«جي بي تي» ليس من كهنة المعرفة 🤖
لأنَّ لا وعي لدى «جي بي تي» بمفهوم الحقيقة، يسهل عليه سرد المعلومات المغلوطة عليك بثقة عظيمة في النفس.

إذا سألك طبيب «لأي درجة تتألم، على مقياس من واحد إلى عشرة؟» وترددت في تحديد الرقم، فهذا شعور طبيعي، بل منطقي أيضًا لأنَّ الألم (على خلاف ضغط الدم) لا يُقاس بالأرقام.
وفي مقالة قرأتها في «ذ أتلانتك» بعنوان «Pain Doesn't Belong on a Scale from Zero to 10» عرفت أنَّ مبدأ «مقياس الألم من واحد إلى عشرة» جرى ترويجه في عقد التسعينيات على يد شركات الأدوية الأمريكية لبيع المسكّنات القوية! 😳

«جي بي تي» ليس من كهنة المعرفة
قبل أيام انتشرت مقالة من خمسين ألف كلمة يحذِّر كاتبها ليوبولد آشنبرنر من سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياتنا مع حلول عام 2027 (يعني ما بقى شي!). هذا الكاتب هو عضو سابق في فريق (Superalignment) المسؤول عن الحفاظ على سلامة البشرية من مخاطر الذكاء الاصطناعي الخارق في شركة «أوبن إيه آي»، ومؤسس شركة جديدة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
المقالة عنوانها «العقد القادم: الوعي بالمرحلة التي نعيشها» (Situational Awareness: The Decade Ahead). وبالتأكيد لا نية لديّ لقراءتها، واكتفيت بجهود فريق نشرة «أكسيوس إيه آي» في التلخيص الإبداعي حتى أعرف زبدة الزبدة في عشر نقاط.
من ضمن الزبدة، أنَّ مع وصولنا عام 2027، سيصبح «تشات جي بي تي» زميلك الذكي الكفؤ في العمل، وليس فقط أداة بحث وتلخيص وإجابة أسئلة. لكن إذا دخلت عدد نشرة أكسيوس، ستجد أنها عرضت تقريرًا أعلى تلخيصها للمقال، وزبدة التقرير أنَّ «جي بي تي» -وبوتات الدردشة الذكية عمومًا- ليس أكثر من «مولِّد هراء» يحتمي خلف قناع الثقة العظيمة في النفس.
سبق أن تطرقنا إلى مشكلة «الفجوة المعلوماتية» في مقالنا عن تخبيص «جيمناي» في قوقل لدى إجابته عن أسئلة غريبة، ومشكلة الفجوة هي ذاتها يعانيها «جي بي تي». بمعنى إذا لم تتوفر لديه كل التفاصيل اللازمة لإعطائك الإجابة الصحيحة المطلوبة، سيسد الفراغ المعلوماتي بالتأليف من كيسه. وذلك لأنَّ الأولوية البرمجية عند «جي بي تي» أن يمنحك الإجابة كاملة، لكن لا يوجد لديه وازع أخلاقي للحرص على قول الحقيقة، لأنَّ -ويا للصدمة الرهيبة- «جي بي تي» وعشيرته لا وعي لديهم بمفهوم الحقيقة!
ولأنَّ لا وعي لدى «جي بي تي» بمفهوم الحقيقة، يسهل عليه سرد المعلومات المغلوطة عليك بثقة عظيمة في النفس توحي إليك بأنَّ من المستحيل أن يصدر عنه أي خطأ. وتقترح «أكسيوس» أنَّ إذا أرادت شركات الذكاء الاصطناعي تفادي هذه الأخطاء المعلوماتية الكارثية فعليها أن تبرمج «التواضع» في نماذجها اللغوية بحيث لا تبدو بهذه الثقة حين تكذب أو تهلوس. لكن الشركات لن تفعلها.
وهنا تشير «أكسيوس» إلى نقطة مهمة جدًا في تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي التوليدي: اعتقادنا المتزايد أنها «كهنة معرفة» وليست تطبيقات عادية مهما بلغ تفوقها التقني، وتلك الشركات حريصة على تكريس هذا الاعتقاد لدينا.
فهذا الاعتقاد صنيعة بروباقندا مؤسسي شركات الذكاء الاصطناعي الذين يروّجون لخطر الذكاء الاصطناعي على البشرية -كما فعل صاحبنا ليوبولد- لإيهام المستثمرين بعظمته وسيطرته القريبة على كل مفاصل الحياة، وبالتالي سحب الأموال من محافظهم الاستثمارية في إقفال الجولات.
قد لا تقتنع بتقليل «أكسيوس» من عبقرية الذكاء الاصطناعي وسيطرته القريبة علينا، وأنا مثلك غير مقتنعة. لكن لا يسعني إلا أن أتذكّر أنَّ عامًا ونصف مرَّ على الإعلان عن «جي بي تي» لأول مرة والتهديد بفقدان وظائفنا في ظرف أشهر، وفي غضون تلك الأشهر جمعت «أوبن إيه آي» وشركات الذكاء الاصطناعي استثمارات بمليارات الدولارات، لكن ها أنا لا أزال أكرف في الدوام بدل السفر في إجازة الصيف، في انتظار «جي بي تي» يحل محلي أو على الأقل يساعدني.🤨
فاصل ⏸️

خبر وأكثر 🔍📰

اللوحات البنقلاديشية والباكستانية تثبت قيمتها في المزادات العالمية!
تشهد سوق الفن الحديث والمعاصر في جنوب آسيا رواجاً كبيراً، حيث أشارت دور المزادات الكبرى إلى أن بعض الأعمال ارتفع سعرها إلى أكثر من الضعف خلال العام الماضي. فقد حققت صالة «سوذبيز» مبلغ 19.8 مليون دولار في نيويورك من مبيعات لوحات الفن الجنوب آسيوي المعاصر في مارس، بزيادة كبيرة على مبلغ السبعة ملايين دولار التي حققتها خلال حدث البيع نفسه في عام 2023.💵🌅
اللوحات الهندية والبنقلاديشية والباكستانية كانت تسعَّر بأثمان أقل من قيمتها الحقيقية بشكل مجحف. ويعود النمو جزئيًا إلى المشترين، حيث أقبل الأثرياء الهنود بشكل متزايد على شراء مثل هذه الأعمال مع ارتفاع مكانة الفنانين على الصعيد الدولي، وأصبحت السوق الفنية في جنوب آسيا تجذب المستثمرين الدوليين بشكل متزايد. 🇧🇩🇵🇰
بالرغم من الاعتقاد الخاطئ بأن هذه السوق إقليمية فإن الجالية الهندية الكبيرة في الولايات المتحدة تسهم في نجاحها عالميًا. والآن ثمة اهتمام متزايد من جامعي التحف الدوليين غير الهنود باقتناء فنون جنوب آسيا كأصول استثمارية بديلة. ويركز البائعون في بيع الأعمال الفنية الحديثة لهواة الجمع الطويل الأمد بدلًا من المعاصرين، مما يعزز الاستقرار في السوق. 🇮🇳↖️
وفي هذا السياق، يمكن القول إن تحقيق شهرة عالمية للفن المحلي يبدأ عندما يُظهِر أثرياء المنطقة المحلية اهتمامًا كبيرًا باقتنائه وشرائه؛ فهذا الدعم يؤدي إلى زيادة اهتمام المؤسسات الفنية العالمية ودور المزادات الدولية، مما يعزز سمعة الفنانين المحليين ويفتح لهم أبواب الشهرة على الصعيد العالمي. 🤝👨🏼🎨
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️

قليلًا ما نعرف ما يحدث في عالم الأطفال. هم يشهدون ما نشهد، ولكن عيونهم تراه بشكل مختلف، وتفسر عقولهم ما يحدث بشكل لا يشبه الكبار. في فلم «وي قرون ناو» (We Grown Now) يعيش الطفل «مالك» وصديقه «إيريك» في حي سكني يُسمَّى «كابريني قرين» استُحدِث بعد الحرب العالمية الثانية في شيكاقو. وفي ساعة ونصف نرى الحياة والطفولة بشكل آخر. 🎥👦🏽
رغم خوف الأطفال من أمور نعدها مضحكة كالظلام والوحوش فهم يملكون شجاعة نفتقدها وربما نحسدهم عليها. ففي أحد الأيام يُقتَل زميل «مالك» في المدرسة، ويجبر الأهالي أطفالهم على الاكتفاء بالذهاب إلى المدرسة والمنزل، إلا أن «مالك» و«إيريك» يهربان إلى متحف الفنون دون مبالاة بالشرطة والقاتل وحظر التجول. كلما كبرنا يكبر معنا خوفنا فنخشى تجربة الجديد، ونخشى الهرب من راحة ما نعرفه إلى المجهول الذي قد يمنحنا المزيد. 🖼️ 🛝
تعمل والدة «مالك» في وظيفة منهكة وتتقاضى أجرًا ضئيلًا، مع إدراكها بأنها تستحق الأفضل. يُعميها خوفها واعتيادها على المألوف من الإقدام على خطوة أكبر، إلى أن يحدث أمرٌ يقلب كل ما آمنَت به ويجبرها على البحث عن وظيفة أخرى. جميعنا لديه ما يودّ تغييره ويخشى ذلك، ربما تحتاج المبادرة قبل أن تُجبَر على التغيير هذه المرة. 🚪🤔
قد يمر الأطفال بالاكتئاب، وبشتى المشكلات النفسية التي نعتقد بأنهم محميون منها لصغرهم. توفيت والدة «إيريك» وهو صغير، ويُظهر والده خيبة أمله فيه باستمرار، وهذا يؤدي إلى إظهاره سلوكيات سيئة، ويعتقد والده بأن هذه هي التربية الصحيحة ولكنها تهشّم ثقة «إيريك» بنفسه وقدراته، ونرى كيف يفكر بالموت والوجود والحياة. يفهم الأطفال الموت ولو لم يُظهِروا ذلك، ويؤثّر ذلك في نظرتهم إلى العالم، وعلينا ككبار الإمساك بأيديهم لنعبر بهم المرحلة الأصعب. 🫶🏼 👨👩👦
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«سيدرك الإنسان على مرّ حياته أنَّ الذاكرة ضعيفة وعابرة، وإن لم يدوِّن تجاربه في الحياة والدروس التي تعلَّمها فكل ما تعلَّمه سيتلاشى.» ريشارد كابوشنسكي
ما شكل معاملات تبني القطط في الصين القديمة؟
تعلَّم من مخرج فلم «العرّاب» أهمية تدوين الملاحظات على هوامش صفحات الكتاب الذي تقرأه.
بيتي الحلو الصغير.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
لا يجد بعض الزملاء بدًّا من إسداء النصيحة: «ليش ما تسكن في الخبر أقرب لك؟» فيأتيهم ردي: «من قال إني أبغى الدوام يصير محور حياتي؟!» 🏡
تعلمت كيف أحب هذا الجسد، وأن أعمل على إنقاص وزني من أجل صحتي الجسدية والنفسية، لا إذعانًا لسلطة «صورة الجسد» السلبية. 🙅♀️


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.