أين صورتي في مانشستر؟ 💔
زائد: السينما التي نرى فيها أنفسنا
في أثناء مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة هذا الأسبوع، شاهدت العرض الأول لفلم «مسألة حياة أو موت» من كتابة سارة طيبة وإخراج أنس باطهف. 🎬
لا أود أن أفسد عليك النهاية، لذلك لن أتطرق إلى تفاصيل الحبكة. لكن ما يمكنني قوله هو أن طاقة الجمهور المعدية كانت جزءًا من التجربة نفسها، إذ أضافت طبقة من المعنى كلما شاهدنا وضحكنا سويًا على مشهد ذكرنا بطفولتنا أو عائلاتنا أو لهجاتنا، بغض النظر عن مكان نشأتنا في أرجاء السعودية.
هذه اللحظة ذكرتني بأن الأفلام ليست مجرد مقاطع على الشاشة، بل مساحات نرى فيها أنفسنا ونسمع فيها أصواتنا، مساحات تذكِّرنا بأهمية السرديات التي توثِّق وتحفظ قصصنا كما نراها ونجربها. 🫂
في عددنا اليوم، تكتب إيمان أسعد عن المترجمة الراحلة د. أماني فوزي حبشي، وكيف غيَّر رحيلها المفاجئ علاقتها مع فكرة تأجيل اللقاءات. وفي «خيمة السكينة»، تأخذنا مجد أبودقَّة في رحلة دقيقة عبر مراحل النمو النفسي التي بدأت تلمحها في طفلتها. ونودعك في «لمحات من الويب» باقتباس يدعوك إلى توجيه بصرك نحو الجانب المضيء دومًا، وعلاقة سرعة القيادة بالحالة الاقتصادية. 🚗
خالد القحطاني

أين صورتي في مانشستر؟ 💔
إيمان أسعد
ما إن دخلت منصة «أكس» الساعة 5:47 صباحًا على مكتبي، بعد ممارسة تمرين «صفحات الصباح» وقبل الخوض في مهمة الترجمة الحالية لديّ، تدفقت التغريدات التي فاتتني البارحة إلى أن توقفت عند صورة في حساب متعب الشمري. انقباض القلب كان أسرع من طرفة العين التي قرأت النص: «وفاة الدكتورة أماني فوزي حبشي، مترجمة اللغة الإيطالية الشهيرة عن عمر ناهز 57 عامًا.»
رد المترجمة دلال نصر الله «لحظة لحظة أتصل عليها» كان صادقًا وحقيقيًّا، لأنَّ هذا أول ما خطر في بالي. ما كنت لأتصل، كنت سأرسل رسالة واتساب، على نسق التواصل المعتاد بيننا. أجرؤ الآن وأفتح رسائلنا، آخر تواصل كان في أغسطس، وآخر ما تحدثنا فيه كانت دعوة أماني إياي بأن أزورها في بيتها في مانشستر، قائلةً لي «أحب جدًا نتقابل تاني❤️».
كان يفترض أن نلتقي في أواخر نوفمبر، أي قبل أسبوعين. لكني كالعادة، ألغيت لاحقًا خطة السفر. «نخليها السنة الجاي❤️». هذا التحديث لم أرسله إليها، بل قلته في نفسي.
هذا الإلغاء جاء بدواعي انشغالي، انشغالي بالوظيفة، انشغالي بالترجمة، انشغالي بالدورة التدريبية التي أحضِّر لها، انشغالي بالاستغراق في الشفقة على ذاتي وجلدها. وكلها تتقدم في قائمة الأولويات على العناية بالصداقة، على العناية بالناس في حياتي، القريب منهم والبعيد.
غير أنَّ ما يخطر لي الآن ليس لوم ذاتي تحديدًا، بل هاجس الفقد؛ أنَّ ما خسرته في وفاة أماني لم يكن غيابها فحسب، أو ألم فقدها المفاجئ في أوج عمرها وعطائها، بل خسارتي الأبدية لتلك الصورة التي كانت ستجمعنا في مانشستر. إذ قبل إلغائي خطة السفر إلى لندن، ومن ضمنها قضاء يومين في مانشستر، استمتعت بيني وبين نفسي على مدى شهر بتصور جلستنا معًا، بنزهة قد تجمعنا، بحديث شخصي مطول عن عوالم الترجمة والأدب بعيدًا عن التراسل النصي المبتور.
وتصورت أنني سألتقط صورة معها في ربوع مانشستر وأشارك تلك الصورة على منصات التواصل. كنت سأضعها جنبًا إلى جنب مع صورتي معها في الكويت، في مقهاي المفضل حينذاك في مارينا.
الإلغاء جاء بنيَّة التأجيل؛ لا بأس إن لم يكن هذا العام، لدينا 2026. غير أني أعرف الآن أنَّ كل تأجيل يتعلق بإظهار محبتك لمن في حياتك وصنع ذكريات معهم، ينبئ بفقدٍ مؤجل لا يستعاد.
البارحة كان أخي قد أرسل لي رسالة واتساب يعزمني فيها على ميلاد ابنه الأول، الخميس القادم. واعتذرت منه، قائلة إني على الأغلب سأكون مجهدة بعد عودتي من السفر الأربعاء. لكني الآن سأنتظر حتى الساعة التاسعة صباحًا، وأسحب اعتذاري. أريد صورتي مع ابن أخي في عيد ميلاده الأول.



طفرات نمو النفس 🌪️
عرفت من العناية بطفلتي أن الرضيع يمر في السنة الأولى من حياته بطفرات نمو كثيرة ومتعاقبة، تتغير خلالها طباعه ويتأثر مزاجه؛ فيصبح مضطربًا متقطع النوم صعب المراس. ولا تملك الأم في هذا الوقت إلا أن تطيل النفس وتهدهد الرضيع وتغمره بالحنان. فإذا ما انقضى هذا الوقت عاد الرضيع إلى طبعه الأول مكتسبًا مهارات جديدة. وقد يكون ما اكتسبه مهارة كبيرة واضحة مثل أن يتقلَّب، أو مهارة صغيرة كأن يبتسم.
بعد السنة الأولى يقل تتابع هذه الطفرات ولكنها لا تتوقف تمامًا، وأظن أننا نبقى عمرنا كله نمرُّ بين الحين والآخر بطفرة نمو، تضطرب خلالها نفوسنا وتتغير أمزجتنا وطباعنا. حتى إني أذكر اضطرابًا شديدًا أصاب نفسي عندما كنت بين الثامنة عشر والتاسعة عشر، فأَكْثَرت محاولات الخطأ والصواب، واختبرت بعضًا مما كنت أتجنبه، وكَثُر تساؤلي. ثم استقرت نفسي عندما دخلت العشرين، واتسعت رؤيتي، ووضحت لي أهدافٌ كنت أعالجها خلال اضطرابي ذاك.
لم تكن تلك الطفرة الأولى ولا الأخيرة خلال سنوات نضجي، وأظنني خرجت من كل واحدة منها -تنبهت لها أم لم أتنبه- بمهارات وقناعات وآفاق جديدة.
إلا أن مرور طفلتي بطفرات نمو، وعنايتي بها في أثنائها، نبهني إلى معاملتي لنفسي خلال مراحل الاضطراب تلك؛ إذ إني كثيرًا ما كنت أتعجل النتائج، وأتململ من اضطراب نفسي؛ بل إنني كنت قطعيَّة الأحكام قاسيةً أحيانًا إذا ما أطلت التساؤل أو أخطأت الطريق.
ولكني أرى الآن أنَّ النفس -في طفرات نموها- أحوج ما تكون إلى الرحمة أولًا، ثم معالجتها بالصبر وسعة البال وشيء من التقبل والحكمة. عندها ستكون هذه الفترة أقل اضطرابًا وأيسر وربما أقصر، وسيخرج أحدنا منها وقد تطوَّرت نفسه واتسع أفقها وأضحت أكثر مرونةً.
إعداد 🧶
مجد أبودقَّة

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«أبقِ وجهك دائمًا باتجاه ضوء الشمس، وسوف تسقط الظلال خلفك.» والت وايتمان
ما الذي يحدد قيمة الفن؟
العلاقة بين سرعة القيادة والحالة الاقتصادية.
اعذروني، مستعجل!

أربعينية تودِّع السينما.
هل تعرف البصمة الصوتية لبكاء طفلك؟

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.