اللهجة المصرية خائنة في «زوجة واحدة لا تكفي» 🗣️
يكرس مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» شبهة ضعف الولاء لدى ابن الكويتية الذي يتحدث بلهجة أبيه.
اللهجة المصرية خائنة في «زوجة واحدة لا تكفي»
شاهدت البارحة حلقة من مسلسل هدى حسين «زوجة واحدة لا تكفي» ضمن جلستنا العائلية المسائية، ولفتني أنَّ شخصية نور الغندور تتحدث غالبًا باللهجة المصرية دونًا عن شقيقاتها الأربع اللواتي يتحدثن باللهجة الكويتية بطلاقة. لاحظت أنَّ هذا التباين اللغوي يتوازى مع وقوف هذه الشخصية في صف والدها المصري وإسهامها في التآمر معه والتغطية على أفعاله المشينة، على رأسها خيانته والدتها الكويتية بزواجه بثلاث عربيات دون علمها واستغلاله أموالها.
موضوع «اللهجة» حساس في المجتمع الكويتي لدوره في تقييم مدى نقاء الهوية الكويتية، وتزداد حساسيته لدى أبناء الكويتيات (مصطلح يُطلق على أبناء الكويتية المتزوجة من أجنبي) لأنه يرتبط أيضًا باختبار مدى ولاء الأبناء للأم والكويت مقابل الولاء للأب ودولته.
هذا الاختبار كان المحك الأصعب بعد الغزو في عام 1990. حينها كانت العراق الدولة العدو، وجرى تصنيف فلسطين والأردن والسودان واليمن بمسمى «دول الضد» لأعوام قبل التصالح وعودة العلاقات الرسمية. ما يعني حينذاك أنَّ مجرد حديث أبناء الكويتيات بلهجة ذات صلة بجنسية آبائهم المنتمية إلى فئة «الضد» هو فعل خيانة لا سيما في نظر الفرع الكويتي من العائلة.
لكن ماذا عن المنتمين إلى فئة دول «التحالف» مثل مصر وسوريا مثلًا؟ هم أيضًا، في أغلبيتهم، يطمسون آثار لهجة آبائهم، لأنَّ هذا الطمس ينطلق أيضًا من توق نفسي إلى إعلان الانتماء الكامل وحجب كل ما يشي بوجود عنصر أجنبي قد يلوث نقاء هذا الانتماء.
يقول رينيه جيرار:
إن كنت لا تنتمي إلى الناس من حولك، سيقولون عنك أنك تتحدث بلهجة؛ أي أنك تتحدث بطريقة مختلفة عنهم، عاجز -مهما حاولت- عن تقليد لغتهم على نحو مثالي كما يفعلون هم في تقليد لغة بعضهم بعضًا دون جهد يُذكر: إذ بين التقليد اللغوي المثالي ووحدة هوية المجتمع عروةٌ وثقى.
ويضرب جيرار كمثال القصة الإنجيلية حين اكتشفت مجموعة من يهود القدس وجود بطرس بينهم وبدأوا يكيلون إليه الاتهامات بالتواطؤ مع المسيح دون أي دليل، وصرخ أحدهم ردًّا على محاولات بطرس درء التهم عنه:
لهجتك الجليلية تفضح أمرك!
موضوع لهجة أبناء المواطنات يفتح الباب على معالجة درامية نفسية واجتماعية شيِّقة حول الهوية وتشكيلها، لكن للأسف لن يُطرَح بالعمق والتحليل الذي قرأته في مقال رينيه جيرار حول اللهجات، لأنَّ ليس هذا الهدف من «زوجة واحدة لا تكفي».
الهدف المفضوح في عُقَد حبكة هبة حمادة السطحية ومزيج التنميط العنصري والجندري التافه ضد المقيم والمرأة العربية، هو تكريس الصورة النمطية ضد المواطنة التي قررت الزواج بأجنبي وضد أبنائها، لا سيما من يجرؤ ويتحدث بلهجة أبيه، لأنه بانشقاقه يقف شاهدًا على احتمال الخيانة المبطَّن لدى البقية، ويؤكد المثل لمن لا ينفع فيه المعروف والتربية: «ربوني وأنا وليد أهلي.»
خاطر سريع 💡🏃🏻♂️
أعجبني تعليق حسين الضو في «إكس» على جدل اعتماد مسلسل «الحشاشين» اللهجة المصرية بديلًا عن اللغة العربية الفصحى كما المعتاد في الأعمال التاريخية. أوصيك بالاطلاع على تعليق حسين الضو، وأيضًا الاطلاع على مقاله حول استخدام اللهجة العامية في كتابة الرواية العربية.
خبر وأكثر 🔍 📰
الأميرة كيت تذكرنا بتاريخ الصور المزيفة!
الأميرة كيت مصورة هاوية. بعد غياب طويل عن الإعلام نشر قصر «كنسينقتون» في لندن صورة لأميرة ويلز كاثرين مع أطفالها الثلاثة احتفالًا بيوم الأم، فبدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تحليل الصورة والإشارة إلى التعديلات عليها؛ فملابس وشعر الأميرة شارلوت قد عُدلت، وبحلول اليوم التالي سُحبت الصورة من 5 وكالات تصوير، واعتذرت الأميرة موضحةً أنها هي مَن عدلت الصور، ووصفتها بأنها تجربة مصوِّر هاوٍ ولم تقصد بها خداع الجمهور. 👸🏻🗞️
لماذا يبدو الجمهور متفاجئًا؟ تعديل الصور ليس جديدًا، مؤخرًا عُدلت صور تايلور سويفت في إحدى المباريات لتظهر حاملة لافتات تؤيد ترامب، كما استخدمت منظمة العفو الدولية الذكاء الاصطناعي لتوليد صورة يظهر فيها ترامب مع مجموعة من الأمريكيين السود في عام 2010. وبعد تسرب النفط في «ديب ووتر هورايزن» نشرت مجلة «ذا إيكونوميست» غلافًا يظهر فيه أوباما مطلًّا على خليج المكسيك، إلا أن الصورة الأصلية ضمّت مسؤولين واقفين بجانبه، ولم يُعرف لماذا قررت الصحيفة عرض الرئيس وحده. 🤔🤐
تماهي الحدود بين الخداع والإتقان. مع تطور التقنية وسهولة تعديل الصور من أي شخص يُطرح السؤال عن أخلاقية هذا السلوك؛ فهناك قص الصور الذي يمكن من خلاله فقدان سياق مهم عمدًا أو دون قصد، كما يحصل التعديل بشكل كبير بهدف إظهار الصور بشكل حقيقي أو مثالي أحيانًا؛ فتُزال الشوائب من العدسة مثلًا وتُبرز الألوان بشكل أكبر، إلا أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يجرون تغييرات تتجاوز ما تفعله وسائل الإعلام عادة، ولكنْ لا ننسى أنها تغييرات شخصية غالبًا. 🖥️ 🔮
الحيلة الأكثر إقناعًا. يمكن القول إن تعديل الصور هو الحيلة الترويجية الأفضل بدءًا من أجندة السياسيين حتى تسويق مؤثري وسائل التواصل، ومع سهولة وتطور الذكاء الاصطناعي تطورت قدرة المتلقّي على ملاحظة التعديلات؛ وهذا ما صعَّب مهمة العائلة المالكة البريطانية في الظهور بالمثالية التي تسعى إليها. 🪄 👑
🌍 المصدر
The Economist
شبَّاك منوِّر 🖼️
في عام 1801 ولد طفل في ولاية كارولاينا، وكان مستعبدًا كمعظم الأفراد السود في منطقته، عندما كبر بدأ العمل في متجر للفخار وفي جريدة كليهما يعودان إلى سيده، وفي عام 1834 صدر قانون يمنع العبيد من تعلّم القراءة والكتابة، إلا أن ديف دريك كان يصنع تحفًا ومزهريات في السر ويحفر عليها شيئًا من كتاباته، فقد كان نحاتًا وشاعرًا. وبعد إلغاء قانون العبودية استمر يعمل في النحت ولقِّب بـ«ديف الخزّاف». يُقدر أن أعماله كانت بالآلاف، إلا أن المعروف وجوده حاليًا يبلغ 270 قطعة. 🏺
تسلّح بعلمك ولو أبغضته. تمسّك ديف بما تعلّم، وكان يملك كامل الحق في كراهية عمله؛ لأنه مُجبر عليه، لكنه قرر إتقانه حتى أصبح نحّاتًا معروفًا، ومع سوء ظروفه التي نجهلها تمكّن من تحويل ما يستنزفه إلى شيءٍ يبدعه. ربما تبغض ما تعمل إلا أنك تبرع فيه، ليس بالضرورة أن تُحب عملك لتستمر به، ابحث عن جزء صغير يعجبك فيه وركّز فيه، ابنِ نيتك على الإحسان، وسيعود عليك هذا بالخير عاجلًا أو آجلًا. 🌾 🌤️
ابحث عن متنفّسك. مزج ديف النحت بالكتابة، وجعَل أعماله مذكرات دوّن عليها ما يشعر به وما يفكر فيه، فعلى أحدها كتب «التقييد بالسلاسل» كوصف لحالته، وعلى آخر حفر «أتساءل أين علاقتي كلها؟»، أخمّن أنه كان يجد متنفسًا في صناعة شيء يخصه بأن يشكّله حسبما يشاء ويزينه بلواعجه. قد تكون الكتابة أو التصوير أو الزراعة هي متنفسك، فابحث عنه وواظب عليه، واسعَ إلى تدوين شيء من أيامك لتعود إليها ولتبقى إرثًا لمن بعدك يتعرف إليك من خلاله. 📝📸
قاوم بما تحب. أحيانًا أمر ببعض الصعوبات النفسيّة، ولطالما كان الرسم شيئًا أحاول ممارسته باستمرار قدر المستطاع، ليس لأنني أريد أن أصبح فنانة، ولكن لأثبت لنفسي أن بإمكاني مقاومة ما يحدث مع عجزي عن السيطرة عليه، لكلٍّ منا صعوبات تمر به كبيرة أو صغيرة، قاوم الصراع الذي تعيشه بفعلٍ تُحبّه وتستمتع به، سيمنحك هذا شعورًا بالقوة وأملًا بإمكانية التجاوز. 🎨🤍
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
لماذا أطلقوا عليه «بلوتوث»؟
انظر إلى الذكاء الاصطناعي وهو يكتب عنك رسالة شخصية بخط اليد!
قوم عن مكاني!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
ثمانيةنشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.