لعبة «الطريق إلى أوريقون» تعلّمك متعة التاريخ 👨🏻‍🏫

منذ عرفت لعبة «الطريق إلى أوريقون» وأنا أتمنى لعبة مماثلة عربية، عن رحلة الحج مثلًا قبل ظهور وسائل النقل الحديثة.

كيف حالك مع استراتيجية «الحصان الكادح»؟ هل نلت الترقية بالعمل ساعات أطول والتضحية بيومك؟ 😏

نصيحة أليسون فراقِل، بروفيسورة السلوك التنظيمي في جامعة نورث كارولينا والمتخصصة في دراسة موازين القوى في بيئة العمل، أنَّ عليك ببساطة، بين وقت وآخر، أن تلعب دور «الحصان المختال». 

يعني، إذا صادفك أحد مدراء الشركة لا تتجاوزه بحجة أنك مشغول، خذ دقائق من وقتك وابدأ معه حديث ودي لطيف وبعدها اسرد عليه إنجازاتك التي كدحت عليها، لكن إياك ثم إياك تتذمَّر من الساعات الطويلة التي قضيتها، ونهاية الأسبوع التي ضحيت بها. 

إذا سمعت النصيحة ووازنت بين الحصانين، تبشرك فراقِل بانطلاقة صاروخية! 🤫🚀 ومن جهتنا ننصحك تتخلى عن دور «الحصان الكادح» نهاية هذا الأسبوع، وتستمتع باجازتك.🍹😎 


لعبة «الطريق إلى أوريقون» / Imran Creative
لعبة «الطريق إلى أوريقون» / Imran Creative

لعبة «الطريق إلى أوريقون» تعلّمك متعة التاريخ

عبدالله المهيري

تجمع محبي ألعاب الفيديو حول العالم تجربة الحديث عن ألعاب معروفة وذكرياتهم معها، لعبة «الطريق إلى أوريجون» (The Oregon Trail) ليست واحدة من هذه الألعاب. هذه لعبة أمريكية عرفها الأمريكان عندما كانوا طلابًا في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وكتبوا عنها المقالات وصنعوا لها مقاطع فيديو، بل هناك من صنع وثائقي عنها يستحق المشاهدة.

لم أعرف اللعبة إلا من خلال قنوات يوتيوب، وأثارت فضولي لأنها لعبة تعليمية تاريخية عن جزء مهم من تاريخ أمريكا وهو التوسع نحو الغرب، وهذا تاريخ صنعه عامة الناس وليس قيادات سياسية أو عسكرية. فالمهاجرون إلى أمريكا توسعوا نحو الغرب بحثًا عن فرص جديدة وهربًا من الزحام في الجانب الشرقي من أمريكا، ومن ناحية أخرى كانت مأساة إضافية عاشها السكان الأصليون حيث وجدوا أراضيهم تتناقص مع قدوم المهاجرين، ومع ذلك قدَّم بعضهم مساعدات للمهاجرين وشاركوهم أماكن الصيد والطرق المناسبة لعبور الجبال.

اللعبة صنعت أول مرة في 1971، وكانت لعبة نصية في ذاك الوقت. صنعها مدرس تاريخ لأنه أراد وسيلة تعليمية أفضل لتدريس التاريخ بدلاً من الأسلوب التقليدي المتبع في القراءة من كتاب. هكذا، بالتعاون مع صديقين، صنعوا اللعبة، ووجدوا أن الطلاب لا رغبة لديهم في التوقف عن اللعب، وأنهم متحمسون للتعاون مع بعضهم البعض بهدف الوصول إلى نهايتها.

منذ ذاك الوقت وحتى اليوم ظهرت نسخ عديدة من اللعبة وعلى منصات عدة، اللعبة التي جربتها طرحت في 2020، ومتوفرة لأي جهاز تملكه باستثناء هواتف أندرويد. تكمن فكرة اللعبة الأساسية في محاكاة ما فعله الناس ما بين عاميْ 1836 و1869، حيث هاجر أكثر من 400 ألف شخص من شرق أمريكا إلى غربها، وعبروا طرقًا مختلفة نحو وجهات مختلفة، أبرزها ولاية أوريقون.

