ناقد مسلسل «خيوط المعازيب» يقع في فخ المحلية 📺

ما أتمناه لمسلسل «خيوط المعازيب» أن يخلق حالةً نقدية إيجابية تتجاوز التعليقات السطحية والنزاعات المناطقية.

نقد مسلسل «خيوط المعازيب» / Imran Creative
نقد مسلسل «خيوط المعازيب» / Imran Creative

ناقد مسلسل «خيوط المعازيب» يقع في فخ المحلية

حسين الضو

لدينا أزمة في التلقي عامة وفي أعمالنا الدرامية خاصة. الأمر ليس محصورًا في المعارك التي باتت مكررة: «ما يمثلنا» و«أين هي قصصنا؟!»، بل أصبحت تظهر بأشكال أخرى. ومسلسل «خيوط المعازيب»، الذي لا يكاد يمر يوم دون أن نرى تحليلًا أو تعليقًا عليه على «إكس»، ليس باستثناء. تارة نقرأ نقدًا على اللهجة الحساوية وتارة أخرى تعليقات حول واقعية أحداثه أو لامنطقية التغيُّر في شخصياته، أو أي تفصيل آخر يتعلق بالدقة التاريخية للحقبة التي تدور فيها أحداثه.

يكتب الروائيون والسيناريست هُوياتهم بشكل مموَّه ضمن حبكات وشخصيات في سرد مكتوب، ويستعينون بمؤثرات سمعية لغرض السرد البصري. هذه الهوية أو السيرة ليست بالضرورة سيرة حياتية، قد تكون فكرية إذ يطعِّم المؤلف عمله بثيمات وموضوعات تكون أساسًا للعمل الدرامي. هذه العملية هي بالضرورة كشفٌ وتعرٍّ، ولا أقصد ذلك بالمعنى الفضائحي للكلمة، وإنما تعرٍّ لأفكار الكاتب ورسم صورة من زاويته للمجتمع الذي تدور فيه الأحداث. وهذه إحدى مصاعب الكتابة الدرامية، إذ ليس من السهل أن نسرد ذواتنا للآخرين ونجعلها عرضة للتلقي والنقد.

هذا الاضطراب الذي يمر عبره المؤلف ليرسم أفكاره على الشاشة يتسرَّب للمتلقي أيضًا حين يرى -أو يظن أنه يرى- ذاته وصورته كما يرسمها غيره؛ يشعر أنه ينظر إلى مرآة، وسينزعج بشدة حين يرى ما لا يشبهه، فنحن أقسى النقاد على أنفسنا. إذ ألا نرى تفاصيل التفاصيل في وجوهنا وأجسامنا حين ننظر إلى المرآة؟ تلك الخصلة النافرة وذلك التدلي عند الخصرين وتلك الهالة وتلك البثور… وغيرها من التفاصيل التي قد لا يلمحها غيرنا؟

هذا ما يحدث حين يشاهد السعوديون أعمالهم الدرامية، فهم يتابعونها بعدسة مختلفة عن تلك التي يتلقون بها الأعمال الدرامية الأخرى البعيدة عن ثقافتهم، يتابعونها كما لو كانت مرآة. ويفوت المشاهد السعودي أنَّ العمل الدرامي ليس استنساخًا للواقع كما هو وبشكل خام، بل تتطلب المعالجة الدرامية هذا «التحريف» للانتقال من المستوى الوثائقي إلى المستوى الدرامي. 

هي عملية إيهام بواقعية العمل، أي المسلسل ليس عملًا حقيقيًّا ولكنه يعكس الواقع ويوهم بحقيقية الأحداث والحوار. يفوت المشاهد ذلك فلا ينتبه أنَّ توني سوبرانو لا يتحدث كما يتحدث زعماء المافيا، ولا يتحدث دون دريبر في «ماد مين» كما يفعل المخرجون الإبداعيون في شركات التسويق، ولا «قس فرينق» زعيم الكارتيل.

القصور الثقافي لدى المتلقي هو ما يجعله يتجنب التركيز على هكذا تفاصيل ثقافية في أعمال أجنبية والتعليق عليها. فهو لا يستطيع التعليق على لهجة حواري بالتميور لأنه لا يعلم بها، وعلى الأغلب لا يفرِّق بين اللهجات الأمريكية. وهو لا يعرف ما معنى أن تكون مدرسًا في ألبكيركي لكي يعلِّق على صورة المعلم هناك، ولا يملك أدنى ثقافة حول المجتمع الألماني ليتصيد زلات مسلسل «دارك». واللطيف أن ما يسمى بالأدوات النقدية التي يزعم الناقد أنه يتحصن بها لا تسعفه، وذلك لافتقاره إلى التراكم الثقافي المعرفي الخاص بهوية العمل. 

وقد تكون تلك إشارة أو مدخلًا لمراجعة مفهوم الناقد في الوسط الثقافي العربي. فما يسمى بـ«المشاهد العادي» قد يكون الأكفأ على تقديم قراءة نقدية لعمل ما إذا ما امتلك كمًّا ثقافيًّا حيال بيئة العمل والأحداث التي تدور فيه.

فقد حدث الأمر ذاته مع مسلسل «رشاش»، إذ انصرف المتابع السعودي والخليجي إلى التركيز على صحة اللهجة البدوية والدقة التاريخية على حساب العناصر الدرامية الرئيسة مثل الحبكة والرحلة الذاتية للشخصيات وجماليات السرد البصري. وأخشى أن هذا ما يحدث مع مسلسل «خيوط المعازيب» الذي يمتلك مقومات السرد الدرامي بشقيه القصصي والبصري، ويُعَد مادة خصبة لتقديم قراءات تخص وتيرة الأحداث والتصاعد الدرامي والسرد الخطي وميلودرامية الشخصيات (انشطارها بين ثنائية الخير والشر المحضين) وليس فقط التعليق على الجوانب الهامشية الثقافية.

نرى ذلك التأثير أيضًا بشكل عكسي على صناع العمل الذين توقعوا هكذا قراءة من المتلقي، فأغرقوا العمل بتفاصيل ثقافية كالأغاني الحساوية والملابس وطريقة إقامة الأعراس وإبراز أنواع الأطعمة وطقوس إقامة العزاء، إلخ. لأنهم يعلمون أنَّ المتلقي لا يرحم التمثيل الخاطئ لثقافته ولا لغيابها حتى، فتحوَّل المسلسل إلى عمل «قومي» حساوي على حساب دراميته.

ما أتمناه لمسلسل «خيوط المعازيب» أن يخلق حالةً نقدية إيجابية تتجاوز التعليقات السطحية والنزاعات المناطقية، لأنَّ هذا ما نحتاجه للدفع بالدراما السعودية والخليجية نحو الأمام.


خبر وأكثر 🔍 📰

كسوف الشمس / Giphy
كسوف الشمس / Giphy

الحيوانات والنباتات تتصرف بغرابة عند الكسوف الكلي! 

  • الكسوف الكلي يتخطّى السماء. عندما يغطي القمر الشمس في 8 أبريل سيصبح النهار ليلًا وتنخفض درجات الحرارة، ولهذا تأثيره على الطبيعة،. فقد كشفت التقارير عن سلوكيات غير عادية لمختلف الكائنات الحية خلال الكسوف. مثلًا توقف سرب نمل يحمل الطعام في مكانه حتى ظهرت الشمس مجددًا في السويد عام 1851، بينما تدفق النسغ أبطأ في شجرة زان بلجيكية عام 1999 كما أغلقت سحالي المكسيك عيونها عند كسوف 1991. 🌳 🐜

  • فهم مستحيل للطبيعة. يرى العلماء الكسوف فرصة نادرة لدراسة استجابة الطبيعة من عدمها لدقائق من العتمة في قلب النهار، ولكن فهم تأثيره يكاد يكون مستحيلًا لأنه لا يحدث بانتظام، بل يختلف في مُدَدِه ومواسم وساعات وأماكن حدوثه، كما يقترح العلماء أن الناس عادة ينشغلون عن مراقبة الطبيعة في حياتهم اليومية، وقد تكون هذه التصرفات معتادة وليست استجابات للكسوف ولكنها تفلت من الملاحظة. وحسب آدم هارتستون أستاذ العلوم البيولوجية «يحدث الكسوف الكلي مرة واحدة كل 375 عامًا لكل منطقة من الأرض، لذا ليس الأمر وكأنك تتعلم شيئًا يمكنك الاعتماد عليه واستخدامه مستقبلًا». 🌞 🔭

  • تجربة مع الطبيعة. تنقسم دراسات سلوك الحيوانات خلال الكسوف إلى فئتين، الأولى بتصميم دراسة لمعرفة تأثيره على كائن يفضلونه مثل الشمبانزي، والثانية بتحفيز الجمهور على جمع الملاحظات وتزويد العلماء بها. في عام 2017 طلب هارتستون من الباحثين مراقبة 17 حيوانًا بشكل منهجي، وتباينت استجاباتها بين بدء روتين النوم أو التصرف بقلق أو التزاوج. يكرر هارتستون تجربته هذا العام بتجنيد أكثر من ألف متطوع لجمع سجلات سلوك الحيوانات ضمن مشروع «سولار إكليبس سفاري». 🌒 🔍

  • ماذا تفعل الطيور عند الظلام المفاجئ؟ شاع أن الطيور تهدأ خلال الكسوف، ولكن العلماء سمعوا صوت طائر الحسون وعدة طيور أخرى تغرد في كسوف 1963، وفي الخمسين دقيقة التي سبقت كسوف 2017 لاحظ الباحثون أن السماء أصبحت هادئة بشكل مخيف مع ارتفاع نشاط الحشرات. تقول عالمة الأحياء سيسيليا نيلسون «تُظهر بعض الأبحاث أن الحشرات تتفاعل أسرع مع إشارات الضوء، بينما تتساءل الطيور: ما الذي يحدث؟»، وتتوقع تغير السلوكيات هذا العام لأن الكسوف يحدث في فصل الربيع بينما كان كسوف أمريكا الشمالية 2017 خلال هجرة الخريف. 🦆🕊️

  • أسراب النحل تتوخى الحذر. تضمنت ملاحظات كسوف عام 1932، تقارير عن سرب مكون من 200 نحلة أبدت خوفًا في الدقائق التي سبقت الكسوف، ومع اشتداد الظلام، تضاءلت أعداد النحل المغادر، وتزايدت أعداد العائدة، كما لوحظ توقفه عن الطنين حول الزهور. وفي تجربة أخرى رشوا النحل بمسحوق لامع وأطلقوها بعيدًا ليلاحظوا عودتها جميعًا للخلايا قبل الكسوف مباشرة كأنها مذعورة. 🐝🌺

  • ماذا عن النباتات؟ وجد دانييل بيفرلي عالم فيزياء البيئة أن عملية التمثيل الضوئي انخفضت لنباتات الميرمية أثناء كسوف 2017 في وايومنق ثم استغرقت ساعات للتعافي من صدمة الشمس التي ظهرت بعد دقائق. وبما أن أعمار الأشجار تتراوح بين 60 و 100 فإنها لم تشهد ظلامًا نهاريًا كهذا من قبل خاصة وأن آخر كسوف زار المنطقة كان عام 1918. ونتوقع معرفة المزيد هذا العام خلال دراسة الاستجابات البيئية للكسوف في إحدى غابات إنديانا. 🪴🌝

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل توترك الدردشة العابرة في بيئة العمل؟ تحظى المحادثات العابرة بسمعة سيئة لكونها سطحية وروتينية لتمضية الدقائق فحسب، إلا أن للدردشة غير الرسمية أن تؤدي إلى اتصال أعمق. فالمحادثات القصيرة هي فرصة لبناء الثقة والتعرف على الآخرين، وتساعدك لكي تصبح شخصًا أكثر فضولًا، ومع ذلك قد تكون صعبة ومحرجة للكثيرين منا. هنا بضعة توجيهات تسهّل عليك دردشتك القادمة. 💭🫣

  • فرصة ثمينة. فكر في العلاقات التي بدأت بمزحة، أو فرص العمل التي أتت من معارفك. ثمة احتمال مفتوح أن تتحول محادثاتك الصغيرة إلى شيء أكبر. ومع ذلك تجنب التعامل معها كأنها مجرد مهمة، إذ أظهرت الأبحاث أن الناس يستمتعون ويقدّرون التحدث مع الغرباء والمعارف، وتسهم هذه التفاعلات بتحقيق الرفاهية النفسية للطرفين. 🫶🏼🌬️

  • قلِّل حديثك عن وظيفتك. تسيطر مواضيع العمل والوظيفة والطقس وحركة المرور على المحادثات القصيرة مما ينهيها قبل أن تبدأ، لذا فكر بسؤال مختلف مثل: ماذا شاهدت مؤخرًا؟ وينصحك آدم بوسوولسكي -خبير «الانتماء في مكان العمل»- أن تجهز قائمة بخمسة أسئلة جاهزة للاستخدام من ابتكارك لتتميز بها دون أن تتوتر. كما يمكنك دومًا إبداء ملاحظة بدل توجيه سؤال مثل الثناء على حقيبة، أو توجيه مجاملة لطيفة، لأن هذا من شأنه أن يوسِّع باب الحديث.  🚘👜

  • استمع بجدية. ركز في حديث الشخص أمامك لتتمكن من طرح أسئلة المتابعة. قد يذكر الشخص مدينة زارها، اسأله عن أكثر ما أعجبه بها؟ وهل سيزورها مجددًا؟ يقول بوسوولسكي: كلما زاد فضولك تجاه تجارب شخص آخر أو وجهات نظره، زاد اهتمام الطرف الآخر بمواصلة المحادثة. 👂🏽🤔

  • كن لطيفًا وعفويًا بحذر. في أي تفاعل بشري ترتفع نسبة سوء الفهم، وقد لا يتعامل الشخص مع سؤالك أو تعليقك بحسن نية. لذا في بداية المحادثة تجنَّب التعليق على المظهر الجسدي، والخلفية الدينية، والخصوصيات، ولا تضع افتراضات عن الأشخاص. حاول ألا تكون اتهاميًا بسؤالك ونبرتك، وتبنَّ نبرة مرحة. قد يغضب شخص ما من محاولاتك أو يبدو مرتبكًا حول سبب حديثك، قلها بصراحة: أحاول أن أكون لطيفًا فقط، فالصراحة تساعد على تخفيف الحرج. 😁🙌🏼

  • كيف تنهي المحادثة؟ إذا بدأت تشعر بالملل، أو لاحظت ميل الحديث إلى إثارة الجدل، وجِّه الكلام إلى موضوع آخر أو اطرح سؤالًا عشوائيًا. أما إذا وجدت أن الحوار لن يصل إلى أي مكان اعتذر بأدب وانصرف إلى دورة المياه مثلًا، أما إذا أصبحت المحادثة مسيئة بإمكانك توضيح عدم راحتك والانسحاب بهدوء. تذكر أنك تتحكم بمحادثاتك فيمكنها أن تكون دقائق ممتعة خلال الانتظار، أو قوتك الخارقة في التجمعات، أو بوابتك نحو مرحلة مهنية جديدة. 🤝🕰️

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • تداول كثير من الأشخاص الذين يستخدمون إبر التنحيف مقاطع تُشير إلى شعورهم بالهدوء والصمت العقلي. 🍟💉

  • أرجو أن تستغل سنيّك بطريقة ترضيك وتسعدك؛ لأن كلفة استعادة شبابك الجسدي مليونا دولار سنويًا، أما عمرك فلا مال في الدنيا يكفيك لكي تسترجعه. 👨🏻‍🦳

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+360 متابع في آخر 7 أيام