استعادة شبابك الجسدي لا تعني استعادة عمرك

أرجو أن تستغل سنيّك بطريقة ترضيك وتسعدك؛ لأن كلفة استعادة شبابك الجسدي مليونا دولار سنويًا، أما عمرك فلا مال في الدنيا يكفيك لكي تسترجعه.

كنت أتصفح تك توك البارحة بحثًا عن لمحة ويب خفيفة الظل أضيفها للنشرة، إما قطة ظريفة أو لئيمة، وتوقعت، كما العادة، ألا تأخذ الخوارزميات ربع ساعة بالكثير حتى تؤدي مهمتها. 

لكن كل ما مر عليّ، لأكثر من ساعة، مقاطع من أناس غربيين عاديين، أمريكا تحديدًا، يتشاركون تبدُّل نظرتهم للقضية الفلسطينية من مناصرة للكيان الإسرائيلي في المطلق إلى متعاطفة مع الشعب الفلسطيني وقضيته. 

وأشد ما لفت انتباهي انتشار كلمة «نكبة» (Nakba) ونطقهم إياها باللغة العربية كما هي لأنَّ لا رديف لها في أي لغة، وتعمّدهم استخدام كلمة «صهيوني» (Zionest) بدل اليهودي في وصف الكيان. 

فهل سيكون هذا «الاختراق المعرفي» سببًا إضافيًّا يعجِّل من توجُّه البيت الأبيض إلى حجب تك توك؟

(بالنسبة للمحة الويب، خوارزميات إنستقرام عطتني إياها على طول!)

إيمان أسعد


سلم العمر للإنسان / Imran Creative
سلم العمر للإنسان / Imran Creative

استعادة شبابك الجسدي لا تعني استعادة عمرك

حسن علي

منذ عصورنا القديمة حتى اليوم – ظني أنه سيكون إلى الأبد – كنا وما زلنا كبشر مفتونين بالحياة الأبدية وإطالة العمر، حتى في أقدم قصة مكتوبة في التاريخ عند السومريين التي يعود تاريخها إلى ما بين 2750 و2500 سنة قبل الميلاد. أتحدث بالطبع عن ملحمة «قِلقامش» المذكورة في اللوح التاسع، والذي خرج للبحث عن سر الحياة الخالدة من عند جده الذي كان خالِدًا.

جميعنا نشبه قلقامش بطريقة أو أخرى، ونتبع ما نعتقد بأنه سيطيل عُمُرَنا أو يحسن من صحّتنا على الأقل حتى لو لم تكن أنظمتنا مثالية. وأتذكر جدتي -رحمها الله- جيدًا وهي تسارع بتحضير شراب «المُرَّة» لي عندما أمرض لأنها «تنظف البطن». وبغض النظر عن صحة ممارساتنا للطب البديل من عدمها، فإن التقارير تُشير إلى أننا، في غضون أقل من قرن، ارتفعت متوسطات أعمارنا على مستوى العالم من 46.5 سنة في عام 1950 إلى 73.4 سنة في 2023. فقد أصبحنا نتناول طعامًا أنظف، وتطورت تقنيات الطب، وبدأنا نتبع ممارسات حياتية صحية مثل التمارين الرياضية والتأمل وازداد لدينا الوعي للصحة النفسية.

واليوم كشفت دراسة منشورة في مطلع هذه السنة أنهم تمكنوا من «عكس» عملية التقادم في العمر عند الفئران؛ إذ استعادوا حاسة النظر لديها وأعادوا بناء خلايا الدماغ والعضلات والكِلى. وبالطبع سيقع الدور على الإنسان في هذه التجارب.

فعلى خُطى «قلقامش» نفسها، انطلق المليونير الأمريكي براين جونسون البالغ من العمر 46 سنة في رحلته للبحث عما يمكّنه من عكس عملية نموّه البيولوجية؛ فوظف ثروته لتكوين فريق من ثلاثين طبيبًا بهدف اكتشاف سر الحياة الذي يطيل العمر إلى أطول حد ممكن بأفضل صحة بدنية ممكنة. وتنوَّعت ممارساته بين قضاء عدة ساعات في الرياضة يوميًا وحصر نظامه الغذائي في الأكل الصحي ومتابعة أدق وأصغر التفاصيل الحيوية في بدنه بل في أسلوب حياته كلها، حتى إنه حقن نفسه بخلايا شابّة من ابنه بهدف عكس عملية نمو جسمه الحيوية.

هَوَس براين جونسون أتاه بعد اقترابه من منتصف العمر واستيعابه أنه قضى كل شبابه في بناءِ ثروته. فقد وعى حقيقة أنه لم يعش شبابه كما كان يتمنى؛ ولذا فهو الآن يريد أن يستخدم ثروته لاستعادة هذا الشباب الضائع. ولا أريد هنا أن أنتقد براين؛ فهو حُر في ثروته، بل قد ينتج من الدراسات التي يعمل عليها ما هو مفيد للبشرية جمعاء بغض النظر عن تطرُّفه في طرائقه. لكني أعتقد بوجود اختلاف جوهري بين أن تستعيد عُمُرَك وأن تسترجع شبابَك.

إنك كبشر عبارة عن تجربة حياتية متراكمة على مر السنين؛ فلا تستطيع مثلًا أن تستعيد تجربة الطفولة كما كانت أو تجربة المراهقة والشباب؛ لأننا خلال هذه السنين نُراكم خبراتنا ومعرفتنا لتكوين شخصيّاتنا التي نحن عليها الآن. أما استعادة العمر، إذا تحققت عند البشر، فلن تكون بالقيمة نفسها أبدًا لما كُنتَ عليه في الشباب. ستكون نسختك بعمر ستين عامًا في جسد عمره ثلاثين عامًا. وهذا بالطبع ليس بالشيء السيئ أبدًا، وأعتقد بأنه ينبغي للبشرية الاستثمار في إطالة العمر واكتشاف التقنيات التي تستعيد خلايا الدماغ أو تمكِّن الجسم من إعادة توليد نفسه كما عند بعض الحيوانات.

لكن يجب ألّا نغفل عن حقيقة واضحة، هي أنه مهما تمكنت من استرجاع عمرك فلن تتمكن من استرجاع زمن مضى. ولذلك، يا صديقي، إذا كنت تقرأ هذه الكلمات فأغلب الظن أنك شاب أو شابة بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين. وأرجو أن تستغل سنيّك هذه بعيشها بطريقة ترضي خالِقكَ وتُرضيك وتسعدك؛ لأن كلفة استعادة شبابك الجسدي اليوم هي مليونا دولار سنويًا، أما عمرك فلا مال في الدنيا يكفيك لكي تسترجعه.


خبر وأكثر 🔍 📰

تلويح اليد / Giphy
تلويح اليد / Giphy

لماذا تلوِّح بيدك نهاية لقاء الزوم!

  • إن كان هذا السؤال يؤرقك، فالعلم قد وجد الإجابة. طوَّرنا في فترة الجائحة سلوكًا لطيفًا يُطلق عليه «تلويحة زووم» (Zoom Wave) كطريقة لا إرادية نستجلب بها الحميمية والروابط الاجتماعية التي مزقها الوباء والحجر (تنذكر ما تنعاد 😔). وبينما يلوِّح البعض تلويحة واحدة للإشارة إلى انتهاء الاجتماع، يلوّح الكثيرون بحماس منقطع النظير. 

  • ليس الكل متحمسًا لمواصلة «هبَّة» التلويح. 55% من الموظفين لا يزالون يلوحون في نهايات اجتماعات زوم منذ الجائحة. وبدأ الانخفاض في معدل التلويح باليدين مع العودة التدريجية إلى مقرَّات العمل، وتواصلنا اجتماعيًّا من جديد بعد الحظر.

  • لا تستخف بعدوى التلويح. حتى إذا لم تكن عادتك أن تلوِّح، ستجد نفسك لا إراديًّا ترد على زميلك الذي لوَّح لك. تسمى هذه الظاهرة «الصدى الحركي» (motor resonance)، ونتمكن فيها من إظهار تعاطفنا مع الآخر وانتمائه إلينا. ولهذا قد يرى البعض تمسكك «بعدم التلويح» دلالة على فظاظتك.

  • التلويح بديل للثرثرة الجانبية. في العادة تنتهي الاجتماعات الواقعية في المكاتب على مهل، ويتبادل فيها الحضور أحاديث خفيفة في طريقهم للخروج، بينما الاجتماع الافتراضي ينتهي فجأة مع قطع الاتصال عن الجميع، لهذا لا بد من طريقة وداعية واضحة وحماسية.

  • سيفيدك الاطلاع على «إتيكيت التلويح» نهاية الزوم (ولا تقلق، لا أحد يشجع تلويحة الملكة إليزابيث)، فقط تمرَّن على شكل تلويحك المفضل أمام المرآة، وابتعد قدر المستطاع عن تلويحة «إلمو»😁. 

🌍 المصدر


سلامة عقلك 🫶🏻

اسألني عن عدد المشاريع التي خططت لبدئها لكنني لم أفعل، وسأجيبك أنني أردت أن أعرف كل عثرة في الطريق وأن تكون النتائج مثالية، وكنت أرى أن الأخطاء هي النهاية والفشل، فلم أبدأ😞 فكر معي بخططك وأهدافك التي لم تبدأ العمل عليها، ابحث عن إجاباتك، ودعنا نساعدك. 

  • المثالية فشل ينتظر التحقق. في بحثنا عن الكمال، سنقضي وقتًا أطول في التدقيق والتمحيص مما سيصيبنا حتمًا بالإنهاك، وربما نواجه عقبات لن نقبل تخطيها، لنتوقف بعدها عن الاستمرار في المشروع، وبالتالي دخول دائرة جلد الذات والشعور بالفشل 🤦🏽‍♀️

  • حدد معاييرك بواقعية وأهدافك بواقعية أكثر لتسهِّل البدء وتنظم جهدك وفقًا لها. فالهدف المثالي يبدو بعيدًا ومستحيل التحقق ويبث فيك الحيرة والتردد، اعزم وانطلق واجعل من الخطأ عتبة ترتقي عليها، وليس نهاية لحلمِ المثالية، وفي النهاية ستصل. تذكر جملة شارة سابق ولاحق «لا يُهزم أبدًا من سعى بإصرار 😄»

  • اسعَ للتميز لأنه في تكوينك. استبدل المثالية ببحثك عما يميزك، فأنت متفرد بأفكارك وصوتك وحسّك، تعرّف على تميزك في الطريق، وبناءً عليه ضع معايير تتلاءم معك، مما يساعدك أن تكون منفتحًا على التجربة والتسامح مع الأخطاء، وتقليل التوتر الذي يستدعيه السعي نحو المثالية 🧚🏽‍♀️

  • دوّن المقبول والمميز في قائمة. وذكِّر نفسك بألا تكون مثاليًا مستحيلًا. ابدأ بمشروعٍ صغير أو خطة بسيطة، نفِّذ فورًا دون تسويف، ثم عمّم القائمة على مشاريع أكبر لتتمكن من العمل بعقلانية بعيدة عن هوس المثالية ✍🏽

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • حتى تحافظ منصات المشاهدة على أرباحها الخيالية، وتضاعف إنتاجها بمحتوى جديد يحافظ على اهتمام المشاهد واشتراكه، لن يعود المؤلف البشري كافيًا. 🦾

  • تنبهت أنَّ الآلام تتصاعد حدتها تحت القلق. لذا، بدلًا من التركيز على التفسير الظاهري للألم الجسدي، بدأت رحلة التركيز على معالجة أصله النفسي. 🫀

الإنسانالشبابالمجتمعالرأي
نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.