ماذا علمتني «سيليكون فالي» عن وهم التفوق الأمريكي

زائد: لماذا يجب أن نتكاسل؟

ماذا يحصل للوحات الفنية بعدما تتلف؟ 😔 

تمر اللوحات الفنية التاريخية بظروف بيئية تتلف ألوانها، كدرجة الحرارة وجودة الهواء. ولأن عملية إصلاحها باهظة الثمن وقد تتطلب أشهر عديدة، تظل أكثر من 70% من هذه اللوحات رهينة مخازن المتاحف بدون ترميم. 

لكن وجد طالب الدكتوراة ألكس كاتشكن طريقة أسرع وأرخص لإصلاحها باستخدام الذكاء الاصطناعي. إذ استطاع البرنامج الذي ابتكره من إصلاح لوحة عمرها أكثر من 600 سنة خلال ثلاث ساعات ونصف فقط، وهذا أسرع بستٍّ وستين مرة من عملية الإصلاح اليدوية!

تكرِّس المتاحف ميزانيتها المحدودة لإصلاح اللوحات الشهيرة. لكن هذه التقنية ستمكنها الآن من إحياء ألوان كل اللوحات على قدم المساواة، ويستمتع زوارها بالتاريخ الثري الذي تحكيه.🖼️ 

في عدد اليوم، أشارككم كيف استيقظت من وهم التفوق الأمريكي بعد الدراسة والعمل في مؤسسات أمريكا التعليمية. وفي «شباك منور»، تدعونا شهد راشد إلى عدم التسرع بالحكم على الكسل، وتذكر لنا عددًا من فوائده الذهنية والجسدية. ونودعكم في «لمحات من الويب» مع سبب آخر لأجله قسمت القشة ظهر البعير، ونصائح لجعل مهاراتك جزء من ممارسة مستدامة. ♻️

خالد القحطاني


Imran Creative
Imran Creative

ماذا علمتني «سيليكون فالي» عن وهم التفوق الأمريكي

خالد القحطاني

لم تخطر على بالي الدراسة في أمريكا قط. كانت تبعد مسافة قارات بيني وبين وطني، ولم أتصور معيشة صالحة في غير مدينتي. وإن تجرأت على الحلم أحيانًا، كانت جامعات دولنا العربية ضمن خياراتي، خصوصًا في الأردن الشقيقة وجارة تبوك. 

لكن كأي من أبناء جيلي، كبرنا وتربينا على تفوق أمريكا في كل المجالات. كنا نؤمن تمامًا بأنها أرض الأحلام، والمكان الوحيد الذي سنجد أنفسنا به. 

لكن ما كبرنا عليه كان وهمًا، كما يذكر سليمان آل شري الوادعي في مقاله «وهم تفوق الديمقراطية» على نشرة الصفحة الأخيرة. وهذا الوهم تسلل إلينا، حيث نشأنا على ما حاولت أمريكا نشره عنها وعن سياستها وثقافتها، خصوصًا أنها صوَّرت نفسها للعالم بأنها معيار الجودة الوحيد. فإن كنت تجد نفسك جديرًا بهذا المعيار، يجب عليك أن تحذو حذوه لتكون مع «طليعة العالم» ومع بقية «الأحرار والمتحضرين». 

هذا الوهم بدأ يزول بعدما خطوت أولى خطواتي في هذه الدولة. 

في أول فصل دراسي لي في الجامعة، بحثت عن مواد توافق متطلبات خطتي الدراسية. كل من قابلته رشَّح لي مواد يوفرها مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعتي، خصوصًا أنها تكشف الوجه الحقيقي لتاريخ أمريكا الدموي من استعباد واحتلال وتهجير. 

أولى المواد التي سجلت لحضورها كانت عن معاداة المسلمين في أمريكا، ويدرِّسها الباحث حاتم بازيان. كنا نجتمع مرتين في الأسبوع معه، وفي كل محاضرة يحكي لنا قصة من هذا التاريخ، بدايةً من الإبادة الأمريكية الممنهجة لسكان القارة الأصليين. وكان يربط معاناة كل أقلية بمعاناة المسلمين فيها حاليًا.

كل قصة تحمل بداخلها ألم شعب أُبيد ودفن في التاريخ، وغطته أمريكا بشعارات زائفة عن المساواة والعدالة. هكذا بدأ إيماني بالنظام الأمريكي يذبل، خصوصًا أن بداية جائحة كورونا تزامنت مع دراستي لهذه المادة، ورأيت كيف تعاملت أمريكا مع تبعاتها من إهمال وتقصير، خصوصًا بحق المستضعفين من سكانها. 

لكن ظلَّ إيماني إلى حدٍّ ما راسخًا بمؤسساتها التعليمية ومراكز أبحاثها. فالحق يقال، دراسات هذه المراكز وأبحاثها ساهمت في تقدُّم البشرية في مختلف المجالات. لذلك، وللمرة الثانية، أغرتني ما قد تقدمه لي أمريكا من فرص، خصوصًا بعد تخرجي. فقد أردت المساهمة في التقدم الذي وعدتنا به هذه المؤسسات.

يقع مقر عملي الحالي في قلب «سيليكون فالي»، الاسم الذي ارتبط بتقدُّم مجالات علمية مختلفة، خصوصًا في التقنية وأفرعها كالذكاء الاصطناعي. لكن تاريخ هذه البقعة لم يسلم من التاريخ الذي تعلَّمته، بل كان جزءًا أساسيًا منه. 

في كتاب «بالو ألتو: تاريخ كاليفورنيا، والرأسمالية، والعالم» (Palo Alto: A History of California, Capitalism, and the World)، يكتب المؤرخ مالكوم هارس عن انتشار هذه الصورة عن «سيليكون فالي» في أذهاننا. وكيف أصبحت «سيليكون فالي» فقاعة تعيد سرد تاريخ أمريكا، بحيث لا ينعزل تقدمها وامتياز اكتشافاتها عن اضطهادها لسكانها، بل تعتمد عليه، خصوصًا اضطهاد عمالها ومهاجريها. 

وهذا بالفعل ما لاحظته من يومي الأول فيها. نظرة واحدة حولي كافية لكشف حقيقة هذا المكان: مراكز الأبحاث الطبية تطوِّر أدوية تشافي البشرية، تجاورها شركات تطوِّر أسلحة وأدوات مراقبة تستخدم لإبادة أهلنا في فلسطين المحتلة. وجدت في «سيليكون فالي» وما تمثله في بالو ألتو تذكيرًا بأن المخيلة البشرية قادرة على إنتاج أفضل الاكتشافات وأسوئها. فالدماغ الذي عمل جاهدًا على تصميم وتجريب وتصدير الأدوية هو نفسه الذي صمَّم وجرَّب وصدَّر تلك الأسلحة. 

وهذا العنف المتأصل في التاريخ بدأ يتكشَّف مؤخرًا بصورة جديدة. فالمهاجرون الذين ادَّعت أمريكا حمايتهم لعقود، وساهموا في تقدمها وجعلها منارة للابتكار والتقدم الذي كبرنا عليه، تخلت عنهم بسهولة. 

لذلك أجد نفسي الآن واقفًا أمام دولة، كمثيلاتها في الغرب، تكشف عن هويتها الحقيقية لي وزيفها الممتد لقرون. إذ تملأ شوارع المدينة التي أسكنها احتجاجات على هذا النظام الذي يدَّعي الديمقراطية وفي الوقت نفسه يعتقل ويهجِّر سكانه من بين أهاليهم ومجتمعاتهم. لا مؤسسات تعليمية ولا مراكز أبحاث، مهما كان مقياس تقدمها، قادرة على تغيير هذا الإدراك وزعزعته؛ لأنها أصلًا أول من تخلى عن طلابها وعامليها بعدما احتجوا على إبادة الفلسطينيين واحتلال أراضيهم. 

ها الآن تُبنَى في السعودية بنية تحتية تنافس كل المجالات العلمية والتقنية التي ابتعثتنا الدولة إلى الخارج لدراستها. وسأكمل الدراسات العليا الآن في أرجائها، بدعم كامل من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. ولا تدعم هذه البنية السعوديين فقط، بل تستقطب طلابًا ومواهب من كل أنحاء العالم للدراسة في جامعاتها ضمن مبادرة «ادرس في السعودية»، التي تحفِّز بيئة تعليمية متنوعة. 

هذه دعوة لنا لتغيير مفاهيمنا عن التقدُّم والامتياز، ولحظة استيقاظ لي خصوصًا؛ فتقدمنا ممكن وموعود في وطننا، ولأهلنا وناسنا. 


عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.

توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎

سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


كتب سلامة موسى في نهاية مقدمة كتابه «محاولات» موضحًا غايته منه: «إني أرجو القارئ أن يقرأه على أنه محاولة فقط، وأن يشاركني في التفكير في العلاج.» 

صحيح أني لم أقرأ الكتاب بأكمله، ولكني وقفتُ على فصل لامسني، وأظنه سيلامسكم أيضًا، بعنوان «يجب أن نتكاسل!».

  • «يحدث أن يكون المرض الذي يلزمنا السرير شهرًا أو شهرين، بعد عملية جراحية -مثلًا- تضطرنا إلى الاعتكاف ووقف النشاط وقفًا تامًّا، يحدث في مثل هذه الحالات أن يجد المريض فترة من الكسل والاسترخاء والتثاؤب تحمله على مراجعة ماضيه، والتفكير في مستقبله، ومراجعة أخلاقه وتصرفاته، وعندئذ يهب في نهاية هذه الفترة وهو ليس معافى فقط، بل يحمل في صدره برنامجًا جديدًا في التفكير، بحيث إننا نجد فيه شخصًا آخر، غير ذلك الشخص الذي كنا نعرفه من قبل، وعندئذ يكون مثل هذا المرض نعمة في صورة نقمة، وكثير منا من أولئك المسوقين في تيار المجتمع الذاهلين عن الحقائق يحتاجون إلى مثل هذا المرض الذي ينبههم ويعيد إليهم القيم والأوزان الصحيحة للحياة وهم مسترخون كاسلون في السرير.» 🛌🧘🏽‍♀️

  • أعرف أن موضوع الراحة والكسل قد أخذ حقه نوعًا ما، وربما يعتقد البعض أننا بالغنا في تطبيع الراحة والدعوة إلى التكاسل، بحجة أننا لا نعمل كما عمل أسلافنا، بل نعمل أقل منهم. لكننا، في الحقيقة، نواجه تحديات لم يعرفوها (ولا أقلل من صراعاتهم)، ولكن جزءًا كبيرًا من القناعة والبساطة قد فُقِد، وحلّ محله الطموح المستحيل، والسعي المستمر -وربما العبثي- نحو إنجازات خيالية ومثاليات إعجازية من كل جانب، تُبعدنا أكثر عن الراحة الحقيقية والانفصال عن العالم المضطرب. 🌍🎯

  • انتشرت مقولة مفادها: «إن الإنسان لم يُخلق مع قدرة على استيعاب كل حدث في العالم». تتجاوز الضغوطات اليوم الحمل النفسي والمادي والجوانب المهنية والمالية والاجتماعية إلى ما هو أعمق. فنحن قد عشنا لآلاف السنين في مجتمعات تجهل ما يحدث في الدولة المجاورة لها، ولا تعرفه إلا بعد سفر وعناء. لم تكن تلك المجتمعات تشاهد الحروب والكوارث والأحداث مباشرة، ثم يُطلب منها التعامل معها كأنها لم تحدث. 🫀💰

  • وعلى الجانب الآخر، نُطالب ونطلب المثالية من كل شخص، ومن أنفسنا. فننظر إلى أشكالنا بلا توقف، ونراجع قلة إنجازاتنا كل ليلة، ونندم على ما فعلنا وما لم نفعل. نعود إلى المنزل ونستلقي محدّقين في الجوال أو متابعين حلقة تلو أخرى من أحدث مسلسل. لكنها ليست راحة حقة ولا انفصالًا مُنعشًا كما يقول الكاتب: «يجب أن نتعلم كيف نلهو ونلعب بدلًا من أن نقضي اليوم ونحن نركد على القهوة أو نلعب الورق أو غيره من ألعاب الحظ التي نقتل بها الوقت دون أن نصيب منها راحة أو استرخاء؛ لأن هذه الألعاب تزيد القلق والانتباه بدلًا من أن تنقصهما، كما أن الركود على القهوة ليس راحة وإنما هو اهتمام صامت.» استوعبت أثناء قراءتي أني لم أقضِ ولو ساعة واحدة دون ملهيات من أي نوع، لمدة تفوق السنة، وأتساءل لماذا أشعر بالإنهاك! 📺😓

🧶إعداد

شهد راشد



نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+110 متابع في آخر 7 أيام