ما الذي نخسره حين نبتعد عن اللغة العربية

إذا كانت اللغة هي المكوِّن الأهم في بناء الهوية، من المنطقي أن نتصوَّر خسارتنا ملامح من هويتنا كلما اعتنقنا الإنقليزية أكثر، وابتعدنا عن العربية أكثر.

هل تتذكر الدائرة الخضراء في تويتر؟ واتساب بدأت تحل محلها

على غير المتوقع، مع كل مشاكل منصات التواصل الاجتماعي، تتحرَّك واتساب من وظيفتها الأساسية كمنصة تراسل إلى منصة «تواصل اجتماعي محدود» بعيدًا عن العين، وبعيدًا عن تفضيل الخوارزميات لرسالة على حساب الأخرى. 

في عددنا اليوم 📨 نتأمل عاقبة الابتعاد عن اللغة في تكوين الهوية، وأسباب انتقال مشاهير المحاورين إلى يوتيوب، وكيف تساعد المصاب بالزهايمر على الاستمتاع بوجباته، وما الذي تقوله لنا حكاية طيور السنونو والبوم عن مستقبلنا مع الذكاء الاصطناعي. ❤️

إيمان أسعد


اللغة والهوية / Imran Creative
اللغة والهوية / Imran Creative

ما الذي نخسره حين نبتعد عن اللغة العربية

محمود عصام

في حديقة مكتبة الجامعة الأمريكية في القاهرة كنت أجلس بجوار فتاة جميلة وكلانا في عمر الثامنة عشرة، ويبدو أن التفاهم بدا علينا للحد الذي دفَع مُدرسة المستوى العاشر في دورة تعليم الإنقليزية السيدة هيذر إلى أن تسألني: هل تنوي الزواج بهذه الفتاة؟ أجبتها: إن شاء الله. إلا أنها قاطعتني على الفور: «إن شاء الله» أم «إن شاااء الله»؟

كانت السيدة هيذر أمريكية من أصل مكسيكي، غير أنها تؤكد دومًا أنها اختارت أن تكون مصرية الهوية. وأول ما فعلَته نحو ذلك هو تعلم اللغة العربية، مع التركيز على اللهجة المصرية، إذ كيف لها أن تكون «مصرية» دون اعتناقها. 

تشير نتائج الاستطلاع الذي أجراه مركز «بيو» للأبحاث إلى أن اللغة هي المكون الرئيس الأهم للهوية الوطنية من بين المكونات الأربعة التي افترضها الاستطلاع: اللغة والعادات ومكان الميلاد والدين. حيث أكد 91% من المشاركين في أكثر من عشرين دولة أن القدرة على التحدث باللغة الأكثر شيوعًا في بلادهم أمر مهم لجعلهم مواطنين حقيقيين.

وفي كتاب «اللغة العربية والهوية الوطنية» يؤكد ياسر سليمان أستاذ الدراسات العربية الحديثة في جامعة «كامبردج» أن اللغة هي العلامة الأكثر فعالية للتعبير عن الهوية والحدود بين المجموعات، وقد استُخدمت بهذه الصفة منذ العصور القديمة. استخدمها اليونانيون لتمييز أنفسهم من «البرابرة»: أولئك الذين لا يستطيعون التحدث باليونانية. وفي الصراع بين «جلعاد» و«أفرايم» في «سفر القضاة» عند اليهودية عُرِفَ الصديق من العدو من خلال النطق الصحيح لكلمة «الشعار».

ويتفق مع ذلك بول ريدمان أستاذ التاريخ البريطاني الحديث، حيث يعطي مثالًا بإيطاليا الحديثة التي كانت تتألف من عدة دول متباينة، ثم ظهرت الحركة القومية عام 1861. ولذا كان على الأمة الجديدة أن تصوغ هوية جديدة، وكانت البداية باختيار اللغة، فاستقر الإيطاليون على اللغة «التوسكانية».

وفي العصر الحديث أيضًا تطورت العديد من الدول بفضل اللغة كهوية، فاللغة الألمانية كانت أحد العوامل الرئيسة في توحيد ألمانيا، مثلما أصبحت بعض اللغات رموزًا لحركات الاستقلال مثل لغة «الباسك» في إسبانيا.

