كيف تقاوم الطبيعة الاحتلال؟ 🌵
زائد: فضائل العفو والتسامح

هل تحلم بحياة طويلة وصحية؟ 💪
شارك هاورد تكر، وهو أكبر الأطباء الممارسين سنًا في العالم، عدة نصائح عن سر صحته التي مكّنته من ممارسة الطب منذ 1947، وحتى يومنا هذا!
ومن هذه النصائح: الامتناع عن التدخين ورفض الحقد والكره وتجنب التقاعد؛ فالدراسات أثبتت أن كل سنة عمل إضافية تحثك على استخدام مهاراتك الفكرية والاجتماعية، مما يحمي دماغك من أمراض مثل الخَرَف.
سيبلغ تكر 103 أعوام خلال الشهر الحالي، ولعل أهم نصائحه عن الصحة هي أن تجد ما يناسبك أنت ويوافق احتياجاتك لتهنأ بحياة صحية؛ فلا يوجد نظام غذائي أو تمرين أو حتى مجال عمل قادر على مناسبة الجميع. 💡
في عدد اليوم، أشارككم ظواهر تحالف الطبيعة مع ساكنيها لمعاونتهم على مقاومة الاحتلال والنجاة من الحروب. وفي «شباك منوِّر»، تذكرنا شهد راشد بفضائل العفو والتسامح. ونودّعكم في «لمحات من الويب» مع نظرية رابح صقر في الكتابة، وما حصل للحيَّة عندما رافقت القطة. 🐈
خالد القحطاني

كيف تقاوم الطبيعة الاحتلال؟ 🌵
اعتدت أن أجتمع مع إخوتي حول التلفاز، نشاهد أناشيد طيور الجنة وندندن على ألحانها. وأتذكر أنشودة بالذات علقت بذهني عندما سمعتها لأول مرة، عنوانها «كنت قاعدة». أنشدتها ديمة بشار عن طفلة فلسطينية تجلس بحوش دارها وإذ يمرُّ المحتل بجانب بيتها.
الأنشودة قصيرة ومؤلمة، حيث يخبر المحتل هذه الطفلة بأنه هو من يعطي ويمنع هبات الطبيعة كالهواء والماء. لكن توقفه الطفلة عند حده، وتذكّره بأن الهواء والماء والشمس والضياء هبات من عند الله، لن يستطيع أحد مهما بلغت قوته من أن يمنعها عنها.
واستني ديمة بشار بهذا التذكير، خصوصًا في تلك السن الصغيرة، حيث شعرت بالعجز التام أمام كل ما يحصل في العالم من ظلم واحتلال وقهر. ألتفت لمن هم أكبر سنًا حولي، علَّهم يستطيعون مقاومته أو حتى محاولة تغييره، ولكني وجدت العجز نفسه يغمرهم. لذلك جاءت هذه الأنشودة رسالةً تبشِّر بأن الظلم لا يُنسى أبدًا، وأن الله سخَّر هبات الطبيعة لتقف في صف المظلومين، تشهد على ما يمرون به وتعينهم عليه.
تعلُّم هذه الأنشودة ولَّد لديَّ فضول البحث عن الطرق التي تساعد فيها الطبيعة المظلومين وتعينهم وتواسيهم. وخلال تلك السنوات وجدت ظواهر كثيرة تكشف التحالف بيننا وبينها حول العالم، وهنا أشاركك عدة من مظاهرها في فلسطين ولبنان والكويت.
أولها قصة زرع أشجار الصنوبر في فلسطين. إذ كما كتبت مجد أبو دقة، الصنوبر ليست ابنة فلسطين، بل زرعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحوِّل غطاءها النباتي وتجعلها أشبه بأوربا، ولكي تخفي أثر القرى التي أبادتها. لكن الأراضي الفلسطينية رفضت هذه الإبادة، حيث بدأت هذه الأشجار بالاحتراق لعدة أسباب، أولها أن تركيبة الأرض لا تصلح لنمو هذا النوع من الأشجار.
واكتشفت مجموعة «الواحات البحثية» مؤخرًا، والتي تعمل في بيئات توصف بأنها «بائرة» و«خالية»، أنَّ احتراق شجر الصنوبر صاحَبَه عودة نمو الصبار. وقد كان الصبار ولا يزال جزءًا من الغطاء النباتي في فلسطين، ولكن حاولت قوات الاحتلال استبداله بأشجار الصنوبر لأن من استخدامات الصبار الكثيرة رسم حدود القرى والبساتين. وكشفت نتائج بحثهم أن جذور الصبار أقوى وأرسخ في الأراضي الفلسطينية من الصنوبر، وقد يساعد هذا النمو إحياء وإثبات مواقع أكثر من 500 قرية بحدودها مُحيَت عمدًا من الخارطة.
ولأن جبروت دولة الاحتلال يمتد لكل من يجاور فلسطين، فقد غطت القنابل العنقودية أراضي جنوب لبنان خلال حرب عام 2006، بما يقارب خمسة ملايين قنبلة. مليون قنبلة عنقودية لم تنفجر لأنها كانت منتهية الصلاحية! لذلك بقيت القنابل محفورة بالأرض، تهدد حياة كل من يطأها أو يقترب منها.
كان لهذا أثر بالغ الشدة على حياة ساكني هذه الأراضي، خصوصًا من ناحية الاقتصاد المحلي؛ فالمزارعون اعتمدوا عليها برزقهم. لكن باحثة علوم الإنسان منيرة خياط وجدت طريقة تحالَف بها المزارعون بالطبيعة ليكسبوا رزقهم من أرضهم، رغمًا عن محاولة الاحتلال سلبهم إياها. فعلى سبيل المثال، توضِّح خياط أن المزارعين كرسوا جهودهم على الاعتماد على رعي الماعز؛ فكتلته وخفة خطواته تمكّنه من التنقل على الأراضي الملغمة بالقنابل دون أن يتأثر. فيطلقه المزارعون ليرعى دون أن يخشوا على حياته، قادرين أن يكسبوا منه قوت يومهم مما ينتج من لحوم وألبان.
وفي حرب الخليج في 1991، أدى غزو العراق للكويت إلى حرق أكثر من 700 بئر نفط، مما سبَّب تلوُّث التربة وقتل أشكال الحياة من نبات وحيوان فيها. لكن وجدتْ دراسة قادتها العالمة سارة العتيقي أنَّ النباتات المحلية، كالرَّمْث والسُعد، لم تتمكن من النجاة فحسب، بل تتمتع أيضًا بخاصية تطهير وتنقية البيئة من الملوثات (phytoremediation)، تمكِّنها من حماية الأراضي من بقايا النفط المضرة، وجَعْلها صالحة مجددًا لتكون مسكنًا ومأوى للمخلوقات الحية.
أثَّرت الطبيعة بمقاومتها للاحتلال وآثار الحروب على مخيلة الأدباء العرب، بمن فيهم الروائي الشهيد وليد الدقة. كتب رواية للأطفال بعنوان «حكاية سر الزيت»، والتي تتمحور حول طفل اسمه «جود»، وهو ابن سجين يحاول زيارة أبيه، لكن تمنعه قوانين الاحتلال من زيارته. فتهب إلى مساعدته مجموعة من الحيوانات والنباتات، بمن فيهم قطة وأرنب وعصفور وشجرة زيتون، وينجحون في إيصاله من بيته إلى زنزانة أبيه، دون أن يتعرض لخدش واحد.
تذكِّرنا «حكاية سر الزيت» أن الطبيعة، حرفيًا ومجازيًا، قادرة على المقاومة ومناصرة المظلومين، وبأنها حبل النجاة في حياة يحكمها الاحتلال والحروب. ففي وقت قد يعجز فيه البشر عن نصرة المظلومين، يبقى الصبار والماعز والرمث وغيرها من أبناء الطبيعة شاهدة على كل ما يحصل، ومعينة للإنسان على قسوة الاحتلال وعنفه.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


