كيف أرى أمي وأنا على وشك الأمومة 🦸🏻♀️
زائد: لا تكنسل طلعتك مع أصدقائك


تعيش مؤخرًا تحت ضغط كبير؟ والوقت يضيع منك بدون إتمام مهامك؟
ردة فعلنا في هذه الظروف الانكفاء على أنفسنا والجلوس في البيت: تبعث رسائل الواتساب تكنسل فيها مواعيدك مع أصدقائك وأهلك، وتكنسل تذكرة السينما، وتنسحب من حضور فعالية، كل هذا من باب حفظ الطاقة والراحة العقلية وبذل أقل جهد ممكن.
لكن د. سامانثا بوردمان -في مقال على وول ستريت جورنال- تنصحك بفعل العكس.
حرصك على الأنشطة الاجتماعية والترفيهية تزيد منسوب الطاقة وترفع قدرات التركيز لديك، بينما الانكفاء عن الأنشطة الاجتماعية يضعف تركيزك ويرفع منسوب القلق والتوتر عندك. وبكل الأحوال لن تفعل شيئًا مفيدًا في الوقت الذي جلست به في البيت غير أنك تتصفح منصات التواصل عشوائيًّا، أو يفور عندك منسوب التوتّر من متابعة مسلسلات «آسر» و«أمي»😰.
في عددنا اليوم، تتأمل مجد أبو دقة القوة الخارقة المتأتية عن وجود أمها في حياتها. ونشاهد مع شهد راشد مجموعة من الأعمال الفنية الجميلة التي تجمع الأصالة العربية بالفن الإبداعي. ونودعك في «لمحات من الويب» من اقتباس غير معتاد عن اللطف مع الناس، وكيف سيختفي الإنترنت من حياتنا عن قريب😮.
إيمان أسعد