ولمحاولة فهم أهمية اللغة كمكون للهوية يمكننا مراقبة تعامل الاستعمار الأوربي مع اللغة، لإدراكه أنَّها العامل الأهم لبقاء هوية السكان الأصليين؛ ولذا قرر القضاء عليها لمحو هويتهم للأبد. ونرى ذلك في اختطاف أطفال السكان الأصليين في أمريكا وكندا وإلحاقهم قسرًا بالمدارس الداخلية؛ حيث أُجبِروا على تعلّم الإنقليزية والتحدث بها. الأمر ذاته حدث للسكان الأصليين في بيرو والنرويج وفنلندا على رغم اختلاف المستعمر.

قد تعتقد أن الحديث عن اللغة كمكون للهوية أمر بديهي، لكن من خلال استطلاع مركز «بيو» ذاته نكتشف وجود فجوة كبيرة بين الأجيال حول أهمية اللغة للهوية في معظم البلدان. فالأشخاص الأصغر سنًا يقللون من أهمية اللغة في تحديد الهوية، وهو ما قد نعده أثرًا منطقيًا لفكرة العولمة والاستغراق في عوالم منصات التواصل.

فإذا كانت اللغة هي المكوِّن الأهم في بناء الهوية، من المنطقي أن نتصوَّر خسارتنا ملامح من هويتنا كلما اعتنقنا الإنقليزية أكثر، وابتعدنا عن العربية أكثر. ونلاحظ أنَّ من يتحدث الإنقليزية «الأمريكية» من الشباب العربي تتغيَّر لغة جسده وكأنه أمريكي، حتى أنَّ البعض على منصات التواصل، متى تعرَّض للانتقاد على مزج الإنقليزية بالعربية، يقول «ليس بإرادتي، فأنا أفكِّر بالإنقليزية»!

وهذا ما حدث مع السيدة هيذر، فهي تعلمت العربية وقرَّبها ذلك من الهوية المصرية حتى إنها كانت تعرف الفرق بين «إن شاء الله» بمعناها الحقيقي و«إن شاااء الله» التي نستخدمها نحن المصريين كدلالة على صعوبة تحقيق أمر ما إلّا بمعجزة ربانية، لتصبح «منّا وفينا».

أما الفتاة الجميلة فقد تزوجتُها ورُزقت منها بطفلتين ولم أرفض لها طلبًا أبدًا، بل أقول لها ببساطة: «إن شااااء الله».


خبر وأكثر 🔍 📰

تلفاز من الماضي / Giphy
تلفاز من الماضي / Giphy

مشاهير المحاورين يتخلون عن التلفاز لصالح يوتيوب!

  • التلفزيون التقليدي عفا عليه الزمن! أعلن بيرس مورقان مغادرة قناة «توك تي في» البريطانية والانتقال ببرنامجه «Piers Morgan Uncensored» كليًّا إلى يوتيوب. إذ يرى أنَّ لا فائدة من إخراج البرنامج على النمط التقليدي إذا كان 95% من جمهوره يشاهدونه على يوتيوب. 📺 💸

  • نقطة التحول الرقمي! حصدت مقابلة مورقان التلفازية الأخيرة مع ريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا 50 ألف مشاهدة على القناة التلفازية، وخمسة أضعاف ذلك على يوتيوب. كما شهدنا حلقاته المليونية على يوتيوب فيما يخص القضية الفلسطينية مثل حلقة «باسم يوسف» التي بلغت مشاهداتها أكثر من 22 مليون. 📈🧑🏻‍💻

  • على خطى التجربة الأمريكية! يسعى مورقان إلى تقليد تجربة المنصة الرقمية اليمينية «ذ ديلي واير» التي أسسها بن شابيرو حول برنامجه، وبناء منصة شبيهة وعلامة تجارية متكاملة حول اسمه. وهذا ما يفعله الآن تاكر كارلسون، الذي التقى مؤخرًا بالرئيس بوتين. ولهذا يسعى مورقان إلى كسب الجمهور الأمريكي أكثر من اهتمامه بالجمهور البريطاني، لأنَّ «أرباح المشاهدات» ستكون أعلى، والشهرة العالمية أوسع كما الحال مع جو روقان. 💵📲

  • ليست معادلة رابحة للجميع! ليس من السهل التخلي عن الدعم المالي للمحطات التلفازية، من أجور عالية وتذاكر طيران وفنادق ورواتب الفريق، وأرباح مشاهدة يوتيوب لن تغطي كل هذه النفقات إلا في حالات نادرة. لكن ميزة مورقان، كما هي ميزة كارلسون، القدرة على حجز كبار الضيوف، وإثارة الجدل وجذب ملايين المشاهدات، بعيدًا عن قيود المحطات التلفازية وضغوط شكاوى الجمهور. ✈️🤬

