06: كيف أحدد الاتجاه؟
بناء بوصلتك يتطلب حدًا أدنى من معرفة نفسك ومعرفة قيمك وفلسفتك تجاه الحياة. ما نظرتك نحو الأمور المهمة في حياتك من صحة وعمل وعلاقات ولعب.
كيف أحدد الوجهة في الحياة؟
ج: لتحديد وجهتك تحتاج إلى البوصلة. 🧭
هذه البوصلة هي بوصلتك أنت 🫵 وليست بوصلة أي شخص آخر.
وكيف أحصل على البوصلة؟
ج: هذه البوصلة لا تحصل عليها أو تنسخها من شخص آخر، بل تبنيها بنفسك أو بمساعدة القريبين من حولك.
وكيف أبني بوصلتي الشخصية؟
ج: بناء بوصلتك يتطلب حدًا أدنى من معرفة نفسك ومعرفة قيمك وفلسفتك تجاه الحياة. ما نظرتك نحو الأمور المهمة في حياتك من صحة وعمل وعلاقات ولعب. كيف تتخذ قراراتك عندما تختلط عليك الأمور؟ (في تمرين هذه النشرة سنبني معًا نسخة أولية من بوصلتك الشخصية.)
المفهوم💡
كيف أعرف نفسي؟
معرفة الذات (self-knowledge) هو مصطلح يُستخدم في علم النفس وفي علم الفلسفة كذلك لوصف المعلومات التي يمتلكها الشخص عن نفسه لمعرفة شخصيته الحقيقية.
الشخصية الحقيقية تتضمن المعتقدات والمشاعر والرغبات والقيم والحالات العقلية الأخرى لدى الإنسان. السعي إلى تطوير جواب لهذا السؤال رحلة مستمرة، تتطلب بالطبع إدراكًا ذاتيًّا + وعيًا ذاتيًّا مستمرين.
ينبغي هنا عدم الخلط بين الإدراك والوعي؛ فهما مختلفان. فالأطفال الرُّضَّع يُظهِرون بعض ميزات الإدراك الذاتي ولكن لا يمكن عدُّهم أفرادًا يمتلكون وعيًا ذاتيًّا.
معرفة ذاتك وفهمها هي رحلة ممتدة طول العمر، ولن يصل أحد إلى المعرفة المطلقة والكاملة لنفسه.
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتطوير الوعي الذاتي:
سجل خواطرك: تبنَّ عادات التدوين الشخصي وسجِّل أفكارك ومشاعرك في مفكّرة. هذا يساعدك على تتبع التغيرات في مزاجك وفهم العوامل التي تؤثر في حالتك النفسية.
استمع جيدًا إلى نفسك وإلى الآخرين. انتبه إلى كيفية تفاعلك مع مختلف المواقف والأشخاص، وكيف يؤثر ذلك في مشاعرك وتصرفاتك.
حلل تصرفاتك: المصمم الجيد دائمًا لديه فضولٌ «مولّع» 🔥 أشعِلْ هذا الفضول وابحث عن الأسباب وراء تصرفاتك. لماذا اتخذت هذا القرار؟ ما الذي دفعك إلى الاستجابة بهذه الطريقة؟
اتصل بمشاعرك: سمِّ مشاعرك بدقة، هل أنت حزين؟ سعيد؟ منزعج؟ فهم مشاعرك يمكن أن يساعدك على التعامل معها بشكل أفضل.
حدد قيمك ومبادئك: حدد القيم والمبادئ التي ترشد حياتك. كيف تنعكس هذه القيم في تصرفاتك اليومية؟
الاهتمام بصحتك: اعتنِ بنفسك بشكل شامل، بما في ذلك النوم الجيد، والتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية. العناية بالجسد تؤثر بشكل كبير في الوعي الذاتي.
تعلم باستمرار: كن مستعدًا لتطوير نفسك. اقرأ كتبًا، شارك في ورش، «أو نشرات 😉»، استمع إلى البودكاست، وكن على اطلاع بفضول دائم على أحدث المعلومات حول مواضيع الوعي الذاتي ومعرفة النفس.
اطلب مرئيات: «ما خاب من استخار وما ندم من استشار» اطلب رأي الآخرين ومشورتهم حولك بصدق، خصوصًا ممن تثق بهم وبدوافعهم لمساعدتك. هل يرون أشياء في شخصيتك أو تصرفاتك تحتاج إلى تحسين؟
الوعي الذاتي يأتي مع الوقت والتفاعل المستمر مع نفسك وبيئتك. استمر في تطوير هذه العادات وستجد أنك أصبحت أكثر وعيًا وفهمًا لذاتك.
التمرين 🏋️
بناء بوصلتك
مدة التمرين تستغرق نحو 30 دقيقة*
لكي نصنع البوصلة لا بد أن نجهز المكونات الأولية لها، وهي تكامل نظرتك للحياة مع نظرتك مع أحد العناصر المهمة في حياتك (الصحة - العمل - العلاقات - اللعب…). في حالة هذا التمرين سنستخدم نظرتنا للعمل لكونها تشغل حيزًا كبيرًا من اتخاذ القرارات وتخطيط نمط الحياة لدى معظمنا. (تستطيع إعادة خطوات التمرين مع العناصر الأخرى لبناء بوصلة متكاملة.)
1. أحضر ورقة وقلمًا أو دفترك الخاص أو استخدم هذا القالب لتطبيق التمرين. ((لن نستخدم فواتير أو قطع ورق صغيرة هذه المرة.🧾😁)
2. اكتب موجزًا قصيرًا عن نظرتك للعمل (Workview) - لا تفعل ذلك في رأسك! حاول كتابة هذا الموجز بما لا يزيد على 200 كلمة.
هنا بعض الأسئلة لتساعدك على التعبير عن نظرتك للعمل (ليس بالضرورة إجابتها كلها لكن من المهم أن يغطي الموجز إجابة أكثرها):
لماذا تعمل؟
ماذا يعني لك العمل؟ وكيف تعرِّف العمل ذا المعنى؟
ما الذي يحدد العمل الجيد أو المفيد من العمل المضيع للجهد والوقت في نظرك؟
ما العلاقة بين العمل والمال والمكانة الاجتماعية في نظرك؟
كيف يرتبط العمل بالفرد والمجتمع؟
3. بطريقة مماثلة اكتب موجزًا عن نظرتك وأفكارك وفلسفتك حول الحياة (Lifeview).
ثمة أسئلة نخاف أن نطرحها على أنفسنا أو على الآخرين. بعض تلك الأسئلة تربَّينا عليها وبعضها اكتشفنا إجاباتها خلال تجربة الحياة. أسرد لكم هنا عددًا من هذه الأسئلة المساعدة في صياغة نظرتك للحياة:
لماذا نحن هنا على هذه الأرض؟
ﻣﺎذا ﻳﻌﻄﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻗﻴﻤﺔ وﻣﻌﲎ؟
ما هي الحياة السعيدة في نظرك؟
ما قيمك ومبادئك الأساسية في الحياة؟
ما دور الأسرة والمجتمع والدولة في الحياة؟
ما دور الفرح والحزن والعدالة والظلم والحب والسلام في الحياة؟
كيف ترى دور الحياة والموت؟
هدفنا من الوصول إلى حياة مصممة تصميمًا جيدًا هو الانسجام. أن تعيش حياة منسجمة منطقية غير متناقضة، بحيث تصطف هذه الأشياء الثلاثة معًا: من أنت؟ (ذاتك) - ما تؤمن به؟ (معتقداتك) - ماذا تفعل؟ (سلوكك)
من خلال جعل نظرتك للحياة والعمل في وئام يزداد وضوحك وقدرتك على عيش حياة ذات معنى وبوعيٍ ذاتي.
4. هل هناك تعارض بين النظرتين؟ أين تكمن هذه التعارضات؟
5. أين يكمل كل منهما الآخر؟ وكيف يقود كل منهما الآخر بانسجام؟
في نهاية المطاف، «انسجام» نظرتك للحياة ونظرتك لأي عنصر آخر تتخذ فيه قراراتك في تصميم نمط حياتك هو ما يعطي البوصلة فعاليَّتها في إشارتها نحو الاتجاه الصحيح، أو كما يسمى «الشَّمال الحقيقي». فعندما تشعر بعدم الارتياح، أو بنوع من التردد في القرارات والاتجاهات، يمكنك تقييم موقعك الحالي مع بوصلتك. ولا تنس مراجعة بوصلتك وإعادة ضبطها بين فترة وأخرى.
ثمانيةنشرة أسبوعية تتجاوز فكرة «أنت تستطيع» إلى «كيف تستطيع» تحقيق أهدافك وتحسين نمط حياتك.