إدمان العمل لا يعني إنتاجية في العمل

المدير المدمن على الإنتاجية في العمل غالبًا يتوقع استعداد موظفيه العمل في أيام العطلات وبعد انتهاء ساعات العمل مثله، مما يضاعف شعورهم بالإحباط والذنب.

تخضع رئيسات ثلاث جامعات أمريكية عريقة -هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة بنسلفانيا- إلى تحقيق أمام لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأمريكي لسماحهن بمظاهر الاحتجاج الطلابي الداعمة لفلسطين والمنددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي. اتهمت اللجنة الرئيسات بتشجيع معاداة السامية وتهديد سلامة الطلبة اليهود، بينما دافعت الرئيسات عن الدور الجامعي في تكريس «حرية الرأي» وتبادل الأفكار.

بالتوازي، مرَّر مجلس النواب الأمريكي قرارًا يساوي بين «معاداة السامية» و«معاداة الصهيونية»، ما يعني أنَّ أي انتقاد يوجه إلى «دولة إسرائيل» وسياساتها سيعد «جريمة كراهية» يُحاسب عليه صاحبه.

هذا «التقليص» في حرية انتقاد الصهيونية يتلاءم مع سياسات أخرى «تعليمية» في ولايات أمريكية في الأعوام الماضية، والتي ارتكزت في المدارس الحكومية على «حذف النقد التاريخي» في مناهج التاريخ والأدب التي تسبب الشعور بالذنب لدى الطالب الأبيض غير المسؤول عن جرائم أسلافه ضد السكَّان الأصليين والسود، من باب أنها «عنصرية مضادة» من الأقليات ضد البيض. 

بعد كل هذه التصدُّعات، إلى متى سيحتمل «قناع الحرية» البقاء قبل أن يهوي تمامًا؟

إيمان أسعد


الإنتاجية في العمل / Imrancreative12
الإنتاجية في العمل / Imrancreative12

إدمان العمل لا يعني إنتاجية في العمل

ياسمين عبدالله

رأيت صعوبة العمل مع مدير مهووس بالإنتاجية من خلال صديقتي التي أرهقتها «ضرورة» الرد الفوري على البريد الإلكتروني ومكالمات مديرها التي لا تنتهي في كل موعد غداء جمَعنا بها في يوم عطلتها. ما بيَّن لي أنَّ أحيانًا تكمن مأساة العمل في المدير لا في صعوبة العمل نفسه.

يقلقني واقع أن العمل الذي أصبحنا نُعرِّف ذواتنا من خلاله قد تحول إلى وحش يستنزف صحتنا الجسدية وعافيتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية. ويزداد هذا الوحش ضراوة في بيئة عمل تضم مديرًا هوسه بالإنتاجية قد يؤثر في ثقة بقية أفراد الفريق في أدائهم، من خلال مقارنتهم عدد ساعات عملهم قياسًا به. 

فالمدير المدمن على الإنتاجية غالبًا يتوقع استعداد موظفيه العمل في أيام العطلات وبعد انتهاء ساعات العمل مثله، مما يضاعف شعورهم بالإحباط والذنب، إلى درجة دفعت بعض الخبراء إلى التصريح بأنَّ من الأفضل لمدمني الإنتاجية أن يعملوا بمفردهم، أو برفقة مدمني إنتاجية مثلهم!

فلماذا علينا أن نحذر أشد الحذر من الانجرار خلف هذا الإدمان؟

لأنَّ ساعات العمل الإضافية قد تقتل الإنسان. فقد ذكرت دراسة عالميَّة أُجريت بالتعاون مع منظمة العمل الدوليَّة أن 745 ألف شخص في عام 2016 توفوا بسبب السكتات الدماغية وأمراض القلب الناتجة من ساعات العمل الإضافية. ويبدو أن هذا قد نبَّه بلادًا تتبنى سياسة إدمان العمل مثل اليابان على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للعاملين، مما دفعها إلى إصدار قانون لتحديد ساعات العمل الإضافية، إلى جانب بعض الإجراءات الأخرى، كرفع معدلات الإجازات السنوية إلى 70% كي يستعيد الموظفون انتعاشهم البدني والعقلي.

كما بدأت بعض الشركات تقديم برامج رعاية نفسية لموظفيها كي تمنع وصولهم إلى حافة الاحتراق الوظيفي. ويؤكد السياسي ورجل الأعمال كيفن أوليري أنه لا يوظف مدمني العمل؛ لكون إدمان العمل لا يعني الإنتاجية الجيدة بالضرورة. فهناك حد فاصل بين إجادة العمل وبين إدمان الإنتاجية. 

كيف أتعامل مع المدير المدمن على الإنتاجية في العمل؟

ثمة عدة طرق للتعامل مع المدير المدمن على العمل. من أهمها الوعي بالواجبات والحقوق ووضع الحدود والالتزام بها أمام تطلُّب المدير، وطلب تأجيل العمل الذي يطلبه منك في وقت عطلتك، وتعمُّدك القول أن اتصاله في غير ساعات العمل قد قطع عليك وقتًا سعيدًا مع عائلتك. كذلك يفيدك معرفة ثقافة العمل في المؤسسة قبل العمل لديها حتى تفهم طبيعة عملك فيها.

العمل ليس كل الحياة؛ هذا ما أدركته البشرية في الجائحة (وللأسف نسيناه)، وهذا ما يجب أن نضعه نُصبَ أعيننا ونحن نتعامل مع مدير مهووس بالإنتاجية.


خبر وأكثر 🔍 📰

هل تم قبولي؟ / Giphy
هل تم قبولي؟ / Giphy

المقابلات الوظيفية تطلب منك «شغل ببلاش»!

  • نفِّذ مهام قبل موافقتنا على تعيينك! تزداد صعوبة تجاوز المقابلات الوظيفية والنجاح في الاختبارات، وازدادت الآن مع «هبَّة» توكيل المرشحين للوظيفة بأداء مهام عمل منزلية طويلة ومعقدة ضمن عملية التقييم. فبعض الشركات تعطي المرشحين مهام تستهلك أسابيع لتنفيذها بصفتها اختبارًا لكفاءة المرشح وإخلاصه في العمل -دون رقابة- تحت نظام العمل عن بعد.🧑🏻‍💻

  • إحصائيات سلبية. أشارت إحصائية على موقع «Glassdoor» إلى زيادة مراجعات المهام المنزلية بنسبة 86% في الربع الثالث من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. ويجد بعض الباحثين عن عمل أنَّ المهام تتطلب جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلاً، إذ قفزت المراجعات السلبيَّة لتجارب المقابلات الوظيفية المتبوعة بمهام منزلية من 37% في عام 2019 إلى 56% في الربع الثالث من 2023.📆

  • جهدٌ مجاني. ينظر الباحثون عن عمل إلى هذه المهام على أنها جهدٌ مهدر عند عدم قبولهم للعمل في الشركات، كما يجدها البعض وسيلة مجانية لتنفيذ العمل. وقد بادر بعض المرشحين بطلب رسوم مالية لأداء المهام بصرف النظر عن نتيجة المقابلة، إلا أنَّ الشركات ترفض المقترح على أساس أنَّ هذه المهام أداة تقييم للمهارات. ✅

  • لجوء المرشحين إلى المنصات. حصل داستن قودوين على أكثر من 2000 إعجاب وتفاعل على منشور نشره على «لنكدإن» شارك به تجربته السلبية مع مهمة منزلية قضى عطلة نهاية الأسبوع في تنفيذها ليواجهه الرفض الصادم من الشركة. ورغم هذا التعاطف الكبير، لكن «أداء المهام» كمعيار مهاري ضمن مقابلات التوظيف بدأ ينتشر أكثر وأكثر! 😨

