نحن طلاب درجات، لا طلاب علم 👨🏻‍🏫

ما الذي يجعل الطلاب يحتفلون بنهاية السنة الدراسية كأنهم تخلصوا من أكبر منغصات حياتهم؟

يقول مقالٌ ظريف في «ذ أتلانتك» إنَّ النباتيين أكثر الفئات المكروهة! 😳

«كره» كلمة شديدة، دعنا نقل أكثر الفئات التي يُنظَر إليها سلبًا؛ لأنَّ النباتي في مخيلة الآخرين قاتل المتعة وعدو اللذات والمستشرف الأخلاقي المتكبّر.🙄

اللافت كيف أنَّ خيارًا شخصيًّا كهذا يستفز هذه المشاعر الحادة لدى شخص لا يتأثر فعليًّا بهذا الخيار. (إلا إذا كانت والدة النباتي أو زوجته، المجبورة على إعداد وصفة خص نص للنباتي على سفرتها من بين كل العائلة!)🤷🏻‍♂️


طلاب درجات / Imran Creative
طلاب درجات / Imran Creative

نحن طلاب درجات، لا طلاب علم

حسن علي

عندما كنت أدرس في السنة التحضيرية في الجامعة فُرِض علينا منهج التوفل الذي كان يشترط أن تحرز درجة عالية في اختباره حتى يمكنك تجاوز هذا المقرر. وكان من الشائع جدًا أن يعاني الطلاب منه (وأنا منهم، فقد أعدت الاختبار ثلاث مرات قبل اجتيازه). في إحدى المرات خرجت من قاعة الاختبار وإذا بي ألمح كتاب التهيئة لاختبار التوفل، الذي قد يتجاوز سعره 400 ريال، ممزقًا على الأرض، وكأن شخصًا قد انتقم التو من هذا الاختبار البغيض.

إن هذا المنظر ليس غريبًا على طلاب المدارس، خصوصًا بعد بداية العطلة الصيفية، حيث ينظرون إلى المدرسة كأنهم قد تخلصوا من عظْمة عالقة في حلوقهم. وهذا حقًّا مما يؤسف عليه.

فالأطفال يتمتعون بفورة من الفضول والشغف، ويتطلب منك أن تبذل جهدًا كبيرًا لكي تخمد هذه الفورة في نفوسهم. فما الذي يجعل الطلاب يحتفلون بنهاية السنة الدراسية وتركهم للمدرسة كأنهم تخلصوا من أكبر منغصات حياتهم؟ (لا أريد أن يُفهَم من كلامي هنا أنني ضد الاحتفالات، وإنما تعليقي هو على هجر الطلاب لما يُفترَض أن يكون ملاذًا لطلب العلم والمعرفة.)

يتلخص السبب في قول مدرس اللغة العربية في الجامعة لنا في أول حصة: «أنتم طلاب درجات، لا طلاب علم؛ لذا سأدرسكم كيف تحصلون على الدرجات في الاختبار». ولعمري إنها من أصدق ما سمعته في حياتي. 

يأتي قوله هذا من معرفته أن طلاب جامعة علمية تهتم بالهندسة وريادة الأعمال لا يلقون بالًا لمواد اللغة العربية والدين. وقد وضع يده موضع الجرح تمامًا لأننا ندرس في المدرسة من أجل اختبارات تعسُّفية لا من أجل طلب العلم. وهذا الأمر يفرض نفسه على مستوى التعليم في العالم كله وليس محصورًا علينا فقط.

إذ يذكر المؤلفان والعالمان كارل بيرقستروم وجيفن وِست في كتابهما «فضح الهراء» (Calling Bullshit) أن المقياس إذا أصبح هو الهدف ينتهي دوره في أن يكون مقياسًا جيّدًا، إذ إن الرقم بحد ذاته يصبح هدفًا عوض الأمر الذي يقيسه. وبعبارة أخرى: إذا كان هدفنا هو تحقيق رقم درجة معينة فسوف يشيح نظرنا عن المعرفة والعلم والخبرة التي تصاحبها والتفكير النقدي؛ لأننا نقيس العلم بهذا الرقم الذي لا يعكس من الواقع إلا القليل.

لمست الفرق شخصيًا عندما بدأت الدراسة في جامعة أخرى قبل سنتين بنظام مختلفٍ كليًا. وبدأت تخالجني مشاعر غريبة شعرت بها لأول مرة في حياتي: صرت أتضجّر من أيام الإجازات الطويلة!

أعي تمامًا أن هذا ما يقوله «الدوافير» عادةً، لكنني صدقًا لست منهم. يمكنني أن أعزو هذا الشعور إلى أسباب ثلاثة: أولها أنني أدرس موضوعًا أحبه وأهواه، والثاني هو أن المدرسين والمدرسات لم يقتلوا هذا الشغف والحب، وثالثها أن نظام تقويم الطلاب فيها غير مبني على درجات اختبارات فقط بل فيها جانب إنسانيٌ كبير. وهذا ما يجعلك كطالب تشعر بأهمّية وجودك في الجامعة، وأنك لست مجرد رقم بين الأرقام.

يكاد يكون هذا الموضوع قديمًا قِدَم المدارس والجامعات نفسها، ولستُ أول أو آخر من تكلم به، ولا أدعي أن لدي الحل السحري لهذه المشكلة. ولكن أعتقد بأنه ينبغي لنا أن نتكلم فيه دائمًا؛ فما يدريك؟ لعلنا نقترب من الحل في كل مرة نتكلم فيها.


فاصل ⏸️


خبر وأكثر 🔍📰

غير معقول / Giphy
غير معقول / Giphy

عنف الاستعمار الدموي يلاحق متاحف بلجيكا!

  • لعدة سنوات، عُرضَت قلادة نحاسية وزجاجية لامعة في المتحف الملكي لإفريقيا الوسطى في ترفورين، شرق بروكسل. القلادة كانت ملكًا لياكاومبو كاماندا لومبونقو المناصر للاستقلال عن بلجيكا، زعيم شعب السونجي في جمهورية الكونقو الديمقراطية الحالية، الذي أعدمته سلطة الاستعمار في عام 1936 بتهمة قتل ملفقة. قصة وصول القلادة المذكورة في أرشيف المتحف لا تفصح عن العنف الدموي الذي رافق الحصول عليها. 😡🇨🇬

  • يواجه المتحف الملكي لإفريقيا الوسطى مطالبات متزايدة بإعادة الممتلكات الفنية من الحقبة الاستعمارية، لكن الأمر يعود إلى الحكومة البلجيكية المالكة للقطع. يقول بارت أوفري مدير المتحف: إن إعادة هذه القطع قد يستغرق عقودًا ولكنه أمر حتمي. ويهدف القانون البلجيكي لعام 2022 إلى إعادة المقتنيات التي نُزِعَت بالإكراه أو العنف إلى الدول المستعمَرة السابقة.⚔️🔙

  • يُظهِر البحث في الأرشيفات أن أكثر من 40 ألف قطعة جُمِعت قبل الحرب العالمية الأولى، وهي الفترة الأعنف في تاريخ الاستعمار البلجيكي. ويشير المؤرخ هين فانهي إلى أن العديد من القطع سُلبَت بالقوة خلال الحملات العقابية.😨 ⚠️

  • يواجه المتحف تحديًا في تحقيق توازن بين عرض الأعمال الفنية التاريخية والتعامل مع إرثها الاستعماري، وهو جزء من جهود أوسع لتفكيك الاستعمار الغربي في المتاحف والمؤسسات الثقافية الغربية.⚖️🌍

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+430 متابع في آخر 7 أيام