لعبة الفيديو التي أحبها بكل تفاصيلها 🎨

زائد: الابتكار في الفنون لم ينتهِ.

نصيحة مهنية لطيفة:

إذا كنت مصاب بالانفلونزا، وعندك أربع مهام، ثلاث مهام تنقصها خطوة أو خطوتين بسيطتين للانتهاء، والمهمة الرابعة تحتاج منك البدء من الصفر، إياك تبدأ بالمهمة الرابعة! لأن اليوم سينتهي ولن تنفذ أي منها.😫 

(النصيحة قابلة للتطبيق في أي وقت، ولا تشترط وجود الانفلونزا.🤧)


لعبة «ساموروست» / Imran Creative
لعبة «ساموروست» / Imran Creative

لعبة الفيديو التي أحبها بكل تفاصيلها

عبدالله المهيري

هذه قصة أخرى من عصر ألعاب فلاش التي كانت تعمل في المتصفح مباشرة. في عام 2003، عرضت أحد المواقع المتخصصة في هذه الألعاب لعبةً طريفة اسمها «ساموروست» (Samorost)، وقد كانت لعبة قصيرة وجميلة في كل تفاصيلها. تعرض اللعبة شخصية رئيسة تعيش في كويكب صغير، وذات يوم يرى أن هناك كويكبًا آخر سيصطدم به، وعليه تغيير مساره لتجنب الاصطدام. 

الأحجيات في هذه اللعبة بسيطة، والغاية هنا ليس إنجاز المهمة بل خوض الرحلة؛ فأجواؤها وتفاصيلها تجعلها لعبة تستحق أن تتمهل فيها ولا تستعجل إنجازها. ومن الواضح لي أن من صنع اللعبة لديه ذوقٌ خاص وإبداعٌ مختلف لم أره من قبل، ومن هنا بدأ إعجابي بأعمال «ستوديو أمانيتا»، وهي شركة ألعاب فيديو صغيرة من جمهورية التشيك.

طُرِح الجزء الثاني في 2005 بتقنية فلاش، وأعيد تطوير هذا الجزء بحيث يعمل على الحواسيب الحديثة لكن لم يكن مجانيًّا. يُكمِل الجزء الثاني ما بدأته اللعبة الأولى، لكن سنرى توسُّعًا في حجم اللعبة. فالقصة هنا أن شخصية اللعبة الرئيسة تعيش في سلام على الكويكب مع كلبٍ طريف، وذات يوم، جاء زوارٌ من الفضاء وخطفوا الكلب. ومهمتك هنا ملاحقتهم وإنقاذ صديقك الوفي.

بإنقاذ الكلب ينتهي شطر اللعبة الأول، ثم يبدأ الثاني الذي لا علاقة له بالجزء الأول. الوقود ينفد من سفينة الفضاء، وستقع على كويكب غريب وتتحطم، لكن ليس قبل أن يطير منها بطلنا ويهبط بسلام مستخدمًا مظلة هبوط. هنا عليه أن يجد سفينة أجرة لكي يعود إلى منزله، وبالطبع عليه حلُّ سلسلة من الأحجيات الطريفة ليحقق هذا الهدف.

يعيب هذا الجزء أنه يعتمد على أحجيات تتطلب سرعة النقر أو دقة التوقيت، عدا ذلك فاللعبة رائعة، وجعلتني وغيري نتوق إلى الجزء الثالث الذي لم يصل إلا بعد أحد عشر عامًا. طُرِح الجزء الثالث في 2016، ومن أول شاشة عرفت أنه استحق الانتظار. فالجزء الثالث رفع مستوى الرسومات والقصة والعالم.

البطل هو نفسه في الأجزاء الثلاثة، وقصته في الجزء الثالث تبدأ مع رؤيا في منامه رأى فيها نفسه يطير بسفينة فضاء. الألعاب الثلاثة لا تحكي القصة بالكلمات، بل بالصور المتحركة والبيئة. أضاف الجزء الثالث عنصر الصوت حيث يجد بطل القصة بوقًا سحريًّا يستخدمه ليستمع إلى أصوات الأشياء ثم يعزف لها، كأنه يستمع إلى أرواحها التي تستمع لموسيقاه، ثم تحكي له قصتها وما تريده.

عالم اللعبة يشمل عدة كويكبات، وكل كويكب منها له تصميمٌ مميز ومختلف. الكويكب الأول جذعُ شجرة لها سطحٌ أخضر جميل، وهو بداية مغامرة بطل اللعبة، حيث على بطلنا أن يصنع سفينة الفضاء. وهناك مهندس بلحية طويلة يعيش في هذا الكويكب، ويخبره عن القطع التي يحتاجها إلى صنع السفينة. بجمع القطع، تبدأ المغامرة الفعلية لمعرفة من أين أتى البوق وما قصته.

عدة أحجيات في هذه اللعبة تعتمد على الموسيقا وعلى انتباهك للأصوات، وهذه مشكلة بالنسبة لي؛ لأنني لن أستطيع حل الأحجيات الموسيقية دون مساعدة. كذلك تُقدِّم اللعبة دفتر تلميحات وحلول يمكن الوصول إليه في أي مكان، وكل ما يحتاج إليه فتح الدفتر أن تحل أحجية بسيطة! المزعج هنا أنك إن أغلقت الدفتر وعدت إلى اللعبة، ثم أردت أن تفتح الدفتر مرة أخرى، عليك حل الأحجية البسيطة مرة أخرى.

اللعبة أُعيدَ تطويرها لتعمل على الحواسيب الحديثة مجانًا، والأجزاء الثلاثة كلها تستحق أن تجربها وتعيش في عالمها. بعض رسوماتها، خصوصًا في الجزء الثالث، تبدو واقعية لدرجة ظننت أنها دايوراما صُوِّرَت ثم أضيفت إلى اللعبة. ثم هناك الحس الإبداعي الذي يجعلني أرغب في أن أفتح دفترًا وأرسم فيه، وأحاكي رسومات اللعبة وعوالمها.


شبَّاك منوِّر 🖼️

بعد ملايين السنين من صناعة البشر للفن، قد نعتقد أن الابتكار انتهى، وأن الفنون الجادة تراجعت أمام موجة الفن المعاصر. لكننا ننسى أن العقل أداة خارقة، وعندما نمنحه المساحة والحرية سيبهرنا بإبداعاته، فيحوِّل أقدم الأشياء وأكثرها استهلاكًا إلى فن لم نتصوره. 🤯

  • كارول ميلن فنانة كندية درست الهندسة المعمارية للمناظر الطبيعية، وفي سنتها الدراسية الأخيرة أدركت أن هذا التخصص ليس طموحها، واستوعبت حبها للحياكة منذ الطفولة، وشغفها بالنحت. وفي لحظة ابتكار قررت دمج الاثنين بأسلوب متفرّد لا يشبه أي فن، وتُعَد كارول الفنانة الوحيدة التي تمارس هذا الفن، كما أنها رائدة في فن تشكيل الزجاج. 🧶🏞️

  • في عام 2000 صنعت كارول أول منحوتة دمجت الزجاج بالحياكة، لأول وهلة تظن أن ما تراه خيوطًا، غير أنك بعد لحظات تلاحظ أنها قطعة زجاجية مُحاكة. مثال عليها مجموعة «Knitting with needles» فالإبر في منتصف العمل تشير إلى عملية الإبداع واستمرارها إلى ما لا نهاية. 🪡🧠

  • عند تأمل أعمال كارول قد تظنها سهلة، ولكن الزجاج مادة شديدة الحساسية، فهي تصنع العمل بخيوط من الشمع، ثم تصنع قالبًا حول شكل الشمع، بعد ذلك تذيبه ليخرج من القالب وتصب مكانه زجاجًا سائلًا. بعدها تكسر القالب ليظهر الزجاج، ثم تضع لمسات أخيرة. كسر القالب يجعل كل عملٍ مختلف ويستحيل تكراره.🔨🕯️

  • تتلاعب كارول بالزجاج وتركيز ألوانه، مما يسمح بتسلل الضوء للقطعة ويعطيها بُعْدًا جماليًا أعمق، تلغي بها تقليدية القطع الزجاجية المعتادة مثل المزهريات والأواني. تقول كارول إن تداخل الخيوط في أعمالها استعارة للبنية الاجتماعية. فالخيوط الفردية هشة وضعيفة وحدها، لكنها قوية عند تماسكها معًا، ومع انكسار الخيط لن تنهار البُنيَة، بل حتى مع تكسُّر البُنية أكثر فأكثر ، ستبقى القطعة متماسكة. فالروابط هي التي تضفي القوة على العمل. 🏺🪢

  • نتفق أنا و كارول في اختيارنا مجموعة «Hands knitting themselves» كعملنا المفضل. فكل قطعة عبارة عن خيوط زجاجية تحيكها يدان. لا يمكنك استيعاب البداية والنهاية في القطعة، فهي متداخلة في حلقات مدمجة. وتطرح الفنانة بهذا العمل سؤالًا وجوديًا يقول: ما الذي يعنيه أن يكون الفرد مرشد نفسه ودليلها؟ ✋🏼🧭

🧶 إعداد

شهد راشد


اقتباس اليوم 💬

أعظم دلالة على نجاح المعلم إذا أصبح بوسعه أن يقول "صار بإمكان الأطفال الآن أداء واجباتهم كما لو أني لم أكن موجودًا على هذه الحياة". والأمر نفسه ينطبق على كل من يتولى مسؤولية القيادة - امنح الناس المساحة لكي يزهروا ويكشفوا مهاراتهم وجودة عملهم.

— ماريا منتسوري


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • باعتمادنا على الذكاء الاصطناعي مساعدًا شخصيًّا في الأبحاث، سترتبط كل معارف البشر بعضها ببعض في عقل صناعي واحد. 🪄

  • مهما بلغت العكارة التي تشوب صفاء بئر ويكيبيديا المعلوماتيّ، لا أحد منا ينكر أنها منحتنا أقرب صورة إلى الموسوعة المثالية. 🥷🏻🦋

نشرة بريديةألعابتصميم ألعاب
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+270 متابع في آخر 7 أيام