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

لكل شخص قصته مهما كانت مملة أو عادية، وربما يحالف أحدنا الحظ بحدث بسيط يغيّرنا أو يغير مسار حياتنا. في فلم «ذ لنش بوكس» (The Lunchbox) يعيش «ساجان» حياة متوقعة وروتينية بعد وفاة زوجته، يمارس الوظيفة نفسها طيلة 35 عامًا، ويشارف على التقاعد. على الجانب الآخر من «مومباي» تعيش «آيلا» الزوجة الشابة والمُهمَلة من زوجها، فكيف يؤثر أحدهما في الآخر؟  حياة متوقعة وروتينية بعد وفاة زوجته، يمارس الوظيفة نفسها طيلة 35 عامًا، ويشارف على التقاعد. على الجانب الآخر من «مومباي» تعيش «آيلا» الزوجة الشابة والمُهمَلة من زوجها، فكيف يؤثر أحدهما في الآخر؟ 
  • وجبة دافئة. نغفل في هذه الأيام دفء إعداد طبق لذيذ لشخص نحبه, إلا أنَّ «آيلا» تعد غداءً شهيًا لزوجها وترسله مع أحد موظفي «Dabbawalla» ليصل بالخطأ إلى «ساجان». جرِّب إعداد طبق يحبه شخص في حياتك وفاجئه به، سيمنحك هذا شعورًا غامرًا بالرضا والامتنان.🍲

  • رسالة لطيفة هي كل ما نحتاج. بدأت أيام «ساجان» تتغيَّر، ومع كل رسالة تصله من «آيلا» تتلاشى وحدته، بينما تشعر هي بأنها مسموعة بعد كل ردٍّ منه، مما دفعني للتفكير بحاجتنا إلى الرسائل الطويلة. فنحن نكتفي بمحادثات سريعة ورسائل مقتضبة وتبقى أفكارنا ومشاعرنا حبيسة لدينا. جرب إرسال رسالة طويلة لشخص تعرفه أو لا تعرفه، أو اتفق مع صديق على بدء تبادل رسائل ورقية طويلة، تحدثوا عن الأفكار والمشاعر والمخاوف، ستكون تجربة ممتعة وستفاجئك الأحاديث التي ستخوضها. 📬

  • امتنان للتفاصيل. في لقطات الفلم حميمية وألفة رغم ازدحام الشوارع في المدينة وعزلة أشخاصها. تمنحنا الشخصيات دافعًا للامتنان لتفاصيل أيامنا، وتذكِّرنا بقيمة ما نملك ومن نعرف التي ننساها مع انشغالات الحياة، فهل هناك ما يُذكرنا؟ بدأت منذ سنة تقريبًا بتدوين ثلاثة أشياء أمتن لأجلها كل يوم، قد يبدو الأمر إيجابية مبالغًا بها، إلا أنَّ هذه الممارسة ساعدتني على إدراك النعم حولي وتحويل نظري عن المنغصات الصغيرة. 🌪️

  • لا تشاهد الفلم وحدك. يبعث الفلم رسالة تذكّرنا أنَّ المدينة المزدحمة تعزلنا دون إرادتنا، وأن نمط الحياة العصري يجرِّدنا من صبرنا تجاه الآخرين وتعاطفنا معهم. بادر بدعوة أصدقائك أو عائلتك في عطلة نهاية الأسبوع، حضِّر أطباقًا خفيفة، واقترح فلمًا لمتابعته جميعًا. فتواجدك بين من تحب سيكون له تأثيرٌ ملحوظٌ على حالتك النفسية وتفاصيل أيامك. 💚🍛

🧶 المصدر

إعداد شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
  • تجبرك هذه التقنية على التحقق من إمكانية استخدام أي قطعة ثياب جديدة ثلاثين مرة على الأقل قبل الشراء. 👚

  • بعد عدة أشهر من قراري التحرّر من الكيس البلاستيكي، بدأت أتكيف على أسلوب حياتي الجديد بالحفاظ على البيئة من خلال البدائل المتاحة لي. 🌱

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام