لماذا أفتقد عصر لعبة «مِسْت»؟

لأنَّ «مست» كانت تحتاج مشغل أقراص ضوئية دفع ذلك الناس لشراء الأجهزة، ما أدى إلى تسريع انتشار التقنية الجديدة واستمرارها أكثر من عقد.

هل لاحظت تصاعد الحدَّة في المواقف التي يتخذها مستخدمو منصات التواصل، «إكس» تحديدًا، حول أي موضوعٍ كان، من أكثر المواضيع أهمية إلى أسخفها؟

يفسِّر مايك كوفيلد، الباحث في الأميَّة الإنترنتية والتضليل المعلوماتي، هذه الظاهرة بأننا نعيش عصر «الإفراط الاستدلالي» (evidence maximalism)؛ فقراءتنا السريعة على مدى أعوام لسيل جارف من المعلومات -سواء آراء أو وثائق أو أخبار أو دراسات- شكَّلت أدمغتنا على تقبُّل كل معلومة نراها على أنها حقيقة، وتحويرها بسرعة على أنها دليل يدعم موقفنا المسبق من الموضوع أو الشخص.

ببساطة، نحن بدأنا كبشر نفقد ملكة التفكُّر والتمهُّل. 

في عددنا اليوم 📨 نعرف أثر لعبة «مِسْت» على عالم ألعاب الفيديو، وكيف تلوي تك توك بثقة ذراع شركة يونيفرسال، وما الذي نتعلمه من طبيب نفسي يقرر مصارحة مرضاه بمشاكله، ونعيش لمحة من صباحات الريف العراقي. ❤️  

إيمان أسعد


استكشاف جزيرة «مِسْت» / Imran Creative
استكشاف جزيرة «مِسْت» / Imran Creative

لماذا أفتقد عصر لعبة «مِسْت»؟

عبدالله المهيري

قبل ثلاثين عامًا وبالتحديد في 1993 طُرحت ثلاث ألعاب مهمة ما زال لها أثر إلى اليوم، وفي هذا الموضوع أتحدث عن إحداها: لعبة «مِسْت» (Myst).

شدَّت لعبة «مست» انتباه الناس الذين لا يلعبون بألعاب الفيديو وذلك نظرًا لتميزها عن المألوف في ذلك الوقت. فألعاب الفيديو كانت تعتمد على المهارة الحركية وسرعة ردة الفعل، بينما «مست» كانت هادئة وتنتظر اللاعب ليتحرك أو ينقر على شيء. كما أنَّ الألعاب كانت ثنائية الأبعاد برسوم كرتونية، أمَّا «مست» كانت ثلاثية الأبعاد برسوم «واقعية» بمعايير ذلك الوقت.

أتذكر رؤيتي صورها ورغبتي أن أجربها، لكن لم أستطع إلا قبل سنوات قليلة. اللعبة طُرحت على نظام «ماك» أولًا ثم «ويندوز» ثم أعيد طرحها على منصات ألعاب فيديو مختلفة، وما زال مطوروها يعملون على تحديثها وطرحها على أحدث المنصات. والآن تتوافر بنسخة للواقع الافتراضي: ضع النظارات على وجهك وعش في عالم غريب.

بمناسبة مرور خمسة وعشرين عامًا على طرح اللعبة قرر مطوروها إعادة طرحها وتحديثها لحواسيب اليوم واستخدموا حملة تمويل لذلك، وقد كنت أحد المشاركين! وأخيرًا تمكنت من الحصول على نسخة حديثة من اللعبة، وكانت تستحق الانتظار.

«مست» هو اسم الجزيرة التي تبدأ فيها اللعبة. مقدمتها لا تخبر اللاعب عن الكثير، فهناك كتاب يلتقطه اللاعب ويبدأ دوره في القصة الذي سيستمر خمسة أجزاء أخرى. ويحوي الكتاب صورة متحركة للجزيرة، وإذا ضغط عليها المستخدم فسينتقل إلى هناك وتبدأ اللعبة.

ليس هناك شيء في الواجهة سوى عالم القصة ومؤشر الفأرة، وعلى اللاعب اكتشاف الجزيرة والتعرف إلى الأحجيات وكيف تعمل كل واحدة وكيف يمكن حلها. وليس هناك ما يخبره عن أي شيء هنا، ولا سبب لوجود كل هذه الأحجيات أو تلميحات لحلها؛ مجرد تنقر عشوائيًا على الأشياء لترى كيف تعمل؛ ذاك هو الحل الوحيد.

بعض تفاصيل القصة يجدها اللاعب في أوراق نُثرت أو مكتبة تحوي مذكرة لشخصية في القصة: هناك ثلاث شخصيات رئيسة في هذه اللعبة، اثنان تجدهما محبوسين في كتابين ويطالبانك بمساعدتهما للخروج من السجن، وثالث تجده في كتاب ويخبرك ألا تأتي قبل أن تنجز شيئًا ما. واللعبة لها أربع نهايات، ثلاث سيئة وواحدة جيدة.

مع أنني معجب باللعبة حتى قبل أن أجربها لا يمكن تجاهل عدة مشكلات تعانيها: حتى مع تحديث اللعبة لتعمل على منصات حديثة لم يغير مطوروها أي شيء في طريقة عمل الأحجيات؛، لذلك هناك الكثير من المشي لجانب من الجزيرة لفعل شيء ثم المشي للجانب الآخر لرؤية النتيجة ثم تكرار ذلك مرات عدة. ومع أن اللعبة تبدو ثلاثية الأبعاد فهي في الحقيقة ثنائية الأبعاد، والنقر للمشي قد يؤدي إلى ضياع الفرد فلا يعرف أين كان وأين عليه أن يذهب. لكن هذه لم تعد مشكلة عندما أصبحت اللعبة ثلاثية الأبعاد وأمكن المشي فيها كما في الألعاب الحديثة.

نجاح «مست» أدى إلى طرح خمسة عناوين أخرى للعالم نفسه وثلاث روايات ومؤتمر سنوي لمحبي اللعبة، وإلى اليوم تجد اللعبة والسلسلة لاعبين ومعجبين جددًا، وكذلك نقّادًا جددًا. ابحث في يوتيوب وستجد مقاطع فيديو عديدة حول كل تفاصيل هذه الألعاب: القصة والأحجيات وتاريخ تطوير اللعبة حتى صناعة أشياء من عالمها.

تميُّز اللعبة واختلافها وتوقيت طرحها جعلها أكثر الألعاب مبيعًا حتى عام 2000 عندما أخذت مكانها لعبة أخرى. ولأنَّ «مست» كانت تحتاج مشغل أقراص ضوئية دفع ذلك الناس لشراء الأجهزة، ما أدى إلى تسريع انتشار التقنية الجديدة واستمرارها أكثر من عقد، ليصبح العصر الذهبي لما سمي بـ«الوسائط المتعددة». 

لهذا حقيقةً أفتقد عصر «مست»، وأود لو يعود بشكل حديث.


خبر وأكثر 🔍 📰

رقصة سعيدة / Giphy
رقصة سعيدة / Giphy

تك توك تلوي ذراع يونيفيرسال!

  • أين اختفت الأغاني! مع نهاية يناير، فشلت مفاوضات مجموعة يونيفرسال للإنتاج الموسيقي مع تك توك في الوصول إلى عقد جديد لتمديد ترخيص الأغاني على المنصة، وسحبت يونيفرسال كامل كتالوج الأغاني التي أنتجتها من التطبيق. أي مقطع أضاف عليه المستخدم إحدى أغاني يونيفرسال، أشهرها أغاني تايلور سويفت ودرايك، تحوَّل إلى الوضع الصامت! 🤐🕺🏻

  • يونيفيرسال ما عادت تريد الفتات! بررت يونيفرسال قرارها بأنَّ تك توك مصرة على دفع رسوم أقل بكثير مما تدفعه منصات أخرى -مثل يوتيوب- مقابل الترخيص، رغم أنَّ تك توك تستفيد من «تركيب مقاطع الأغاني والموسيقا» أكثر بكثير من بقية المنصات، ويعتمد عليها نموذج عملها. وردَّت تك توك أنَّ يونيفيرسال سمحت لطمعها أن يأخذ الأولوية على مصلحة الفنانين وكتّاب الأغاني. 🍰💰

  • فضل تك توك على يونيفرسال أثمن من قيمة الترخيص! أثبتت تك توك منذ دخولها السوق الأمريكي والعالمي إنها المحرك الرئيس والأضخم لأرباح الأغاني متى انتشرت في رقصة، وليس الأغاني الجديدة فحسب. لأول مرة في تاريخ صناعة الموسيقا، تستعيد الأغاني القديمة «هبَّتها» بين المستخدمين وهذا لا يحدث إلا في تك توك. وبالنسبة لتك توك، يفترض أن تطالِب هي يونيفرسال بجزء من أرباح الأغاني التي تنجح من خلال التطبيق. 🎶🫰🏻

  • صانع المحتوى هو الخاسر الأكبر في انتظار وصول العملاقين إلى تسوية. ومن الواضح أنَّ تك توك تفضّل إيلام صناع المحتوى مؤقتًا خلال المفاوضات على إيلام ملَّاك الأسهم!🚫🤝

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

عندما بدأت متابعة مسلسل «شرينكنق» (Shrinking) لم أستطع التوقف، موسم واحد بحلقات لا تتجاوز نصف ساعة ومناسب للمشاهدة عند تناول الطعام. يتناول قصة الطبيب النفسي «جيمي» ومحاولاته تخطّي حزنه على وفاة زوجته. بالرغم من سوداوية القصة إلا أن المسلسل مدَّني بالبهجة وشيءٍ من العزاء. ❤️‍🩹

  • الانفتاح يمدُّ جسورًا طويلة. يخرج الطبيب «جيمي» عن الحدود المتعارف عليها في الممارسات الطبية النفسية، ويبدأ التصريح بشعوره وما يفكر به لمرضاه. يصدمهم الأمر في البداية إلا أنَّ بوسعهم فهم مشاعره والارتباط بها، فالطبيب ليس مثاليًا ولا يجلس على كرسيه يحكم عليهم. لا أنصح بخرق القواعد، ولكن جرب مشاركة شيء عنك مع الآخرين، إذ سيمكنهم من الانفتاح أكثر معك.💗

  • جرِّب اتجاهات جديدة. بالرغم من تهور «جيمي» إلا أنه يبدأ تجارب عديدة ومختلفة لمعالجة مرضاه، ولا يكتفي بالجلوس على أريكة مكتبه البيضاء بل يخرج معهم إلى العالم، المكان الذي سيعودون إليه دومًا لحظة خروجهم من مكتبه. إذا كنت تتخذ قراراتك بروتينية جرِّب مسارًا جديدًا وحلولًا أخرى تؤدي إلى نتائج مختلفة. 🤯

  • التعاطف ثم التعاطف ثم التعاطف. كل شخصية في المسلسل تمر بمشاكلها، فالطبيب يعيش حداده على زوجته، وابنته تعيش فقدها لأمها، والمرضى لديهم مشاكلهم. ذكِّر نفسك دومًا بأنك لا تعرف إلا القليل عن الآخرين، حاول أن تلتمس لهم الأعذار وأن تصقل في نفسك الصبر والرحمة والتفهم. 🫂

  • التقدُّم بالعمر لا يوقفك عن عيش حياتك. كبير الأخصائيين «باول» يبلغ من العمر سبعين سنة ويعاني مرضًا مزمنًا، لكنه يرفض التقاعد، ويعد خدمته للآخرين أمرًا يضفي معنًى إلى حياته. وبالرغم من تدهور علاقته بابنته لأن العمل أولويته، إلا أنه يبذل جهده في تغيير خصاله وسلوكه لتحسين علاقته بها وليكون جدًا مثاليًا لحفيده. قد يكون التغيُّر صعبًا مع التقدم بالعمر، لكنه ليس مستحيلًا لأجل حياة أكثر رضًا ومعنى ومحبة. 🌿

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • هكذا هو الذكاء الاصطناعي، اختراع جديد مثل الكمبيوتر الذي توغل فجأة في حياتنا، ثم أصبح شرطًا للقبول الوظيفي بوصفه «لغة العصر». 🥶

  • اتجهت معظم بيوت الأزياء العالمية إلى إنتاج قطع كلاسيكية وعملية جدًا، تجلب إحساسًا بالحصرية بناءً على القيمة الجوهرية للمنتج. 🧢

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام