كيف تحسب التضحيات في الموازنة بين الحياة والعمل 😵‍💫

يجادل البعض أن الموازنة المطلقة بين الحياة والعمل أمرٌ صعب التحقيق، ولكني أؤكد لك أنه أمر ممكن التعامل معه.

عرَّاب الذكاء الاصطناعي، جيفري هنتون، يفوز بجائزة نوبل للفيزياء! 

سبق كتبنا عن جفري هنتون، ليس بصفته العرّاب الذي أسس وجود الذكاء الاصطناعي في قوقل قبل استقالته منها، بل بصفته أعلى الأصوات المحذرة من الذكاء الاصطناعي وقدرته على إنزال أم الكوارث بالبشرية. 😟

بصرف النظر عن أم الكوارث، نود بهذه المناسبة أن نشكر جيمناي من قوقل لإسهامه في إعداد فقرة «الشيء بالشيء يُذكَر» في عدد اليوم من خلال تلخيص مقالين من نيويورك تايمز والإيكونومست. 😁


الموازنة بين الحياة والعمل / Imran Creative
الموازنة بين الحياة والعمل / Imran Creative

كيف تحسب التضحيات في الموازنة بين الحياة والعمل

د. بدر البدر

أغلبنا واجه في المرحلة الثانوية والجامعية - ولأول مرة في حياته - تحديًّا مباشرًا مع الوقت والطاقة؛ حينها أدركنا أن الوقت محدود وأن الطاقة تنفد ولا بد لنا من الموازنة بينهما. هذه الموازنة لا تخلو من تنازلات نقدمها لتحقيق ما نرجوه، فمثلًا قد نعتذر عن عدم حضور عزيمة عائلية لأننا بحاجة إلى مذاكرة مادة دسمة قبل موعد اختبارها بفترة. ولا أنسى -حين كنت شابًا- ملعب الحارة وقت مجيء فترة الاختبارات النهائية الذي يصبح مقفرًا بعدما كان مليئًا بالحياة. 

ندرك وقتها أن هذه التنازلات مؤقتة، وأن المياه ستعود إلى مجاريها، وأن اللاعبين سيعودون إلى الملعب بعد الاختبارات، إذ لا تمر إلا بضعة أسابيع حتى نسمع صافرة الحكم.

الوقت باختصار هو حياتنا، وكيف نقضي أوقاتنا هو الذي يعرّفنا ويصنعنا، وجزء غير بسيط من هذه الأوقات ينصرم في العمل. وإذا كانت الإحصائيات تقول إن متوسط عمر الإنسان في السعودية 77 عامًا، وعمر التقاعد 60 عامًا، فذلك يعني أن ثلث عمر الإنسان تقريبًا ينقضي في العمل.

كيف يمكننا إذن إدارة هذه العلاقة الطويلة بحكمة؟ أو بتعبير أدق، كيف «نوازن» بين حياتنا المهنية وحياتنا الشخصية، بحيث لا نغرق في دوامة الطموح المهني التي تلهينا عن كل ما هو خارج دائرتها، من عائلة وأصدقاء وصحة وهوايات؟

وهم الموازنة وحساب التضحيات

الموازنة المطلقة بين الحياة والعمل ضربٌ من ضروب الوهم، وفي معناها المجرد ليست إلا «تضحيات محسوبة»؛ فأنت تتنازل عن شيء لكي تحقق شيئًا آخر. لو كنت مثلًا رائد أعمال على مشارف إطلاق مشروع مهم، وفي الوقت نفسه لديك التزام اجتماعي مع أصدقائك، بماذا ستضحي- ولو مؤقتًا- لتصل إلى النجاح الذي تطمح إليه؟

من المهم أن تسأل نفسك كل مرة، هل الأمر يستحق التضحية؟ أيضًا عليك أن تتذكر أنه لا يمكنك الحفاظ على هذا «التوازن» طوال الوقت، فأنت محكوم بمواسم وظروف قد تجعل أحيانًا من الالتزام الاجتماعي في المثال السابق أولوية. 

ستُّ نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالنصائح التي تعدنا بحل تلك المشكلة، وتغص المكتبات بكتب تطوير الذات التي تصرخ عناوينها بنا إلى الإمساك بزمام حياتنا وإدارتها، لكن ما أن نبدأ القراءة إلا ونجد أنفسنا أمام الكثير من النصائح المثالية التي قد تغفل عن الواقع وتعقيداته. 

لذا من تجربتي الشخصية، سأشارك معك نقاط جربتها وساعدتني على الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.

  1. حدِّد هدفك وأولوياتك: وقتك وطاقتك محدودان، ولكل هدفٍ سبله التي تفضي إليه والتي لا تخلو من التنازل عن شيء مقابل آخر. عليك أن تعرف أن الموازنة مبنية على التضحية، ولا بد أن تكون واعيًا بما تضحي به وهل يستحق التضحية أم لا.

