لماذا يستحيل على الذكاء الاصطناعي أن يصيّرك فنانًا؟ 👨🏻🎨
وحده فقط المقتنع بأنَّ الإلهام جوهر الفن وأهم ما فيه، سينخدع باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
بعد حماس أبل بإطلاق أيفون 16، (وعلى خلاف الأعوام الماضية، هذا العام لم ننتبه لحفل الإطلاق!) ظهرت مراجعات كثيرة تدعو الشاري المحتمل إلى التالي:
إذا أيفون 15 شغّال، لا تبدله.😏
إذا كنت متحمسًا لميزة الذكاء الاصطناعي، سيجري تحديثها نهاية العام، وتقتصر فقط على اللغة الإنقليزية. أما التغييرات الفعلية التي تهمك في الجهاز بالكاد تُذكَر (يفرق معك إذا التطبيق يفتح أسرع بمللي ثانية؟ والصورة أوضح بخمسة بكسل؟😮)
لماذا يستحيل على الذكاء الاصطناعي أن يصيّرك فنانًا؟
حين بدأت كتابة الصفحة الأولى من روايتي، لم تكن في مخيلتي روايةً. كانت قصة أطفال صغيرة عن ولد اسمه «أيمن»، يتعرض للتنمر في مدرسته، وكيف لصداقة بدأت بالصدفة مع طالب آخر اسمه «غسان»، أن منحت أيمن الشجاعة على مواجهة المتنمرين، والقدرة على أن يحب نفسه؛ لأنَّ بات له صديقٌ يحبّه، وما عاد وحيدًا. حتى عنوان القصة كان طفوليًّا: «أيمن مرعوب».
لو أني حينها أدخلت الوصف أعلاه في صندوق أوامر «تشات جي بي تي»، لأعطاني القصة التي طلبتها، وبالتوازي لأعطاني برنامج «دالي» اللوحات المرافقة للأحداث. ومع بعض التعديلات الطفيفة من جهتي، كنت سأخرج تمامًا بما أردت، على النحو الذي تصورته في مخيلتي، وفي أقل من يوم: قصة أطفال.
لكن كنت سأُحرَم من فرصة تغيير رأيي في أثناء عملية الكتابة، التي استغرقت سنتين من العمل اليومي، وصدمة استكشاف مسارات أخرى في الحبكة وبناء الشخصيات ما كانت أبدًا على بالي.
هذه هي تحديدًا حُجَّة الروائي تيد تشيانق ضد فرضية قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يصيّرك فنانًا، والتي فصَّلها في مقاله «لماذا لن ينتج الذكاء الاصطناعي فنًّا» (Why A.I. isn't Going to Make Art).
عرفت بالمقال من تك توك، حيث شاع الحديث عنه في الأيام الماضية، لأنَّ الكاتب معروف برواياته في فئة الخيال العلمي (عن نفسي صراحةً لم أكن أعرفه). إذ في العادة كتّاب الخيال العلمي أكثر انفتاحًا على التطور التقني، وأشد الكتّاب تهويلًا لقدرات الذكاء الاصطناعي الخارقة وسيطرته على العالم، على خلاف ما كتبه تشيانق في مقاله.
ينطلق تشيانق في بناء حجّته بدءًا من تعريفه للفن: «الفن شيءٌ ينتج عن اتخاذ قرارات كثيرة.» فإذا كتبت رواية مثلًا من عشرة آلاف كلمة، فأنت اتخذت على الأقل عشرة آلاف قرار -ما بين قرارٍ واعٍ وغير واعٍ. في المقابل، حين تكتب أوامرك لنموذج «تشات جي بي تي»، فأنت اختزلت قراراتك من الآلاف إلى العشرات فقط. لكن لأنَّ كتابة قصة من عشرة آلاف كلمة تحتاج إلى عشرة آلاف قرار، يعمل النموذج اللغوي على اتخاذها بدلًا منك، وسيتخذها من إحدى طريقتين.
الأولى: سيمنحك المعدَّل الوسطي للقرارات التي اتخذها كتابٌ غيرك في ملايين النصوص المحفوظة في الإنترنت، والذي يعادل بدوره أقل القرارات إثارةً للاهتمام وأكثرها اعتياديةً. أما الثانية: أن تأمره أنت بتقليد أسلوب كاتب محدد، وبذا يتخذ النموذج القرارات التي سيتخذها ذاك الكاتب، وعملك لن يكون سوى اشتقاقٍ ضعيف من عقل كاتبٍ آخر.
الأمر ذاته ينطبق على الفن البصري، كالرسم. لكن مع الفنون البصرية تحديدًا، تروّج شركات الذكاء الاصطناعي، مثل «أوبن إيه آي»، أنَّ نماذجها أداة تحرّر الإبداع لدى الرسّام بدل قضاء وقت طويل في انتظار الإلهام، وميزتها التسويقية أنها تولّد إنتاجًا بحجمٍ يفوق بكثير حجم المدخلات (أي أوامرك النصية التي قد لا تتجاوز عدة أسطر).
برأي تشانق، تدّعي تلك الشركات أنَّ الفن أساسُه وجوهره الإلهام، أي إذا منحتك ميزة الاكتفاء فقط بالإلهام أساسًا لعملك الإبداعي دون الكدح في العمل، فقد نجحتْ تلك النماذج في وظيفتها تجاهك، بتحويلها فكرتك إلى عمل فني في غضون لحظات. بهذا، وحده فقط المقتنع بأنَّ الإلهام جوهر الفن وأهم ما فيه، سينخدع باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى الأغلب هذا الشخص هو نفسه من يدّعي أنه فنان، لكن لا ينتج فنًّا بحجة انتظاره الإلهام، بينما في الواقع يخشى الاستغراق في العمل الشاق الذي يتطلبه الفن.
لكن في حقيقة الأمر، الإلهام لا يمكن فصله عن الكدح، لأنَّ دون هذا الكدح، لن تتسنى لك فرصة اتخاذ القرارات في كل تفاصيل عملك الفنيّ، من أصغرها إلى أكبرها، ومراجعتها من جديد بعدما تفكّرت مليًّا فيها، وفيما تود قوله. فهذه القرارات نابعة عنك، عن استكشاف دواخلك الدفينة، عن حياتك الفريدة بتجاربها، بمنظورك لما يجري حولك، بما تود الإفصاح عنه للآخر، ولنفسك.
ويستحيل أن تختزل كل هذا في أمرٍ نصيّ، أو في عدّة ثوانٍ.
فاصل ⏸️
شبَّاك منوِّر 🖼️
هل تنهض فورًا من فراشك ما أن يرن المنبه؟ قراري بعد رنين المنبه صباحًا يحدد كيف سأشعر تجاه نفسي ويومي، فإن نهضت مباشرة أو بعد بضع دقائق سيكون يومي أفضل. لكني مؤخرًا بتُّ أماطل في النهوض، وقد أتجاوز الساعة أتصفَّح جوالي، مع شعور مستمر بالسوء. ولكن هل عليّ الشعور بالسوء كل مرة أرتاح فيها قليلًا؟ وما الخط الفاصل بين الراحة والتهرُّب؟ 😅
«هركل دركل» تعني في الثقافة الاسكتلندية الاستلقاء في السرير أو على الأريكة عندما نكون بحاجة إلى النهوض ولدينا الكثير لعمله. تكرَّر ظهورها على تك توك لنشر ثقافة الاسترخاء دون الشعور بالذنب، خاصة لمن تداهمه الأعمال المنزلية أو المهنية فور استيقاظه. أي لا بأس باستلقائك أطول من الوقت المفروض لكي تحظى بوقتٍ كافٍ لنفسك قبل هبوب العاصفة. 🌪️😴
قد يكون الاستلقاء على السرير بعد استيقاظك من النوم فعلًا إيجابيًا عندما يُمارَس بانتباه، أشبه باختيارك احتساء كوب من الشاي لمعرفتك بتأثيره المريح، أو ممارستك الكتابة اليومية قبل النوم بهدف التنفيس. ولكن إن كان استلقاؤك يُشعرِك بالتوتر، فاعلم أنك بحاجة إلى التخلص من هذه العادة. 🍵😕
ربما لم تنم جيدًا أو تشعر بالإرهاق وتحتاج إلى الاستلقاء أكثر، لكن إن كانت مشاكل نومك مستمرة فلا تستلقِ طويلًا بعد استيقاظك، لأن جسدك سيتعلم البقاء مستيقظًا في السرير، ويزيد لديك الأرق. لذا احرص أن تتراوح مدة الاستلقاء بعد استيقاظك ما بين 15 - 30 دقيقة. 🕰️🥱
متى آخر مرة تعفَّنت في السرير؟ يشجّع «ترند» آخر الناس على البقاء في السرير يومًا أو طيلة عطلة الأسبوع كوسيلة لمعالجة الإرهاق والاحتراق وشحن الطاقة، لكن بالطبع على فترات متباعدة. فتكرار هذه الممارسة قد يكون دلالة اكتئاب، أو إشارة إلى ضرورة إحداث تغيير في حياتك.🛏️😔
خلاصة الخلاصة: وازن بين منح جسدك الراحة وحثِّه على الابتعاد عن السرير بأسرع وقت ممكن بعد رنين المنبه. 🫠⏰
🧶 المصدر
Elizabeth Passarella
لمحات من الويب
«من نمَّ لك نمَّ بك، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن إذا أرضيته فقال ما ليس فيك، كذلك إذا أغضبته قال فيك ما ليس فيك.» الإمام الشافعي
إذا كنت من محبي التدوين على دفاتر «مولسكن»، هنا مقالة ممتعة عنها، وعن قوتها حتى في عصر التدوين الرقمي. (باللغة الإنقليزية)
خمس سنوات في توثيق دور طاولة بنق بونق في أيام الناس العابرة.
على بالي زعلان.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
النجاح الإبداعي لا يتطلب أن يكون كاملًا، بل من الممكن أن يكون جزئيًا في بعض الأحيان. وهذا أفضل من الاستسلام الذي سيقبل به الذكاء الاصطناعي. 🤖
في المستقبل قد لا تكون هناك حاجة إلى مخرج، منتج، محرر، لكن ستبقى الحاجة إلى الكاتب حتى يفهم الذكاء الاصطناعي كيف يصنع الفلم. 🎬
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.