كيف أرى أمي وأنا على وشك الأمومة 🦸🏻♀️
قبل مدة قصيرة واجهتنا إشكالية في النشرة؛ إذ وصلت العديد من الملاحظات عن أخطاء إملائية تملأ نصوصها. وفي أثناء نقاش الزملاء حول المشكلة، أشار أحدهم إلى أنها غالبًا مشكلة تقنية. هنا لمع في ذهني موقفٌ مررت به مع أمي قبل شهر تقريبًا؛ إذ أخبرتني بجدية واستهجان أنها لم تستطع قراءة تدوينتي ذاك الأسبوع لامتلائها بالأخطاء الإملائية.
في البداية ظننت أن هناك خطأ مطبعيًا فلت هنا أو هناك، ولشدَّة مثالية أمي كان هذا الخطأ كافيًا لإزعاجها، ولكنها أعادت الشكوى في تدوينة أخرى حدّ أنها قالت أنَّ المسألة تعيق فهمها النصَّ المكتوب. طلبتُ منها أن تقرأ لي ما وصلها، ووجدته مخالفًا للنص الأصلي. وبعد بحث سريع وجدتْ أن الترجمة الآلية مفعّلة في بريدها بشكل تلقائي، وهو ما سبب كلّ هذه الأخطاء.
عندها باحت أمي عن المشاعر التي عالجتها لما ظنّت أن تلك الأخطاء من أصل النشرة بقولها: «أنا استغربت جدًا أن إيمان لم تراجع النشرة»؛ وهي تقصد بذلك رئيسة تحرير النشرة. أمي لا تعرف إيمان شخصيًا؛ لم ترها أو تحدثها يومًا، ولكنها من مجرد حديثي عنها كوَّنت انطباعًا كافيًا لترى أن وجود أخطاء في النشرة يخالف طبيعتها.
هذه المشاركة العميقة في تفاصيل حياتي العملية ليست جديدة على أمي. فمذ كنت في المدرسة كانت أمي مطّلعة عن قرب على أحوالي وأحوال صديقاتي ومعلماتي والمشاريع التي أعمل عليها والكتب التي أقرأها؛ حد أنها مرةً ذهبت تناقش أستاذة الفيزياء في إجابتي في الاختبار ومعها الأدلة المنطقية -في نظري- التي دعتني إلى ذلك الجواب. صحيح لم تكن أمي يومًا من الأمهات اللواتي يجلسن بجانب أطفالهن لتدريسهم أو لأداء الواجبات معهم، ولكنها كانت حريصة على الاستماع إلى ما نمر به وما نعالجه من مشكلات أو تحديات.
لم تحتج أمي إلى أن تعيش معي في الدولة نفسها لتشاركني معرفة هذه التفاصيل وأكثر. فبعد سنوات الجامعة سافرتُ إلى دراسة الماجستير، وهناك بنيت مجتمعًا صغيرًا شاركتني إياه أمي من خلال معرفتها بكل تفاصيله. بلغت هذه المعرفة حدًّا أنها كانت على تواصل مع مشرفي الأكاديمي، تواصلًا إنسانيًّا في الأساس؛ إذ لشدة رعايته لي وأُنسه بي امتدت علاقتي به إليها.
حتى بعدما توظفت وأصبحت محاضرةً في الجامعة، جاءتني أمي في زيارة وتعرفت على كل من أعمل معهم لتضع وجوهًا لكل تلك الأسماء التي أخبرها عنها، ثم ألمحت لمديري بأن يتعهَّدني كابنته. واتساقًا مع طبيعتها فهي متصلة بكل ما أكتب في النشرة وبمن أكتب معهم، وهذا أنقذني مرةً أخرى. إذ بسبب تجربتها -في إشكالية الترجمة الآلية- استطعنا أن نجد الثغرة التي تزعج القراء في وقتٍ قصير.
يظهر مما أسرده الآن أني طفلة مدللة مهَّدت لها أمها كل الطرق، وخاضت كثيرًا من المواجهات نيابةً عنها، ولكن هذا تمامًا ما لم تفعله أمي -وهو مما جعلها «سوبر ماما». أمي كانت دومًا معي في رحلتي بمعرفتها عني ودعمها وتشجيعها، فإذا مررتُ بمشكلة دفعتني إلى المواجهة وبقيت هي في الخلف تقول لي: «ما بضيع حق وراءه مُطالب». وإذا أردتُ اتخاذ قرار قالت: «افعلي ما تريدين»، فإن كان قرارًا يعجبها أكدت أني قادرة على كل شيء، وإن كان عكس رغبتها قالت إني مسؤولة عن نفسي، وأن هذا اختياري ولي الحرية في أمري.
وفي تلك المرات القليلة التي كانت غير مرتاحة لقراراتي تركتني أخوض تجاربي كاملةً بحرية، ثم استقبلتني بذراعين مفتوحين تطيّب جراحي دون لومي، «فعندما تقول لك والدتك: سوف تندم على هذا، فثق تمامًا أنك ستندم عليه».
استطاعت أمي أن تسير باتزان بين ثنائيتين متناقضتين في التربية؛ فهي شاركتني وإخوتي دائمًا تفاصيل حياتنا ومَنْ فيها واهتماماتنا، وبإيمانٍ بعيد المدى بقدراتنا، ومع بعض التوجيه. ولكنها -رغم إيمانها الشديد بنا- لم تقل لأحدنا يومًا «أحسنت» إذا أساء أو جاملته، بل هي من أقوى النقاد في حياتي وأصدقهم.
أظن أن أمي في هذا ليست بدعةً في الأمهات -وإن كانت نادرة. فقد عرفتُ في حياتي من الأصدقاء والمعارف من كانت أمه دائمًا شبكة أمانٍ قوية، لا تتردد في دفع الأذى عنه مهما بلغ من العمر إذا استدعى الأمر، ولكنّ هؤلاء الأمهات تركوا لأبنائهم أبواب الحياة مشرّعة يخوضون تجاربها كاملةً، ويختارون خيارات شديدة الجرأة.
أقف الآن على أعتاب الأمومة مدركة لهذه الثنائية شبه المستحيلة، متسائلةً عن قدرتي على الوقوف ثابتةً أمام أطفالي في وجه الحياة، كأنَّ لي جذورًا ضاربةً في الأرض أمدُّهم بالأمان، وفي الوقت نفسه أطلق سراحهم ليخوضوا الحياة وحدهم، يحفهم دعائي فقط!


لا شيء يثير في نفسي الفخر والفرح مثل التعرف على فنان عربي له أصالته وبصمته، يدمج أساليب فنية حديثة بأخرى عريقة، مع شجاعة إضافة لمسات متصلة بثقافته حتى ينتج عملًا نتصل به، بعيدًا عن الاكتساح الحالي للفن المستورد. 📦
ولد الفنان عبيد باحميد عام 1986 في حضرموت، هاجر وعائلته إلى السعودية وهو في عامه الأول. يقول الفنان أنه لا يتذكر نفسه دون قلم وورقة، ودائمًا ما كان يرسم ويخربش. بعد تخرجه من الثانوية لم تستهوه أي تخصصات، فقرر العمل مع والده في التجارة، فيما يرسم ويتدرب على أي سطح أبيض أمامه. 📝🎨
يتناول باحميد موضوعات متعددة في أعماله. يستلهم من الحياة والثقافة، كما يستلهم من النفس البشرية وصراعاتها، فيستوحي من الأساطير والشعر ويدمجهما بالسريالية. وهذا ما نلاحظه في بداياته مثل عمل «سراب خازن الصحراء» حيث نلمح مزيجًا خياليًا من شعر أشقر يعكس سطوع الشمس، وهيكل عظمي يَشي بخداع الصحراء لمن يخطو على أرضها فيضيع ثم يهلك. وعمل «العنقاء خازنة السماء» التي منحها ريشًا من كل طائر وشَعرٍ ناري يرمز إلى نهوضها. 🔥💀
تعرّفت على الفنان عبر حسابه على إنستقرام، ودُهشت من أول عمل. تتميز كل لوحة بكثافة عناصرها بشكل يصدمك للوهلة الأولى، ورغم هذه الكثافة وكثرة المكونات تتناغم اللوحة بشكل ساحر. اشتهر باحميد بلوحاته التي يرسم فيها مناطق من السعودية واليمن بأسلوب جديد، حيث تتوسط اللوحة شخصية من المنطقة تحيطها عناصر مكوِّنة لثقافتها. 📲🖼️
يدمج باحميد الأزياء والحُلي بالعمارة والطبيعة والتاريخ والآثار. تلفتك الملامح الكبرى مثل الشخصية واللباس، ثم تُبحِر في عمق التفاصيل لتكتشف روابط النقوش والزينة بالتاريخ والقصص وربما الشعر العربي. يقول باحميد في إحدى مقابلاته: «لطالما أذهلتني العلاقة بين الثقافة وبين الأشخاص والأمكنة التي يقطنون فيها. كيف يؤثر المكان على أزياء الأشخاص ومجوهراتهم وملابسهم ومساكنهم، وأيضًا تأثير الأشخاص على المكان بذاته وماهية التغيرات التي يجرونها على ما حولهم لتلبية احتياجاتهم.» ⛰️📿
يمكن التعرف على لوحات باحميد من بين آلاف اللوحات، بفضل الدائرة التي تجدها في كل عمل، وهي ركيزة أساسية في معظم لوحاته. إذ بعد رسم الشخصية والعناصر الأساسية يرسم باحميد خطوطًا منحنية من مركز اللوحة حتى أطرافها. هذه الخطوط الدائرية لها رمزياتها التي يفككها المتلقي: قد تكون إشارة للاستمرارية في دورة الحياة وتداخل كل مكوناتها مع الإنسان لتكون أرضه هويته، أو ربما تذكرة بأنَّ الإنسان هو الأساس ومنه تنطلق الحياة وتُبنى الحضارات، أو قد تكون لخلق بُعْد بصري يثري العمل. 🌀🪢
أكثر أعماله قربًا لي «ابتهال» الذي رسم فيه امرأة مكتسية بالأزرق ترفع يديها في خشوع، حيث تتداخل الزخرفة الإسلامية بورق الذهب على شكل دائرة تحيطها ودائرة تتوسط صدرها كأنها مُحاطة بهالة السكينة. تستمر الدائرة بالحضور خطوطًا وشكلًا هنا، وتشعرني اللوحة بسكون المرأة وانعزالها عن العالم، تحيطها الأزهار وتمطر روحها طمأنينةً تخصها. 💙🤲🏻
«بيضة الديك وحيوات القط السبعة» أيضًا من الأعمال القريبة إليّ. تحكي اللوحة حكاية الإنسان الحديث الذي ينتظر مستحيلًا لن يأتي بينما تفوته فرص لا تُعَد وهو ينتظر حلمًا وهميًّا. تُشعرنا الخلفية الحمراء والخيوط المتشابكة في اليدين بخطر الوهم والفَوَات، بينما تمنحني ملامح الشخصيات شعورًا «بروبوتية» الإنسان الحالي عكس يديه اللتين تظهران بآدمية أكثر. تُشعرني اللوحة بتوتر وفضول لا فصال بينهما، فالرمانة فاكهة الجنة، ويُنظَر إليها على أنها رمزٌ للوفرة والرخاء لكثرة حُبَيْباتها، كأنَّ الفنان يخبرنا أنَّ الفرص كثيرة وقريبة ولكنك تفوتها، بينما تشرح البيضة الذهبية نفسها.🥚🐈
🧶إعداد
شهد راشد

«اللطف مع الناس جريمة ضد النفس». حسين البرغوثي
كيف سيختفي الإنترنت والأيفون في المستقبل القريب.
مرّرها لي..مرّرها لي.
لماذا طيور الحمام سمعتها سيئة؟
شكل المضي قدمًا رغم العوائق.



نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.