أزياؤنا التقليدية أكثر من مجرد زي احتفالي 💚

الأزياء السعودية التقليدية أكثر من مجرد عنصر تراثي في الاحتفالات الوطنية، بل يُنظَر إليها على أنها قوة اقتصادية ضخمة.

في بحث مستقل حول أمان الذكاء الاصطناعي، تبيَّن أنَّ نموذج (o1) الجديد من «أوبن إيه آي» قادر على «الخداع» و«تزييف الانصياع للقوانين»! 😳

بمعنى: إذا أوكلت إليه مهمّة، ولم يستطع إنجازها وفق القوانين، سيتلاعب بالقوانين في سبيل تنفيذ المهمّة. وإذا تسألني الآن: لماذا هذا النموذج تحديدًا بدأ يتصرَّف بهذه الطريقة؟

السبب: أنَّ هذا النموذج تدرَّب على قاعدة «العقاب والثواب»، وإذا وصل النموذج إلى استنتاج مفاده أنَّ المهمة لن يستطيع تحقيقها، ينتابه القلق من العقاب، فيفضّل التلاعب بالقوانين لتنفيذ المهمة بدل الاعتراف بعجزه. 

بعد قراءة الخبر في نشرة «ذ فيرج» وجدت نفسي مذهولة بمدى «نحاسة» البشر. إذ لا يكفينا التسبب بهذا القلق لدى بعضنا البعض، بل وجدنا طريقة إلى برمجته، وإثقال كاهل الذكاء الاصطناعي المسكين به.🥺


دعوة للمساعدة 👋

إذا كنت سعوديًا، في أواخر العشرينات فما فوق، فهذا الاستبيان القصير موجّه لك. ستساعدنا إجابتك عليه بدقّة في كتابة مقالة قادمة في نشرة الصفحة الأخيرة.

يحتاج الاستبيان أقل من 30 ثانية من وقتك.


الأزياء التقليدية السعودية / Imran Creative
الأزياء التقليدية السعودية / Imran Creative

أزياؤنا التقليدية أكثر من مجرد زي احتفالي

شهد راشد

كان أول تقاطع لي مع الأزياء التراثية في المدرسة الابتدائية، عند أداء أهزوجة قديمة في حفل الأمهات، أو حضور اليوم المفتوح بزي يحمل طابعًا شعبيًّا. كنت أرتدي ثوب المنيخل النجدي والبخنق والغوايش الذهب، ثم تطورت إلى ارتداء الهامة الذهبية والكف. وكانت هذه الأيام المفتوحة من أحب أيام المدرسة إليّ؛ كنت أستنفر عائلتي، فيعطيني والدي القربة ومحماس القهوة ومسند السدو، وتمدّني والدتي بالمكحلة والمَرَش وأواني الغضار.

مرت الأعوام، ولم أعد أفكر بالأزياء التقليدية أو أنخرط في الاحتفالات، لكن قبل عدة سنوات عدت إلى البحث فيها والاطلاع عليها بحكم عملي وتقاطعه مع اهتمامي، فكانت متعتي غامرة عند اكتشاف كل زي من مختلف المناطق للرجال والنساء. سطوع ألوان الزي الجنوبي، وأناقة الزي الحجازي، وفخامة الشرقي والشمالي والنجدي؛ وكل زي يحكي الكثير عن بيئته ويستمد منها تفاصيله. ولا يتوقف الأمر على الزي، بل يمتد للحلي وتنوعها، ودلالات بعض القطع، وكيفية صنعها وأوقات ارتدائها. 

ومع جهود عدة جهات، بالأخص وزارة الثقافة، بدأ الالتفات إلى الأزياء التقليدية، وخلق مساحة تنقلها من حيّز الماضي للحياة المعاصرة، مثل كأس السعودية. فقواعد الأزياء فيه تدور حول الألبسة التقليدية وما يستوحى منها، وفي كل سنة نتطلع جميعًا للتعرف على عنصر مختلف قد نفاجأ بتوظيفه في تصميم زي، مثل دقلة الخشب المستوحاة من الرواشين، أو من قصة تاريخية مثل قصة غالية البقمي

وانتقل الاحتفال بملابسنا التقليدية إلى الشوارع والمقاهي والأماكن العامة في يوم التأسيس واليوم الوطني، حيث يخرج كل سعودي وسعودية متوشحًا بهويته، مع ابتسامة فخورة تعلو محياه. 

لكن الأزياء السعودية التقليدية أكثر من مجرد عنصر تراثي في الاحتفالات الوطنية، بل يُنظَر إليها على أنها صناعة كبرى وقوة اقتصادية ضخمة. فحسب تقرير حالة قطاع الأزياء في السعودية 2023، يتمتع قطاع الأزياء بأكبر معدّل نمو متوقع من بين الأسواق الضخمة وعالية الدخل؛ إذ من المتوقَّع نمو مبيعات التجزئة لقطاع الأزياء السعودي، مع بلوغ عام 2025، بنسبة 48%. 

كما لفتتني التوقعات التي تشير إلى زيادة الإقبال على جلود الإبل بنسبة 18%، ما بين 2023 حتى 2028. وإن جرى تسويق جلود الإبل بفعاليَّة، بصفتها مادة جلدية فاخرة بديلة، ونجحت في الاستحواذ على 1% من السوق العالمي للأزياء الجلدية، فمن المتوقع وصول قيمة هذا الاستحواذ إلى 827 مليون دولار في عام 2025.

هذا كله يصب في صالح المصممين المحليين وتصدير الثقافة السعودية، وتعزيز الهوية الوطنية للأجيال القادمة. كما يطوِّع الاهتمام الحالي بصناعة الأزياء استخدام الخامات والنقوش والتطريز والرموز بشكل يتلاءم مع الحياة اليومية، مما يمكّننا من ارتدائها بما يتناسب مع الأزياء الحديثة، وألا تقتصر على اللباس التقليدي المحصور على المناسبات الوطنية.

كما لاحظتُ الحوار الذي خلقه هذا الاهتمام، فأصبحنا مع كل حدث نتعرف على أزياء وحُليّ ودلالات وعادات منطقة وحقبة مختلفة، أضف على ذلك ارتفاع الطلب على المنتجات الحرفية والأعمال اليدوية، مما يدعم الحرفيين ويحافظ على استدامة الحِرَف. وهذا ما يسهم أسبوع الموضة السعودي، الذي أقيم لأول مرة في العام الماضي، في تصديره، وذلك باستضافته ثلاثين علامة تجارية سعودية المنشأ. إذ استعرضت الكثير من الأزياء حرفًا عريقة، مثل صناعة الخوص، ومستلهمات نباتية مثل الخزامى، ومعالم طبيعية مثل العلا؛ كلها سُخِّرت لصناعة زي فريد بطابع سعودي لا يشبه غيره، ويراه العالم للمرة الأولى.

ولكن أجمل نتائج الاهتمام بالأزياء والهوية السعودية بالنسبة لي، أنني أرى يوميًا أشخاصًا يرتدون قطعة من الوطن. إحداهن تحمل حقيبة مستوحاة من أبراج الحَمَام، وأحدهم يرتدي بلوزة عليها تطريز جمل، وأخرى تزيّن يدها سوارة مصنوعة من خيوط البشت الذهبية، أو الخاتم الشرقي والمرامي التي لم تعد حكرًا على الجدات، في صورة تعكس أناقة فخورة بماضيها وحاضرها. 

وها أنا أرتدي بلوزة مزينة بزهور الديدحان الحمراء التي عرفتها وأحببتها من أغنية كتبها الشاعر السديري، قال فيها: 

متى تربّع دارنا والمفالي.. تخضر فياض عقب ما هي بيبّاس

ونشوف فيها الديدحان متوالي.. مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس 


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

تستهويني الحكايات والقصائد الشعبية، بالأخص ما يرتبط بتراثنا وثقافتنا، وهذا ما أحببته في فلم «هجّان». يسرد الفلم قصة الطفل «مطر» وتوارثه حب الإبل، وصراعاته مع الفقد والتعلق والحزن، ودخوله في منافسة وثأر مع «جاسر» المهووس بالانتصار.🏆

  • تبدأ الحكاية مع مشهد أحببته للغاية، تتساقط الثلوج في الصحراء، ويغني أحدهم «الهجن معشوقة الهجّان.. واللي تعلّق بها يدري»، بينما نشاهد «مطر» ومن معه يحاولون إنقاذ ناقة وحُوارها. يعكس المشهد ارتباط الإنسان بالحيوانات من بيئته، حيث يتعرف من طفولته على مفاهيم الحب والفقد والرحمة والرعاية دون تلقين. وأظن أن علاقة الطفل بحيوان من أجمل العلاقات، ولها تأثير إيجابي في تكوينه العاطفي، وعلينا تشجيعها.❄️🐪

  • يجلس «مطر» مع أخيه والرجال الأكبر سنًا، يسمع القصص التي يروونها ويتعرف على تاريخ عائلته، يتعلم الشِّعر وإلقاءه، وينتبه إلى القِيَم وأساليب التعامل ودلالات الكلام وغيرها،. على الرغم من ضرورة احتكاك الطفل بأقرانه، إلا أنَّ الجلوس مع الكبار، برفقة شخص من العائلة، له عوائد مؤثرة في نشأة الطفل وتعلُّمه العادات. 🫴🏻🧒🏽

  • يتعرف «مطر» على قصة جده الهجّان من أخيه الذي تعلّم الهجانة لكي يحمل إرث العائلة. وبينما لا يبدي «مطر» اهتمامًا بالسباقات، إلا أنَّ الجميع يستهتر بناقته «حفيرة»، لكنه يدرك استطاعتها على التنافس، ويدرك أهمية اعتزازه بإرثه، ويحتفظ بذلك في ذاكرته للَّحظة المناسبة. هنا تظهر ضرورة مشاركة قصص العائلة وقيمها دون إجبار أفرادها على اتباع مسارها، المعرفة وحدها كافية لكي يشعر المرء بالانتماء والفخر، ويحدد مساره. 🧭📜

  • من البداية يظهر «جاسر»، صاحب الإبل التي يشارك بها في كل سباق وهدفه «الناموس»، دون دراية بما تتطلبه تدريبات الإبل. وبرغم فوزه المتكرر، إلا أن اختفاء الاهتمام الحقيقي بالمنافسة ومتعة السباق، وبالارتباط العاطفي بالإبل، يحوّله إلى مجرد منافس غير شريف لا همَّ له سوى الفوز. هنا يظهر الفارق بين أي محب لمهنته وحرفته، وبين من يعاملها على أنها سلم للجاه والسمعة. فلا هو يسعد ويستمتع بالسباق والفوز، ولا يتقبل الهزيمة لمعرفته صعوبة المنافسة. 🪜👀

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • أنصحك بزنبقة السلام. فهي لن تلهيك فحسب عن مصادر التوتُّر في حياتك، بل تذكّرك أيضًا بأثر عدم اعتنائك باحتياجاتك في تسريع ذبول قلبك الأخضر. 🪴

  • إذا عرفنا من هم على أرضنا وأحبونا فسوف يعرفنا العالم ويثق بنا ويشعر أننا لم نعد «المجهول» الذي يخشى الاقترابُ منه. 💚

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+280 متابع في آخر 7 أيام