الكتابة الشذريَّة ما بعد الحرب 👀
زائد: الذكاء الاصطناعي متَّهم بقراءة الكتب المقرصنة!

هل يؤنِّبك ضميرك على تحميل كتب من مواقع قرصنة بدل شرائها بشكل قانونيّ؟
شركة «أنثروبكس» للذكاء الاصطناعي بالتأكيد لا يؤنبها ضميرها بالمرة! فقد حمَّلت سبع ملايين كتاب من مواقع قرصنة ودربَّت عليها نماذج الذكاء الاصطناعي. وقد رفض قاضٍ فدرالي في محكمة أمريكية أي حجة للشركة دفاعًا عن تجاوزها على حقوق الكتّاب، في حين سمح للشركة بالاستفادة من الكتب فقط في حال اشترتها بشكلٍ قانونيّ.
ستبدأ محاكمة الشركة في شهر ديسمبر، وفي حال خسرت القضية قد تدفع تعويضات بقيمة 150 ألف دولار مقابل كل كتاب! (يا ترى هل حمَّلت كتب عربية مقرصنة؟ 🤔 وهل في احتمال لو واحد بالمئة أنَّ روايتي من بينها 🤑؟)
في عدد اليوم، نكتب لك بأسلوب الشذرات، عن اللي بابه من زجاج وعن الكلاب التي لا تنتحر وعن فيروز التي لا نريد لأحد أن يفسّرها. وفي «خيمة السكينة» تستلهم مجد أبو دقة استشعار النعم حين نصل مرحلة الملل منها، وهذا الإلهام أتاها من قصيدة للسياب. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عمَّن ينصحون الآخرين من أبراجهم العاجيَّة، ونقول لك «حط في بطنك بطيخة صيفي.» ❤️
إيمان أسعد

الكتابة الشذريَّة ما بعد الحرب 👀
أولًا وقبل كل شيء: الحمدلله على سلامتكم ❤️ وبعيدًا عن التحليلات والتفاسير والطروحات على ما شهده الأسبوعان الماضيان، المهم أنَّ الحرب وضعت أوزارها. فالحرب ليست مجرد استعراضٍ جويّ نتابعه على صفحة السماء وشاشات القنوات الإخبارية ومنشورات التواصل الاجتماعي.
تدوينة اليوم أكتبها وأنا فعليًّا مخي «مهنِّك». فمتابعة الأحداث وقراءة المئات من المنشورات تستنزف طاقتك وقدرتك على الاستيعاب. ومكتوب لديّ على دفتر الملاحظات عدة أفكار، لكن ليس لديّ ما يكفي من طاقة لتطوير أيٍّ منها إلى تدوينة كاملة.
هنا خطر على بالي كتابة «الشذرة»، أو «الكتابة الشذرية» كما وصفها نيتشه. وحتى أعطي شيئًا من الوجاهة الفكريَّة إلى ممارستي الترقيعية الكسولة هذه، سأرفق إليك هذا التعريف الفلسفي لكتابة الشذرة كما أوردها عبدالسلام بنعبد العالي عن الفيلسوف الفرنسي رولان بارت:
«الشذرة ليست حقيقة مستغنية عن كل تدليل. إنها ليست بديهة، لا تقطع مسافات، ولا تحتاج إلى توسطات، ولا تسكن خطابات. الشذرة لا تغني عن إعمال الفكر، إنها تدعو إليه وتحثُّ عليه، بل هي ما يستفزه. هي كتابة تومئ إلى وجهة من غير أن تدلَّ على طريق.»
ودعنا نتفق من الآن: لا تتوقع من كتابتي الشذرية (الترقيعية) أن ترقى إلى تعريف رولان بارت.
نبدأ مع الشذرة الأولى.
اللي باب بيته من زجاج 🤷🏻♀️
لأكثر من ثلاثين سنة، كان باب بيت والدتي في الكويت من خشب متين وثقيل، يصل عرضه إلى حجم أربعة أبواب متراصة، وفعلًا شبيه بأبواب القلاع قديمًا. قبل خمس سنوات، قررت والدتي أنها سئمت الباب الخشبي الثقيل، وتريد لضوء الشمس أن يغمر الطابق الأرضي، فتخلصت من الباب الخشبي وركَّبت بابًا زجاجيًّا. طبعًا ضوء الشمس غمر المكان، لكن كلما شاهدت فلمًا أو مسلسلًا من عوالم الزومبي ونهاية العالم، أدرك أنَّ الباب الزجاجي أسوأ باب في وقت الأزمات.
الكلاب لا تنتحر ❤️🩹
«الكلاب لا تنتحر، بل تفقد عقلها وتنهار حزنًا.» هذه العبارة تعود إلى شخصية «أيريس» من فلم «الصديق» (The Friend). كانت تتكلم عن كلبها «أبولو» صعب المراس والمصاب بالاكتئاب. كانت قد ورثت الكلب قبل شهر من صديقها «والتر» الذي انتحر. لم ترثه بمعنى الكلمة، بل أرملة والتر -التي لا تحب الكلاب- رمت عليها مسؤوليته، وتلاعبت على أيريس عاطفيًّا من باب أنها صديقة والتر وبالتالي من واجبها الاعتناء بكلبه.
منذ بداية الفلم حتى آخره، تكرر «أيريس» السؤال إلى صديقها الميت في حديثها الداخليّ: «أنا موقنة أنَّك حتى النفس الأخير سألت نفسك: ما الذي سيقع على الكلب؟»
لكن أخيرًا، في حديثها الداخلي، ستواجه طيف «والتر»، وأنَّه في الحقيقة لم يكترث فعلًا للكلب، لأنه لو اكترث لحرص على تأمين منزلٍ وعائلة تربيه قبل موته، ولحرص ألا يقتل نفسه بوجود الكلب الذي يحبه، والذي ظلَّ يومًا كاملًا وحده مع جثمان صاحبه. ومن هذه المواجهة أدركت أنانية والتر في صداقته معها على مرّ السنوات.
لا نحب تفسير فيروز 💙
قبل عام شاهدت مقطعًا لأحد فناني الـ«ستاند أب كوميدي» اللبنانيين، يفسِّر فيه أغنية «البوسطة» الشهيرة لفيروز. كل ما فعله أنَّه أدَّى كلمات الأغنية تمثيلًا كما هي، لنستوعب أنَّ فيروز كانت المتنمِّرة في هذا الباص، بدايةً بتعليقاتها الساخرة على الركَّاب وتصرفاتهم «ولو شو بشعة مرته»، نهايةً بإلحاحها المزعج على سائق الباص بإغلاق النافذة رغم أنَّ الدنيا، باعترافها، شوب وكلهم فطسانين.
أعترف أنّي ضحكت للوهلة الأولى، لكن فورًا تعكَّر مزاجي، ولم أشارك المقطع مع أمي التي تعشق فيروز. الإحساس نفسه «بالتعكير» راودني وأنا أشاهد حلقة «الدحيح» قبل أسبوع عن فيروز. لم تكن أبدًا حلقة ساخرة، بل العكس، كانت حلقة إجلال ومحاولة لتفسير فيروز.
أتصوَّر أنَّ المنطلق في نفوري هو ذاته في الحالتين، وهو رفضي محاولة تفسير فيروز. كما قال الدحيح، ثمة سمة برزخيَّة في علاقتنا بها، غير أنَّ هذه السمة لا علاقة لها بشخص فيروز، بل بطبيعة تلقِّينا فيروز. ولا نريد لأحد أن يفسِّر لنا فيروز، تمامًا مثلما لا نريد لأحد أن يفسِّر لنا ما يجري في عالم البرزخ.
لديّ شذرة رابعة، لكن من الحكمة ألا أهدر كل أفكاري المكتوبة. سأدَّخرها في حال احتجت إليها.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


سفر أيوب
في سنوات الجامعة، تعرّفت إلى الشاعر بدر السيّاب، وخُضت في ديوانه كاملًا، فأصبحت قصيدته «سفر أيوب» الأحب إلى قلبي من بين قصائده، وبقيت مقدمتها على لساني بعد هذه السنوات كلها؛ فكلما شعرت بثقل البلاء، صغيرًا أو كبيرًا، رددت:
لكَ الحـَمدُ مهما استطالَ البـــلاء
ومهمــا استبدَّ الألـملكَ الحمدُ إن الرزايا عطـــاء
وإنّ المصيبــات بعض الكـَـــرَمألم تُعطني أنت هذا الظلام
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟فهل تشكر الأرض قطر المطر
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟لك الحمد، إن الرزايا ندى
وإنّ الجراح هدايا الحبيب
كان لساني وقلبي متوافقين عندما أردد البيت الأول، أما في الأبيات التالية، فكان لساني يردد ما يستهجنه قلبي؛ نعم، الحمد الله على كل شيء، ولكني أعجز عن استشعار الكرم في المصيبات، ولا أرى الجراح هدايا، وأقاوم غضبي خوفًا من غضب المُعطي.
مرت عليّ سنوات عجاف، وأخرى اختلط فيها البلاء بالنعيم، وما زال البيت الأول أثيرًا إلى قلبي، والأبيات بعده تثير في داخلي أسئلة أقاومها، إلى أن جاءت سنوات تحمل فضل الله والسعة، فوجدت أن البلاء كان مبتدأ النعمة؛ فكل نعمة في هذه الحياة، مهما تمنيناها، تحمل في طياتها بعض الكدر، لا يدفعه إلا ذكرى بلاء سبقها ومعرفة طعم الحرمان منها.
فتلك الوظيفة، مثًلا، التي حلمت بها سنوات طويلة واجتهدت لأجلها سنوات أطول، فيها كثير من التحديات والمشقة. وسنة بعد سنة، بدأ الملل منها والتعب يتسلّل إلى نفسي، ولا يدفعهما إلا أمر واحد: ذكرى ذلك البلاء الطويل قبل سنين، حين كانت هذه الوظيفة حلمًا بعيدًا.
وكل نعمة أرفل فيها، إنما أطال تنعمي بها طول حرمانها. وكل عطية أسعد بها، إنما يكمِّل نقصها ويجمِّل عيبها الدنيويّ بلاء سبقها. وما أظنني كنت أسعد بهذه النعم وأتحمل ما فيها من مشقة وتعمى عيني عن نقصها، لو لم يسبقها ذلك البلاء الذي كرهته وتعجبت كيف يكون هديةً وكرمًا يُحمد.
عاد لساني يردّد أبيات السيّاب مرة أخرى، والفارق هذه المرة أني رأيت كيف كانت تلك المصيبات كرمًا، وكيف كانت الجراح هدايا، ولماذا تشكر الأرض قطر المطر، ولا تغضب إن لم يجدها الغمام.
🧶إعداد
مجد أبو دقة

«ما يبدو خيارًا حرًّا في السلوك، غالبًا ما يكون مشروطًا بالبنية الطبقية. فالنصيحة القادمة من برج عاجي قد تبدو سامية، لكنها تتجاهل الجغرافيا البيئية والاقتصادية التي تُجبر آخرين على سلك طرق وعرة ومختلفة. فليس الجميع يتحرك من موضع اختياره، بل قد يتحرك البعض من موضع اضطراره للنجاة بما آلت إليه ظروف قدره.» المؤيد آل طيب
كيف تصور السريالية كوابيس البشرية؟
حاب تتعلم عن كواليس إنتاج وتوزيع القرطاسية؟ اشترك بنشرة برقية وردية
حط في بطنك بطيخة صيفي.

التدوين علاجك للتصالح مع الذات.
لا تتجاهل حدسك في تقييم الفرص الوظيفية!


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.