زاوية واحدة لقصة الشرير لا تكفي 🦁
سرد قصة «سكار»، وغيرها من قصص نشوء الأشرار تعكس فهمًا أوسع وأعقد للسلوك البشري.
في كشف علمي مذهل وغير متوقَّع على الإطلاق، تبيَّن أنَّ تصفّح مقاطع الفيديو في تك توك ويوتيوب وريلز من باب الملل، يصيبك بمزيد من الملل! 😑
هذه خلاصة البحث العلمي الطويل، المليء بالمعادلات الرياضية المعقدة، والذي يحمل عنوان «الانزلاق على منحدر الملل: كيف يزيد سلوك التصفّح السريع على منصات التواصل الاجتماعي الملل لدى الناس» (Fast-Forward to Boredom: How Switching Behavior on Digital Media Makes People More Bored).
عن نفسي، تصفَّحت البحث على السريع ولم أمعن في قراءة تفاصيله لأني «متمللة»، ولديّ ساعة فقط قبل مغادرة الفندق والتوجه نحو المطار.
وعمومًا، لك حرية الاطلاع على البحث ومحاولة فهمه، أو ممكن تستعيض عن قراءة البحث بقراءة مشاعرك بعد ساعة من تصفح مقاطع الفيديو على تك توك. 🤷🏻♀️
زاوية واحدة لقصة الشرير لا تكفي
تتكرر في ذهني كلمات أمير عيد في أغنيته «يا أبيض يا أسود قصة حياتي وكل حكاياتي»، وأتساءل ما إذا كانت الحياة حقًا تُرَى بوضوح هذين اللونين فقط: الخير الخالص والشر المطلق. إذ غالبًا يبدو لنا أن الطريقة التي ندرك بها العالم من حولنا ثابتة لا تتغير. ولكن في الواقع، بمجرد تغيير زاوية الرؤية، يمكننا اكتشاف حقائق معقدة مدفونة تحت السطح.
يُعيد المقطع الدعائي لفلم «موفاسا» (Mufasa) استكشاف قصة «سكار»، الأسد الشرير من فلم دزني الشهير «ليون كنق». لسنوات، ينظر إلى «سكار» على أنه ليس أكثر من مغتصب عرش «برايد روك»، الأخ المدفوع بالحسد الذي سيفعل أي شيء لأجل نيل السلطة. والآن، تقدم الزاوية السردية الجديدة لمحة عن ماضٍ مضطرب، حياة يشوبها الإهمال والتهميش وربما عدم الأمان العميق. تشير المشاهد القصيرة إلى أن رحلة «سكار» نحو الظلام لم تكن سقوطًا مفاجئًا بل عملية تدريجية ومؤلمة شكلتها تجارب لم نكن على علم بها في القصة الأصلية.
يتحدى هذا الاستكشاف المشاهدين لإعادة النظر في تصوراتهم، والاعتراف بأن حتى أشد الشخصيات رعبًا كانت يومًا ما ضحية.
تعد «نظرية الضغوط» (Strain Theory) إحدى النظريات البارزة في علم الجريمة، التي تقدم تفسيرًا لكيفية نشوء السلوك الإجرامي. وفقًا لهذه النظرية، فإن الأفراد الذين يواجهون ضغوطًا اجتماعية واقتصادية شديدة مثل الفقر، أو عدم القدرة على تحقيق أهدافهم المشروعة من خلال الوسائل التقليدية، قد يلجؤون إلى سلوكيات إجرامية وسيلةً للتكيف مع هذه الضغوط. ويعتقد روبرت ميرتون، أحد مؤسسي هذه النظرية، إن عدم التوازن بين الأهداف الثقافية للمجتمع والوسائل المتاحة لتحقيقها يمكن أن يدفع بعض الأفراد إلى انتهاك القوانين.
من خلال هذا الإطار النظري، يمكن أن نفهم كيف أن بعض الأشرار لم يولدوا بالضرورة بميل إلى الإجرام، بل دفعهم إليه الضغط الاجتماعي والاقتصادي الذي تعرضوا له.
من المهم التأكيد على أن هذه المقاربة لا تعني تبرير الشر أو التغاضي عن أفعال الأشرار، إنما تكشف عن أن بعض الأشرار لم يقدموا على ما فعلوه بدافع الشر الخالص الكامن داخلهم، بل ربما كان هناك من أسهم في تشكيل هذا الشرير بطرق مباشرة أو غير مباشرة. كما أن فهم الخلفيات والدوافع لا يلغي مسؤولية الفرد عن أفعاله، ولكنه يفتح نافذة لرؤية العوامل المعقدة التي قد تكون أدت دورًا في تحوله إلى ما أصبح عليه.