أتذكر الدروس والمحاضرات عن ضرورة العفو في المدرسة، وأهمية مسامحة الآخرين ولو أخطؤوا. كما أتذكر نهج والديّ في تربيتنا بألّا نردّ الصاع صاعين، وأن نتجاهل الأذية لنكون أحسن من المؤذي. هذه الذكريات دعتني للتوقف عند فصل بعنوان «العفو حبيب الله» من كتاب «سبل ومناهج» لمارون عبود. 📖
حسب المؤلف، فإن العفو سجية من سجايا العرب الأولى. فهذا المأمون يقول عن نفسه «لقد حُبِّب إليَّ العفو حتى إني أخاف ألَّا أثاب عليه»، وقال أيضًا: «لو علم أهل الجرائم لذَّتي في العفو لارتكبوها وتقرَّبوا إليَّ بالجنايات.» وقال أبو ذرٍّ الغفاري الصحابي الصالح لغلام له: «لمَ أرسلت الشاة على علف الفرس؟» فقال الغلام: «أردت أن أغيظك»، فأجابه أبو ذر: «لأجمعنَّ مع الغيظ أجرًا، أنت حرٌّ لوجه الله تعالى.» وسبَّ رجلٌ الأحنف وهو يماشيه في الطريق، فلما قرب من المنزل وقف الأحنف وقال له: «إن كان قد بقي معك شيء فهات وقله ها هنا، فإني أخاف أن يسمعك فتيان الحي فيؤذوك ونحن لا نحبُّ الانتصار لأنفسنا.» 📜⚖️
بعد أن كبرت ورأيت أني لا أحب المواجهة وأتفاداها مع القريب والغريب، أدركت ضرورتها للتعامل مع الآخرين، خاصة أولئك الذين ينظرون إلى التسامح على أنه ضعف. فالعفو والمسامحة لا يعنيان أن ندع الآخرين يخطئون في حقنا ويتمادون مرارًا. فهذه مسألة أخرى، ولكن الفارق الحقيقي بين من يتفادى الرد قاصدًا ومن يتفاداه خشية المواجهة كبير. 😡🙂↔️
لاحظتُ مع كثرة المواقف وتجارب الحياة أن البعض يردّ ويجادل ويشغله تصرف الآخر، سواء صغر أو كبر. وأحيانًا أراها تصرفات عادية وغير مؤثرة، في حين يعدّها البعض مسألة كرامة فينغّص يومه كله ويعجز عن تجاوزها، لأنه ينطلق من فكرة القوة المغلوطة، ويظن أن سماحه للآخر بالذهاب دون تأنيب جُبن وضعف، وأن عليه رد اعتباره أمام من تعدّاه في الطابور أو تجاوز بالسيارة أمامه. أظن البعض يخشى أن يظنه الآخر جبانًا وأن يكوّن عنه هذه الفكرة التي لا يحتمل رؤية نفسه عليها، فيشتعل غضبًا وكأنه يفقد معرفته بنفسه في تلك اللحظة. 🚘🗣️
أرى في التجاوز المتعمد والواعي، وتجاهل الفعل الخاطئ البسيط، أو الرد عليه ردًا فيه نوع من اللطف والحزم في آن، سلوكًا أنفع وأكثر دلالة على الثقة بالنفس والتيقن من تصورنا عن ذواتنا. فلا يستحق كل موقف الغضب وتعكير يومي. وأستعجب من الطاقة والوقت اللذين يبذلهما البعض لردّ اعتباره في شيء لا يستدعي منه التفاتة. 🤷🏻♀️😌
لا أقول أن نكون متسامحين حد السذاجة، فيخطئ في حقنا الصغير والكبير وتكون الصورة الثابتة عنّا أننا ضعفاء، بل أعني تلك المواقف العادية التي تمر بنا من غرباء لن نراهم مجددًا، أو تلك الهفوة التي تصدر من زميل عمل لم نعتد منه إلا الخير. علينا الوعي بطريقتنا في التعامل مع الناس، والوعي بصورتنا عن أنفسنا ومدى معرفتنا لما يؤثر بنا وما يستحق منا التوقف عنده. بل ونوع التأثر والتوقف؛ فلا نبالغ في ما لا يستحق، ولا نتهاون فيما يتطلب وقفة واضحة. فردود الفعل في كثير من الأحيان انعكاس لما يراه الإنسان في نفسه. 💌🪞
🧶إعداد
شهد راشد

«الحياة سلسلة لا نهائية من المعجزات، الأمر فحسب أننا اعتدناها وأصبحنا نسميها أشياء عادية». هانز كريستيان أندرسون
سمعت عن نظرية «رابح صقر» في الكتابة؟
أزمة كافكا مع تجاهل الرد على الرسالة!
قطة وحيَّة قعدوا جنب بعض.
دقيقة بس، أبلع عمودي الفقري وأرجع لك.

هل يكترث أطفالنا لحديثنا عن فلسطين؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.