03: لماذا عملية التصميم؟
عندما نقرر بقصد أو من دون قصد ترك تصميم حياتنا فنحن نضعها في مهب الريح. أو كما نقول «زي ما تجي تجي»؛ فنكون تحت رحمة الظروف.
المفهوم 💡
لماذا عملية التصميم؟
أعود إلى أحد أهم أهداف هذه النشرة، بجانب مشاركة الأدوات والكيفيات، وهي استيعاب المفاهيم الأساسية حول موضوع تصميم نمط الحياة. فلماذا نستخدم مصطلحات مثل (العملية⚙️🔄) و(التصميم🎨📐) للتعامل مع موضوع كبير متنوع معقّد مثل الحياة؟
أولًا: العملية⚙️🔄
لأن تصميم نمط الحياة عملية متكررة مستمرة طوال حياتك. عملية تبدأ من لحظة استيعابك مشكلة ما ووعيك بأهمية التغيير، ولا تتوقف العملية أو السعي فيها إلا بتحقيق هذا التغيير. وكالحال في العمليات الحيوية كالهضم والتنفس، التي بدورها تعمل بشكل دوري في اللاوعي لدينا لتأدية وظائفها الحيوية المهمة لاستمرار حياتنا، كذلك نحن في حياتنا الواعية، على نحو مشابه، نمر بعمليات مستمرة من الاختيار والتصميم واتخاذ القرارات لكيفية قضاء وقتنا وتحديد خياراتنا في الحياة. وجودة حياتنا تعتمد بشكل كبير على الحظ وجودة عملية الاختيار والتصميم واتخاذ القرارات. فالأول (الحظ) لا نملك بيدنا أمرًا بشأنها، لكن الثانية (العملية) تحت تصرفنا ومسؤوليتنا بشكل كامل.
ثانيًا: التصميم🎨📐
أحب أن أُعِرّف التصميم بأنه: الإنشاء والتشكيل بقصد ومعنى. فعندما تصمم منزلك فأنت تخطط له قاصدًا وتقسم زواياه وتفاصيله ليخدم الغرض من إنشائه. وعندما تصمم مسارك المهني فأنت تختار مسار دراستك وشهاداتك وخبراتك ووظيفتك لتخدم مقاصدك المهنية.
فالمصمم المعماري يخطط ويترجم رغبات الإنسان ومشكلاته في البيئة إلى بناء عمراني جميل وعملي. ومصمم الأزياء ينشئ من الأفكار والخامات بدعًا من الملبوسات تعبّر عن هوية الإنسان وتخدم مقاصده. ومصمم المواقع (الويب) يبني ويبرمج صفحات تعكس المعلومات وترشد تفاعل المستخدم معها بشكل مقصود لتحقيق الهدف من تطويرها. وأمثلة المصممين تطول.
وكذلك مصمم نمط الحياة🫵 : يخطط بشكل مقصود مساحته وبيئته وعاداته وطريقة حياته وطعامه وشرابه وعلاقاته وأقرانه ومكان عيشه وعمله ويدير وقته ويختار هواياته وأنشطته؛ ليحقق بها شكلًا وتصميم حياة يرغبها وتشبهه ذات جودة ومعنى.
«وش» عكس التصميم؟
تخيل معي لوهلة الأمثلة أعلاه بلا تصميم أو مُصمِّم. ستكون النتائج غالبًا عشوائية وسيئة أو تحت رحمة المصادفة (الحظ). فعندما نترك التصميم بقصد نترك مساحة للعفوية أو العشوائية، ولا بأس بهذا إن كنا فعلًا نرغب بجرعة من العفوية.
عندما نقرر بقصد أو من دون قصد ترك تصميم حياتنا فنحن نضعها في مهب الريح. أو كما نقول «زي ما تجي تجي»؛ فنكون تحت رحمة الظروف وتصبح حياتنا ردات فعل وخياراتنا تقليدًا غير واع لمن هم حولنا، ويجرفنا تيار الحياة لنستيقظ لاحقًا في حياة لا تشبهنا، لم نخترها ولا نرغبها.
التمرين 🏋️
مصمم اليوم الواحد
💺 اختر مكانًا مريحًا مناسبًا يساعدك على الحضور والتركيز.
☕ جهّز مشروبك المفضل.
🧾 استخدم قلم + ورقة / ظهر الفاتورة / تطبيق الكتابة المفضل في جوالك. (أو انسخ هذا القالب)
⏲️ اضبط التوقيت بحيث لا يأخذ منك هذا التمرين أكثر من 10 دقائق.
📅 اكتب تاريخ اليوم والساعة الآن. مثال: (الإثنين 19 نوفمبر الساعة 7:30 صباحًا)
🔎 أريد منك أن تراقب كيف قضيت الـ24 ساعة الماضية، بدءًا من البارحة في الوقت نفسه حتى الآن.
📝 احصر الأنشطة العامة ولا تدقق في التفاصيل الصغيرة أو الأنشطة القصيرة. كما في هذا المثال.
🧠 استعِن بذاكرتك لاستحضار أنشطة أمس، أو كما أفعل شخصيًا: بوسائل تقنية مساعدة أخرى مثل صور الجوال وبعض التطبيقات التي تتبع موقعك وحركتك في الجوال وتطبيقات متابعة أنشطة البرامج على حاسب أو جوال… إلخ. (أمثلة لتطبيقات متابعة سهلة للبدء)
خلصت من التمرين؟ شاركنا إجابتك عن الأسئلة الآتية:
⚡ ماذا لاحظت؟ هل مِن اكتشافات جديدة من مراقبة وتدوين أنشطة أمس؟
💫 هل أنت راض بشكل عام عن كيفية انقضاء الوقت أمس؟
🔮 كيف تنوي تخطيط الـ24 ساعة المقبلة كما لو أنك ستحاسب نفسك عليها غدًا؟
إذا كنت قد استخدمت القالب أعلاه فشاركنا رابط تطبيقك للتمرين في هذه الخانة. (تأكد من وضع مشاركة الملف ليتسنى لنا الاطلاع على تجربتك) أو شاركنا النقاش في وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #نشرة_نمط 🧩
نشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.