الدراسات العليا أم سوق العمل؟

تعد الخبرة في سيرتك الذاتية هي أحد الجوانب التي تميزك في الدراسات العليا، بل قد تزيد من احتمالية قبولك في بعض برامج الدراسات العليا.

عندما حصلت على درجة البكالوريوس في سنة 2010، كانت لدي الرغبة في البدء بدراسة الماجستير؛ فأغلب النصائح دعمت رغبتي وقراري في إكمال الدراسات العليا فورًا. إذ بحسب رأيهم، فإن استئناف الدراسة بعد بضع سنوات من مرحلة البكالوريوس ستكون مهمة صعبة. 

بالنظر إلى الوراء، أدرك أنَّ من حسن حظي حينها أني لم أحقق الشروط للالتحاق بدراسة الماجستير، ودخلت إلى سوق العمل. مع ذلك ظلت فكرة دراسة الماجستير تشغل بالي. 

يواجه العديد من الطلاب المتخرجين حديثًا من مرحلة البكالوريوس تلك التساؤلات: هل سيكون من الأفضل الدخول في سوق العمل بعد مرحلة البكالوريوس، أم أنَّ الانغماس في سوق العمل لعدة سنوات قد يصرفني عن رغبتي بإكمال الدراسات العليا؟ 

حتى تتخذ هذا القرار لدى تخرجك، ثمة نقطة مهمة عليك أن تأخذها في الحسبان؛ الخبرة المهنية. تساعدك خبرتك المهنية على تحديد أهدافك المرتبطة بالوظيفة التي ترغب بالعمل بها. فمثلًا، عند تخرجي من مرحلة البكالوريوس لم أتمكن وقتها من إكمال الماجستير لظروف خارجة عن إرادتي، ولكن بعد دخولي إلى سوق العمل، اتضحت لي بعض الأهداف التي تخص المسار الوظيفي الذي أرغب في تطوير مهاراتي به. 

وتعد الخبرة في سيرتك الذاتية هي أحد الجوانب التي تميزك في الدراسات العليا، بل قد تزيد من احتمالية قبولك في بعض برامج الدراسات العليا. على سبيل المثال، غالبًا ما تفضّل برامج ماجستير إدارة الأعمال التنافسية قبول المرشحين الذين أثبتوا أنفسهم في الجانب المهني. 

ففي دراسة استقصائية شملت 127 برنامج ماجستير في إدارة الأعمال في أمريكا، كان متوسط ​​الخبرة العملية للطلاب الذين جرى قبولهم يزيد قليلًا على أربع سنوات.

في المقابل، تختلف أهدافنا المهنية عن بعضنا البعض؛ فإن كان هدفك المهنيّ التدريس بصفتك أستاذًا جامعيًّا أو إجراء أبحاث في مجالك، ففي تلك الحالة، من المنطقي متابعة الدراسات العليا فورًا، خاصة إذا كنت تخطط لمتابعة أكثر من درجة علمية متقدمة. 

في النهاية، ما دمتَ تعرف ما ترغب في الوصول إليه في حياتك العملية والمهنية، يمكنك استغلال أي من الفرصتين، أو الفرصتين معًا. 

فأنا عند تخرجي من مرحلة البكالوريوس، كنت أفترض أن تأخير بعض خططي أو تغيير المجال الذي أرغب في العمل به سيؤثر سلبًا عليّ. لكن اكتشفت فيما بعد أن التأخير أحيانًا قد يكون لصالحي. إذ استكشفت أولًا مهاراتي وحددت مساري المهنيّ، وبناءً عليه اخترت تخصص الدراسات العليا الذي أدرسه اليوم، والمختلف عن تخصصي في البكالوريوس.

فاختر القرار الذي يناسبك؛ كلاهما أثره إيجابيّ عليك. 

الإنسانالتعليمالوظائفالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+340 متابع في آخر 7 أيام