لماذا جرفنا مسلسل عمر أفندي إلى الحنين؟ 🥹
عاد بطل مسلسل «عمر أفندي» إلى الماضي، وأصلح الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر في الواقع، ربما هذا ما نتوق إلى فعله في ماضينا.
صفَّرت «أوبن إيه آي» العدَّاد، وأعلنت عن نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي أسمته (01)، ويتميّز بـ«تعقّله».
وما سمة هذا التعقُّل؟
سمته أنَّ النموذج عاقلٌ بما يكفي لكي يتمهّل، ويتفكَّر، قبل الإجابة!
تذكَّر هذه السمة العقلانية قبل التعجُّل في الرد على أيٍّ كان، خصوصًا إذا كان الرد على منصات التواصل!
دعوة للمساعدة 👋
إذا كنت سعوديًا، في أواخر العشرينات فما فوق، فهذا الاستبيان القصير موجّه لك. ستساعدنا إجابتك عليه بدقّة في كتابة مقالة قادمة في نشرة الصفحة الأخيرة.
يحتاج الاستبيان أقل من 30 ثانية من وقتك.
لماذا جرفنا مسلسل عمر أفندي إلى الحنين؟
«كل مبنى في حي وسط القاهرة له حكاية»، هكذا يخبرني الوالد منذ الصغر كل مرة نمر معًا في شوارع الحي العتيق. لذا فأنا أعرف معظم هذه المباني وقصصها، وأحد تلك المباني التي يصعب تجاهل معمارها «محل عمر أفندي» الذي بناه المصمم الفرنسي الشهير راؤول براندان، مستخدمًا فن «الروكوكو» ذا الزخارف المفرطة.
مررت بجوار هذا المبنى آلاف المرات، وما انتابني قط حنينٌ إلى ذاك الزمن الذي كانت فيه المحلات التجارية تبنى بهذا الطراز الفخم. بالطبع كان هذا قبل مشاهدة مسلسل «عمر أفندي».
يحكي المسلسل قصة رجل لا يجد لحياته معنًى، ويعاني مشاكل مع والده تسببت في قطيعة بينهما. يموت الوالد ويترك له بيتًا بداخله سرداب يمكّنه من السفر عبر الزمن، تحديدًا إلى القاهرة في أربعينيات القرن الماضي، ليحيا حياة مزدوجة بين الماضي والحاضر.
لم أكن وحدي الذي جرفه الحنين إلى القاهرة القديمة بعد مشاهدة المسلسل، بل كان عنوان الاهتمام الشغوف الذي أبداه كثيرون بالمسلسل عبر منصات التواصل الاجتماعي. واللافت أن هذا الاهتمام جاء من أنماط مختلفة تمامًا: من الآباء والشباب وحتى الجيل زد! فلماذا شعر الجميع بالحنين إلى زمن لم يحيوا به قط؟
تفسّر كريستين باتشو -أستاذة علم النفس في كلية «لوموين» في نيويورك- الأمر على أنه ظاهرة يمكننا تسميتها بـ«الحنين التاريخي» (historical nostalgia). ويمكن تعريف هذا الحنين على أنه حنين إلى الماضي يشعر به الشخص، ويولِّد داخله ارتباطًا عاطفيًّا أو شوقًا لأوقات في التاريخ تسبق ميلاده.
وتشير أبحاث باتشو إلى أن الحنين التاريخي قد ينشأ بسبب عدم الرضا عن الحاضر. فإذا كان الناس غير راضين لأي سبب من الأسباب عن الوضع الحالي، فمن المرجح أن يشعروا بأن الأمور لا بد كانت أفضل في الماضي. ويرتبط شوق الناس إلى هذا الماضي بمقدار ما يعرفونه عنه، فقد يعتقدون أن الماضي كان جميلًا بسبب الأفلام التي يشاهدونها، أو حتى الأدب الذي قرأوه، والذي يبرز دومًا الماضي في شكل جميل.
هذا ما شعرنا به تحديدًا خلال متابعة مسلسل «عمر أفندي»، حيث بدت القاهرة جميلة وخالية من الزحام، وظهر الأبطال جميعهم في ملابس أنيقة سواء كانت رسمية أو شعبية. بل أن الإيقاع نفسه كان بطيئًا بشكل جميل، لأنه مغاير للسرعة الشديدة التي أصبحت سمة واقعنا اليومي.
يشبه الأمر إلى حدًّ ما مسلسل «بيكي بلايندرز» (Peaky Blinders)، حيث بدت حياة الطبقة العاملة في المسلسل حياة مثيرة، وانتشر عدد كبير من الحانات وخطوط الأزياء والمهرجانات التي تعتمد بشكل كامل على الحقبة التاريخية التي تناولها المسلسل. وعلَّقت كارين مانداباش - المنتجة المنفذة- أنها تتمنى لو تحصل على عشرة سنتات مقابل كل قصة شعر تراها حاليًا بتأثير من أبطال بيكي بلايندرز.
للأمر بعد اقتصادي أيضًا. فقد راجت مؤخرًا ظاهرة الحنين إلى الزمن الماضي في بريطانيا، حيث يعمد عدد كبير من الشباب إلى تبني أسلوب حياة يشبه العصر الفيكتوري؛ إذ يرون في ماضي بلدهم قيمة أكبر من حاضره. وتفسِّر كلير لانقهامر -المؤرخة في «جامعة ساسكس»- تلك الظاهرة بأنها هروبٌ من الواقع المأزوم. فعندما لا يكون لديك أمل في تحمل تكاليف منزلك الخاص، من المغري جدًا أن تعود ولو ظاهريًا إلى العصور التي كان فيها امتلاكك منزلًا أمرًا عاديًا.
عاد بطل «عمر أفندي» إلى الماضي، وأصلح بعض الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر في الواقع، وربما هذا أيضًا ما نتوق إلى فعله في ماضينا، لكن هل تلك الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأخطاء؟
في مقاله «الغد نادرًا يعرف» (Tomorrow Rarely Knows) يقول الكاتب الأمريكي تشاك كلوسترمان صراحةً أن السفر عبر الزمن حيلة اليائسين الذين يريدون حل ألغاز الحياة دون بذل مجهود. لأنك إن كنت ترغب في جعل العالم مكانًا أفضل، فرحلة سريعة إلى الماضي تبدو أسهل كثيرًا من محاولتك أن تصبح شخصًا أفضل في الواقع، والذي يتطلب مجهودًا كبيرًا.
لا نُلام على الحنين الجارف إلى القاهرة القديمة، لكنها فرصة لمعرفة ما نكرهه في الواقع وتغييره قدر المستطاع. وأيضًا علينا ألا ننسى أنَّ التاريخ يبدو ساحرًا من بعيد، لأننا ننتقي منه الجميل، والمضاد لما نكرهه في واقعنا. لكن من قال إنَّ كل من عاش في زمن «عمر أفندي» كان راضيًا وسعيدًا.
فاصل ⏸️
الإثنين للاثنين 👩❤️👨
لأنَّ الحياة الزوجية ليست وردية، لكن لا حاجة لأن تصبح سوداء 🌚
«أنا أشعر» بدلاً من «أنت فعلت»!
أحرص دومًا على الحديث عن الأمور التي أتعرض لها من الأشخاص المقرّبين بطريقة لا تجعلهم يشعرون بأنهم مدانون، وأركز بدلًا من ذلك على إيصال الشعور الذي انتابني من الموقف الذي حدث. ذلك لأنه في بعض الأحيان، خصوصًا في بداية الحياة الزوجية، يجهل الشريك السبب وراء انزعاجك من بعض المواقف. لذلك، يسهم ذكر مشاعرك وسببها في تفهُّم شريكك طبيعة تلقّيك للأمر. بينما الإصرار على وضعه في محل المخطئ، يدفعه إلى موقف التبرير.
في هذه المواقف المزعجة، لا بد أن تُثبِت العلاقة الزوجية بينكما قوَّتها ومكانتها لديكما، لذلك صبّ التركيز على إيجاد الحل، بدل إلقاء اللوم. التطرّق للحلول، بعد حديثك عن مشاعرك تجاه الموقف، هي الطريقة الآمنة لفضّ الخلافات بين المحبِّين.
لا عتب ولا لوم، توضيحٌ ثم حل.
🌟 إعداد
إيلاف محمد
لمحات من الويب
«مثلما يصدأ الحديد من الإهمال، والمياه تنتن من الركود أو تتجمَّد من البرودة، كذلك يقوِّض الخمول قوة العقل.» ليوناردو دافنشي
هل فكّرت بإدخال «الدراما» في تحضير الدرس للطلبة؟ قد يهمك قراءة هذا المقال عن تطبيقات الدراما في التعليم، في منصة معنى.
فن استخدام الخط الكوفي في المجلات القديمة.
يا مية أهلا وسهلا بالغالية أم علي!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
ما أتمناه لمسلسل «خيوط المعازيب» أن يخلق حالةً نقدية إيجابية تتجاوز التعليقات السطحية والنزاعات المناطقية. 📺
يكرس مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» شبهة ضعف الولاء لدى ابن الكويتية الذي يتحدث بلهجة أبيه. 🗣️
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.