وجدت حلم حياتي البسيطة في لعبة «ستاردو فالي» 👨🏻🌾
زائد: هل تفكّر باقتناء دفتر «عدم الامتنان»؟ 🙃
هل جربت اقتناء دفتر، وتدوين كل شيء أنت «غير ممتن» لوجوده أو حدوثه في حياتك؟
في تقرير على وول ستريت جورنال، شارك عدة معالجين نفسيين أنَّ الامتنان الزائد عن اللزوم -تحت ضغط منشورات الإيجابية في منصات التواصل الاجتماعي- يعمي أعيننا عن حقيقة المشاكل التي نعانيها، وقد تكرِّس فينا سلوك الكبت والتعامل على نحوٍ إيجابي في كل موقف، حتى في المواقف التي تتطلب منا اتخاذ موقفٍ سلبي من الآخر.
فمثلًا في بيئة العمل، إذا كنت ممن يشكر ويعبِّر عن امتنانه «بزيادة حبتين» فهذا من شأنه أن يشجع الطرف الآخر على الاستخفاف بك. (واسأل نفسك: هل يبادلك الطرف الآخر هذا الشعور بالامتنان والشكر؟)
حتى نكون واضحين، الامتنان يثري حياتنا ما دام كان صادقًا ولسبب حقيقي، لا من باب اللطافة الزايدة أو تحوير الواقع إلى اللون الزهري على الدوام خوفًا من وصمنا بالسلبية.
لذا -إذا أردت-اشتر دفترًا واحدًا وقسِّم الصفحة إلى عمودين: عمود واسع لدواعي الامتنان الكثيرة وعمود ضيّق لمعكِّرات المزاج القليلة. 😌📝🙃
دعوة للمساعدة 👋
ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟
هذا الاستبيان القصير موجّه لك.
يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.
وجدت حلم حياتي البسيطة في لعبة «ستاردو فالي»
في أول حصة في الصف الأول الابتدائي، طرح علينا الأستاذ السؤال المعروف: ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ وأجاب الطلاب متحمسين بالإجابات المألوفة: طبيب، مهندس، مدرس، إطفائي (هذه إجابتي!) شرطي ... إلخ. بعدها بأيام فكرت بالسؤال، ووجدت أنني لا أرغب أن أكون أي شيء، كل ما أريده الحياة البسيطة.
فكرتي عن الحياة البسيطة حينذاك كانت متأثرة بالرسوم المتحركة التي تعرض الحياة في مزرعة. ولا يزال هذا حلمي إلى اليوم، الفارق الوحيد إدراكي الآن أنَّ العمل في المزرعة ليس سهلاً ولا مثاليًّا كما رأيته في التلفاز.
ما علاقة كل ما قلته أعلاه بألعاب الفيديو؟ لعبة «ستاردو فالي» (Stardew Valley) تقدِّم تجربة الحياة في مزرعة، ومع مجتمع من الناس. نعم ما زالت المزرعة خيالية، لكن هذا ما تقدمه لنا ألعاب الفيديو: فرصة لعيش حياة مختلفة ولو كانت خيالية ومؤقتة.
طُرحَت اللعبة المشهورة في عام 2016 وبلغت مبيعاتها خمسة وثلاثين مليون نسخة، وطوَّرها شخصٌ واحد فحسب. اللعبة ثنائية الأبعاد، ورُسمَت بأسلوب فن البكسل (Pixel Art)، مما يذكّرني بألعاب الفيديو في أوائل التسعينيات.
قصة اللعبة بسيطة: تبدأ بوصية الجد على فراش الموت وهو يعطي حفيده (أو حفيدته) مزرعته المُهمَلة. يصل اللاعب إلى المزرعة، وبعد المقدمة القصيرة يمكنه فعل أي شيء. اللعبة ليس لها نهاية، وليست صعبة، لكنها تضع حدودًا لما يمكن فعله بالأدوات البسيطة التي يبدأ بها اللاعب؛ بوسعك قطع بعض الأشجار وتكسير بعض الصخور وصنع مساحة للزراعة، لكن عليك الحصول على أدوات أفضل لكي تستطيع كسر صخورٍ أكبر وقطع أشجارٍ أكبر.
القرية المجاورة للمزرعة تسكنها مجموعة متنوعة من الناس. لكلٍّ منهم شخصية مختلفة، ويمكن تشكيل علاقات معهم بتبادل الحديث وتقديم الهدايا والعمل معهم كذلك، مما يعطي اللاعب مزيدًا من المال وإمكانية ترقية مزرعته ببناء مبانٍ واكتساب أدوات جديدة، إلى جانب تعلُّم صنع أدوات مختلفة، أو طبخ وجبات جديدة.
بطبيعة الحال، النشاط الأساسي الذي تمارسه في هذه اللعبة هو الزراعة، وتمنحك اللعبة في البداية بذورًا مجانية، لكن عليك بعد ذلك إيجاد بذور أو شراؤها. أنت ملزمٌ أيضًا برعي الحيوانات التي تحتاج إلى حظيرة خاصة بها، ومطلوب منك تصنيع الأدوات والأشياء التي تحتاج إليها المزرعة مثل صنع فناء أو طريق أو بئر، وعليك أن تطهو وجباتك لأنَّ المُزارِع بحاجة ماسة إلى الطاقة.
الاستكشاف جزء مهم من اللعبة، حيث تعطيك اللعبة تلميحات وبناءً عليها تستكشف الوادي وما يقدمه، وتلتقي الناس الذين يعيشون هناك وتتفاعل معهم. ثمة جزء من اللعبة يحتاج إلى قتال لكنه جزء صغير، حين تستكشف كهفًا تسكنه الوحوش، وفيه تجد معادن ضرورية لمزرعتك وأدواتك.
شخصيًا، ومنذ طُرحَت اللعبة، تجنبت قراءة أي شيء عنها أو مشاهدة مقاطعها، لأنني علمت أنني سأحبها وسأود استكشافها بنفسي. ورغم كل ما ذكرته لك هنا، تظل ثمة تفاصيل كثيرة لم أكتشفها بعد. من هنا يحذِّر البعض من هذه اللعبة لأنهم وجدوا أنفسهم ينسون العالم ويقضون ساعات معها، وهذا بالضبط ما حدث معي! فقد أردت تجربة اللعبة لدقائق، ثم اكتشفت أن الساعة وصلت الثالثة صباحًا دون أن أشعر!
على إعجابي باللعبة، أجدني أود لو أنها تقدِّم المزيد للاعب، خصوصًا في مجال البناء. فلعبة ماينكرافت تقدِّم حرية كاملة في إعادة تشكيل العالم، ويمكن ممارسة الزراعة ورعي الحيوانات فيها، لكنها تفتقر إلى وجود شخصيات ذكية تعيش في قرية، فالقرويون في عالم ماينكرافت محدودو الذكاء وعديمو الشخصية! لذلك أرى أن اللعبة المثالية ستأخذ أفضل ما في «ستاردو فالي» وتضعه في ماينكرافت.
في سياق تطوير ألعاب الفيديو، للعبة «ستاردو فالي» تأثيرٌ مهم في مجالين: الأول ألعاب محاكاة المزرعة التي ازدادت شهرتها بعد طرح اللعبة. فهذا النوع من الألعاب يتطلع إليه جمهور الناس الباحثين عن ألعاب هادئة بسيطة تسليهم بعد قضاء يوم متعب في العمل.
أما التأثير الثاني فيتلخَّص في تشجيعها صنع ألعاب على يد مطوِّر واحد. فلعبة «ستاردو فالي» صنعها مطوّرٌ واحد، وهذا يشمل عمله على البرمجة والرسومات والموسيقا وتصميم اللعبة نفسها، مما جعلها لعبة ملهمة لأي مطوّر يريد خوض تجربة مماثلة، ويعيش حياته المهنية التي ربما حلم بها منذ الصف الأول ابتدائي.
شبَّاك منوِّر 🖼️
مقدرتنا الفردية على تأويل الفن هي ما تربطنا به، منذ كان الفن بسيطًا ومباشرًا إلى أن أصبح معقدًا وأكثر رمزية. وبين البساطة والتعقيد، وجدت الفنانة الإندونيسية كرستين آي تيجو منطقة ازدهارها. 👩🏻🎨
درست «تيجو» التصميم القرافيكي والطباعة في معهد باندونق للتقنية، وبعد تخرجها عملت في صناعة الأزياء والمنسوجات ثم تفرغت للفن. تعود أصولها إلى الصينية، كما أنها تدين بالمسيحية عكس غالبية سكان جاوة، مما أضاف إلى حسها الفني أبعادًا متباينة. وأسهمت نشأتها في مدينة باندونق في تكوين شخصيتها الفنية، واستمرت تستلهم منها وتعيش فيها حتى اليوم. 👗🗺️
تتعدد وسائط «تيجو» وأدواتها، ولكنها تعود دومًا إلى الرسم على اللوحة باستخدام الألوان الزيتية، وقالت في مقابلة: «أتعامل مع أي وسيط على أنه قلم رصاص وورقة». بعبارتها هذه توضح لنا اهتمامها بالبساطة، واعتمادها على الشعور وما تريد إيصاله من العمل. 🗒️✏️
متى تأملت لوحاتها ستنتبه إلى أنها تتفق بتدرجات الألوان الترابية الأرضية مع تداخل الأحمر عند تعمّقها في رسم المشاعر، ويغلب عليها شيء من الأخضر أو الأسود والرمادي عند رسمها للخيالات واستلهامها من القصص الشعبية والأساطير. 🎨🎙️
تجريدية أعمال تيجو لا تذهب إلى التطرف الذي لا يمكن فهمه أو الارتباط به، فكل عمل يتطلب قدرًا قد يطول من التأمل ولكنك ستصل لاستنتاجك حتمًا. في لوحتها «طمعٌ على طمع» مثلًا، قد تظن أنك ترى خربشات عشوائية، وعند إطالة النظر تستوعب أنها رسمت وحشًا يلتهم ما حوله، قد يكون وحش المدنيّة يلتهم الطبيعة التي افتقدتها تيجو في طفولتها، وقد يكون وحش الكآبة ينقض على كل شعور غيره، هنا يمكنك اختيار وحشك. 👹🌳
تمتاز لوحة «أنا في حاجة إلى يدك» بجمالٍ مختلف، فهي أقل ازدحامًا وعناصرًا من غيرها، ورغم عنوان اللوحة يصعب التنبّه للأصابع المتداخلة بالأبيض والأحمر، كأنها تحاول الوصول إلى نقطة ما ويحجبها سيل من العقبات. أما عملها «ذبابٌ صغير وأجنحةٌ أخرى» فهو أشبه بدعوة إلى تأمل أوهن ما حولنا وأصغره، ورسمت عليها بضربات فرشاة متساهلة -وقوية في الوقت نفسه- مجموعة أجنحة لحشرات متعددة. 🦋🫴🏻
لوحة «نجومٌ تناثرت من الفكرة السوداء» تستحق التوقف، فحتى اسمها يحمل نغمةً شعرية. تعكس اللوحة سوداوية الأفكار بضربة رمادية قبيحة تتوسط اللوحة، ينتثر منها ألوان أكثر إشراقًا وأشكال أشدُّ وضوحًا في رمزية ولادة الجمال من المعاناة، بينما يتخلل الأسود والرمادي الألوان الساطعة في دلالة على بقايا الكآبة أو الحزن برغم الخروج منها. 🖼️🌟
🧶 إعداد
شهد راشد
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
الريميكات تلعب على وتر النوستالجيا، وفي الوقت نفسه تتكيّف مع تطلعات الأجيال اللاحقة، الأمر الذي يحقق أرباحًا عالية. 👾
ألعاب الفيديو مثل الأفلام: تجمع بين كل الفنون، وتضيف طبقة من التفاعل فوقها. 🎮
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.