الإيميل البارد يختصر لك المسافة المهنية ⛄️
زائد: تركيزك من الموارد الاقتصادية النادرة!

عندك خبر أنَّ تركيزك من الموارد الاقتصادية النادرة؟ 🫨
تناولت مجلة الإيكونومست في مقال عنوانه «نتحداك تكمل قراءة المقال» توجُّه بعض الاقتصاديين إلى تصنيف التركيز موردًا اقتصاديًّا أساسيًّا إلى جانب رأس المال والعمالة، بعدما أصبح التركيز عملة نادرة.
ففي السنوات الأخيرة تبيَّن الأثر السلبي الكبير في عمل الشركات والمؤسسات إثر تشتتنا في تصفح منصات التواصل الاجتماعي. ولا يقصر الاقتصاديون أثر التشتت في ساعات العمل فقط، بل حتى التشتت خارج الدوام؛ لأنَّ قضاءك ساعتين متواصلتين في التصفح العشوائي يؤثر سلبًا على قدراتك الذهنية. ويعني أيضًا أنك أضعت وقتك في تصفح مقاطع القطط ويوميات الجدة الكورية ومشاهد ساخرة من «مرحبا دولة» بدل مواصلة قراءة مقال الإيكونومست بعدما عرفت الزبدة من أول فقرتين.😬
في عددنا اليوم، يكتب خالد القحطاني عن فن كتابة الإيميل البارد، ولماذا يراه وسيلة جيدة للتواصل مع الشركات التي تود التوظف فيها. وفي «شباك منور» أشارككم التساؤل الذي خطر على بالي عن احتفاظنا بالأقلام في «المق». وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس قصير يختصر الكثير، ونعرف سر العصا السحرية في علاج مكسور الجناح. 🪄
إيمان أسعد

الإيميل البارد يختصر لك المسافة المهنية ⛄️
صراحةً لا أحب التسابق، ولا أهوى التنافس، مما يجعل التقديم على الوظائف الشاغرة أو الفرص المهنية أمرًا صعبًا، خصوصًا بعدما تحولتْ الآن إلى عملية باردة، تخلو من أي روح.
كل ما تتطلبه معظم الشركات الآن اسمك وتاريخ ميلادك وسنة تخرجك ورقم جوالك، وسيرة ذاتية تلخّص تغير ظروفك وتطور اهتماماتك وجدّك واجتهادك لسنوات في عدَّة أسطر على صفحة واحدة. حتى إن استوفيت كل المتطلبات، قد تُستبعَد لأنك نسيت ذكر كلمة معينة في سيرتك الذاتية، أو اخترت نوع خطوط غير مناسب فيها.
هذا غير آلاف المتقدمين الذين ينتظرون ردًا من الجهة نفسها، فزيارة واحدة لمنصات التوظيف الآن، مثل لنكندإن، تعرض لك منظرًا مهيبًا؛ أيّ وظيفة، حتى إن أُعلِن عنها قبل ساعات قليلة، يتقدم إليها مئات الباحثين ممن لديهم خبرات وشهادات تساوي خبراتك أو تتفوق عليها.
لا يعني ما ذكرته أني أعيش في ركود أو برود، أو أني لا أحث على السعي والمحاولة، ولكني أحلم بسعي لا يتطلب أن أودِع سيرتي وخبرتي في زاوية موقع عشوائي قد لا يرى النور أبدًا، أو قد لا تصل إلى الفريق أو المدير الذي أود العمل معه. سعيٌ لا يشعرني بأنني في سباق دائم مع زملائي ومع من يشاركني الاهتمامات والطموحات المهنية.
وجدت هذه الطريقة أخيرًا في «الإيميل البارد» (Cold Email)؛ فعلى الرغم من برودة تسميته، يتيح لك أن توصل صوتك ودفئك لكل من تود العمل معه.
الفكرة ببساطة هي أن تتواصل مع شخص أو جهة بإرسال إيميل لهم، مُبديًا رغبتك في العمل أو التعاون معهم. وعلى عكس مواقع التوظيف، لن تجد نفسك تملأ عددًا من الخانات، ثم تضغط زرًا لإرسال استمارة التقديم، بل يمنحك فرصة التواصل مباشرةً مع أشخاص قد يصعب الوصول إليهم شخصيًّا، أو قد لا يطَّلعون على استمارة تقديمك من خلال منصات التوظيف التقليدية. كما يمكنك صياغة الإيميل بالطريقة التي تناسبك، بدفء صوتك الفريد وإنسانيته، والتطرق إلى نقاط لا تمكّنك الاستمارات من ذكرها.
شخصيًّا أبدأ أيّ «إيميل بارد» بالتعريف عن نفسي واهتماماتي المهنية والبحثية. ثم أوضح نيتي وسبب تواصلي مع هذا الشخص أو الجهة بالتحديد. بعد ذلك، ألخّص كيف يمكنني توظيف خبرتي في مشاريعه أو مجاله. وأنهي الإيميل بإرفاق سيرتي الذاتية، مع عينة من أعمالي السابقة.
فتحت لي هذه الأداة فرصًا وأبوابًا لم تخطر ببالي، وطبّقتها طيلة دراستي الجامعية. فكنت حين أرى مركزًا بحثيًا أود العمل فيه، أو منصة نشر أود مشاركة كتاباتي عليها، أتواصل مع باحث أو محرر فيها. أخبرهم بما جذبني في عملهم، وكيف تتطابق أعمالي السابقة ومهاراتي مع ما يعملون عليه.
بصراحة لا يصلني رد من الكثير منهم (ومن ضمنهم نشرات ذ نيويوركر)، وبعضهم يرد عليّ بعد رسالتي بأشهر، عندما يتوفر شاغر يناسب مواصفاتي المهنية. ولكن لا يهمني ناتج هذا التواصل، أو موعد ردهم بقدر ما يهمني احتراف فن «الإيميل البارد»؛ فهي أداة منخفضة الثمن، ولا تتطلب إلا دقائق من وقتي، ولكن نتائجها مجزية للغاية.
فعندما يصل الرد، مهما كان وقته، ومهما كانت طبيعته، يوسِّع أفقي لفرص مهنية أخرى، وأجد من تواصلت معه يود مساعدتي بأي طريقة. فإذا لم تتوفر الفرصة لديه الآن، وجدته يتواصل معي حين تتاح فرصة، أو يرشدني إلى جهة مشابهة أستطيع الاستفادة منها.
يناقش الخبير قيوم موبش في دليله لكتابة الإيميل البارد «قوة الثقة بالإيميلات الباردة» (The Power of Trust in Cold Emails) الرابطة الإنسانية التي يمكنك بناؤها باستخدام هذه الأداة واعتمادها على الثقة كحجر بناء أساسي، إذ يقول:
«تُشكّل ثلاثة مكونات رئيسة مثلث الثقة: المصداقية والموثوقية والاتصال العاطفي. تتعلق المصداقية بما إذا كانت لديك المؤهلات والمهارات والخبرة اللازمة أم لا. تتعلق الموثوقية بما إذا كان بإمكانك الوفاء بوعودك أم لا. وأخيرًا، يتعلق الاتصال العاطفي بمدى فهمك لآلام الشخص الآخر. في المبيعات، كما هو الحال في «الإيميل البارد»، يعتمد الأمر كله على بناء هذه الأجزاء الثلاثة.»
ما تعلمته بعد كتابة مئات الإيميلات الباردة هو أني مع كل محاولة، وبصرف النظر عن حصولي على الرد الذي أرغب به أم لا، كنت أوسّع شبكة علاقاتي المهنية، وأبني ثقةً ستفيدني لسنوات قادمة. فأصبحت قادرًا على إتقان التعريف باهتماماتي والتحدث عنها بطريقة لافتة وواثقة، تصل لقلب الجهات التي تطابقها وتناسبها. فإن لم يُفتَح لي بابها، أثق أني كسبت شرف المحاولة، وجعلت اسمي عالقًا في ذهنها، أو أني على الأقل بنيت علاقةً جديدةً مع من يمثلها، كما أنها أكسبتني علاقة وطيدة بمهاراتي؛ وقد يفتح لي أحدهم الباب الذي أتمناه في الوقت المناسب.

كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸
الفلوس تطير، هذا طبعها.
لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.
وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.
الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.


تلك كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها للكاتب أسامة الدناصوري، وأول ما قرأت كان: 💡
«أخيرًا وجدت ولاعتي الزرقاء (في الحقيقة وجدتها في الصباح، لكن يبدو أني ما زلت مغرمًا بالجمل الكبيرة التي تقبض على المستمع أو القارئ وتثبّته، لكي يكون كله آذانًا صاغية.)
كانت في «المق» مع الأقلام. الأقلام التي لا أكتب بها شيئًا، ولكني حريصٌ على أن تكون دائمًا هناك. وإن حدث وكتبت، إن حدث، فأي قلم، وعادة يكون من مكانٍ آخر.»
صفنتُ لحظتها، كما يحدث حين تستوقفك عبارة قد تبدو بمنتهى البساطة والاعتيادية، غير أنها فجأة تضيء لمبة في عقلك، وقلت في نفسي: صحيح..لماذا لا أستخدم الأقلام المحفوظة في «المق» (الكوب)؟
أحتفظ بأقلامي الحبر والرصاص إما في مقلمة أو كوب، وتنبَّهت إلى أني أستخدم ما أحتفظ به في المقلمة، ونادرًا ما أستخدم ما أحتفظ به في الكوب. وربما لهذا السبب خبَّأ أسامة ولاعته في الكوب، لأنه كان يحاول الانقطاع عن التدخين؛ فاليد قليلًا ما تمتد هناك.
بالنسبة إليّ، توالى عدد من الأكواب على مكتبي وأرفف خزانة الكتب، منها أكواب جاءتني هدية. لكن لا أذكر أني مرةً شربت قهوة أو شاي من كوب مهدىً لي، كنت دومًا أضعه على المكتب وأحوله إلى حافظة أقلام مع «بوك مارك» أو اثنين. ما أن يمتلئ الكوب مع مرور الوقت، ويتحوَّل إلى تفصيلٍ ثابت أمام العين، لا أعود أحرك فيه شيئًا، حتى مع تنظيفي اليومي للمكتب صباحًا ومساءً؛ فأنا أمسح تحت الكوب، أما الكوب نفسه فلا أرفع الأقلام منه وأنظفه، بل أتركه كما هو تمامًا.
كما لو أنَّ الكوب تحوَّل من هدية إلى غرض ممكن الاستفادة منه، ثم تحوَّل من غرض ممكن الاستفادة منه إلى صرحٍ منحوتٍ للذاكرة، إلى معزَّة صغيرة في قلبك تحملها لأحدهم حتى إن لم تتذكره كل يوم؛ وقد تمر شهور، وربما أعوام، دون أن يخطر اسمه على بالك.
ماذا عنك أنت؟ ما قصة «المق» على سطح مكتبك؟ 📝
إعداد🧶
إيمان أسعد

«استحق حلمك.» أوكتافيو باث
العصا السحرية في علاج مكسور الجناح.
كيف يجد الإنسان مكانه بين ما يتقنه وما يحبه.
خلني أشم!



نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.