سطوح منازل الرياض من نافذة القطار 🚇
زائد: الوطواط عنده شخصية!


إذا كنت تعاني الوحدة بسبب ضغط المهام اليومية عليك، سواء في البيت أو العمل، تنصحك نشرة أكسيوس باعتناق نوع جديد من الصداقة: «رفيق المهام» (errand friend)! ✅
مثلًا، بدل ذهابك إلى السوق المركزي وحدك لكي تشتري أغراض البيت، اصطحب «رفيق المهام» من أصدقائك معك، واقضيا وقتًا ممتعًا في تنفيذ هذه المهمة المملة معًا.🍹🚗

سطوح منازل الرياض من نافذة القطار
منذ إطلاق قطار الرياض، وأنا مستفيدة دائمة من خدماته. أستقله للذهاب إلى العمل والمشاوير البعيدة التي لا أطيق فيها توتُّر القيادة وسط الازدحام. وبعد الأيام الأولى التي كانت اكتشافًا للمسارات، وبعد الضياع المتكرر في بعض المحطات، دخلتُ مرحلة استقرار جديدة تكمن في الجلوس بجانب النافذة والتأمل الطويل.
غالبًا ما أغرق في هواجسي شديدة الذاتية، ولكني مؤخرًا بتّ أراقب البيوت والمباني. فنافذة القطار زاوية مختلفة تمامًا عن نافذة السيارة، نرى من خلالها بعدًا جديدًا للمدينة، حيث الأراضي الفضاء تبدو أكبر، والبيوت المتلاصقة تبدو أصغر، والشوارع الواسعة بازدحامها تثير القلق وشيئًا من الحماس في النفس. وفي خضم هذا المشهد، نُطل على جزءٍ مُهمَلٍ ومغمور يتناساه الجميع.
لم أتصور أن تبدو سطوح المنازل بهذا الاختلاف والتشابه، فمعظمها يُستخدَم كمساحة تخزين عشوائية، أو مكانًا لتجفيف الملابس (وهو منظرٌ شاعري لسبب أجهله). والبعض شيّد عليها غرفًا إضافية أو «بيت شعر» يبدو مهجورًا. ويمكنك أن تلاحظ أشياء غريبة أكاد أجزم أن أصحابها يبحثون عنها، أو لم يعودوا بحاجة إليها، ومع ذلك يبقونها قريبًا منهم للاحتياط.
تتفق السطوح بأنها جميعها مساحة منسية وفوضوية، مهما كان الشكل الخارجي للمنزل، وحداثة تصميمه وجمال نباتاته الخارجية. كأن السطح هو السر الخفي لأصحاب المنزل، والخزانة العملاقة التي يسمحون لأنفسهم بتركها تتسخ وتستقبل الخردوات بأشكالها، دون تعرُّض للإحراج أو الانتقاد، فلا أعين تتطفل عليها، (حتى الآن).
دعاني تأملي اليومي إلى التساؤل عن الإمكانيات المغفلة للسطوح، وكيف وُظِّفَت قديمًا عندما كانت المنازل أصغر والناس أقرب. في مرحلة البيوت الطينية كانت السطوح تستخدم لتجفيف اللحم «القِفر»، وللنوم في فصل الصيف بعد رشّ أرضيتها بالمياه لتبريدها. فهي مساحة مثالية للنوم تحت سماء مرصّعة بالنجوم ورفقة ضوضاء بيضاء طبيعية.
وعند قراءتي مقالة «العناصر المعمارية التقليدية في البيئة النجدية: بين الطراز والهوية» للدكتور محمد النعيم، تطرّق إلى نقطة مثيرة للاهتمام، وهي عنصر الشرفات في المنازل النجدية تحديدًا. ولا يقصد بها الشرفة المعروفة باسم «البلكونة»، بل تلك الأشكال الهرميّة التي تُشكَّل بالطين على جدران سطح المنزل وتتنوع أشكالها. فبعضها يأخذ هيئة النبات أو الشكل السَهْمي أو الهرمي المتدرج.
وتهدف الشرفات أساسًا إلى الخصوصية، فهي ترتفع عن حد السطح مما يعطي سكان المنزل راحة الحركة والنوم واللعب للأطفال. ولكن ما يميزها ويضفي إليها قيمة اجتماعية هو وجود الفراغات بينها، فهي لا تحجب الرؤية كليًا بل تسمح للجيران بالتواصل. وقد كانت النساء تستخدم السطح جسرَ اتصالٍ يتحدثن فيه مع جاراتهن دون حاجة إلى الخروج من المنزل. (يمكنني تخيلهن يتبادلن مكون غداء ناقص من البيت المجاور).
هذا الاستغلال الذكي لسطح المنزل يرينا الفارق بين مجتمعنا الحالي والقديم. فقد انغلقنا عن الجيران وتباعدت المسافات، وتغيّر شكل الاتصال من الفيزيائي المحسوس إلى الرقمي. ومع انفتاحنا نحو العالم المتسع خارج «الحَارَة» ودوائر الجيران، إضافة إلى انتشار الشقق السكنية، تراجع وجود السطح كمساحة قيّمة للسكان.
في السنوات الماضية بدأت حركة تحويل سطوح المباني السكنية إلى مساحات خضراء حول العالم. وسَنَّت كثيرٌ من الدول قوانينَ تُلزِم المباني السكنية والشركات بزراعة سطوحها. صحيح أن الهدف الأكبر من زراعة السطوح محاربةُ التغيرات المناخية، إلا أن النتائج الإيجابية التي لوحظت على الأفراد كانت كبيرة. فقد ثبت مساهمتها في تخفيف التوتر وتحسين المزاج وتعزيز الانتباه، بصفتها مكانًا استرخائيًا يتَّصل فيه الفرد مع الطبيعة.
كذلك عززت هذه الحركة الجانب الاجتماعي المفقود، وذلك من خلال توفير مساحة مشتركة بين الجيران لعقد اللقاءات وتوطيد العلاقات. كما أن بعض المباني السكنية زرعت خضروات وفاكهة يبتاع السكان منها محاصيل طازجة، وهو ما يمكن لنا كأفراد فعله بسهولة، حتى لو قيل لك أن بيئتنا الصحراوية لا تسمح بذلك!
هذا المنظور المختلف الذي منحنا إياه قطار الرياض لشكل المدينة، سيؤثر في تعاملنا مع ما يراه الغريب العابر. وربما يعيدنا إلى اكتشاف إمكانيات سطوح منازلنا، وتحويلها إلى ملجأ للراحة والهدوء والاتصال بالطبيعة.
خبر وأكثر 🔍 📰

الوطواط عنده شخصية!
بحث فريق من علماء السلوك الحيواني في العلاقة بين الأصوات التي تطلقها الخفافيش وسلوكياتها، وذلك بهدف فهم العلاقة بين الأصوات وسمات الشخصية لدى الوطواط. واعتمد الباحثون في الدراسة على 60 خفاشًا ذكرًا من فصيلة ذوات اللسان الطويل أسروهم من كهف في كوستاريكا. 🦇😑
جرى تعريض الخفافيش لمواقف جديدة عليهم في المختبر، من ضمنها إدخالهم إلى بيئة جديدة، أو وجود كرة مطاطية، أو ترك طعام إلى جوار فانوس، وفي كل موقف سجَّل الباحثون ردة فعل كل وطواط والأصوات التي يصدرها استجابة لهذه المنبهات، وعملوا على تحليلها. 🗣️📹
الخفافيش التي أظهرت سلوكًا أكثر جرأة تميل إلى إصدار أصوات أعلى وبوتيرة أكثر، كما أظهرت تلك الخفافيش فضولًا أمام الكرة المطاطية بدل الخوف منها. كما وجد الباحثون أنَّ الخفافيش التي بدت تصرفاتها أكثر عصبية (مثل زيادة الحركة ووقت الطيران) أصدرت أيضًا أصواتًا أكثر. يشير هذا إلى أن إصدار الأصوات قد يرتبط أيضًا بالقلق أو الانفعال. 😎😖
يقترح الباحثون أن الاختلافات الملحوظة في الأصوات والسلوكيات تعكس اختلافات في شخصية الخفافيش، وأنها لا تمتلك جميعها السمات الشخصية ذاتها. وفي حين لم يعثر الباحثون على دليل مباشر على وجود تسلسل هرمي اجتماعي في مجتمع الخفافيش، إلا أنَّ الدراسة تشير إلى أنَّ هذه الاختلافات في الشخصية من المحتمل أن تؤثر في الديناميكيات الاجتماعية داخل مستعمرات الخفافيش، مما قد يؤثر في أشياء مثل الوصول إلى الموارد أو الوضع الاجتماعي. 🪜⚖️
تزايدت في السنوات الأخيرة الدراسات والأبحاث في سلوكيات الحيوانات وتحليلها، ومعها تتصاعد الفلسفة الأخلاقية تجاه إجراء هذه التجارب والدراسات في المقام الأول. لا سيما أنها لا تنتهي في أغلبها إلى نتائج راسخة، بل أغلبها تخمينات مدروسة على حساب تلك الحيوانات. 🔬😤
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️

قراءة المقالات ممارسة مثالية لتخفيف ضغط تختيم الكتب، وتشتُّت القراءات الطويلة. والعودة بالزمن إلى كتابات إبراهيم المازني كفيلة بإشباع رغبة القراءة الخفيفة والثرية والمرحة. فقد وجدتُ في كتابه «سبيل الحياة» تأملات تدفعنا للتفكر. 📕
فقد كتب في مقالة عنوَنها «الكتابة وحالات النفس»:
«جربت أن أكتب ولا أنشر، فكتبت رواية طويلة دسستها في درج المكتب، ومضت شهور، وسافرت إلى لبنان فحملتها معي لأراجعها قبل طبعها، فلما أجَلتُ فيها عيني وجدت أن الحالة النفسية التي كتبتها بها قد ذهبت، وأن حالة أخرى قد استولت عليّ. حاولت أن أستعيد تلك الحالة الأولى فأعياني ذلك، فأجريت القلم في الرواية بالتبديل والتغيير، والتقديم والتأخير، والحذف والإضافة، وإذا بها قد صارت شيئًا جديدًا، فقلت لا بأس، وطويتها، وفي عزمي نشرها بعد الأوبة إلى مصر. فلما صرتُ في بيتي خطر لي أن أخرجها وأتصفحها، فإذا بي في حالة نفسية جديدة لا تسمح لي بالرضا عن الرواية في صورتها الثانية. فأعملت فيها القلم وما زلت بعد ذلك أرجع إليها بالمسخ كل بضعة شهور حتى يئست فانتزعت منها فصولًا تصلح أن تكون قصصًا قصيرة ومزقت الباقي. وحمدت الله على الراحة بعد طول العناء. وأيقنت أنه خير لي ألا أكتب إلا إذا وثقت من النشر بعد أن أضع القلم.»✍🏼📃
يتناول المازني معاناة حقيقية يعيشها الكُتّاب والفنانون وغيرهم، حتى من يود بدء هواية جديدة، حيث يبقى عالقًا في مرحلة التعلم، وأمام المسودة، ويستمر في سعي ممض لمثالية يتعذر إمساكها. فيرفض مشاركة العالم ما صنع، ويخشى الانتقال للخطوة التالية. ✋🏻🚶🏻♂️
قد يكون هذا سعيًا للمثالية، أو ضعف ثقة بالنفس وخشية الفشل، أيًا كان سببه ومسماه فهو يعيق التقدم الذي لن يكون باهرًا في البدايات، وقد يفشل تمامًا ولكنه البداية. وكم مدونة أقفلتها أنا، لأني بالغت بالتخطيط والتفكير، ولا أزال. 😰📊
يشير المازني إلى جانب مختلف من الإبداع. فعندما نبتكر شيئًا في وقت ما، يكون متّسقًا مع حالتنا المزاجية والنفسية، ومكاننا والمواقف التي مررنا بها، ولو أننا عدنا إليه بعد فترة لشعرنا بغرابته عنا فهو لا ينتمي لنا كما نحن الآن. تقبلنا لاختلافاتنا وتباين حالاتنا الإبداعية يجعلنا أكثر تسامحًا مع ما ننتج، ويدعم استدامة ما نقدِّم، لأننا نعرف أنه وليد اللحظة، مما يمنحنا حرية الابتكار. 🙌🏼💫
💡 يقول عبدالوهاب مطاوع: «أما من يبدِّدون أيامهم في التردد، والمفاضلة بين حرف (و) و(ثم) ...وفي الإصرار على أن تكون البداية مبهرة ومرموقة ..وإلا فلا ...فلا يجنون سوى الحسرة والعجز ..وتنتهي رواية العمر عندهم من غير أن يكتبوا منها حتى السطر الأول!»
🧶 إعداد
شهد راشد
اقتباس اليوم 💬
أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
لا يمكن تقليل أهمية الصراحة في العلاقات العملية أو العاطفية، لكن دعنا نتفق أيضًا على أن بعض الصراحة الجامدة قد تظهر قاسيةً وجارحة. 💔
صاحب البودكاست قد يحل محل مؤسسة إعلامية لدى مجموعة من المتابعين. 🥊📰


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.