هل يكترث أطفالنا لحديثنا عن فلسطين؟

في العوالم الافتراضية يتعلم الأطفال الصغار كيف يصبحون أبطال المشهد، وأحاديثنا التوعوية معهم تظل ذخيرةً لديهم.

تطبيق «DoorDash» لتوصيل الطلبات في أمريكا بدأ يختبر خاصية جديدة إذا اخترت ألا تدفع بقشيشًا للسائق سيظهر لك الإعلان التالي:

«الطلبات التي لا تتضمن بقشيشًا ستستغرق وقتًا أطول في الوصول إليك، هل أنت متأكد من رغبتك في مواصلة الطلب؟» 🤷🏻‍♂️

فعدم وجود بقشيش في الطلب يقلل من احتمال قبول السائق توصيل طلبك، وسيمنح الأولية لدافع البقشيش. في الكويت حيث أقيم، لم أجد هذا الاختلاف في سرعة التوصيل بين دفع البقشيش أو تركه، مع ذلك أنا حريصة على دفعه. يكفي أنَّ هذا السائق المجهول أراحني من عناء قيادة السيارة وتضييع وقتي في شراء حاجياتي اليومية. 💁🏻‍♀️🛒

إيمان أسعد


مساندة فلسطين / Imran Creative
مساندة فلسطين / Imran Creative

هل يكترث أطفالنا لحديثنا عن فلسطين؟

محمود عصام

أستعين بروتين صارم لمحاولة تحقيق التوازن بين عدة وظائف، إضافة إلى مسؤولياتي كرب أسرة، إلا أنَّ هذا الروتين اختلَّ تمامًا منذ اليوم الأول لأحداث غزة، فأخبار الحرب مثل نيرانها تبتلع كل شيء. احتلت قنوات الأخبار شاشة التلفاز الرئيس في أسرتنا وتقلصت المشاهدات العائلية لأفلام الكرتون وبرامج الترفيه. وأصبح لزامًا على الأطفال تجنب مشاهد القتل والدمار، وانصرفوا نحو أنشطة ترفيهية أخرى.

هنا تفهمت خطورة انعزالهم التام عن الأحداث، لذا قررت عقد اجتماع طارئ ودعوتهم إلى طاولة المفاوضات (أقصد طاولة الطعام) حيث نعقد الاجتماعات الهامة عادةً.

جلست وزوجتي رفقة الأطفال نحدثهم عن القضية الفلسطينية ونؤكد عددًا من الثوابت التي نتوارثها جيلًا بعد جيل. انتهى الاجتماع وجاءت الأسئلة بسيطة ومباشرة: لماذا أرض فلسطين تحديدًا، ولماذا لا يقيم الإسرائيليون وطنًا في أمريكا طالما أنهم على وفاق؟

اجتهدت في الإجابة قدر الإمكان، وفي اليوم التالي هاتفت المدرسة للتأكد من وجود فعاليات لدعم القضية الفلسطينية، ثم انتظرت من الأطفال مزيدًا من الأسئلة، إلا أنهم لم يسألوا. ظلوا رفقة أجهزتهم اللوحية حيث العالم الافتراضي الذي يشغلهم عن الواقع وأسئلته.

انتابني قلق شديد؛ هل تقاعست عن دوري كأب في توضيح أهمية قضية قومية كتلك، هل تضاءل تأثيري أمام العوالم الافتراضية التي تبتلع وقت الأطفال ولا تترك لهم فرصة لتعلم شيئًا عن الحياة الحقيقية؟

لم ينقذني من جلد الذات هذا إلا مقطع فيديو شاهدته عبر تك توك تظهر خلاله شخصيات كرتونية تسير حاملة أعلام فلسطين في مظاهرة دعم افتراضية شارك بها الأطفال في ماليزيا عبر لعبة «روبلوكس» الشهيرة. لذا يبدو أنَّ دخول الأطفال العالم الافتراضي لا يعني انعزالهم عن الواقع كما اعتقدت دائمًا.

تشير دراسة جرت تحت رعاية «بي بي سي» أنَّ العوالم الافتراضية المناسبة لعمر الأطفال توفر بيئة آمنة لهم، حيث يمكن للأطفال ابتداع عالمهم الخيالي وتجربة أشياء جديدة خالية إلى حد كبير من عواقب العالم الحقيقي. كما تساعدهم على لعب أدوار متعددة يتعرَّفون فيها على سماتهم الشخصية والقيادية، واستخدام العقل التحليلي في تقدير الأفعال والخطوات، دونما سيطرة مطلقة من الكبار.

وهذا ما حدث عندما وفرت لعبة «روبلوكس» عالمًا افتراضيًا للأطفال كانوا فيه أبطال الحدث دون قيود أو قواعد اعتادوا الانصياع لها في الواقع، وعندما شعر الأطفال أنهم الأبطال عبروا عن أفكارهم وعواطفهم بشكل واضح.

وجدت مقطع فيديو «روبلوكس» فرصة مثالية للحديث مجددًا مع الأطفال حول قضية فلسطين وأهميتها، إلا أن رد فعلهم على مقطع الفيديو أثبت لي خطأي مجددًا. فقد أخبروني أنهم شاركوا في مظاهرة حقيقية لدعم فلسطين في المدرسة.

دون سابق ترتيب وخارج الفعاليات الرسمية، انتشر خبر داخل المدرسة أنه خلال الوقت المخصص للراحة سيكون هناك وقفة صامتة تُرفَع خلالها أعلام فلسطين دعمًا للقضية، داعيًا الجميع أن يرسم علم فلسطين في دفتر الرسم ويرفع الدفتر إلى أعلى خلال وقت الراحة.

