ما شكل المكتب الذي تعمل عليه؟
سواء كنتَ متخفّفًا في تنظيم مكتبك، أو شغوفًا بتطوير مكتبك بأحدث الأدوات، فالعبرة أن تؤدي عملك بإحسان كما يفعل البطل دوق فليد!
زرت مكتب الصديق فيصل الغامدي رئيس الأعمال في شركة ثمانية. الملفت بالنسبة لي كان خلو المكتب من أي شيء تقريبًا، سطح مكتب أملس وكرسي فقط. لا شاشات ولا أسلاك تغمر المكان، حتى أنه لا يملك أوراقًا أو أقلامًا. يُعرف هذا الوضع بــ«التخفّف» (Minimalism)؛ أي الحد الأدنى من كل شيء.
في الحقيقة، ثمة دوافع متعددة وراء العيش بأسلوب «التخفف»، أو الحد الأدنى. فالبعض يفعل ذلك بهدف المحافظة على البيئة، والبعض الآخر بهدف محاربة جشع التجار، ومحاربة مفهوم حب التملك وتحدي فكرة كونه مصدر السعادة.
عنّي أنا، لا أطبّق هذا الأسلوب في بيئة العمل. فأنا أشعر دومًا بالحاجة لتطوير مكتبي، رغم يقيني أنَّ كل الأدوات التي أمتلكها ما هي إلا أدوات مساعدة فقط، وليست الضامن للنجاح.
لكني، مثل كثيرين، عشت طفولتي وأنا أشاهد المسلسل الكرتوني قرندايزر. ولا يكاد يمر يوم لا أتذكر فيه البطل دايسكي وهو يركض في ممر ضيق ويقفز ليتحول إلى دوق فليد. يجلس في مركبته الفضائية وأمامه عدد لا منتهٍ من الشاشات والأزرار يستعين بها على قيادة مركبته ومحاربة الأشرار.
وكلما سرت في الممر الضيق ما بين غرفة نومي ومكتبي المنزلي، لا أستطيع إلا أن أتخيل أنني دايسكي. وعندما أجلس على مكتبي وأمسك بالفأرة وأضع بصمتي لتشغيل جهازي الموصول بشاشة عريضة ضخمة، موصول بها كمٌّ من أسلاك الشحن وموصلات الصوت وكاميرا للبث، مع بطاريات وأدوات تجاوزت المائة عندما عددتها، أشعر أنني فعلًا تحولت إلى دوق فليد!
لكن في النهاية، العبرة ليست بالأدوات، بل بمن يستخدمها. فعلى سبيل المثال، كثيرٌ من الأصدقاء حولي يملكون أحدث أجهزة آيفون المزودة بكاميرات فتاكة، لكن تعج حساباتهم في وسائل التواصل بالصور البشعة. في حين يستطيع المصور المحترف الخروج بصور مذهلة بكاميرا ذات جودة متوسطة.
لذا، سواء كنتَ متخفّفًا في تنظيم مكتبك مثل فيصل، أو شغوفًا بتطوير مكتبك بأحدث الأدوات مثلي، فالعبرة أن تؤدي عملك بإحسان كما يفعل البطل دوق فليد!
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.