  2. خطط ليومك ودوِّن: تعودت أن أكتب كل صباح ما أريد إنجازه خلال اليوم. ونصيحتي لك ألا تبالغ في التخطيط وتغوص في التفاصيل، يكفيك أن تنظم طاقتك وتكتفي بتدوين رؤوس أقلام لما تريد عمله، لتجمع شتات عقلك وتقلل انشغاله. 

  3. ارسم حدودًا واضحة: حدودًا زمانية ومكانية بين المهني والشخصي، واجعل الجميع يعرف هذه الحدود. تجنب - مثلًا - سطو العمل على إجازتك، أو تكدير رحلة عائلية كنت تنتظرها منذ زمن. ومن الممكن أن تقبل استثناءً مؤقتًا، لكن احرص أن تعوض عنه لاحقًا.

  4. مارس الرياضة بانتظام: في أثناء توزيعك لجدولك ضع موعدًا ثابتًا لممارسة الرياضة بحيث لا تكون ممارستها مرهونة بوقت الفراغ. فالتمارين الرياضية، على مختلف أنواعها، تسهم في تصفية مزاجك وتمدُّك بطاقة أكبر تتيح لك إنجاز عملك وممارسة ما تحب.

  5. تعوَّد على قول لا: ستضطر في بعض الأحيان إلى قول «لا» لزميل عمل أو صديق، لئلا تضطرب خطتك ويبعد عنك هدفك.

  6. أنت لستَ روبوت: لا تجزع أو تتحطم إذا خرجت بعض الأمور عن السيطرة. فأنت إنسان تطرأ عليك متغيرات، وليس باستطاعتك معرفة المستقبل. فإذا طرأ عارض تعامل معه، ثم عد إلى مسارك المرسوم.

قد يجادل البعض أن الموازنة المطلقة بين الحياة والعمل أمرٌ صعب التحقيق، بسبب وتيرة حياتنا السريعة وانعدام الحواجز الفاصلة، ولكني أؤكد لك، ومن تجربة شخصية طويلة، أنه أمر ممكن التعامل معه، بتطبيق النقاط السابقة وتكييفها بما يناسبك. فالتوازن مسألة مواسم وتضحيات واعية ومدروسة، وكل ما يتعيَّن عليك فعله أن تتعلم كيف تحسب تلك التضحيات في سبيل تحقيق أهدافك الكبيرة.


الشيء بالشيء يُذكَر 🫰🏻

قلب / Giphy
قلب / Giphy

ربع كوري وننشي وكى هيلنق!

  • في برنامج «الأنساب» الأمريكي، فوجئ الممثل فريد آرميسن بأنَّه في الحقيقة ربع كوري وليس ربع ياباني، لأنَّ جده تقمص هوية يابانية واسمًا يابانيًّا في الثلاثينيات. قبل عام، ما كنت سأفهم صدمة فريد، لكن بعد قراءتي قصائد للشاعرتين الكوريتين كيم هايسون ودون مي تشوي، بتُّ أعلم العداء التاريخي بين البلدين. آخرها حين غزت اليابان كوريا وضمَّتها إلى إمبراطوريتها عام 1910، وحاولت اقتلاع الهوية الكورية من جذورها وطمسها للأبد، وفرض الهوية اليابانية لغةً وثقافةً بأعنف الطرق، إلى حد منعت فيه الناس من تسمية أبنائها بأسماء كورية.

  • مفهوم «ننشي» (nunchi) من أهم ركائز الذكاء العاطفي في بيئة العمل الكورية التي لا بد أن يتمتع بها الموظف الكوري في عالم الشركات، وتعني القدرة على قراءة الأجواء واستنباط المطلوب بناءً على التلميح لا التصريح، يعني «اللبيب بالإشارة يفهمُ». من دون أي تصريح واضح، فَهِم كبار المدراء في كبرى الشركات أنهم مجبرون على العمل ستة أيام في الأسبوع، وساعات أطول في اليوم. والمدراء بدورهم ألمحوا إلى موظفيهم أنَّ الأمر ينطبق عليهم أيضًا. 

  • مثلما غزت كوريا العالم بثقافة «الكى بوب»، تغزوها مرة أخرى بفئة كتب «الكى هيلنق» (K-Healing). فمع ارتفاع حدة الاحتراق الوظيفي في ثقافة العمل الكورية، بزغت فئة روايات الاستشفاء الروحي ذات الأغلفة الملونة والعناوين اللطيفة، التي تدور حول شخصيات تعاني الاحتراق وتحاول عيش حياة بسيطة، في حبكة مريحة للأعصاب تشجع على الانفصال عن الواقع. الرواية الأخيرة من هذه الفئة التي يتنافس عليها الناشرون والمترجمون حول العالم بعد نجاح الترجمة الإنقليزية عنوانها «مصبغة ماري قولد للعقول» (Marigold Mind Laundry)، عن مصبغة تغسل قلوب الزبائن وتزيل بقع الذكريات المؤلمة.

🪄 إعداد

إيمان أسعد وجيمناي


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+310 متابع في آخر 7 أيام