تبدأ اللعبة مع تكوين مجموعة من أربعة أشخاص يهاجرون إلى أوريقون، هنا عليك تجهيز عربة يجرها ثوران، وشراء الطعام وما قد تحتاجه في الطريق من أدوية وأدوات لإصلاح العربة. الرحلة تبدأ من «إندبيندينس ميزوري» وتُقسَّم إلى خمس مراحل أساسية، كل مرحلة لها محطات صغيرة يتوقف عندها المهاجرون.

عندما تتأكد أنك جهزت العربة تبدأ الرحلة، وهنا أسلوب اللعب لا يختلف كثيرًا عن باقي إصدارات اللعبة في الماضي حيث عليك انتظار حدوث شيء ثم تقرر كيف تتصرف معه. قد يمرض شخص ما أو يتعب، أو قد تتعرض العربة إلى ضرر، قد تلتقي أشخاص يطلبون منك خدمة أو طعامًا أو مساعدة طبية، وهناك أنهار عليك عبورها وعليك أن تقرر كيف ستفعل ذلك، هناك طريقة آمنة لكن تكلف المال، وهناك طرق أرخص لكن أشد خطرًا.

من الوصف قد تبدو لك اللعبة مملة، لكنها كانت ممتعة وصعبة لدى الكثيرين، وأنا الآن أحدهم. الرحلة بدأت بسلام ودون حوادث، وقد حرصت على تقديم ما يكفي من الطعام للمهاجرين الأربعة، وتقديم المساعدة لأي شخص على الطريق. ففي اللعبة ثمة أربعة عوامل لكل شخص: الصحة والطاقة والحالة النفسية والنظافة، أي ينبغي باللاعب أن يطعم المهاجرين، ويعتني بصحتهم الجسدية والنفسية ونظافتهم، وإلا سيتعرضون للمزيد من الحوادث والأمراض. في البداية كان هذا سهلاً، ثم ازداد صعوبة.

مع قطع مزيد من المراحل تناقص المال والطعام والمعدات الصحية، وبدأ المهاجرون الأربعة يعانون التعب الجسدي والنفسي، ثم أصيب بعضهم بالأمراض ومرض الزحار، المرض الأشهر من بين هذه الأمراض والذي عُرفت به اللعبة! فهناك عبارة شهيرة تعرضها: «مات فلان بمرض الزحار»، وبالفعل مات أحد الأربعة بسبب المرض، ثم مات الآخر بسبب الجوع، ودفع سوء الأوضاع الناجين إلى بدء عراك لفظي وقرر أحدهم ترك العربة، ومن بقي مات بعد ذلك بالزحار!

اللعبة التي بدأت ممتعة انتهت بحقيقة مروعة، وهي أن كثيرًا من المهاجرين فقدوا حياتهم لأمراض مختلفة، والبيئة كانت قاسية عليهم سواء من شدة الحر صيفًا وشدة البرد شتاءً. كما عانوا أيضًا من عدم نظافة الماء لأن الناس كانوا يستخدمون الأنهار لقضاء الحاجة، وهذا يعني إصابة الناس بالكوليرا والزحار وأمراض أخرى بعد شربهم الماء الملوث، كذلك حوادث العربات وتعرض الناس لكسور مختلفة أو تعرضهم للدهس، أو موت الثيران التي تجر العربة.

مع ذلك سأعود إلى تجربة اللعبة مرة أخرى على أمل الوصول إلى أوريقون، إذ استمتعت بالجانب التعليمي منها الذي يعتمد كثيرًا على بحث اللاعب بنفسه عن المعلومات. فقد توقفت عن اللعب مرات عديدة لأبحث عن الأماكن التي يعبرها المهاجرون، وأيضًا عن العربات نفسها وأنواعها، وعن الطعام الذي كان يأكله الناس في ذلك الوقت، وعن شخصيات ذكرتها اللعبة وظننتها من صنع خيال الكاتب لأجد أنها شخصيات حقيقية خاضت تجربة الهجرة إلى الغرب.

منذ عرفت اللعبة وأنا أتمنى لعبة مماثلة عربية، عن رحلة الحج مثلًا قبل ظهور وسائل النقل الحديثة حيث كانت الرحلة شاقة على البعض، وتتطلب عامين من السفر لبعض الأقطار. أو ربما محاكاة لفترة تاريخية مثل الحياة في بغداد أو دمشق أو القاهرة، كيف كان يعيش الناس هناك؟ ما الأعمال التي مارسوها؟ كيف كانت تجارتهم؟ 

تاريخنا غني وفيه الكثير مما يمكن عرضه بأسلوب مشوق وتعليمي كما فعلت لعبة «الطريق إلى أوريقون»، سواء مع طلبة المدارس أو محبي ألعاب الفيديو.


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

بعد الحرب العالمية الأولى، يعود الجندي «توم» إلى بلده محطمًا وراغبًا في اعتزال الجميع، مما دفعه إلى قبول وظيفة حارس منارة في جزيرة لا يقطنها سواه. يتعرف على «إيزابيل» ويتزوجان لتعيش معه بعيدًا عن العالم يصارعان الفقد والحزن. فلم «ذا لايت بتوين أوشنز» (The Light Between Oceans) عمل فني ممتع بصريًا يدفعك للتساؤل: ماذا سأفعل لو كنت مكان أحدهما؟ 👥🌊

  • ذات يوم تهب عاصفة شديدة، فيصعد «توم» إلى المنارة ويترك «إيزابيل» ليجدها في اليوم التالي وقد فقدت طفلهما. تلوم الأمهات أنفسهن على فقدان أطفالهن، يشعرن بالذنب والعجز وربما الفشل، ويمتد هذا الشعور إلى الآباء. تضاربت مشاعري بين غضبي من «توم» وتعاطفي معه، لماذا لم يبقَ معها؟ ماذا لو انتقلت «إيزابيل» إلى المدينة ضمن مجتمع  داعم؟ تحدث الكثير من المواقف التي نندم بعدها ونلوم أنفسنا عليها، ولكننا فعلنا ما ظنناه الأفضل وقتها لنا ولمن نحب. ولن يساعدنا الذنب على التعامل مع العواقب، بل يمد القطيعة بيننا ويغرق أرواحنا. 🤍 🥀

  • تخبر «إيزابيل» زوجها أنها فقدت إخوتها في الحرب، وتتساءل عما يمكن أن يسمَّى به والدان فقدا أطفالهما، وهل يظلان أبًا وأمًا؟ بعد سنوات تفقد «إيزابيل» طفليها قبل ولادتهما لتدخل دوامة بحث عن هويتها، ومن هي إن لم تكن أمًا؟ تمر الأمهات بتغيرات يصعب استيعابها والإحاطة بها، خاصة عند فقدان أطفالهن. ومهما حاول الآخرون التفهم تظل التجربة شديدة الخصوصية، وكل ما بوسعهم تقديمه الدعم والتعاطف والوقوف إلى جانبهن. 😔⁉️

  • بعد سنوات من الفقد يصل قارب إلى الجزيرة، على متنه رجل ميت ورضيعة. تشعر «إيزابيل» أن هذه اللحظة المنتظرة، تعميها رغبتها في الأمومة وفقدها المتواصل وتحاول إقناع «توم» بتبني الطفلة وإخفاء الحادثة. في حالات كثيرة نكون بحاجة إلى شخص خارج سطوة مشاعرنا يعيدنا إلى الصواب، ولا يتواطأ معنا لأنه يدرك عمق حاجتنا إلى الشيء الذي سيدفعنا لفعل خاطئ. 🚤👩🏻‍🍼

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+420 متابع في آخر 7 أيام