  • دائرة الضيوف المربحين ضيِّقة! يخطط مورقان إطلاق التحول مع إيلون مسك في مقابلة من أربع ساعات،  على غرار مقابلة جو روقان، لإثبات صحة قراره. مما يطرح التساؤل حول إشكالية تكرار كبار الضيوف المثيرين للجدل والجاذبين للمشاهدات المليونية، فقائمة المرشحين وفق هذه المعايير قصيرة جدًا.🎙️😎

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

في عائلتك فردٌ مصاب بالزهايمر؟ متعة تناول الطعام مع العائلة من المتع التي يفقدها المصاب بالزهايمر، ومن المهم لكما الحفاظ على هذه العادة قدر المستطاع. إليك نصائح الخبراء لجعل تجربتكما في تناول الطعام معًا ودودة. ❤️🍲

  • القليل من الانزعاج، مع سكَّر زيادة. تتغيَّر حاسة التذوق لدى المصاب بمرض الزهايمر بشكل كبير، لذلك قد يرفض تناول طعام اعتاد أن يحبه، أو ألا يقبل تناول وجبة لذيذة. لا تنزعج، فهذا أمر وارد وطبيعي. الطعام المحلَّى قد يكون موضع ترحيب لديه، إذ وِفقًا للممرضة النفسية راشيل كوروسي، فهي غالبًا ما تجد المصاب بالزهايمر يشتهي الطعام الحلو والسكر؛ فإن لم يكن هناك مانع صحي، لا بأس بتوفيره له على المائدة. 🧁😋

  • وجبات بكميات مناسبة. فقدان الشهية وشكاوى عدم الجوع أمر شائع للغاية لدى المصاب بالزهايمر، لذلك تجنَّب تقديم طبق مليء بالطعام. اكتشفت الدكتورة كارول سارجنت أن حجم الحصة من بين أهم الأمور التي يجب مراعاتها أثناء وجبات الطعام. تقول: «إذا لم يشعر الناس بالجوع، سيشعرون بالضغط أثناء وجبات الطعام، وهذا ليس ممتعًا للمصاب بالزهايمر.» 🍛🤏🏻

  • العين تأكل قبل الفم. تنسيق طاولة الطعام مهم للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيارات الأواني. أظهرت بعض الأبحاث أن المصاب بالزهايمر غالبًا يعاني مشاكل في البصر، مما يجعل من الصعب التمييز بين الأواني والطاولة التي توضع عليها. لذلك من المهم اختيار أوانٍ ذات ألوان واضحة ومميزة. تقول مقدمة الرعاية رايتشل: «قد لا نفكر في ذلك، ولكن وضع أطعمة فاتحة مثل الدجاج والبطاطس المهروسة على صحن أبيض يمكن أن يجعل من الصعب التفريق بين الطبق والطعام نفسه.» 🍽️👁️

  • كسر الملل والرتابة. الموسيقا وسيلة رائعة لجذب انتباه المصاب بالزهايمر أثناء وجبات الطعام. فكرة أخرى طرحتها راشيل هي تخصيص أيام لتناول الطعام من بلدان مختلفة، لتُصبح لوجبة الطعام نمطًا فريدًا يتوق للاستمتاع به. أيضًا من الممكن السماح له بالاستمتاع بعمليات بسيطة وغير خطرة أثناء عملية الطهي، والتحدث معه حول النكهات والروائح التي يفضّلها في أطعمته. 👨🏻‍🍳🍶

  • القيمة النفسية للمَّة العيلة. لا تتغير القيمة العاطفية لتناول الطعام مع العائلة لدى المصاب بالزهايمر، كما أنه يتأثر بالنفسية العامة للأشخاص الموجودين حوله. لذا إذا كنت تتناول الطعام معه باستمتاع، فمن المحتمل أنه سيستمتع أيضًا. كلاكما سيصنع لحظة جميلة، ولا تحزن إن كان مصيرها النسيان، المهم وجودها «الآن». 💚🥘

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • القطط تلجأ إلى التصرف هذا لأنه لا سبيل لديها للتواصل، فما حجتنا نحن البشر حين نتصرف بعدوانية سلبية مع قدرتنا ببساطة على التعبير بكل وضوح؟ 😾

  • لا بأس إن دخلت تجارب جديدة، بل أشجعك عليها، لأنَّ تلك التجارب تعينك على التمييز بين الاهتمام المؤقت أو الجانبيّ، وبين الموهبة الحقيقية. 👨‍🍳

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.