ما العلاقة بين إدمان الإباحية والتحرش بالأطفال؟

زائد: هل الحياء يمنع الرزق؟

منصة ويكيبيديا، مصدر معلوماتنا الأول غير المقبول أكاديميًّا وبحثيًا، أعلنت انضمام الذكاء الاصطناعي إلى فريق المحررين والكتّاب. 🔍🤖

وأرجعت المنصة هذا القرار إلى رغبتها في مساعدة فريق المتطوعين البشر حول العالم على كتابة المحتوى، مع وجود أداة تساعدهم في المهام الثقيلة على القلب مثل البحث والترجمة، لكي يتفرغ المحرر البشري لمهام الكتابة ومواكبة التغيرات ودفق المعلومات الجديدة. 

طبعًا الفريق البشري لن يخسر شيئًا في حال تقرر استبداله مستقبلًا بالذكاء الاصطناعي (لن يخسر غير العمر الذي قضاه على المنصة) لأنَّ المحررين متطوعون ويعملون بلا مقابل. لكن الوضع مختلف مع موظفي تطبيق «دوولنقو»، المصدر الأول في تعلمنا اللغة غير المعترف به أكاديميًّا وبحثيًّا. فقد أعلن لهم رئيسهم التنفيذي، في إيميل مرسل للجميع، أولوية توطين الذكاء الاصطناعي في الوظائف، تحت شعار (AI First).

خلينا من هذا الكلام، طمنّا إيش أخبارك في الدوام؟ 🙂

في عدد اليوم يبحث محمود عصام عن سؤال العلاقة بين انتشار الإباحية على الإنترنت والتحرش بالأطفال. ونتساءل مع شهد راشد إن كان الحياء يمنع الرزق، ونرى بأعيننا ذعر السن اللبني لمّا يطيح! 😳


إدمان الإباحية / 
Imran Creative
إدمان الإباحية / 
Imran Creative

ما العلاقة بين إدمان الإباحية والتحرش بالأطفال؟

محمود عصام

تابعت مسلسل «لام شمسية» باهتمام بالغ، مرة من على مقعد المشاهد المحب للبناء الدرامي المحكم الذي قدمه المسلسل، ومراتٍ من على مقعد الأب القلق الذي يحلل كل مشهد وكل معلومة تناولها في محاولة تفكيك مشهد التحرش بالأطفال، والذي قلّما كان النقاش حوله حقيقيًا وثريًا كما حدث من خلال المسلسل، رغم أن حوادث التحرش الواقعية تتكرر وبتفاصيل أكثر فزعًا. آخر تلك الحوادث ما جرى تداوله الأسبوع الماضي عن تعرض طفل لحادثة تحرش داخل مدرسة بعدما تحوَّلت إلى قضية رأي عام.

لهذا، صرت أعيد مشاهدة بعض الحلقات لتحليل بعض المعلومات بشكلٍ متأن، خاصةً أن تلك المعلومات كانت في مجملها دقيقةً إلى حد كبير، وراجعها الطبيب النفسي نبيل القط، والذي أدى دور الطبيب النفسي لشخصية «رباب»، زوجة المتحرش في المسلسل.

من ضمن تلك المعلومات، أن نسبة 80% من المتحرشين بالأطفال لا يعود سلوكهم المنحرف إلى دوافع جنسية نحو الأطفال تحديدًا (بيدوفيليا)، بل هم أساسًا مدمنو جنس أو مصابون بفرط النشاط الجنسي. لهذا السبب، يبحثون عن النشوة الجنسية حتى لو كلفهم هذا التعرض للمخاطر، أو على حساب الأطفال الذين يرون فيهم أهدافًا سهلة.

هنا يظهر لنا سؤال هام: ما الأسباب التي تقف وراء إدمان الجنس؟

يرتبط إدمان الجنس ارتباطًا وثيقًا بإدمان الإباحيات؛ ففي دراسةٍ أُجريت على أكثر من 900 مدمن للجنس، أفاد 90% من الرجال و77% من النساء أن مشاهدة المواد الإباحية كانت عاملًا رئيسًا في إدمانهما الجنس. وهذا ما يعود نبيل القط إلى ذكره من خلال منشور على فيسبوك، يوضِّح فيه أن مدمني الجنس هم أشخاصٌ تورطوا في ممارسات جنسية أو شاهدوا أفلامًا إباحية في سن مبكرة، وأصبحت استثارتهم الجنسية هي محرّكهم الأول.

نصل هنا إلى سؤالٍ آخر: كيف يمكن لمشاهدة الإباحية أن تبدِّل فطرة الإنسان حتى يصل إلى التحرش بالأطفال؟

في كتابه «ممتلئ بالفراغ: تأملات حول التعافي من الإدمانات والسلوكيات القهرية»، يشرح عماد رشاد أن مشاهدة الإباحيات تتسبب في ارتباط الاستثارة بأنماط جنسية غير معتادة وسيناريوهات مشوهة. ورغم أن مدمن الإباحيات في البداية يكون متقززًا من بعض الممارسات، إلا أنه مع الوقت يعلو الحد الأدنى اللازم لاستثارته، فينخرط في مشاهدة لقطات غير سوية تتجاوز حواجز السن والنوع.

في إنقلترا وويلز، يُعتقَل شهريًا 850 رجلًا بتهمة حيازة وتداول صور ومقاطع جنسية للأطفال، وينحدر هؤلاء من مختلف شرائح المجتمع، ولا رابط بينهم سوى الانتشار الهائل للمواد الإباحية المجانية سهلة الوصول عبر الإنترنت خلال السنوات العشر إلى العشرين الماضية. والعجيب أن معظمهم يؤكدون أنهم لم يرغبوا أبدًا في رؤية مواد تخص الأطفال، إلا أن خوارزميات المواقع الإباحية تستمر في عرض الأشياء المتطرفة دون انقطاع.

أما على الجانب العملي، فتؤكد مدربة الاتزان النفسي أماني سيف اليزل أن معظم الحالات التي تعاملت معها تشبه كثيرًا ما حدث في المسلسل، حالات تعرَّض فيها الأطفال للتحرش من أشخاص في محيط العائلة. وفي هذه الحالة، عندما يتعرض الطفل للتحرش، ثمة احتمال أنه قد يبحث عن مشاهدة الجنس في سن صغيرة ثم يمارس التحرش فيما بعد، في دورة مغلقة بين إدمان الإباحية والتحرش بالأطفال. وقد تبدأ تلك الدورة عند مدمن الإباحية أولًا، الذي تقوده شهوته أحيانًا نحو أهداف آمنة مثل أطفال العائلة، فيتحول إلى متحرش متمرس بالأطفال.

يدفعنا مسلسل «لام شمسية» إلى نقاش جاد حول الوعي الحقيقي للتعامل مع قضية التحرش بالأطفال. ومثلما تكشف لنا المعلومات التي يطرحها المسلسل أن التحرش قد يأتي من شخص قريب، فهي تكشف لنا أيضًا عالمًا آخر قريبًا ومتاحًا لنا ولأطفالنا، وعلينا الحذر منه: المواقع الإباحية حيث تتبدل فطرة المرء، لينتهي به الأمر بأن يكون جزءًا من دائرة التحرش التي كان يفترض أن يحمي منها كل من حوله.


من أحب الفيديوهات التي لا بد أن أتوقف لمشاهدتها في أثناء تصفحي الجوَّال، تلك التي يحاول فيها المتحدث تغيير الرأي العام حول أمر انتشر بكثرة لإيجابيته الظاهرة. لذا كلما يقول أحدهم «Let me de-influence you» أجدني كلي أذنًا صاغية. والعرب سبقوا تك توك بهذه أيضًا في كتابٍ للثعالبي بعنوان «تحسين القبيح وتقبيح الحسن»: 👀

  • تتنوع المواضيع التي يناقشها الكتاب، فتجد جرأة وذكاء وطرفة في تحسين ما وجدته العرب قبحًا أصيلًا أو العكس. وقد جمَّع الثعالبي آراءً وشعرًا ونثرًا من كل حدب وصوب. فمن كان يتوقع مثلًا أن نجد أحدهم يُقبّح الورد والشُّكر، ويستحسن الكذب والمرض و«البنات معاذ الله». 😒📜

  • مع تنوّع فصول الكتاب ومواضيعه إلا أني وقفت عند قول العرب: «الحياء يمنع الرزق، وقد قُرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان. وقال بعض المحدثين: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وأموركم بالوقاحة والإبرام، ودعوا الحياء لربات الحجال. وقال آخر: هذا زمان يزمن ذوي الحياء، والوقاحة رأسمال وافية.».😬🎤

  • أظن أني ارتبطت بهذا الموضوع بالذات لصراعي المستمر معه، إذ لطالما كان الخجل عائقًا في كثير من جوانب حياتي. وبما أنها صفة محمودة يشجِّع عليها الوالدان والمجتمع، نواجه صعوبة في تخطّيها أو ضبط مواقيتها ومقاماتها، فتصبح صفة متعديَّة إلى كل جانب وموضع. 🫢🤷🏻‍♀️

  • اكتشفت الجانب السلبي للحياء عندما انخرطت في عالم الكبار وسوق العمل؛ إذ عليك أن تكون مبادرًا وجريئًا وربما «مغسول الوجه» في بعض المهن إن لم يكن معظمها لكي تتقدم وتنجح أو يُدرَك عملك ويُسمَع صوتك، ولا تقدير للحيي الخجول. وغاب عنا قول الشاعر: «لَيْسَ للحاجات إِلَّا ... من له وجه وقاح ولسان ذو فضول.. وغدو ورواح». 🤫🎖️

  • ذكَّرتني هذه الأقوال بمقطع شاهدته قبل أيام، يقول فيه جيم رون إنك إذا أردت تحقيق أي شيء، ما عليك إلا أن تسأل وتطلب. والمفارقة، أنَّ هذا الجزء هو الأسهل في المعادلة إذا وضعنا في الحسبان أن جزءها الآخر هو التحلي بإيمان طفولي بأنك ستحقق ما تريد. 🧚🌠 

  • وبينما يرى جيم رون سهولة الطلب وبساطة السؤال وإيضاح الرغبات، تستوقفني صعوبته لأني لم أعتد عليه، لا سيما أن الطلبات والرغبات ترتبط بقلة الذوق والاتكالية والاستحقاق المذموم وربما الكسل. ولكنها على خلاف ذلك طريقتنا البشرية في تحقيق ما نريد من أهداف، بأن نعرفها ونصرِّح برغبتنا تجاهها. ولا أرى عيبًا قبيحًا في ذلك. 🙌🏼🧒🏻

🧶إعداد

شهد راشد



نشرةأهاسفرزلازل
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام