واثق أنك تؤدي وظيفتك على النحو الصحيح؟ 🧑💻
ادعاء المثالية ليس سوى تركيز على تفاصيل تافهة بدل العمل على المهام اللاحقة في جدول اليوم.
نشرة الصفحة الأخيرة في حاجة إلى مساعدتك!
إذا كنت من مواطني دول الخليج العربية، في أواخر العشرينات وما فوق، فهذا الاستبيان القصير موجّه لك. ستساعدنا إجابتك عليه بدقّة في كتابة مقالة قادمة.
يحتاج الاستبيان أقل من 45 ثانية من وقتك. 🙏🏻❤️
واثق أنك تؤدي وظيفتك على النحو الصحيح؟
قبل أسبوعين، قضيت ثلاث ساعات من نهار السبت، في يوم إجازة، أبحث عن لمحات ويب مناسبة. بالكاد عثرت على كم لمحة ونشرتها عدد الأحد. بالتوازي مع مرور ثلاث سنوات على إعداد النشرة يوميًّا، ارتفع سيل الغثاء في منصات التواصل الاجتماعي، وما عاد ممكنًا العثور على لمحات مناسبة في ساعة.
هكذا بتُّ أقضي ساعتين إلى ثلاث يوميًّا في البحث، إلى أن وعيت نهار إجازتي إلى عبثية هدري الوقت وأنا أتصفح بملل منصات التواصل وصناديق البريد، بدل الخروج مع عائلتي إلى السوق وقضاء وقت ممتع معًا. كما أدركت أنَّ لو بدت نتائج عملي ممتازة، فهذا ليس مؤشرًا على صحة ممارساتي الوظيفية.
هذا الاقتناع ترسَّخ أكثر في الأسبوعين الماضيين، حين رأيت بعينيّ أنَّ سير العمل لم يتأثر حين خففت تدخلي في التفاصيل وإقحام نفسي في الحوارات ما بين أعضاء الفريق ظنًّا أني أسرِّع وتيرة العمل، بينما أنا في الواقع أربكه. بل أن تدخّلي في التفاصيل يلهيني عن التركيز على أداء إحدى مهامي الأساسية المتمثلة بالنظر إلى الصورة الكبرى لمشاريع العمل من حيث التطوير والتحسين والابتكار.
من هنا، عملت بتوصية فريق الموارد البشرية، وحمَّلت النسخة الصوتية من كتاب «إعادة تعريف العمل» (Rework) لمؤسسي منصة بيسكامب: جيسون فريد وديفيد هاينماير هانسون. ميزة الكتاب الأولى أنه يعود إلى مؤسسي المنصة التي أمارس فيها وظيفتي عن بعد، ويساعدني فهم فلسفتهما عن العمل على تقدير المزايا التي أسسوا عليها المنصة والاستفادة منها في تسهيل عملي. أجل، تسهيل عملي! قد تستغرب إلى أي مدى أستصعب نطق هذه العبارة وكتابتها هذه اللحظة لأني تربيت على مبدأ أنَّ الثمر لا يخرج إلا من العمل الشاق، فإذا كنت تمارس عملك بأريحية بعيدًا عن الشقاء اليومي فبالتأكيد ثمة خطيئة ترتكبها!
ميزة الكتاب الثانية التي سهّلت عليّ قراءته صوتيًّا أنَّ فصوله قصيرة جدًا، وتعرض قواعد إعادة تعريف العمل بتركيز وسهولة، وسأشاركك هنا قاعدتين من تلك القواعد.
وجود خطة مسبقة يضرك أكثر مما ينفعك
يصف الكتاب خطط العمل طويلة المدى بأنها خيال ولا تمت إلى الواقع وتعمينا عن حل المشاكل والتأقلم مع المستجدات، فالأوضاع دائمة التغيُّر سواء ضمن الشركة أو السوق أو سلوكيات المستهلك أو العالم. يحلو لنا وضع الخطط لأنها تمدنا بإحساس زائف بالسيطرة على المستقبل، بينما في الحقيقة هذه الخطط المالية والاستراتيجية والتسويقية ليست أكثر من مجرد تخمين مدروس قد يخطئ ويصيب.
فإذا أدركنا أنَّ الخطط مجرد تخمين مدروس فلن تعمينا عن الواقع، وسنتمتَّع بالمرونة الكافية لتغيير الخطط بناءً على المتغيرات بدون أي إحساسٍ بالجزع، بدل التشبث والهوس بها.
لذا اعمل على خطة طويلة المدى مدركًا أنها مجرد تخمين مدروس وتنظيم للعمل، ثم ضعها في الدرج وانسها. الخطة التي يجب أن تركز فيها هي الخطة الأسبوعية، وإياك تتجاوز الأسبوع. تعوَّد على الارتجال ولا تخشاه، وإذا نجح الأمر واصل العمل عليه، وإذا لم ينجح تخلَّ عنه.
إدمان العمل ليس بطولة بل محض غباء
لدينا انطباعٌ مثالي عن الموظف الذي يعمل حتى وقتٍ متأخر، ويحترق جسديًّا ونفسيًّا في محاولاته إنجاز العمل على أتمّ وجه. هذا الانطباع يجعل الموظف المحترق يحمل احتراقه وسام شرف على صدره، بينما في الواقع هو دلالة على ضعفه. فالمبالغة في العمل لا تعني أنك أكثر اكتراثًا للعمل من غيرك، أو أنك ستنفذ المزيد من المهام، أنت فحسب تعمل لساعات أكثر.
