلى عن فكرتك الأولى وتستبدل بها فكرة أفضل. وعرفنا كيف يمكن أن ينبثق التصميم المذهل من الفوضى؛ فأنت حين تتعلم التفكير كمصمم تتعلم أن تكون على وعي بالعملية... التصميم رحلة تترك فيها التمسك بالمحطة النهائية وتركّز في الطريق.
الخاتمة 👋
إذا كنت متابعًا معنا من العدد الأول فهنيئًا لك وصولنا إلى نهاية رحلتنا الأولى - وما زالت الرحلة الكبرى مستمرة. وإن كنت قد انضممت إلينا في منتصف الرحلة فمرحبًا بك مرة أخرى في مجتمع من مصممي نمط الحياة.
بإمكانك العودة إلى التمرينات وقراءة المفاهيم على مهلك من جديد. إلى أن نعود إليك بموسم جديد من نشرة «نمط» وبمواضيع جديدة تدور حول تصميم وصيانة نمط الحياة، فكونوا على مقربة.
نشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.