تمثّل معارض الكتب العيد السنوي للقراء، حيث تجتمع دور النشر في مكان واحد لعرض كتبها وإصداراتها الجديدة، وتتميز معارض الكتب في العالم العربي بتركيزها على القرّاء، بعكس معارض الكتب الأجنبية التي تهمها صناعة النشر وتستهدف شركات ووكالات النشر.
زرت عدة معارض في دول عربية وأجنبية، ولكن تظل لمعرض الرياض للكتاب مكانته الأثيرة في نفسي، وأستعيد كلما زرته بدايات المحبة للكتاب من خلال الرحلات المدرسية إلى المعرض. ولا أعرف هل هذا الشعور الأثير الذي احتفظت به ذاكرتي بسبب المعرض أو لأنه كان نزهة كسرت رتابة الحصص الدراسية.
وفي هذه التدوينة سأعرض ثماني نصائح للاستعداد لمعرض الكتاب من تجربتي في السنوات الماضية:
- لا يُشترط لدخول المعرض أن تمتلك قائمة كتب طويلة، ولن يسألك أحد عند بوابات المعرض عن قائمتك.
معارض الكتب تظاهرة ثقافية ومجتمعية وليست فضيلة محصورة لأحد، وإن تنمّر على هذه الحالة بعض المثقفين.
2. إذا كنت ترغب في شراء كتب محددة فاكتبها في قائمة مرتبة بحسب دور النشر حتى يسهل عليك الوصول إليها داخل المعرض. أحرصُ شخصيًا على كتابة قائمتي في ملف «إكسل» وأسجل فيها عنوان الكتاب واسم المؤلف ودار النشر ورقم الجناح، ثم أعيد ترتيب القائمة تلقائيًا بحسب رقم الجناح لتكون دور النشر المتجاورة قريبة في البحث. ستجد اسم دار النشر ورقم الجناح في غلاف الكتاب والموقع الإلكتروني للمعرض أو في صفحات الناشر على منصات التواصل الاجتماعي. أحيانًا لا تشارك الدار في المعرض، ولكنها توفّر كتبها بالوكالة، أي توكل دار نشر أخرى ببيع كتبها، وفي هذه الحالة ستجد الكتاب إذا توفر من خلال البحث في الموقع الإلكتروني للمعرض. احتفظ بهذه القائمة وحدّثها في أثناء تجولك في المعرض، وسجّل الكتب التي تعجبك بالطريقة نفسها حتى تعود إليها. يمكنك الضغط هنا ونسخ هذا القالب أو تحميله في جهازك.

3. لا أشتري غالبًا في زيارتي الأولى للمعرض، بل أخصصها لاكتشاف الكتب وإضافة العناوين التي أثارت فضولي إلى قائمتي، وأؤجل الشراء لزيارتي الثانية؛ لأنني قد أكتشف في جولتي الأخرى كتبًا تدهشني أكثر من التي كنت أنوي شراءها ولا تسمح ميزانيتي بشرائها كلها، فأفاضل بينها، ولهذا أضفت في قائمتي خانة السعر لتساعدني على الاختيار. ومن معايير المفاضلة عندي إذا ضاقت ميزانيتي ولم تُجدِ المكاسرة تقديم كتب دور النشر الخارجية على المحلية أو المتوافرة في متاجر الكتب المحلية ويمكن الحصول عليها في أي وقت. أما الذين لا تضيق بهم ميزانياتهم فيمكنهم تجاوز هذه النصيحة واستبدالها تذكّر فضيلة الهدية وإدخال السرور على المسلم.
4. اشترِ الكتب التي تريدها فعلًا. لاحظت أن سلوك الشراء الجماعي يختلف عن السلوك الفردي، حيث يتأثر المستهلك أحيانًا دون وعي بمشتريات الآخرين، أو بزحام طبيعي أو مفتعل، أو بغريب صادفه بجواره في الجناح وأراد استمالة إعجابه وتقديم نفسه له (أو لها) بكتب لا تناسبه، أو لأنه يرغب في تصوير حصيلته من المعرض والمنافسة على جائزة متوهمة لأكبر وأجمل حصيلة. استفد من تجارب الآخرين وتوصياتهم، ولكن تذكر أن لكل قارئ تجربته الخاصة، وقد لا تكون توصيات القارئ المتمرس أفضل لك من توصيات القارئ الذي يشبهك في تجربتك. واستفد أيضًا من آراء الناشرين في كتبهم مع الأخذ في الحسبان بأن «كل ناشر بكتبه معجب». يمكنك أيضًا الاستفادة من آراء القراء في منصة «Goodreads» للكتب التي لا تعرفها.
5. ارتدِ حذاء مريحًا يساعدك على المشي مسافات طويلة، فمساحة المعرض كبيرة، والصنادل والكعوب في المعرض جريمة على قدمك، والقراءة لن تداوي جراحك.
6. النهار أفضل لمن لا يحبّون الزحام، وآخر أيام المعرض أفضل لمن يرغبون في الحصول على خصوم إضافية تقدمها بعض دور النشر التي لا تفضّل إعادة شحن كتبها إلى مستودعاتها، بخاصة الكتب ذات الأجزاء الكبيرة، لكن هذه المعلومة قد تورطك وينفد الكتاب؛ فلا تؤجّل شراء الكتاب الذي تحتاجه جدًا وتخشى نفاده.
7. تعرّف إلى البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض؛ فهو من أشدّ ما يميّز معرض الرياض، واستفد من الخدمات التي يقدمها المعرض مثل العربات المتنقلة وتطبيق المعرض والأجهزة الإلكترونية، وتعرّف خريطة توزيع دور النشر إن كانت مقسمة بحسب الدول المشاركة أو تصنيف الكتب لتساعدك على البحث والتنقل.
8. لا تنس قراءة الكتب التي اشتريتها في المعرض الماضي 🙄.