في الحقيقة، يخلق مدمن العمل مشاكل أكثر مما يحلّ. فالإجهاد لا يكرّس الاستدامة في سير عمل الفريق، لا سيما إذا انهار المدمن. كذلك، يعتقد مدمن العمل أنَّ المشاكل تُحَل ببذل المزيد من الوقت والجهد فيها، فيعوِّض عن ضعفه الفكريّ في حل المشاكل بنشر التوتر بين أعضاء الفريق والانكباب لساعات عليها، مما يؤدي إلى حلول ترقيعية.
وحتى إذا تمتع المدمن بقدرة حل المشاكل سريعًا وبذكاء، سيفضّل اختيار الطريق الشاق لكي يظهر بصورة البطل الكادح والمضحي. أما ادعاء المثالية فليس سوى تركيز على تفاصيل تافهة بدل العمل على المهام اللاحقة في جدول اليوم.
التخلص من هذا الإدمان يتطلب التركيز على المهام ذات الأولوية وتوزيع الوقت والجهد على ما يستحق، وبالقدر المعقول. والراحة التي ستنالها أنت في حاجة إليها، لأنَّ العقل المُجهَد لا يخرج بقرارات سليمة إبداعية.
يتبقى لديّ ثلثا الكتاب حتى أنتهي من قراءته صوتيًّا. لكن بدأت من الآن إعادة تعريف العمل، أو بالأحرى إعادة شبك أسلاك العمل، واكتشفت أنَّ بإمكاني الاستغناء عن كثير من تلك الأسلاك التي لم تفعل شيئًا سوى تقييدي وتحميلي طاقة إجهاد أعلى (وعالفاضي!)، بدءًا بتحويل فقرة «لمحات من الويب» من فقرة يومية إلى أسبوعية، في نشرة الخميس.
(هذه الخطة أيضًا قابلة للتغيير. 😎)
فاصل ⏸️
شبَّاك منوِّر 🖼️
أشعر بالامتنان لكل مصور ينقل إلينا زاوية جديدة تساهم في توعيتنا تجاه قضية أو حدث، هذا الامتنان شعرت به لدى مشاهدتي صور مايكل نايفي، الذي نقل إلينا تأثير الصناعات بأنواعها على المجتمع البرازيلي وأرضه. 🇧🇷📸
لم يكن مايكل مصورًا منذ شبابه. تخرَّج من تخصص التاريخ وعمل متعهدًا في ترميم المباني التاريخية في إيطاليا، ثم انتقل إلى البرازيل وافتتن بثقافتها وفنونها إلى درجة إنشاء دار نشر للكتب الفنية. بعد بلوغه الخمسين، عاد للدراسة في الجامعة وقرر التعامل بجدية مع التصوير. 👨🏻🎓🏚️
استلهم مايكل صوره عن البرازيل مما رآه في زياراته لها. لدى زيارته مدينة «ميناس جيرايس» الشهيرة بمناجمها، والتي تعد أهم رافد اقتصادي تديره شركات عملاقة، شعر بضرورة تصوير الدمار الذي لحق بالأرض بعدما فسدت وما عادت صالحة لأي نشاط زراعي، وهو ما يعتمد عليه ملايين السكان البسطاء للعمل. يعود التعدين في المدينة إلى نصف قرن، واستغله المحتلون على فترات طويلة. 🌾💰
واجهت مايكل صعوبات كبيرة، ورُفِض دخوله لأن المناجم محمية، فقرر اقتناء طائرة للتصوير. عندما ترى عمل «Dispatches From The Abyss» تظنه في الوهلة الأولى لوحات تجريدية، فالألوان والعناصر غير واضحة ولكنها تحبس الأنفاس. بعد تأمل تستوعب أنها لقطات علوية لمناجم بعضها مهجور وبعضها نَشِط! يعكس العمل الدمار الذي خلَّفته عمليات التعدين، ويمنحنا فرصة تخيل طبيعة المكان قبله إذ لم تعد هناك جبال ولا أشجار، فقط آثار الجشع المؤسفة. 📷😔
العمل الذي استوقفني يحمل عنوان «Origins»: مجموعة صور التقطها مايكل في إحدى مناطق التعدين واستخراج الحديد في البرازيل. يعكس العمل طبقات متعددة؛ فإضافة إلى أنها منطقة تعدين، فقد كانت في أثناء الاستعمار منطقة استُعبِد فيها البرازيليون لحصاد البن. ⛓️⛰️
لذلك استخدم مايكل مزيجًا من القهوة وأملاح الحديد لتحميض الصور: كل صورة تمثيلٌ داكن لحقبة مظلمة عانى فيها البرازيليون، وسترى كيف تترك القهوة والأملاح آثارًا لا يمكن إزالتها من الصور، ربما تخرّبها وربما تضيف لها، في رمزية لما خلّفه الاستعمار. 🌌☕️
🧶 إعداد
شهد راشد
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.