كيف تفوز مايكروسوفت في السباق بدون خسارة ميزتها الأهم؟ 🏎️

التقارير الأولية لجهاز مايكروسوفت الجديد «سرفِس إكس برو» (Surface X Pro) تشير إلى أنه جهاز واعِد.

كم عدد الأشخاص المقربين في حياتك؟ وهل تصارحهم بهمومك ومشاكلك الصعبة؟

السؤالان أعلاه منطلق بحث بعنوان «تفادي العلاقات الوثيقة» (The Avoidance of Strong Ties) على دورية (American Sociological). فالمفترض أنَّ تصنيفك شخصًا في حياتك على أنه مقرَّبٌ منك، سواء من العائلة أو الأصدقاء، يعتمد على قدرتك البوح له بكل ما تمر به من صعوبات ومشاكل بدون حرج أو قلق.

لكن النتيجة التي خلص إليها البحث أنَّ ما يجري في الواقع حاليًّا هو العكس: كلما كانت العلاقة أقرب، تفاديتَ البوح فيها للطرف الآخر؛ مما يفسّر مشاعر الوحدة التي تغلب هذا العصر حتى مع وجود الكثير من المقرَّبين. 😮‍💨

هل تتفق مع النتيجة؟


معالج مايكروسوفت «سناب دراقون إكس إلّيت» / Imran Creative
معالج مايكروسوفت «سناب دراقون إكس إلّيت» / Imran Creative

كيف تفوز مايكروسوفت في السباق بدون خسارة ميزتها الأهم؟

حسن الحسين

هل تتخيل حاسوبك اللوحي «يصمل» بالأيام من دون الحاجة إلى الشحن؟ هذا ما حققته مايكروسوفت مع جهازها الجديد الذي أعلنت عنه للرد على أبل وأجهزة الماك المشغَّلة بمعالج شريحة الـ(M) الخاصة بها.

فبعد ما حققته سلسلة معالجات (M) على أجهزة الماك من نجاح باهر، أصبحت هذه الاستراتيجية مغرية لباقي الشركات المنافسة، وأقصد هنا تحديدًا استراتيجية «التكامل العمودي» في تصميم المنتجات.

وكان رد مايكروسوفت جليًا في جهازها الأخير الذي أعلنت عنه في مايو هذه السنة. فقد أطلقت جهاز «سرفِس إكس برو» (Surface X Pro) بمعالج «سناب دراقون إكس إلّيت» (Snapdragon X Elite) من «كوالكوم» وليس من إنتل أو «إيه إم دي». إذ اتبعت مايكروسوفت فلسفة الـ (ARM) في تصميم هذا اللابتوب.

فما هي معالجات الـ(ARM) بالضبط؟

مصطلح (ARM) اختصار لـ(Advanced RISC Machine)، الذي يشير إلى هندسة تصميم معالجات الحاسوب بهدف تقليل العمليات غير المستغلة في المعالج، وذلك للحفاظ على الطاقة، وتقليل الحرارة الناتجة، وتقليل الحجم الفعلي لعناصر الجهاز الداخلية. 

هذه الفلسفة في التصميم تضع جميع أجزاء الجهاز على اللوحة الأم مثل «الرام» (RAM) ووحدة المعالجة (CPU) ووحدة معالجة الرسوميات (GPU) وغيرها. وعلى عكس معالجات الـ(ARM)، فإن الحواسيب التي تعمل بمعالجات (x86) من إنتل أو «إيه إم دي» تعتمد على إضافة أجزاء الحاسوب بمعزل عن الأجزاء الأخرى. فيمكنك مثلًا شراء هاردسك وإضافته على اللوحة الأم، ويمكنك إضافة رامات أكثر على اللوحة نفسها، ويمكنك إضافة ما أردت مع معالج رسوميات على جهازك.

لكن الميزة الأكبر لمعالجات الـ(ARM) أنَّ جميع أجزاء الجهاز مترابطة ومتكاملة معًا بلغة التصميم نفسها، ولذا فإن التوافقية فيها على أعلى مستوى ممكن. وبذلك تحقق كفاءة أكثر من ناحية استهلاك البطارية، وخفض حرارة الجهاز، وسرعة تجاوب الأداء في النظام. وهذه إحدى أهم ميزات «التكامل العمودي» الذي أشرت إليه في المقدمة.

صحيح أنَّ التقارير الأولية لجهاز مايكروسوفت الجديد تشير إلى أنه جهاز واعِد، ولكن يلوح هنا شبح قد يعيق أو يبطّئ تقدم مايكروسوفت في المنافسة. والغريب أنَّ ما سيحد من إمكانية تطوّر حاسوب مايكروسوفت هو في الوقت نفسه من أكبر الميزات التنافسية التي لدى مايكروسوفت، ألا وهي «التوافقية مع الإصدارات السابقة» (Backward Compatibility).

كانت ولا تزال هذه الميزة من أقوى ميزات نظام الويندوز. فأنت اليوم بوسعك تشغيل أي برامج قديمة حتى التي عفى عليها الزمن، وأفلست شركاتها منذ سنين طويلة، بسبب توافقية هندسة التصميم في المعالجات (x86) مع الإصدارات القديمة للبرامج. وكثير من البرامج القديمة مثل البرامج الهندسية والطبية تستخدمها الشركات والحكومات إلى اليوم لأن الترقية (Upgrade) في هذه الجهات أصعب من إيجاد إبرة في كومة قش, لأسباب بيروقراطية في الغالب.

كذلك توجد تطبيقات أخرى لا يدعمها المعالج الجديد حتى الآن، ولكن تطويرها والدعم لها قائمٌ ومستمر. هنا، تصبح مايكروسوفت تحت رحمة المطورين، فإذا وجد المطورون أسبابًا كافية لدعم المعالج الجديد، حدّثوا برامجهم وفقه.

ثمة أيضًا نوع من البرامج ممكن تشغيلها على الجهاز الجديد، وهي برامج المحاكاة التي تساعدك على تحميل ألعاب فيديو -تلعبها في «بلاي ستيشن» مثلًا- لتلعبها على حاسوبك الشخصي. تلك البرامج تعمل من الناحية التقنية، ولكن أداءها مشوبٌ بأخطاء أو بطء أو استهلاك كبير للطاقة أو جميع ما سبق.

لذلك لا أظن أن السوق المستهدف لجهاز «سرفس إكس برو» يشمل الحكومات أو الشركات الكبيرة أو المدارس، على الأقل في المدى القريب، لأن تقدمهم بطيء جدًا. ولا أظن أيضًا أن ضمن السوق المستهدف لاعبي ألعاب الفيديو على الحواسيب الشخصية لأنهم يتطلبون إمكانات أكبر بكثير من ناحية «الرام» ومعالج الرسوميات مِن المتوفرة حاليًّا في جهاز «سرفس إكس برو». يبقى عندنا مستخدمو الحواسيب خارج تلك الاستثناءات وهم كثر: طلاب الجامعات والمصممون والكُتّاب ومتصفحو الإنترنت والموظفون.

وهنا باعتقادي تكمن فرصة مايكروسوفت الكبرى لنيل أكبر حصة ممكنة من هذه السوق. وإذا أرادت مايكروسوفت أن تسير على الخط الصحيح في منافسة أبل في سباق معالجات الـ(ARM)، ينبغي بها أن تنجح في إقناع أكبر قدر من المطورين لدعم المعالج الجديد على «سرفرس إكس برو»، وأن تنجح أيضًا في إقناعك بشرائه.


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

«قيل لبعض الحكماء: هل من أحدٍ ليس فيه عيبٌ؟! فقال: لا، لأن الذي ليس فيه عيبٌ هو الذي لا يموت، وعائبُ الناس يعيبهم بفضل عيبه، وينتقصهم بحسب نقصه، ويذيع عوراتِهِم ليكونوا شركاءه في عورته، ولا شيء أحبُّ للفاسق من زلَّة العالم، ولا إلى الخامل من عثرة الشريف. قال الشاعر: ويأخذ عيب النَّاسِ مَنْ عيب نفسهِ.. مُرادٌ لعَمْري إِنْ أردْتَ قَريبٌ». 😌

  • يتفق الحكماء قديمًا مع الرأي القائل بأنَّ مذمة الناس والبحث عن نقائصهم دلالة على نقص الشخص ونظرته إلى نفسه، فيحاول الانشغال بعيوب غيره عوضًا عن حقيقته، وإبعاد النظرات التي يمكنها أن تبحث عن عيوبه ببدء الهجوم والإساءة. وهذا ما نراه كثيرًا بعد أن أصبح لدينا وصول سهل إلى بعضنا. فقد أصبح بإمكاننا التخفي خلف أقنعة مستعارة، ونطلق العنان لكلماتنا لكي تبحث عن كل ما يمكن تحويله إلى مذمة وجرح واستنقاص بصفته درعًا واقيًا، ومُضللًا عن نقائصنا التي ينبغي بنا التركيز عليها وإصلاحها. 🔍 🎯

  • هناك خط فاصل بين توجيه النقد وبين البحث عن عيوب لمجرد الإيذاء أو التنبيه إليها.  فأنا أرى حجة تتكرر أن الناس أصبحوا لا يحتملون النقد، ولكن النقد المتعلق بعمل أو مشروع مختلف عن نبش عيوب المرء. كما أن النقد المسيء للشخص لا يندرج تحت النقد البنّاء، فمن تكون نيته حسنة ويودُّ مساعدة غيره لن يبادر إلى طرح آراء مسيئة أمام الملأ، بل سيسعى إلى الخصوصية واللطف وعرض المساعدة إن أمكن. 🫱🏽‍🫲🏻🤍

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • ستغمرنا موجة من أفلام الفيديو غريبة الأطوار الشبيهة بأحلام العصر، والكل سيصبح متاحًا له أن يكون مخرج أفلام. 🎈

  • في حقبتنا الزمنية التي اكتسبت لقب «عصر السرعة» من السهل تخمين مدى تأثير الانتظار على الشخص. ⏱️

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+420 متابع في آخر 7 أيام