هل يحتاج الأشقاء إلى علاج نفسي مشترك؟ 👨‍👩‍👧‍👦

ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟

هذا الاستبيان القصير موجّه لك.

يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.

كيف علاقتك بأشقائك وشقيقاتك؟ هل العلاقة وثيقة، أم وديّة، أم سميّة، أم باردة يسودها الجفاء والسلام من بعيد إذا صادفت أحدهم في مجمع تجاري؟

رغم أنَّ علاقة الأشقاء هي العلاقة الأولى والأهم في سنوات طفولتنا ومراهقتنا، إلا أننا نادرًا ما نحاول فهمها ضمن سياق فهم بنائنا النفسي. فالمعالج النفسي دومًا يوجه سهمه الأول نحو الأم. ومن بعد الأم يوجه سهمه الثاني نحو الزوج أو الزوجة، مما يمهد لاحقًا لجلسات «علاج الأزواج المشترك» حيث يتسنى لكل طرف الإفصاح عن مكنون قلبه وعقله في مساحة آمنة.

تبحث فايث هِلْ في مقالها «علاجٌ مشترك لكن للأشقاء» (Couples Therapy, but for Siblings) مدى أهمية مداواة الشروخ في علاقات الإخوة، ومع ذلك، يتفادى علماء النفس البحث فيها. فما بين عاميْ 2008 و2018، أقل من 3% من الأبحاث النفسية في شبكة علاقات الإنسان بحثت في علاقة الأخوّة. 

تقتبس فاي هِلْ عن المعالجة النفسية إرين رنت، أنَّ العلاقة بين الأشقاء عاملٌ مهم في تشكيل تفاعلنا مع الأقران في حياتنا العملية، ومدى استعدادنا للمشاركة والمساومة. كما تدخل أيضًا في تشكيل هويتنا في ظل التنافس على موارد الأم والأب المادية والعاطفية. ولهذا، فإنَّ تجاهل علاج هذه العلاقة، أو التطرق إليها أساسًا في جلسات العلاج، يعني خسارة مفتاح أساسي في عملية الشفاء وإعادة البناء. 

التجاهل ليس من جهة المعالِج النفسي فحسب، بل من المتعالج نفسه. فعلى خلاف المشاكل في علاقة المتعالج مع الأبوين وبيئة العمل وشريك الزواج، يُنظَر إلى المشاكل بين الإخوة على أنَّ الزمن كفيل بعلاجها، ولا داعي لمواجهتها. والحل في حال استفحلت هذه المشاكل قطع هذه العلاقة إما كليًّا ببترها، أو بتجاهلها بالصمت العقابي أو الجفاء المتعمَّد إلى أن تبرد مع الزمن وتذبل. 

ولأنَّ الأشقاء غالبًا يشقون طرقًا مختلفة في حياتهم، وقد تكون متباعدة جغرافيًّا، قد لا تبدو معالجتها أمرًا ملحًّا. لكن غالبًا ما تطفو المشاعر السلبية والغضب والألم المتراكم من هذه العلاقة ما بين الأربعين والستين من العمر، مع اقتراب سن التقاعد ونضوج الأبناء، أو اجتماع الأخوة في حال مرض الوالدين أو وفاتهما. والبعض في حال إصابته بمرض مزمن يهدد الصحة، قد يود التصالح مع إخوته، أو على الأقل التصالح مع مشاعره تجاههم.

تناول علاقات الإخوة في العلاج الفردي مفيد، لكن العلاج المشترك بين الأشقاء يحقق نتائج أفضل بكثير. وتذكر المعالجة النفسية كارين قايل لويس في المقال، أنَّ العلاج المشترك للأشقاء لا يهدف أساسًا إلى علاج الخصام الحالي، بل يهدف إلى العودة بالزمن للوراء. فالأشقاء هم شركاؤنا في طفولتنا والشهود على ما جرى في بيت العائلة. وأيضًا، غالبًا ما تكشف هذه الجلسات أنَّ الطفولة التي عاشها كل شقيق تختلف عن الطفولة التي عاشها البقية، ومتى ساعد المعالج النفسي في إدارة السرديات المختلفة، ستتوضح هذه الصورة لدى الجميع، ويتسنى فهم الاختلاف في المواقف. 

وترى لويس أنَّ الهدف من علاج علاقات الأشقاء ليس التصالح. ففي حالات كثيرة لا يتحقق هذا التصالح، أو على الأقل يكتفي الأشقاء بالحد الأدنى من الود المطلوب لتفادي قطع الصلة نهائيًّا. الهدف الأهم هو «تقليص الأذى»، أي مساعدة المتعالج المتضرر على التخلص من الألم، والتصالح مع ماضيه، والتوكيد على صحة مشاعره وذاكرته. 

فإذا أتيحت لك فرصة العلاج المشترك مع أشقائك، هل ستجربها، أم تظل على تجاهلك إياها؟

شهد راشد