عندما يزداد أصدقاؤنا تزداد وحدتنا ❤️🩹
زائد: لماذا يجدر بك الاحتفاظ بالخردة؟
مع قرب نهاية العام الحالي، يود الكثير منا أن يتخلص من عبء الماضي ليبدأ صفحة جديدة. لكن لا تتعجل برمي صناديق احتفظت بها عائلتك لسنوات بدافع التخلي؛ فقد تحمل في طياتها مفاجآت تغير حياتك. 🎁
عثر ثلاثةُ إخوةٍ على نسخةٍ نادرة من العدد الأول لسوبرمان، صدرت عام 1939، داخل صندوقٍ تركته لهم والدتهم وقد تراكم عليه الغبار. ظَنوا للوهلة الأولى أن محتويات الصندوق بلا قيمة، لكنهم باعوا العدد مؤخرًا مقابل 9.12 مليون دولار في مزاد علني، محققين بذلك أغلى سعر لعدد كومكس بيع في التاريخ.
العبرة هنا لا تكمن في القيمة المالية، بل في إعادة النظر فيما نعتبره «خردة». ليس كل ما هو قديم مصيره الرمي؛ فالاحتفاظ ببعض الأشياء قد يكون تعلقًا بالماضي، وبعضه استثمار قد يكون سبب ثرائك. 🤑
في عددنا اليوم، تذكرك رزان الزيادي أن جودة الصداقات أهم من كثرتها. وفي «خيمة السكينة»، تتأمل مجد أبودقَّة أهمية الصبر على المشقة في طريق الخلاص من المكاره والآلام. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس عن ترقب غدٍ لم نرتكب فيه الأخطاء بعد، وما إذا كان التطور التقني يضر الفن. 🖼️
خالد القحطاني

عندما يزداد أصدقاؤنا تزداد وحدتنا❤️🩹
رزان الزيادي
ثمة أفلام نشعر معها كما لو أنها صُنعَت خصيصًا من أجلنا. أفلام تشرح مشاعرنا بلمسة مختلفة، وتروي لحظات عشناها من غير أن ندرك أن ثمة من عاشها أيضًا. فلم «الشعاع الأخضر» (The Green Ray) للمخرج إيريك رومر أحد هذه الأفلام.
يروي الفيلم قصة «دلفين»؛ امرأة شابة تعاني الوحدة بعد انفصالها، فتختار السفر كمحاولة للتعافي، وفرصة للتعرف على أشخاص جدد والانخراط في محيطها الاجتماعي. لكن، ورغم محاولاتها العديدة، تشعر مع كل محادثة أن وحدتها تتضاعف، وتشعر بالغربة مع جميع الأشخاص الذين تقابلهم. حينها تدرك أن زيادة عدد الأشخاص المحيطين بها لا يعوِّض شعور الانتماء، بل يعمِّق إحساسها بالوحدة.
وجدتُ صدى تجربة «دلفين» في حياتي الشخصية. فقبل عدة سنوات، وبعد أن انتهت صداقة دامت أكثر من إحدى عشرة سنة بشكل مفاجئ، بدأت تراودني مخاوف من الوحدة. هذه المخاوف جعلتني أرتكب خطأً فادحًا، إذ بدأتُ في التعرف على أشخاص كثر، وإدخالهم عشوائيًّا في دائرة الأصدقاء المقربين لي، وذلك لكي أقنع نفسي بأن وجودهم معي تحت هذا المسمى سيجعل هذه المشاعر تختفي. لكن ما حدث كان العكس، فقد تضاعف شعوري بالوحدة أكثر.
إذ بعد مدة لا تتجاوز الأشهر، انتابني الخوف والقلق من هذه الصداقات المزيفة، وكأنها أصبحت حملًا ثقيلًا عليّ، لأني أدركت حينها أني لا أعرف الكثير عن هؤلاء الناس، ولا أعتقد بأنهم يعرفونني كذلك. كنت أواجه صعوبة في التواصل معهم بشكل طبيعي، ولم أستطع التحدث معهم عن مشاكلي أو مشاعري بأريحية، لأني أعلم أنهم لن يفهموني.
عندما نواجه صدمات كهذه، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن علاج الوحدة يكون بملء حياتنا بالأشخاص، لكن الواقع النفسي يخبرنا بعكس ذلك. فالوحدة لا تنشأ من قلة العلاقات، بل من غياب القرب الحقيقي داخلها، من شعورنا بأننا غير مفهومين أو أننا لا ننتمي تمامًا لمن حولنا. هذا التناقض هو ما يضاعف لدينا الوحدة، فيصبح سعينا للكمّ مجرد إثبات مؤلم لعمق الانفصال الداخلي الذي نعيشه.
تقول البروفيسورة واندي بروين دي بروين، في دراسة أُجريَت حول حجم العلاقات الاجتماعية وجودتها، أن جودة العلاقات تلعب الدور الأهم في الشعور بالرضا والانتماء. إذ تشير نتائج الدراسة إلى أن امتلاك عدد كبير من المعارف لا يجعل الإنسان أكثر سعادة، في حين أنَّ الأشخاص الذين يملكون دائرة صغيرة من الأصدقاء يشعرون بقرب أعمق وبسعادة أكبر، وذلك لأن السعادة لا ترتبط بحجم الدائرة الاجتماعية، بل بعمق الصلة بين الأصدقاء المقربين. فأن تكون مع صديق مقرب يعني أن تكون مفهومًا من دون شرح، ومقبولًا من دون الحاجة إلى التبرير.
وقد بيّنت لي «دلفين» كيف يمكننا مواجهة الانفصال بطريقة واعية، دون أن نضطر إلى إجبار أنفسنا على الانتماء إلى مجموعات لا نشعر معها بالراحة. كما علمتني أن الوحدة ليست دليلًا على أننا متطلبون، بل هي نقطة تحوُّل، ودعوة إلى فهم الذات قبل أن نبحث عمَّن يفهمنا.
لذلك، قبل أن نبحث عمَّن يملأ فراغنا، علينا أن نفهم هذا الفراغ أولًا، أن نعرف ما نفتقده فعلًا، وما نحتاج إليه من الآخرين. عندها فقط ستصبح علاقاتنا أكثر صدقًا، ويتحوّل فاصل الوحدة من خوفٍ مؤلم إلى لحظة إدراك وفهم أعمق للذات.


وجع ساعة ولا كل ساعة💉
ذهبت صباح اليوم لإجراء تحليل دم، إلا أني أكره الإبر جدًا، وكلمة أكره هنا لا تعبر كفايةً عمّا أعيشه قبل ضرب الإبرة وفي أثنائه. فقد تنتابني نوبة فزعٍ خفيفة، وقد أصاب ببعض الدوار الذي يمنعني من النهوض مباشرةً بعد سحب الدم.
جلست على كرسي سحب الدم وبدأتُ أحاول تهدئة نفسي؛ آخذ نفسًا عميقًا ثم أخرجه ببطء، وأهدهد نفسي متمتمةً: (It's ok it's ok, everything’s gonna be ok). فأعود في خيالي طفلةً أناقش جدتي في عدم رغبتي في الذهاب إلى المستشفى؛ لأني لا أريد أن يعطوني إبرة. فقد كنت مصابةً بالربو، مما استدعى تعرّضي لعشرات الإبر التي كنت ولا أزال أكرهها وأخاف منها.
ولأنّ الإعراض عن الإبر يعني معاناة أكبر وأخطر مع ضيق التنفس، كانت جدتي تكرر على مسامعي: «وجع ساعة ولا كلْ ساعة».
بقيتْ هذه الجملة تتكرر في داخلي كلّما وجدتُ من نفسي إدبارًا عن نفعٍ سببه الخوف من الألم أو المشقة. فكثيرًا ما يجد الإنسان نفسه أمام مشقة واضحة في طريقه للخلاص من المكاره والآلام، ويجد هذه المشقة أيضًا في طريق آماله وأهدافه؛ فإذا ما تجنبها بقي عالقًا في مكارهه، بعيدًا عن آماله، وهذا يجعله يعيش الآلام كلَّ ساعة.
فالغربة مؤلمة ولكن ضياع الفرص ألمه مستمر. والصبر مؤلم ولكن السخط ألمه أطول. والاجتهاد شاق ولكن خسارة الأحلام أشق.
أظن أنَّ كثيرًا من تجاربنا في الحياة تشابه في أساسها حكايتي مع الإبر؛ فجلُّ ما نشتهيه وما فيه نفعنا يقع في الجانب الآخر من الخوف وأحيانًا الألم بمعناه الأوسع. وهذا يجعلنا أمام خيارين إما الهرب من الألم، هربٌ لا يحمي منه؛ وإما تحمله ساعة.
وصدقني في أنَّ كل «ساعة» ستمضي، وعندما تمضي «الساعة المؤلمة» يمضي ألمها معها، وتحمُّلنا لها يغنينا عن مواجهة آلام أخرى أطول عمرًا؛ فها أنا أكتب لك بعدما تحملت ألم الإبرة بدقائق وما بقي في ذاكرتي أثرٌ له.
إعداد 🧶
مجد أبودقَّة

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«أليس من الجميل أن نفكّر بأن الغد يوم جديد لم تُرتكب فيه أي أخطاء بعد؟» إل إم مونتقومري
هل يستطيع جيل زد التخلي عن جوالاته؟
هل يضر التطور التقني الفن؟
الأمهات دائمًا على حق.

كيف تقودنا تطبيقات الدردشة مع الأصدقاء إلى الوحدة؟
ليس لديك أصدقاءٌ كثر؟

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.