سرد قصة «سكار»، وغيرها من قصص نشوء الأشرار، ليست مجرد محاولات لإعادة كتابة التاريخ؛ بل تعكس فهمًا أوسع وأعقد للسلوك البشري. عندما نغير زاوية رؤيتنا -سواء كان ذلك في الأفلام أو في حياتنا- نكتشف غالبًا أن الأشخاص والأحداث التي شيطنّاها قد لا تكون بسيطة كما اعتقدنا. قد تكون قصة الشرير قصة بقاء استجابةً لظروف خارجة عن سيطرته. وبالمثل، قد تكشف الذكريات المؤلمة، عند النظر إليها من زاوية مختلفة، عن طبقات من السياق التي كانت غير مرئية لنا من قبل.
عندما نطبق هذا المفهوم على التجارب الشخصية، يمكن أن نبدأ برؤية مواقفنا السابقة من زاوية جديدة تتيح لنا فهمًا أعمق لما حدث. على سبيل المثال، قد تبدو العلاقة الفاشلة في وقتها كأنها خسارة مأساوية تترك في النفس جرحًا يصعب تجاوزه. لكن مع مرور الوقت، وعندما نتأمل تلك العلاقة من منظور مختلف، قد ندرك أنها لم تكن نهايةً بقدر ما كانت فرصةً للنمو الشخصي. قد نرى أن تلك التجارب ساعدتنا في فهم أنفسنا بشكل أفضل، وفي تحديد ما نريده وما لا نريده في المستقبل.
النقطة المحورية هنا ليست في تبرير الأفعال الضارة أو التغاضي عن الأذى الذي لحق بنا، بل في توسيع نطاق فهمنا ليشمل وجهات نظر لم نكن على دراية بها أو ربما تجاهلناها. من خلال هذا الفهم الأعمق، نصبح قادرين على تجاوز الأحكام السطحية وتبني رؤية أكثر تعاطفًا وشمولية للتجارب الإنسانية، ما يساعدنا في نهاية المطاف على الشفاء منها والمضي قدمًا.
فاصل ⏸️
شبَّاك منوِّر 🖼️
جمع إبراهيم زيدان الطرائف والحكم والقصص من الأدب العربي في كتب النوادر، من ضمنها «النوادر المطربة»، مما يجعل كتبه بوابة شيّقة تعطينا جرعة ممتعة وتحفزنا لقراءة أمهات الكتب الأدبية التي نستثقلها عادة. استوقفتني منها قصة أشارككم إياها لعلّها تستفتح الأحد بابتسامة.🤭
«حُكِي أن ثلاثة من الحُسّاد اجتمعوا، فتساءلوا عما بلغوه من الحسد، قال أولهم: ما اشتهيت أن أفعل بأحد خيرًا قط لئلَّا أرى أثر ذلك عليه، وقال الثاني: أنت رجل صالح، أمَّا أنا فما اشتهيت أن يُفعَل بأحد خيرًا قط لئلا تشير الأصابع بالشكر إليه، وقال الثالث: ما في الأرض خيرٌ منكما، لكني ما اشتهيت أن يفعل بي خيرًا أحدٌ قط، فقالوا: ولِمَ؟ قال: لأني أحسد نفسي على ذلك، فقالا له: أنت ألأمنا جسدًا وأكثرنا حسدًا.» 🫠 📜
نبّهتني القصة إلى أمرٍ نراه من حولنا، وربما بأنفسنا: كل حاسد منهم يُدرِك حسده ويعرف أنها صفة سيئة لا خير فيها ولكنه يتباهى بها. الوعي وحده لا يكفي، معظمنا يعي الكثير في نفسه إن كانت صفة سيئة، أو عوارض نفسية تؤثر في حياته، أو حالة تستدعي اتخاذ فعل حازم، ولكننا نقف مكتوفي الأيدي، مكتفين بإدراكنا إياها ومعرفة تأثيرها دون اتخاذ الخطوة التالية لمعالجتها. نعم قد يأخذ الإدراك وقتًا، ولكن علينا تجاوزه لعلاج المشكلة. كما ثبت لي أيضًا خطر رفاق السوء: فكلهم فرحون بسواد قلوبهم، ولم يخطر على أحدهم النصح أو الاستنكار. 😒🖤
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«إن لم تكن راضيًا بما بين يديك الآن، ستظل بائسًا حتى إن ملكتَ العالم.» سينيكا
إذا وضعت السماعة على قلب الحصان وهو يعدو.
تطبيق (Black Hole Finder) يساعدك على إبلاغ العلماء متى عثرت على ثقب أسود في السماء.
هذا اللي يحب يتابع دراما الدوام!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
إذا وجدت نفسك مثلي راغبًا في مشاهدة مقاطع «فتح صندوق» لمنتج معين لن تشتريه غالبًا فاعلم أنك تحاول مداواة نفسك بهذه المقاطع. 📦
لم نستغن عن الحواسيب، والآيفون وبقية الجوالات تطورت إلى حد كبير، مما جعل وجود الآيباد كجهاز ثالث وجودًا هامشيًّا. 😠
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.