كيف تظهر فخامة عيال النعمة في ثيابك؟

اتجهت معظم بيوت الأزياء العالمية إلى إنتاج قطع كلاسيكية وعملية جدًا، تجلب إحساسًا بالحصرية بناءً على القيمة الجوهرية للمنتج.

في الثاني من مايو كل عام تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بأزياء ضيوف «مت قالا» (احتفالية متحف متروبوليتان للفنون) المعروفة بالمبالغة في الأزياء استنادًا على ثيمة تتجدد سنويًا. وعلى رغم كون تلك الملابس الصارخة من صناعة كبرى دور الأزياء بالتعاون مع مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والمشاهير، فإنّ صُنّاع الموضة أنفسهم يدعون إلى الضد تمامًا من خلال أحدث صيحة للعام 2023: «الفخامة الهادئة» (Quiet Luxury). 

تشجع هذه الصيحة ارتداء قطع الملابس الخالدة التي يمكن ارتداؤها في أي زمن، وتتميز بالجودة العالية والألوان الهادئة أو الترابية، مع التركيز على الحرفية وأصالة التراث.

وتمثّل عائلة «لوقان روي» من مسلسل «سكسشن» (Succession) التجسيد الحقيقي للفخامة الهادئة وأحد أسباب بروزها بين محبي الأزياء. إذ ستجد على مدار المسلسل قبعات البيسبول التي يرتديها «كيندال روي» مع أطقم الثياب المريحة الشبيهة بتلك التي يرتديها زوكربيرق، وبدلات العمل ذات الألوان المحايدة التي تنتقيها «شيف روي»، والتي بات ينتظرها معجبو المسلسل لمعرفة ما ترتديه الطبقة الأرستقراطية في مجتمع رأسمالي أمريكي.

إذا أردت مثالاً آخر أكثر واقعية، ستجده في الأزياء التي ارتدتها النجمة الأمريكية قوينيث بالترو على مدار محاكمتها في مارس الماضي. إذ وصفها كثير من نقاد الأزياء بأنها محاولة لإيصال البراءة من خلال ارتداء ملابس تماثل شخصية أمّ متواضعة من الطبقة الوسطى أكثر منها لمشهورة تقضي إجازتها في منتجع تزلج فاخر.

من أجل ذلك اتجهت معظم بيوت الأزياء العالمية إلى إنتاج قطع كلاسيكية وعملية جدًا، تجلب إحساسًا بالحصرية بناءً على القيمة الجوهرية للمنتج بدلًا من العلامات الخارجية للثروة. لتتراجع بذلك صيحة «الفخامة الصاخبة» (Loud Luxury) التي ظلت سائدة في الساحة فترةً طويلة، والمهووسة بشعار الماركة ذي الأقمشة البراقة أو تحوي ملحقات مثل الريش أو الفرو أو جلود الحيوانات التي ترمز إلى القوة والتفرد.

ويمكن تفسير الإقبال الشديد على الظاهرة بعدة عوامل، منها أنَّ رغبة الناس قلّت في إظهار قيمة الأموال في أزيائهم بعد الظروف الصعبة التي مروا بها مؤخرًا مثل الجائحة والتقلبات الاقتصادية، وأيضًا تصاعد موجة «الحياة الزاهدة» المعروفة بـ«المنيماليزم» كأسلوب حياة، وظهور الأزياء المستدامة أو صديقة البيئة.

ولعلَّ أوضح دليل على تصاعد موجة الفخامة الهادئة أو إخفاء الثراء هو ترويج متابعي تك توك نماذج الأزياء التي تدل الراغبين على كيفية اقتناء «لوك» الثراء البرجوازي الأصيل عبر وسم «أزياء عيال النعمة» (Old-money Style). إذ لم يعد إظهار الثروة مرغوبًا بين جيل زد، بل بات هناك توجه صريح نحو إظهار التعاطف مع الطبقات الكادحة والابتعاد عن الأزياء المبهرجة التي تصرخ: أنا «حديث نعمة»!

الأزياءالإنسانوسائل التواصل الاجتماعيالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام