هل اقتربنا من عصر الراتب بدون عمل؟ 🦦
زائد: يوتيوب تعطيك الملحن الذكي!



إذا كنت صانع محتوى يوتيوبي وتود إضافة موسيقا تصويرية من غير الدخول في صداع حقوق الملكية الفكرية، فقد وفرت لك يوتيوب أداة «الملحن الذكي» (Music Assistant)، وطبعًا هذه أداة ذكاء اصطناعي تطلب أنت منها نوعية الموسيقا الملائمة لموضوع محتواك، وستلحن لك أكثر من مقطع تختار الأفضل منه أو تشاركها تفاصيل وتعديلات أكثر إلى أن تعطيك المطلوب.
هذه المعلومة أبدًا لا علاقة لها بموضوع تدوينة اليوم! 👀😬
في عددنا اليوم يشاركنا أنس الرتوعي أكثر الآراء المتداولة حول احتمال حصول البشر قريبًا على راتب أساسي شامل للجميع، وتشاركنا شهد راشد ملصقًا إعلانيًّا يجسّد الفن الجميل الذي لن نراه في إعلانات اليوم، ونقرأ نصًّا نوستالجيًّا بديعًا عن الجيل الذي عرف الأفلام من محلات الفيديو في عام 1991 📼.

هل اقتربنا من عصر الراتب بدون عمل؟ 🦦
حفظتُ جدول الضرب عن ظهر قلب وأنا في الصف الثاني الابتدائي، وكان ذلك إنجازًا يُفتخر به في حينه، لكن بعد بضع سنوات أصبح استخدام الآلة الحاسبة مسموحًا في الاختبارات. ثم جاء برنامج «إكسل» ليحل المعادلات المعقدة في ثوانٍ. واليوم ينجز «جي بي تي» العمليات ذاتها – وأكثر – في لمح البصر!
هذه القصة ليست فريدة؛ وتتكرر في كل شيء من حولنا. فالمهارات التي كنا نعدها أساسًا للحصول على الوظائف أصبحت مهددة بالزوال بفعل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي الذي بات يستبدلها بكفاءة وسرعة.
يقول الدكتور مازن مليباري، المتخصص في الذكاء الاصطناعي: «كنا نظن أن المبرمجين في مأمن، لكن حتى وظائف البرمجة قاربت نقطة اللاعودة، أما الوظائف الإبداعية مثل التأليف والإخراج والتصميم، فمكتوب عليها الفناء لا محالة».
ويضيف رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي مارك كوبان: «الفرق اليوم يكمن في تسارع الخط الزمني للتطور؛ فالقفزات العلمية التي كانت تحدث كل عشرين سنة، أصبحت الآن تحدث كل خمس سنوات، أو حتى أقل بكثير، ما يعني أن عدد من سيفقدون وظائفهم في وقت واحد سيكون أكبر من أي وقت مضى، ولن تتوفر لهم فرص بديلة ببساطة».
وللتبسيط: فإن سرعة استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف اليوم تفوق بمراحل السرعة التي استُبدل بها المزارعون والعمال بالآلات خلال الثورتين الزراعية والصناعية. في الماضي، كان التطور يستغرق عقودًا أو سنوات على أقل تقدير، أما الآن فقد بات يحدث في لحظات، ما أدى إلى تضاعف غير مسبوق في حجم المعرفة واستبدال ما هو معتاد.
هذا التسارع الهائل أعاد إحياء مفهوم «الدخل الأساسي الشامل»، وهو ببساطة فكرة أن الحكومات، بفضل فائض الموارد، قد تصل إلى مرحلة لا تحتاج فيها لمواطنيها كقوة عاملة، فتصبح قادرة على منحهم دخلًا ثابتًا يكفل لهم حياة كريمة – أو على الأقل، حياة مريحة دون أن يعملوا بتاتًا.
بهذا الصدد، يقول ديفيد هاينماير هانسون، مؤسس منصة «بيسكامب»، في معارضته فكرة الدخل الأساسي الشامل:
«العمل ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هو أيضًا وسيلة لاكتشاف الذات وإيجاد غاية ومكان في هذا العالم. ما أؤمن به أكثر هو أننا جميعًا بحاجة إلى سبب، كما قال فيكتور فرانكل في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى". وبينما يستطيع بعضنا صياغة سبب شخصي وفريد كما يتخيله المثقفون والأكاديميون، أعتقد أن أغلب الناس بحاجة إلى سبب جاهز وواضح، والعمل يوفر ذلك. وإذا كنا نطمح إلى تجاوز تحديات الذكاء الاصطناعي، فعلينا إعادة تشكيل مفهوم العمل دون المساس بجوهره؛ فالعمل ليس ساعات نقضيها يمكن للآلة أن تستبدلنا فيها، بل تعبيرٌ عن إنسانيتنا وحكمتنا».
أما عن رأيي الشخصي، فلا أملك موقفًا حاسمًا بعد. في الحقيقة، أصبحت أشعر بالخوف. فكلما تأملت في مفهوم الحكمة البشرية والمشاعر التي تحركنا، بدأت أقتنع أن الذكاء الاصطناعي لن يكتفي بتقليدها، بل قد يتجاوزها ويخلق مشاعر جديدة بالكامل. وربما يصل إلى درجة يمنحنا فيها مشاعر بديلة، أعمق وأجمل من كل ما نعرفه اليوم — لدرجة أننا، نحن البشر، قد نرغب طواعية في الجلوس بلا عمل واستلام الراتب.
شبَّاك منوِّر 🖼️
![Monaco, Monte-Carlo by Alphonse Mucha, [1897]. Collection of Artvee Public domain. [Image courtesy of Artvee.](https://r2-bucket.thmanyah.com/cdn-cgi/image/width=1400/assets/post/new-story/صورة-العدد-أها.jpg)
في نهايات القرن التاسع عشر، ظهر فنان أحدث من أول أعماله ثورة فنية عرفت باسم «الفن الحديث» أو «Art Nouveau»، وإذا بحثت باسم الفن تظهر لك صور أعماله وكأنها أساس الحركة والمدرسة. 🤯
ولد الفنان التشيكي ألفونس موشا عام 1860. كان من طفولته موهوبًا وهاويًا للفن حتى أن والدته كانت تعلق على رقبته قلم رصاص ليشخبط وهو يحبو على الأرضيات «لا ننصح بهذه الممارسة لدواعي السلامة». لم يحالفه الحظ للالتحاق بكلية الفنون الجميلة فعمل في المحكمة، ولكنه أشغل نفسه برسم كاريكاتيرات الخصوم! ✏️🧵
بدأ يعمل في وظائف فنية لرسم ملصقات المسرحيات والإعلانات وديكورات المسرح من سن التاسعة عشر. وفي أحد أيام عمله في مطبعة بباريس اتصلت الممثلة المسرحية سارا برنار تطلب ملصقًا لعرضها الجديد باسم «جيزموندا»، وعندما أنجزه انبهرت. ووقّعت معه عقدًا لخمسة أعوام ليصمم الإعلانات والمسرح والأزياء. عمله الأول هو الذي غير لعبة الإعلانات في تلك الحقبة. 🎭🖌️
يمكنك معرفة أي عمل لموشا؛ فلمسته في رسم الملامح لا تشبه غيرها. كما تحتوي على عناصر أساسية تميزه مثل: الإطار المحيط بالشخصية التي غالبًا تكون امرأة تعتمر إكليلًا على رأسها مع المبالغة بثياب الشخصية، والألوان الهادئة التي كانت مغايرة تمامًا للمتعارف عليه حينها من ألوان صارخة للإعلانات، بالإضافة طبعًا إلى الأزهار والنباتات وعناصر الطبيعة التي تجتمع لتجعل الشخصية خيالية وتؤطرها في عالم يطمح الجمهور للاقتراب منه. 😍🫳🏻
وهذا ما حدث، فقد بدأ الناس يتسللون ليلًا لسرقة المصلقات الإعلانية. وأتذكر أول مرة رأيت فيها عملًا له عندما طلبت ملصقات لأعمال فنية عالمية ورأيت ملصقًا أذهلني، فاللوحة لا تشبه أي أسلوب رأيته. ✂️🎨
أعاد الفنان ابتكار مواضيع مكررة بأسلوبه، فرسم سلسلة «المواسم الأربعة» لنساء حالمات يمثلن الفصول مع اختيار ألوان وعناصر تتواءم مع كل فصل. وأكثر ما استوقفني رسوماته لكتاب «Ilsée, princesse de Tripoli» والذي كان عملًا أدبيًا فنيًا يتناول قصة رومانسية كلاسيكية؛ كل رسمة تحكي تفاصيل كأنها قصة منفردة. عند تأمل الأعمال يمكنك معرفة الكثير خلفها، فهذه الرسمة تحكي عن الشر ومن يحيك فشل العاشقين، بينما يرمز الإطار الشبيه بالقضبان المعدنية إلى قيود خفيّة. وتعبّر هذه عن حماية خارجية ملائكية، مع حزن وترقّب واستمرار القيود، يجمعها انطفاء الألوان والملامح المنكسرة. 🖼️📓
أعمال موشا كلها مفضلة بالنسبة لي، ولكن هذا الملصق بعنوان «Monaco - Monte Carlo» أبهرني لأنه إعلان لإجازة فاخرة على شاطئ البحر المتوسط، تتوسّطه امرأة ترفع يديها بدهشة، وتحيطها جبال باهتة وخلفها البحر بلونه المائل للأخضر - بلمسة كرتونية أكثر من كونها واقعية - مع عناصر من نباتات المنطقة ومبالغة في الزخرفة بألوان مشرقة ومريحة في آن. هذا الإعلان الفني الذي أبحر فيه موشا بمخيلته فصوّر دهشة المرأة وهي تعطي البحر ظهرها كأنه العنصر الأقل جمالًا مع احتفاظه بسحر الاكتشاف لغموضٍ لم يرسمه، يجعلني أحزن على جمود إعلانات السفر الحالية. 😔🏞️
🧶إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«لا تفترض أنَّ من يواسيك اللحظة ويخفف عنك بكلمات من الطمأنينة حياته خاوية من الهموم. بل لربما حياته أصعب من حياتك وتبعث فيه حزنًا أشد من حزنك، وهذه الصعوبة وهذا الحزن هما ما ألهمه التخفيف عنك ومواساتك.» ريلكه
التواصل مع الشخصيات الصعبة في العمل والبيت مرهق، لذا قد يفيدك الاستماع إلى هذه الحلقة من (The Mel Robbins Podcast).
نص نوستالجي بديع من بسام الهويمل عن تشكُّل ذائقته السينمائية من أول فلم أمريكي وفلم مصري اشتراهما من محل فيديو في عام 1991.
شلون نعرف العضو النحيس في الفريق؟
وشلون نعرف اللي ناوي يخوّن بربعه؟
أمي ما تناديني إلا «يا بوي»
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
وش يعني تكون منتج بدون ما تحترق؟
وش تقول الدراسات عن الكروشيه وصحتك النفسية؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.