سألت أطفالي «لماذا شاركتم في هذه الوقفة الداعمة؟» فأعادوا علي جزءًا من حديثي معهم في اجتماع طاولة الطعام الذي حسبت أنه كان بلا فائدة.

قد نعتقد أن أطفالنا لا يهتمون بأحاديثنا معهم لأنهم لا يعطوننا ردة الفعل التي نتوقعها، لكن هذا ليس حقيقيًا أبدًا. ففي العوالم الافتراضية يتعلَّم الأطفال الصغار كيف يصبحون أبطال المشهد، وأحاديثنا التوعوية معهم -سواء حول قضية فلسطين أو أي موضوع آخر- تظل ذخيرةً لديهم في العالمين الافتراضي والواقعي.


خبر وأكثر 🔍 📰

ملكة المحتوى / Giphy
ملكة المحتوى / Giphy

الجدَّات نجوم المحتوى الجدد!

  • لم يعد التقاعد حكرًا على الأنشطة التقليدية مثل الزراعة والقراءة وملاحقة الأحفاد، فقد دخل المتقاعدون وكبار السن عالم صناعة المحتوى بتصنيف جديد جذب بألفته وحميميته ملايين المتابعين. 🥰

  • ملايين المشاهدات وحياة تتغير. لم تعتقد المهندسة المتقاعدة «لين ديفيس» أنها ستصبح «تيك توكر» شهيرة بعمر 67 عامًا حين ساعدت ابنها العاطل عن العمل من خلال تصوير مقاطع طهي مرحة. فخلال 30 يومًا وبعد 30 مقطع فيديو قصير على اليوتيوب حصدت 27 مليون متابع على عدة منصات، كلهم يرغبون برؤيتها تقطع البطيخ بفأس. 🪓 😱 

  • الأجداد في الجانب الآخر من تك توك. لم تستسلم الجدة «درونياك» البالغة 92 عامًا إلى ضجرها بعد التقاعد، فبدأت تصور مقاطع تقدم فيها نصائح حياتية، ليستمع إلى حكاياتها 12 مليون معجب على تك توك و1.9 مليون محب عبر إستقرام. غيرت الجدة حياة متابعيها، وغيروا بالمقابل حياتها فتعاونت مع شركة «CeraVe» بصفتها «جدَّة مؤثرة» (Granfluencer). أما الجد «سكوتي كيلمر» فقاده شغفه بالسيارات إلى يوتيوب بعمر 70 عامًا ليتابعه 5.94 مليون مهتم، ليكتسب ثروة بلغت 23.8 مليون دولار من الإعلانات. 👵🏼💰 

  • الجدة العربية تحكي للأحفاد. في عالمنا العربي تطل الجدة ماجدة خليل كل يوم بحكاية ساحرة من الأدب الفرنسي، تحيي البهجة في قلوب متابعيها، وربما تؤثر بمحتواها على البقية ليبدأ كبار السن في مجتمعاتنا بصناعة محتوى يدعم اقترابهم من الشباب ومجاراتهم للحياة. 😍🎤

  • الشباب يبحث عن جد وجدة. أغلب متابعي المؤثرين من كبار السن هم شباب تتراوح أعمارهم من 18 إلى 34 عامًا. ولهذا يشكِّل كبار السن «يونيكورن» مشاهير التواصل الاجتماعي وتتهافت عليهم الشركات الإعلانيَّة لما يقدمونه من أصالة فريدة وحكمة وحس دعابة في مقاطع قصيرة ظريفة تكسر تقليديَّة «الترند». 🦄

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

أدين نجاحي في آخر سبع سنوات من حياتي إلى «الساعة الزرقاء»، هل سمعت بها؟

  • هي الساعة ما بين صلاة الفجر وشروق الشمس. رغم قصرها الزمني، لكن بركة العمل والإنجاز والتفكُّر فيها لا مثيل لها في بقيَّة ساعات اليوم. وأجمل ما فيها حين أنظر خارج نافذتي فأرى نافذة ساطعة من بيت الجيران قرر صاحبها مشاركتي هذه الساعة.

  • مع اقترابنا من فصل الشتاء فهذه فرصتك للتعوُّد عليها. ساعة الشروق متأخرة، وبإمكانك أداء صلاة الفجر في وقتها وعدم العودة إلى النوم بعدها، دون أن تضطر إلى إجراء تغيير كبير في جدول استيقاظك. جهّز قهوتك وتفكَّر، اقرأ، اكتب، نظِّم أفكارك، أو لا تفعل شيئًا. استمتع بصفاء هذه الساعة وتأمل العالم من خلف «شبَّاك منوِّر».

  • ومع هذه المشاركة الأولى في الفقرة الجديدة، نهديك هذا التحفيز اللطيف.🌞🖼️

🧶 المصدر

فريق النشرة


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • بينما أتحوّط للمستقبل بتخزين البطاريات والسجائر، يحوّل البعض أمواله الحقيقية إلى عملات مشفرة لإيمانهم بأن هذه العملات سوف تساوي قيمة أكبر. 🍞

  • إن كان الالتفات إلى الشاشة أو الانشغال بها هو الشكل الخارجي للتشتت، فإن ما نحاول الابتعاد عنه فعلًا أفكارُنا المتطايرة في دواخلنا. 😵‍💫

الأطفالالتربيةفلسطينالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام