لماذا قد أقتنع بتوظيف روبوت منزلي؟🧹🤖

زائد: ما تأثير رجل صالح في بلدة كلها لصوص؟

لماذا تفكّر ديزني جديًّا بتضمين محتوى مولَّد بالكامل بالذكاء الاصطناعي في تطبيقها؟

لفت انتباهي تفسير ريان برودريك في نشرة (Garbage Day) لهذه الخطوة. الجزئية الأولى من هذا التفسير أنَّ ديزني قلقة من خسارة استحواذها على مخيلة الأطفال من هذا الجيل، مما يعني أنَّها ستفشل ولأول مرة في توليد أرباح من مشاعر النوستالجيا لديهم متى ما كبروا (فكّر بكل أفلام الريميك التي أنتجتها عن أفلامها الكلاسيكية ودفع جيلنا مقابلها!).

حاليًّا، أكبر منافسي ديزني على مخيلة الأطفال هما «مس رايتشل» و«مستر بيست». لكن، وفقًا لبرودريك، لا تود ديزني تحمُّل مسؤولية التعاون مع صناع محتوى مستقلين متمسكين بمواقفهم مثل مس رايتشل وموقفها الأخلاقي المناصر لفلسطين. فوجدت ديزني الحل في فسح المجال للمحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي بناءً على أرشيفها، أي الصورة الأسوأ من كل صور الريميك!

في عددنا اليوم، تشاركنا مجد أبو دقة احتمالية استعانتها بروبوت منزلي متى أصبح متاحًا في السوق. وفي «شباك منور» أشاركك قصة فلسفية قصيرة تستفيد منها في كتابة مقالة أو تدوينة. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن الدقائق والساعات، والنظام الذي يسير عليه فؤاد الفرحان في جعل حياته أكثر هدوءًا وتحت السيطرة. 😎

إيمان أسعد


رسم: الفنان عمران
رسم: الفنان عمران

لماذا قد أقتنع بتوظيف روبوت منزلي؟🧹🤖

مجد أبو دقَّة

أعلنت شركة (X1) عن بدء استقبال طلبات شراء الروبوت المنزلي «نيو» (Neo)، على أن تُسلِّم هذه الروبوتات سنة 2026. داعب الخبر حلمًا طفوليًّا قديمًا لديّ: رجالٌ آليون بهيئتهم الحديدية التقليدية يحومون في بيوتنا ويؤدون المهام المنزلية الروتينية بشكل سحريّ نيابةً عنا.

نشأت في بيت كثيرًا ما استعان بمساعِدة منزلية، وأنا شخصيًا أستعين بها أحيانًا؛ مع ذلك أفضّل خيار الروبوت. فالروبوت يمكن توجيهه وتعليمه وتخصيص طرائق أدائه للمهام دون الحرج المترتب على توجيه المُساعد البشري أو انتقاده.

هذه الإيجابيات مضمَّنة في وعود شركة (X1)، وتضيف عليها وعدًا بروبوت ذكي، إذ سيكون محادِثًا ممتعًا يجيب عن أسئلتك، ويقدم لك الوصفات ويناقش الأفكار، وبالطبع سيكون مخصَّصًا وفق ذوق المستعمِل واختياراته. وهذا أمر رائع، أن يستطيع الواحد منا برمجة مساعده المنزلي وفق قيمه وأفكاره ومبادئه؛ فيكون أكثر طمأنينة في أثناء تفاعله مع أطفاله.

كذلك سيعتني الروبوت «نيو» بنفسه، على الأقل هذا ما آمله. فوفقًا للشركة، سيشحن الروبوت نفسه عندما تنخفض بطاريته، وأرجو أن يتمكن من تقديم الرعاية الآلية التي يحتاجها لنفسه دون اعتماد عليّ. كذلك، يتمتع «نيو» بمظهر أقرب للبشر مقارنة بالشكل الآلي التقليدي، إذ يغطيه رداء ناعم يمنحه شعورًا بالألفة.

هذه النظرة الأولية الساحرة منحتني شعور هاري بوتر ورفاقه قبل تَعرّفهم على «دوبي» قزم المنازل. فكل المهام المنزلية كانت تتم بشكل سحري دون أن يدركوا من يؤديها. لكنّ هذه النظرة تلاشت عندما اكتشف بوتر وقوف «دوبي» خلف بعض الأحداث الغريبة. حينها أدرك هو وأصدقاؤه أن كائنات سحرية تؤدي كل الأعمال المنزلية، وتلك الكائنات تعرف عنهم تفاصيل عن حياتهم أكثر بكثير مما يتصورون، وتستطيع بهذه المعرفة التحكمّ بكثير من الأمور.

