الانتظار آفة لدى أبناء هذا العصر ⏱️

في حقبتنا الزمنية التي اكتسبت لقب «عصر السرعة» من السهل تخمين مدى تأثير الانتظار على الشخص.

العمل المرن ما بين المكتب والمنزل وفق ساعات مرنة من اختيار الموظف كان حلمًا شبه مستحيل. وبعدما تحقق هذا الحلم بفضل كورونا وجد كثير من الموظفين أن هذا الحلم تحوَّل إلى كابوس!

يفسر كال نيوبرت هذه الظاهرة بما يسميه «ضريبة المحادثات المضافة».

حين يعمل أعضاء الفريق وفق جداول زمنية مختلفة وفي أماكن متفرقة فهذا يعني أن المحادثة الشخصية التي كانت تستغرق ثوانٍ ما بين الأخذ والرد، تحولت بسبب اعتماد المحادثات الإلكترونية والإيميلات إلى دوامة من قلق انتظار الرد خلال ساعات وربما أيام - دوامات عدة في حال العمل على أكثر من مشروع؛ وبدل التركيز في تنفيذ المهمة يتحوَّل تركيز الموظف إلى مهمة «الحديث عن المهمة»!

الحل وفق نيوبرت: تخصيص يوم يمنع فيه التراسل منعًا باتًا، مع ضرورة إضافة عنصر ثالث إلى تعريف الإنتاجية: القدرة على تنفيذ المهام بصمت.🤐📝

في عددنا اليوم 📨 نتأمل تحوُّل الانتظار إلى آفة لدى أبناء هذا العصر، وكيف ينوي ماكرون إثبات خلو نهر السين من التلوث استعدادًا للأولمبياد، وكيف تستعيد حماسك لتنفيذ خطط العام الجديد، ونسمع مع محمد علي كلاي سيرة حياته. ❤️

إيمان أسعد


الانتظار / Imran Creative
الانتظار / Imran Creative

الانتظار آفة لدى أبناء هذا العصر

إيلاف محمد

في أثناء انتظاري إقلاع طائرتي التي تأخرت أكثر من ساعة العام الماضي، شاركت منشورًا على منصة إكس عن عجبي لاكتشافي مدى تحمّلي ساعات الانتظار الطويلة، وإمضاء الوقت في القراءة التي تقلِّص قيمة الوقت الحقيقية بالنسبة للقارئ. بعد هذه التجربة، خصصت مجموعة من الروايات والكتب لكي تكون رفيقة الانتظارات الطويلة المستقبلية. 

لكوني ترعرعت في مدينة صغيرة لم تكن بالنسبة لي المشاوير الطويلة موضع ذكر، ولذا لم أع مِن قبل ما قد تأخذه الطرق المزدحمة من وقت طويل في الانتظار. لكن مؤخرًا، بعد أن جربت زيارة مدن السعودية الحيوية والبقاء بها لأيام، اكتشفت أنَّ أغلب وقت الإنسان في تلك المدن يقضيه في السيارة. فإذا أخذنا لندن كمثال على ازدحام المدن، يقضي السائق الواحد معدل 149 ساعة سنويًّا عالقًا في الزحام، مما يكلف الاقتصاد نحو 4.9 مليار جنيه إسترليني من الوقت المهدر!

لكوني امرأة لم تتعلم القيادة بعد أنا دائمًا في موضع الراكب في الرحلات، وهذا يسهل علي كثيرًا الطرق التي أمضي بها الوقت في السيارة؛ ففي أيام الجامعة كان الطريق إليها خمس وعشرين دقيقة، وذلك يُعد وقتًا ذهبيًا بالنسبة لي. فأنا أراجع فيه ما أحتاج مراجعته للاختبار وأكمل كتابة البحوث وأحضّر للمحاضرات الجديدة، بل إن غفوة عشرين دقيقة حتى الوصول تُجدد نشاطي.

لكن الشيء ذاته لا ينطبق على السائق؛ فهو يحمل على عاتقه عناء تحمّل الطرقات والازدحام والانتظارات المطولة. ربما ينشغل البعض بسماع الأغاني ويندر منهم من يستمع للراديو والأخبار والبرامج المذاعة فيها. لكن من وجهة نظري أعتقد أن الاستماع إلى بودكاست طويل هو الخيار المثالي في هذه الحالات. 

فتنوع مجالات البودكاست ومواضيعه يعطي السائق الأفضلية في قتل الوقت الضائع والحد من الملل. فأنت حتمًا ستجد بين قوائم البودكاست التي انتشرت في الآونة الأخيرة ما قد يجعل فضولك وحماسك للاستماع يتعدى وصولك إلى وجهتك، حتى إنك قد تقف خارج وجهتك لحظات للانتهاء من سماع جزئية شدّت انتباهك! 

في حقبتنا الزمنية التي اكتسبت عن جدارة لقب «عصر السرعة» من السهل تخمين مدى تأثير الانتظار على الشخص. ففي ظل التسهيلات التي تطال جميع مجالات الحياة، والتي تجعل كل ما هو متاح يحدث بشكل سريع قدر الإمكان، تأتي صور الانتظار كمواضع مزعجة لإنسان اليوم. وفي استطلاع شخصي بسيط تمكنتُ من التأكد من أن أغلب هذا الجيل يعاني آثار الاستعجال وضحالة الصبر الناتجة عن عصر السرعة، ليصبح الانتظار في حياتهم آفة هذا العصر!


خبر وأكثر 🔍 📰

استعراض؟ / Giphy
استعراض؟ / Giphy

ماكرون يثبت نظافة نهر السين بالسباحة فيه!

  • تلوث نهر السين قد يعيق الألعاب الأولمبية! حُظِرَت السباحة قانونيًا في نهر السين منذ عام 1923 بسبب تلوثه الشديد، إلا أن مكتب عمدة باريس آن هيدالجو بدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة للتأكد من نظافته وصلاحيته لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية بدايةً من شهر يوليو القادم. فقد جرى إنفاق 1.5 مليار دولار على تحديث مرافق الصرف الصحي، ومعالجة مياه الأمطار في باريس لتحسين مياه نهر السين ورافده الرئيس نهر المارن. 🌊 🗑️

  • وعد الرئيس الفرنسي العجيب! في العام الماضي أُلغيت عدة أحداث على نهر السين بسبب القراءات المرتفعة لبكتيريا «إي كولاي» الموجودة في الفضلات البشرية. كما اعترف المنظمون بأن هطول الأمطار بغزارة قبل الألعاب قد يؤدي إلى إلغاء عدة أحداث. ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي 29 فبراير بالسباحة في نهر السين لتسليط الضوء على جهود تنظيف النهر ضمن استعدادات دورة الألعاب الأولمبية في باريس حيث قال للصحفيين: «سأفعل ذلك ولكنني لن أعطيكم التاريخ».😅👀

  • نهر السين نجم الألعاب الأبرز! سيلعب نهر السين دورًا مركزيًا خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس، فالمقرر أن تُبحر الفرق الرياضية الوطنية عبر الممر المائي خلال حفل الافتتاح، وأن يستخدم للسباحة وسباق الترياتلون، إلا أن المنظمين يشعرون بالتردد حيال ذلك. ففي الشهر الماضي اصطدم قارب سياحي بأحد جسوره، مما تسبب بأضرار هيكلية أدت إلى إغلاق جزء منه. 🏊🏼‍♂️ ⛴️

  • لأجل الكاميرات؟ بالرغم من وعد الرئيس الفرنسي وعمدة باريس بالسباحة في نهر السين إثباتًا لخلوه من التلوث الخطر، هل ستعود الحياة للنهر بعد كل هذه العقود الطويلة؟ من المؤسف أن تكون الحاجة إلى تنظيف المدن وأهم علامات الحياة فيها مرتبطًا بالأحداث التي ترافقها التغطيات، بدلًا من المبادرة الحقيقية لمحاولة التعامل الجاد مع مشاكل تلوث الكوكب حيث لا تُعقَد دورات الألعاب الأولمبية. 🌏 🧹

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

تصميم: جمانة سكلوع
تصميم: جمانة سكلوع

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • يحاول المنفجعون والمتلبسون عباءة النقد أن يسيّروا صناعة كاملة بحسب لحظتهم المعرفية. يتعرَّف إلى لون جديد ويطالب الصناعة بأن تنصاع لفجعته. 🎭

  • من يحرص على ترتيب مكانه أكثر جدوى في تنظيمه لمشاعره وأفكاره وأعماله. وهذا النوع من التنظيم لا يحتاج إلى تطبيقات إلكترونية خارقة. 🧹

نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+110 متابع في آخر 7 أيام