مهنتي لاعب رقمي
لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات، فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «القيمرز» كأصحاب مهنة.
أحب الألعاب، من باربي وبنك الحظ مرورًا بصديقي سوبر ماريو على جهاز الأتاري، وحتى المزرعة السعيدة على فيسبوك. ومن بعد الجائحة، أصبحت الألعاب الرقمية ملازمة لي.
في طفولتي كنت ألعب بالعرائس طوال الأسبوع. وفي العطلات أزور بيت جدي مع صغار العائلة ونلعب الحجلة في صحن البيت، نرمي الحجر داخل المربعات المرسومة بالطباشير على الأرض ونقفز ونضحك. كبرنا قليلًا واقتحمت الشاشات طريقة لعبنا عبر ألعاب الأتاري و«الفيديو قيمز».
في الحقيقة، تتطور الألعاب بتطور المجتمعات. ومع الإنترنت، نشأت اقتصاديات كاملة تدور حول الألعاب الرقمية، ويُتوقَّع نمو عائداتها إلى 400 مليار دولار في عام 2025.
فقد باتت الألعاب الرقمية مربحة للشركات. حتى لو كانت بعض إصدارتها مجانية، فهي تسمح بتحقيق الربح على مدار جولة اللعب عبر الإنفاق الاستهلاكي على شراء العناصر الرقمية والاشتراكات المرتبطة باللعبة كسلع افتراضية؛ لتحسين أسلوب اللعب أو تعزيز نبرة التباهي بمكانة اللاعبين الاجتماعية داخل اللعبة.
ومع تطور اللعب الرقمي، لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات. فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «القيمرز»، البالغ عددهم 3 مليارات حول العالم، كأصحاب مهنة احترافية.
وكما الحال مع محترفي كرة القدم، غيرت القدرة على تحقيق الربح من الألعاب الرقمية حياة البعض. فقد أصبحوا قادرين على ربح الدولارات من اللعب عبر الإنترنت، وبعضهم يستثمر في البث المباشر لنفسه أثناء ممارسة الألعاب على يوتيوب.
هكذا انسلخ عالم الألعاب عن مشهده الطفولي القديم، وتحوَّل مفهوم «اللعب من أجل المتعة» إلى «اللعب من أجل الربح». وطبعًا السيد زوكربيرق ما كان ليفوت فرصة تحقيق تريليونات الدولارات من صناعة الألعاب الافتراضية في عالمه الماورائي ميتافيرس.
وربما أنا أيضًا لن أفوتها. كوني من مستخدمي الإنترنت وأيضًا من محبي الألعاب، تعجبني فكرة ممارسة مهنة «اللعب الرقمي». يتملكني الحماس لكسب لقمة العيش باستخدام شاشة كمبيوتر وذراع تحكم، وربما أكوِّن فريقًا من الأصدقاء لتنظيم مسابقة دوري المحترفين، وسأحقق مكاسب خيالية ما كنت لأحققها في مهنة حقيقية.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.