فالمهام المنزلية لصيقة بالإنسان؛ لذلك كل مساعدة يحصل عليها في أدائها تكلفه شيئًا من خصوصيته، سواء كان مساعِده هذا إنسانًا أم مجموعةً من الأجهزة المنزلية، مثل المكانس الذكية، أو الروبوت.

وهذا ما ظهر لي بعدما قرأت أكثر عن «نيو». بدايةً، ما زال هذا الروبوت قيد التعلّم، كما هو واضح في هذه التجربة الحيّة للروبوت. إذ إنّ النسخة التي ستُسلَّم العام القادم تحتاج إلى جيش من التقنيين للتحكم فيها عن بعد؛ فالمهام المنزلية الروتينية البسيطة، مثل ملء غسالة الأواني، تُعَد مهمة معقدة بالنسبة للروبوتات، ولتتمكن من تنفيذها تحتاج إلى توجيه الفني الذي يتحكم بها عن بعد. ولكي تتقنها اعتمادًا على نفسها، تحتاج إلى جمع بيانات عن كيفية تنفيذها من مقاطع فيديو تستخدمها للتدريب.

لذلك تحتاج الشركة المصنعة إلى ساعات من الفيديوهات للمهمات الروتينية، وهذا ما سيُسَجّله «نيو» في أثناء عمله بالمنازل، وسيُستخدم لاحقًا في تدريبه. كما يمكن للفنيين رؤية ما يحدث آنيًّا لتوجيه الروبوت أثناء بعض المهام.

بالطبع تَعِدُ الشركة بتحكّم العميل في خصوصيته. ولكي يتمكن الفني من السيطرة على الروبوت يحتاج إلى موافقة المالك أولًا عبر تطبيق هاتفي. كذلك تعطي الشركة مهلة 24 ساعة قبل أن تستخدم البيانات التي جمعها الروبوت، كي يتمكن العميل من حذف أي فيديو لا يرغب في أن يُستخدَم.

هذه التفاصيل تنزع من «نيو» طابعه السحري، فالخصوصية هي أكبر مخاوفنا عند ظهور أي تقنية جديدة، ويمكن أن نتذكر كيف كان مخيفًا انتشار الكاميرات المدمجة في الهواتف والحواسيب المحمولة، وكم وقف المجتمع في وجه البلوتوث أول ظهوره. ثم وجدنا آليات نحمي بها خصوصيتنا دون أن نمتنع عن استخدام هذه التقنيات.

ولكن أكثر ما أثار حفيظتي حول «نيو» هو تكسُّب شركات التقنية من كل ما يدخل حياتنا. فإذا كانت الخوارزميات تستخدم كل تحركاتنا عبر الإنترنت لتخصيص الإعلانات التي تظهر لنا؛ فسيكون وجود آلي في المنزل نافذةً مفتوحةً على كل رغباتنا واحتياجاتنا وأحلامنا بل وعلى كوابيسنا، تتغذى منها الاستهلاكية التي تُقِيم عماد الرأسمالية التقنية.

هذه الحقائق، والمخاوف المبنية عليها، لا تعني بالضرورة رفض التقنية الجديدة، بل أظنها تدعونا إلى زيادة الوعي والمعرفة؛ فنتمكّن أولًا من فهم احتياجاتنا الحقيقية والاكتفاء بها عن مغريات الاستهلاكية اللامتناهية.

كذلك تعيننا المعرفة على مواكبة التقنية، وعلى استخدامها بشكل أفضل لحماية خصوصياتنا في عالم مفتوح.

أما بالعودة إلى روبوت أحلامي، ما زلت أظن، كما الطفلة في داخلي، أن يومًا ما ستكون الروبوتات جزءًا من حلّ مشكلة المهام المنزلية. لكني سأنتظر إلى أن يصبح «نيو» أذكى قبل التفكير بشرائه، آملةً حينها أن نكون نحن أوعى في مواجهة ما يُستخدَم من بياناتنا ودواخل بيوتنا في توجيه سلوكنا وأفكارنا.



من الأدوات التي قد لا يلتفت إليها كثيرٌ في تطوير مهاراتهم في كتابة التدوينة والمقالة، أداة المخزون القصصي الفلسفي. هذه القصص قد تأتي على شكل نوادر، طرائف، قصص قصيرة، أساطير؛ وغالبًا تحمل طابعًا متطرفًا ومبالغًا به عن السلوك الإنساني وعمّا يجري في الحياة الواقعية، ومع ذلك تحمل في قلبها حكمة إنسانية دقيقة.

هذه القصص تساعد الكاتب على الانطلاق نحو استعراض فرضيته ودعمها بالحجة من جهة، وأيضًا تحفّز القارئ على التفكُّر والتخيُّل لا سيما إن لم تكن القصة مألوفة لديه، فيتشجَّع على مواصلة قراءة بقية المقال أو التدوينة.

مثلًا، سأشاركك قصة قصيرة قرأتها اليوم لإيتالو كالفينو وتصلح للإيداع في المخزن لديّ إلى أن أحتاج إليها، والقصة عنوانها «الشاة السوداء»:

ثمة بلدة كل سكانها لصوص، بلا أي استثناء. بعدما تغيب الشمس، تخرج كل عائلة لصوص من بيتها حاملةً المشعل والعتلة لاقتحام بيت آخر وسرقة محتوياته. ومع عودة كل لص فجرًا إلى بيته محمَّلًا بغنائمه، سيجد أنَّ بيته قد سُرِق أيضًا.

عاش أهل البلدة في تناغم ووئام، لأنَّ الكل سواسية فيما يملكون، ولا أحد يعاني العَوَز. ثم جاء البلدة رجلٌ صالح وسكن فيها. في ليلته الأولى لم يغادر منزله لسرقة أي بيت، وقضى الوقت يقرأ رواية. هكذا، كلما اقتربت عائلة لصوص من منزله ووجدوا البيت مضاءً ومأهولًا، عادوا إلى أدراجهم. بعد استمرار الوضع على هذا النحو عدة ليال، اجتمع كبار البلدة بالرجل الصالح، وأخبروه أنهم يحترمون رغبته في أن يعيش حياته كما يريد وبدون أن يسرق، لكن كل ليلة لا يسرق فيها أحدهم من بيت الرجل الصالح يعني أنَّ عائلةً ستجوع لأنها لم تسرق بيتًا وفي المقابل سُرِقَ بيتها.

لم يهُن على الرجل الصالح ذلك، وما كان ليقبل على نفسه أن يسرق، فقرر مغادرة بيته ليلًا وتركه عرضةً للسرقة بينما يقف على الجسر يتأمل النهر. بعد مرور أسبوع تخلخل النظام بأكمله. إذ أنَّ سماح الرجل الصالح للصوص بسرقة بيته دون أن يسرق بدوره بيتًا يعني أنَّ أحدهم يعود محمَّلًا كل ليلة بغنائمه إلى البيت وسيجد في الوقت نفسه أغراضه وممتلكاته كما هي، ما يعني أنَّ هذا اللص أصبح يملك أكثر من غيره. وهكذا تكوَّنت طبقة الأثرياء.

في الأسبوع نفسه، بعدما فرغ بيت الرجل الصالح من كل شيء دون أي تعويض، فاللصوص الذين اختاروا سرقته ولم يجدوا شيئًا، عادوا فارغي الأيدي إلى بيوتهم التي نُهِبَت، وما عادوا يملكون شيئًا. وهكذا تكوَّنت طبقة الفقراء.

مع مرور الأسبوع الثاني، زاد الأثرياء ثراءً وزاد الفقراء فقرًا. وقرر أثرياء اللصوص توظيف أفقر فقراء اللصوص بأجور زهيدة لحماية ممتلكاتهم من فقراء اللصوص.

أما الرجل الصالح فقد مات جوعًا.

صفة إضافية في هذه القصص أنها مفتوحة لأكثر من تأويل، ويمكن تناولها من أكثر من جانب، وتعدُّد القراءات تمنحك القدرة على مشاركة رؤية مختلفة لربما لم تمر على القارئ حتى إن سبق له معرفة القصة.

وبما أنَّك قرأت قصة كالفينو، لا أمانع سرقتك إياها من مخزني إن أردت الاستفادة منها في مقالك أو تدوينتك القادمة. (على شرط أن تهبني قصة من لديك أعوّض بها مخزوني😁).

إعداد 🧶

إيمان أسعد


ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠

كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.

«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!

ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».


  • «اعتنِ جيدًا بالدقائق من يومك؛ فالساعات كفيلة بالاعتناء بنفسها.» فيليب دورمر ستانهوب.

  • إن كان يؤرقك السؤال عن تنظيم حياتك مع اقترابنا من العام الجديد، نشاركك النظام السري الذي يطبقه فؤاد الفرحان نحو حياة تحت السيطرة وأكثر هدوءًا.

  • لماذا الاجتماعات الفردية في بيئة العمل فكرة غير موفقة؟

  • شيء من اللطف لا يضر.


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+30 متابع في آخر 7 أيام