هل يمكن لتوأمك الرقمي أن يتخذ قرارات مصيرية عنك؟ 👥
ما مدى أخلاقية تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات شخصية، وتجاوز حدود الخصوصية؟

بعد كل الحب والوئام، والدعم اللامحدود الذي منحته مايكروسوفت شركة «أوبن إيه آي» وأسهم إلى حد كبير في إخراج «جي بي تي» إلى النور، ها هي الآن ولأول مرة تضع اسم الشركة ضمن قائمة «المنافسين» لدى قسم إدارة المخاطر.
الزعل أساسه تعاون «أوبن إيه آي» مع أبل. لكن الزعل مفترض أن يكون من إدارة الشؤون القانونية في مايكروسوفت التي لم تفرض حصريَّة استخدام تقنية «جي بي تي» في التعاقد مقابل مليارات الدولارات، واكتفت بأولوية الاستخدام.
الدرس الملهم في العلاقات والذي كتبناه من كيسنا، وقد لا يمت لواقع التجارة الحقيقية بصلة:
إذا أردت لشراكتك أن تدوم، تعاقد مع شريكك كما لو أنك تتعاقد مع ألد منافسيك. 🤝🤺

هل يمكن لتوأمك الرقمي أن يتخذ قرارات مصيرية عنك؟
دوَّنت والدتي في وثيقة كل رغباتها وقراراتها الشخصية في حال أصابها لا سمح الله أي ضر يمنعها عن اتخاذ قرار، منها مثلًا رفضها القاطع قرار نقلها للعلاج في الخارج وإيثارها البقاء في وطنها الكويت. الهدف كان، كما قالت والدتي: «لا أريدكم أن تحتاروا فيما أريد، وتتنازعوا فيما بينكم على القرار الأفضل لي.»
من طبيعة كبار السن أن يعبّروا عن رغباتهم لأولادهم في حال المرض، لأنَّ الاحتمالات تغدو ماثلة أمامهم وقريبة منهم، لكن المرض المُعجِز عقليًّا لا يصيب كبار السن دونًا عن غيرهم، قد يصيب أيًّا منا. قبل فترة قريبة قرأت أنَّ الزهايمر بات يصيب الناس في أواخر الأربعين، وكذلك الجلطات والنزيف الدماغي، ولسببٍ ما فإنَّ جيلي (جيل الطيبين) بات لدينا نزوع نحو الإصابة به أكثر من الأجيال السابقة بكثير. (ربما لأنَّنا أكثر الأجيال توترًا. 🤷🏻♀️)
عبء التفكير نيابةً عن العاجز دماغيًّا حمل عاطفي ثقيل على عائلته، ومسؤولية شاقة على الرَّاعي الذي يخشى الندم، لا سيما إذا وصل مرحلة التنازع بين آراء مختلفة يظن صاحب كلٍّ منها أنَّه هو المحق لمعرفته بشخصية المريض أفضل من الآخر.
من منطلق هذه الإشكالية الأخلاقية، بدأ عالم الأخلاق الأحيائي ديفيد ويندلر وفريقه في «معهد الصحة الأمريكي الوطني» العمل على إيجاد حل لها من خلال أداة ذكاء اصطناعي. ويفترض بهذه الأداة أن تساعد المسؤول عن المريض العاجز وعائلته على التنبؤ بالقرار الذي كان سيتخذه المريض لو تسنَّت له فرصة الإفصاح عنه بوضوح، كما ذُكِر في مقال «قرار إنهاء حياة المريض صعب ومقلق: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد؟» (?End-of-life decisions are difficult and distressing. Could AI help) على «إم آي تي ريفيو».
الفكرة من الأداة أن تكون «التوأم الرقمي النفسي» للمريض، والطريقة تُنفَّذ على هذا النحو: تغذية الذكاء الاصطناعي ببيانات المريض الطبية، إيميلاته، رسائله النصية الشخصية، تاريخ البحث في قوقل والمتصفِّح، منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، المنشورات التي ضغط فيها زر الإعجاب، تعليقاته على المنشورات. والفكرة من الأداة أن يستشيرها الأطباء وأفراد العائلة في معرفة قرار المريض في المواضيع المصيرية والقرارات العلاجية.
ويزعم عالم الأخلاق الأحيائي في جامعة أكسفورد والباحث المشارك بريان إيرب، أنَّ الأداة ستتفوق على أقرب شخص للمريض في قدرتها على التنبوء بقراراته، بل قد تعطي توجهًا أدق من وصية كتبها المريض بنفسه قبل عشر سنوات، وذلك لأن الإنسان معرَّض لتبدل آرائه وتوجهه الفكري مع الوقت.
لم يبدأ الفريق بعد في إنتاج الأداة، في انتظار الحصول على تمويل لذلك. لكن منذ نُشِر البحث الذي قام عليه الفريق في يناير هذا العام، واجهته بطبيعة الحال انتقادات أخلاقية يمكن تلخيصها في فكرتين: ما مدى أخلاقية تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات شخصية، وتجاوز حدود الخصوصية؟ وهل يمكن الوثوق في الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مصيرية تخص حياة إنسان؟
لكن السؤال الأهم الذي يخطر على بالي الآن، وعلى الأغلب خطر على بالك:
هل يمكن اختزال وعي الإنسان في رسائله النصية وإيميلاته ومنشوراته و«لايكاته»؟ فالجانب المرعب ليس في استشارة الأطباء والعائلة الذكاء الاصطناعي، بل في استشارتهم توأمنا الرقمي الذي شيدناه بأنفسنا في وسائل التواصل الاجتماعي ومراسلات بيئة العمل، وقد لا يعبّر حقيقةً عنّا. فهذا التوأم إما يعبّر عن أفضل ما فينا أو أسوأ ما فينا، وكلتا الحالتين المتطرفتين ليستا التعبير الأمثل عنّا.
لذا ربما ما نحتاج إليه ليس الذكاء الاصطناعي بل الذكاء العاطفي، في أن نهيئ أنفسنا في حال وقوع حادث أو مرض لا سمح الله يؤدي إلى عجزنا العقلي. وندخل هذا النقاش مع عائلتنا ونعبِّر صراحةً عن رغباتنا في أي شأن من شؤون حياتنا وأسرتنا، لا القرارات الطبية فحسب.
الإشكالية لا تكمن حقًّا في القرار وعواقبه، بل تكمن في إزالة عبء عن أحبائنا وتيسير المُصاب عليهم؛ فنحن على الأغلب لن نكون واعين أصلًا لما يجري حولنا، وإن كنا واعين فآخر ما نريد رؤيته الأسى على وجوه من حولنا.
فاصل ⏸️

خبر وأكثر 🔍📰

صيحة حواجب الأخطبوط تكتسح تك توك!
حواجب الأخطبوط أحدث صيحة في وسوم المكياج والتجميل في تك توك (BeautyTok#)، وليس من الغريب انتشار صيحات تستوحي أسماءها من الحيوانات مثل تسريحة الأخطبوط وتسريحة الذئب وغيرها. وتعتمد هذه الصيحة على تقسيم الحواجب إلى جزئين وتشكيلها لتبدو كخطوط متعرجة. 🐙🤨
حصد المقطع المتعلق بتسريح الحاجب أكثر من 12 مليون مشاهدة، علمًا أنَّ المقطع نُشر قبل نحو عامين، لكن كما الحال في تك توك، فجأة عاد للواجهة وهذه المرة باكتساح. 🤳🏻🚀
تقول خبيرة الحواجب جينيفر رينولدز إنَّ هذا الاتجاه يبرز جمالية الحواجب الطبيعية الكثيفة من خلال تحويلها إلى عمل فني طليعي (avant-garde) يشبه مجسَّات الأخطبوط، وتعزو قوة انتشاره في تك توك إلى تجسيده الروح الجريئة للجمال العصري. ويعد المظهر الجديد جريئًا ومرنًا، مما يجعله موضعًا للحديث واختلاف الرأي . 🖌️ 🖼️
ليست كل صيحة على تك توك قابلة للاستنتساخ إلى صيحة في العالم الحقيقي، فرسم حواجب الأخطبوط تعبيرٌ فنيّ أمام المتابعين حيث الجرأة محمودة ومحدودة. الجرأة الحقيقية تكون في رسمها وذهابكِ بها إلى وظيفتك أو جامعتك أو زيارة العائلة الممتدة، وعلى الأرجح لن تكون ردة الفعل مشجعة كما في تك توك. 🙍🏻♀️🪞
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️

🧶 المصدر
Psychology Today
لمحات من الويب
«لُمْ صديقك في السِّر، ومجِّده في العلن.» ليوناردو دافنشي
لماذا لا تريد المواقع التجارية الإلكترونية منك أن تشتري من خلال اللابتوب؟
كيف تحذف المنشورات القديمة في حساباتك، وترميها في طي النسيان؟
نفسك تقولي لمين وحشتني؟
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
إذا كانت اللغة هي المكوِّن الأهم في بناء الهوية، من المنطقي أن نتصوَّر خسارتنا ملامح من هويتنا كلما اعتنقنا الإنقليزية أكثر، وابتعدنا عن العربية أكثر. 🗣️
يوجد ارتباط مباشر بين المكوث في أماكن طبيعية تحتوي على مساحات خضراء وانخفاض أخطار الإصابة بالاكتئاب. 🌳


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.