بماذا تخبرنا رسائل أمهاتنا الصوتية 🔊
زائد: لا تطبق كل نصائح لنكدإن.



إذا كنت في اجتماع عمل مع فريق من شركة أخرى، وأحد أعضاء ذاك الفريق لا ينفك يكرر اسمك في كل جملة يتوجه بها إليك (ع الطالعة والنازلة)، فعلى الأغلب قرأ هذه النصيحة في لنكدإن: كرِّر اسم الشخص الذي تود كسب موافقته، لأنَّ الأبحاث تقول إن الدماغ يتحفز لدى سماع اسم صاحبه.
هذه النصيحة اللنكدنية، مثل كثير من النصائح عليها، عبارة عن إعادة تدوير لنصائح عتيقة، وهذه النصيحة تحديدًا تعود إلى ديل كارنيقي، وأفصح عنها في عام 1936، قائلًا «لا كلمة أعذب على أذن الرجل من سماعه اسمه على لسان الآخرين.»
لكن ثمة شعرة رفيعة بين امتنانك لتوجه أحدهم إليك باسمك، وبين انزعاجك من تكرار اسمك إلى حد يثير ريبتك من ذاك الشخص.
لذا تنصحك «وول ستريت جورنال» في حال وقعتَ على نصيحة تكرار الأسماء أن تطبقها باعتدال وحذر شديدين. يكفي أن تريه من المرة الأولى أنك تتذكر اسمه، وألا تخلط بين اسمه واسم شخص آخر، هذا كافٍ «وكثِّر الله خيرك». 👨🏻💼😏

بماذا تخبرنا رسائل أمهاتنا الصوتية 🔊
لم ترسل لي أمي رسالة صوتية إلا مرة وحيدة؛ كنا نتحدث هاتفيًا وانقطع الاتصال قبل أن تدعو لي كعادتها، فحرصتْ على إرسال دعواتها عبر رسالة واتساب. تفاجأتُ حينئذ بأن أمي استطاعت التعامل مع خاصية الرسائل الصوتية رغم كرهها مستجدات التقنية، غير أنها ستفعل أي شيء لكي تشعرني بالطمأنينة.
تذكرت تلك الرسالة بعد الانتشار الواسع في مصر لترند تقليد الأبناء رسائلَ أمهاتهم الصوتية عبر تك توك، من خلال الوسم (giving life to my mom's voice notes#). حيث استغل الكثير من المراهقين اعتمادهم على الرسائل الصوتية في تواصلهم مع آبائهم وأمهاتهم لتناول ما تحتويه تلك الرسائل من توجيه وعتاب ودعم، بصورةٍ مرحة وساخرة.
يمكننا من خلال متابعة رسائل واتساب الصوتية أن نرصد طبيعة علاقة المراهقين بآبائهم وأمهاتهم. وهذا تحديدًا ما توقعته الكاتبة رويحة عبد الرب في تدوينتها على نشرة أها! قبل عامين بعنوان «متحف رسائل واتساب الصوتية»، حيث أوضحت رويحة أن تلك الرسائل تحمل أرشيفًا شفهيًّا من الذكريات والمشاعر، ولذا يجب ألا نستهين بها.
يعود تفضيلُ الناس الرسائلَ الصوتية على النصية في الكثير من المواقف إلى سبب علمي واضح؛ وهو أننا نستطيع فهم بعضنا بشكل أفضل عندما نستمع إلى بعضنا البعض. فقد أظهرت الأبحاث أن من خلال سماع صوت شخص ما، حتى لبضع ثوانٍ، يمكننا التقاط ما يُسمَّى بـ«الإشارات اللغوية غير المباشرة».
تساعد تلك الإشارات على توصيل الرسائل بصورةٍ أفضل، فلا يستطيع أحدنا توضيح حماسته من خلال الرسائل النصية مثلما توضِّح نبرة صوته. لذلك تحتل الرسائل الصوتية الأولوية عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع المشاعر المعقدة.
بالعودة إلى رسائل الأمهات الصوتية، فأول ما يمكننا ملاحظته خطأ الاعتقاد الشائع بأن تربية الأبناء أصبحت أصعب مما كانت عليه من قبل بسبب تأثير التقنية. إذ نجد في ظل هذا الترند مئات الأمهات اللواتي يتسلحن بالتقنية من أجل توطيد علاقتهن بأولادهن وبناتهن، ومحاولة تمرير النصائح والتوجيهات من خلال الرسائل الصوتية التي يفضلها الجيل زد أكثر من غيره.
يمكننا كذلك ملاحظة تشابه مشاكل الأمهات مع أبنائهن، بصرف النظر عن الفروقات الاقتصادية والاجتماعية. فمعظم الأمهات تتمحور شكواهن حول ضعف تواصل الأولاد مع العائلة وتجاهل رسائل الآباء والأمهات، وهو الأمر الذي يبدو منطقيًا.
فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن أدمغة الأطفال الصغار تتناغم بشكل كبير مع أصوات أمهاتهم. لكن مع تحوُّل الأطفال إلى مراهقين، يتغير كل شيء. حيث تصبح أدمغة المراهقين أكثر انسجامًا مع أصوات الغرباء مقارنةً بأصوات أمهاتهم. ويوضِّح دانييل أبرامز، عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد، أن أدمغة المراهقين لا تتوقف عن الاستجابة للأمهات، لكن ما يحدث أنَّ الأصوات غير المألوفة ستحفزهم أكثر على التفاعل. فمع نمو الأطفال، يتوسع نطاق علاقاتهم الاجتماعية إلى ما هو أبعد من نطاق الأسرة، وتبدأ أدمغتهم تحفزهم إلى حاجة الاهتمام بهذا العالم الأوسع.
إلا أن أصوات الأمهات ستظل تتمتع بتأثير هائل، خاصةً في أوقات التوتر. فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2011 انخفاض مستويات هرمونات التوتر لدى الفتيات المتوترات بعد سماع أصوات أمهاتهن عبر الهاتف، وهو ما لم يحدث من خلال رسائل الأمهات النصية. ولنا أن نرى هذا التأثير على وجوه الأولاد السعيدة عندما يقلدون رسائل أمهاتهم.
ليس كل ما تنتجه التقنية يزيد صعوبة التواصل بين الآباء والأبناء كما يعتقد الكثيرون. فرسائل الواتساب الصوتية تخبرنا أن اهتمام آبائنا وأمهاتنا بنا لن ينقطع أبدًا حتى لو جرى التعبير عن هذا الاهتمام من خلال رسائل صوتية مدتها ثوانٍ معدودة، إلا أن تلك الثواني تحمل الكثير من الحميمية والحب.
يكفي أنَّ تلك التقنية مكَّنتني من سماع دعاء أمي يوميًا، عبر رسالة الواتساب الصوتية الوحيدة بيننا.
شبَّاك منوِّر 🖼️

طفولتي كانت مزيجًا من «كونان» و«القناص» و«عهد الأصدقاء»، ولكني لست من قرّاء المانقا. فإن كنت مثلي، يكفيك تصفح مجلة واحدة لتدرك صعوبة إنجاز مثل هذا العمل، وما يتطلبه من جهد متكامل، فلا بد للفنان أن يكون مبدعًا للغاية في الرسم والكتابة ليتمكن من خلق عمل مؤثر. 👩🏻🎨
الفنانة الأردنية ديانا العبادي أول فنانة مانقا في العالم العربي، حيث جمعت الرسم وكتابة القصة. درست الهندسة المعمارية في الجامعة، لكنها كانت تحب رسم المانقا منذ الطفولة مع أنها لم تكن تعرف أنها فنٌّ قائم بذاته، بل دفعها إليه حبُّها لمسلسلات الكرتون مثل «عهد الأصدقاء» و«ريمي». 📺👧🏻
علَّمت ديانا نفسها الرسم والكتابة، وفور تخرّجها عرفت أن الهندسة لن تكون مسارها، وتفرغت للمانقا بجدية. وقد فازت بالمركز الثالث عن عملها «Grey is» في مسابقة المانقا اليابانية العالمية، في دورتها الثامنة عشر لعام 2025، كما حصدت جوائز عديدة لمختلف قصصها .🏅👷🏻♀️
تكتب «ديانا» وترسم المانقا من عام 2009، وقد نشرت عدة أعمال أشهرها وأولها سلسلة بعنوان «Grey is» نُشرت عام 2010 ولا تزال مستمرة. تدور السلسلة حول مصمم أزياء يُدعى «بلاك» ويعاني من فقدان ذاكرة انتقائي، وصديقه منذ الطفولة «وايت» الذي أصبح كاتبًا. يجتمع الصديقان مرة أخرى لمواجهة ماضيهما المؤلم، بينما يكافحان للحفاظ على صداقتهما. تسبر ديانا في هذه السلسلة أغوار اكتشاف الذات في المرحلة الانتقالية بين الطفولة والنضج، والتعرف على الهوية والاتصال بالآخر.🫨📰
استوقفني عملها «A Missing Piece»؛ فعند تصفح العمل وتأمل خطوط ملامح البطل، لا سيما اختفاء عينيه في كثير من الصفحات وظهورهما حائرتين حزينتين أحيانًا، يمكننا استيعاب مشاعره. ترسم ديانا بالأسود والأبيض مما يضفي بعدًا مشاعريًا على العمل، فنركز على الغيوم والأزهار برماديتها، والتفاصيل الباهتة التي تُشعرنا بشيء ناقص، بخللٍ موجود. 👁️😶🌫️
وعلى الجانب الآخر، تربطني بساطة النص بالقصة مباشرة؛ فكم مرة استيقظت وأنا أشعر بأن هذا اليوم غريب، كأن شيئًا ينغّصه عليّ لينتهي دون أن أعرفه. ولكن البطل هنا يشدّنا ببحثه عن السبب حتى آخر لحظة، لنكتشف أن الامتنان كان ينقص يومه، وأن الألوان تنقص لوحته.🧩🌪️
تميل أعمال «ديانا» إلى السوداوية والحزن، حتى في سكيتشاتها القديمة، إذ رغم بساطتها توحي بأنها وسيلة لإيصال صراع داخلي تودّ مشاركته الآخرين. سكيتش «Drifting away» مثلًا، بخطوطه القليلة وشساعة المساحة البيضاء في غرفة خالية إلا من الستائر، تَشي بالرغبة بالاختفاء بين الأفكار داخل السرير. أما سكيتش «001» فهو على النقيض تمامًا، حيث رسمت فتاة جالسة بانحناءة حزينة، تحيطها خربشات فوضوية، تكشف لخبطاتها الداخلية ومخاوفها وقلقها. ومن يتابع أعمالها سيجد هذه المواضيع والثيمات تنعكس على قصص المانقا التي تؤلفها. 😔✍🏼
لا تكتفي ديانا العبادي بالمانقا، بل ترسم بعض السكيتشات والأعمال الفنية المختلفة بأسلوب المانقا، فتُحمِّل أعمالها أبعادًا إنسانية عميقة، وتدمج الكتابة بالرسم حتى في لوحاتها. وأحببت شخصيًّا عملها «Wild Spirit» لأني ارتبط به تمامًا، فقد رسمت شخصًا يمسك قلمًا بيد وفرشاة بالأخرى, تحيط به حبال وأسلاك يحاول التحرر منها، في إشارة إلى أنَّ بوسع الابتكار والفن تخليصنا من بعض القيود والصعوبات، لتجد أرواحنا متسعًا تزدهر فيه.🎨🪢
🧶 إعداد
شهد الراشد
لمحات من الويب
«قد ترى التسويف عدوًّا للإنتاجية، وهذا صحيح أحيانًا، لكن للتسويف أن يكون أيضًا منبعًا للأفكار الإبداعية.» آدم قرانت
لأنَّ الرياض تنحب بأهلها وليس فقط بمشاريعها، نشاركك هذه التدوينة من نشرة «برشومي».
تطبيق (Anybox) تجمع فيه روابط علامات التبويب. (نشرة ذ فيرج)
خفت، ورحت زرعت كل الجنينة اللي عندي.
خليني أوريك كيف تتهنَّى بمضغ لقمتك.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
لماذا لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بديلاً للفن الحقيقي؟ 👨🏻🎨
هل يمكن للرسائل الصوتية أن تكون وسيلة تواصل مثالية؟ ✉️


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.