01: نمط الحياة قادر على تحسين تجربة العيش

راقب نمط الحياة الخاص بك وأنماط من هم حولك، ستجدها في الغالب أنها تشكلت نتاج أفكار وقرارات تراكمية، تعمل معًا لتلبية أهداف وغايات قد تكون بعضها آنية أو قصيرة المدى.

نمط الحياة / Imran Creative
نمط الحياة / Imran Creative

المفهوم 💡

ماهية نمط الحياة

  • أحب لعبة التعاريف، وفهم اللغة هي جزء من فهم المعاني. فلغويًا بوسعنا أن نفصل الكلمتين عن بعضهما «نمط» و «حياة». فيُعرف النمط بحسب معجم المعاني على أنه: التكرار بشكل متناسق ودوري. ومن معانيها أيضًا: الطريقة والمذهب، فيُقال: كلهم على نمط واحد ، أي: طريقة واحدة. هذا ما يجعلني أفضل استخدام مصطلح نمط الحياة كترجمة بليغة لـ «Life-style» عوضًا عن الترجمة الحرفية الشائعة، أسلوب الحياة.

  • فنمط الحياة هو النمط المتكرر للتفكير والشعور والتصرف الذي يميز الموقف الفريد للفرد تجاه الحياة. هي برمجات نفسية تتكون من «المعتقدات + العادات + الافتراضات» التي تشكل الطريقة التي يرى بها الشخص الحياة ويتصرف نحوها تباعًا. بمعنى آخر هي العدسة التي تبصر وتفسر من خلالها جميع أحداث الحياة.

وكيف يؤثر نمط الحياة على حياتنا؟

  • في بحثي عن تاريخ مصطلح «نمط الحياة» كونها فكرة حديثة نسبيًا، تعرفت على عالم النفس النمساوي ألفريد آدلر (1870-1937) مؤسس مدرسة علم النفس الفردي ويُعدّ أبرز من استخدم مصطلح «نمط الحياة» (بالألمانية Lebensstil) في أبحاثه ودراساته، والتي تتلخص في فكرة أن نمط الحياة يبدأ بالتشكل والتطور لدى الفرد بين سن السادسة والعاشرة نتيجة التربية والمعاني التي يرثها من التجارب المكتسبة والأحداث التي يمر بها في طفولته.

  • علم النفس الأدليري يرتكز على مفهوم التليولوجيا (Teleology) أو الغائية، وتعني شرح الظواهر بناءً على الغرض والغاية الذي تخدمه بدلاً من السبب الذي نشأت منه. لذا، يقول آدلر بأن أنماط حياتنا تتشكل وفقًا لأهدافنا وقراراتنا.

  • راقب نمط حياتك وأنماط من هم حولك، ستجدها في الغالب أنها تشكلت نتاج أفكار وقرارات تراكمية، تعمل معًا لتلبية أهداف وغايات قد تكون بعضها آنية أو قصيرة المدى. ومن ثم أصبحت عادات تلقائية نمارسها بلا وعي عن التبعات.

وهل نستطيع تغيير نمط حياتنا؟

  • بكل تأكيد! وإرشادك لكيفية تحقيق ذلك هو غاية هذه النشرة. ولنعيد بعضًا من التحكم في القرارات التي نمتلكها لتصميم نمط الحياة التي تشبهنا، منسجمة مع قيمنا ومحيطنا، وجودة الحياة التي نطمح إليها.

جزء كبير من أنماط حياتنا اليوم تشكلت لأسباب قد نشأنا عليها في صغرنا ولم نخترها. لكن هنا خطواتنا الأولى لنعيد الزمام ونتخذ قراراتنا تجاه ذلك لإعادة تصميمها. في النشرات القادمة سنتطرق إلى الكيفية ونغوص أكثر في مفهوم عملية التصميم والخطوات الأولى للبدء، فكونوا على مقربة.


التمرين 🏋️

ما عاداتك التلقائية؟

على ضوء مفهومنا لتشكّل نمط الحياة — شاركني «عادة تلقائية» واحدة فقط☝️ تعتقد أنها أثرت على نمط حياتك الحالي بشكل ملموس، سلبًا أو إيجابًا. 

لمساعدتك على استحضار هذه العادة التلقائية، راقب يومك وتمعن أين تكمن مشاعر الرضى أو الاستياء في يومك؟ غالبًا ستجد في جذرها عادة تلقائية تساهم في تحقيق الرضى أو تخفيف الاستياء. لنسلط الضوء عليها. 🔦

نشرة نمطنشرة نمطنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.