لماذا سألتزم بالإنتاجية البطيئة بعد إجازتي 🐢

زائد: مشروع لحفظ الإبداع البشري على سطح القمر. 🌝

سجّلت قائمة إنجازاتك الوظيفية والخبرات الجديدة التي اكتسبتها من بداية السنة؟

صحيح لم يمر إلى الآن ثلاثة أسابيع، لكن ينصحك راي سميث من «وول ستريت جورنال» بتقييد كل مهمة نجحت بأدائها، وكل خبرة جديدة، وكل إنقاذ ساهمت به في عملك الوظيفي يوميًّا، لأنك ستحتاج هذه القائمة في تقييمك الدوري.

ففي الغالب ستنسى أغلب ما فعلته إذا طرح عليك مديرك السؤال: ما الإنجازات التي حققتها هذا الربع؟ لكن إذا عندك القائمة جاهزة، اسردها عليه، وحدة وحدة. 😏


دعوة للمساعدة 👋

ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟

هذا الاستبيان القصير موجّه لك.

يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.


الإنتاجية البطيئة / Imran Creative
الإنتاجية البطيئة / Imran Creative

لماذا سألتزم بالإنتاجية البطيئة بعد إجازتي

شهد راشد

لدى انضمامي إلى فريق ثمانية مطلع العام الماضي، لم أتطلّع إلى إجازتي القادمة لأن الحماس كان طاغيًا. وبعد مرور تسعة أشهر، لم يتخللها إلا أيام إجازات مرضية متناثرة، بدأت ألاحظ إجهادًا متواصلًا وتشتتًا سريعًا. والمهمة التي لم تكن تأخذ مني يومًا أصبح لا يكفيها أسبوع، وأنتهي منها بجودة مخجلة. عندها علمت أني حوصرت في دائرة مشتعلة ولا بد من إجازة عاجلة.

يخطط معظمنا عند الخروج في إجازة قضاء رحلة لا نعود منها إلا قبل مباشرة العمل بيوم، أو ملء جدول الإجازة بأنشطة لا تحصى تعويضًا عن كل ما أردنا فعله ولم تسمح لنا به جداولنا المزدحمة. وهكذا تصبح الراحة في أدنى سلم الأولويات، تمامًا مثلما كانت في أيام العمل. لذا قررت ألا أرتكب هذا الخطأ، وقضيت إجازةً طويلة وعشوائية. 

قضيت الأسبوع الأول في الاسترخاء والنوم، وتعلم التباطؤ بتذكير نفسي ألا عمل أو مواعيد هامة تنتظرني، وهو ما كان صعبًا عليّ؛ فجهازي العصبي معتاد على الركض. ذهبت في رحلة ليوم واحد مع والدتي، وعزمت على قراءة كتاب كامل وفشلت، وخططت عامي الجديد، واستمعت إلى عزف إسلام القصبجي مباشرة. وبين تلك الفعاليات قضيت ساعات طويلة تنعّمت فيها بالاستلقاء على أريكتي ومتابعة المسلسلات دون الشعور المعتاد بالذنب. 

مع اقتراب عودتي بدأ ينتابني قلق العودة إلى العمل، ومخاوف من عودة التشتت والتسويف والضعف الإبداعي. وأدركت أنَّ طريقتي القديمة في التعامل مع الضغط وتراكم المهمات لن تساعدني على تفادي الإجهاد مع الحفاظ على أدائي في أفضل حالاته. وبعد بحث مطوّل وقعت على كتاب «الإنتاجية البطيئة» (Slow Productivity) للكاتب كال نيوبورت، والذي ذكر فيه ثلاثة مبادئ تدعم استدامة العمل دون الاحتراق. تتمثل هذه المبادئ في تقنين الإنتاج، ومراعاة موسمية العمل، وتحويل الهوس بالإنجاز إلى الحرص على الجودة، وهي مبادئ ليست جديدة وينادي بها الكثير، غير أنَّ قلة فقط تنفذها.

تقنين الإنتاج هو المبدأ الذي لفت انتباهي. ويقصد نيوبرت بهذا المبدأ أن علينا صب تركيزنا وحصره على مهمة واحدة في آن واحد. أجل، قد تبدو نصيحة بديهية، ولكني حين فكرت بأسلوب عملي وعمل من حولي لاحظت أننا لا نمسك بالمهمة من بدايتها حتى نهايتها، أو نهاية الجزء المخطط إنهاؤه، دون تنقل بهلواني بين خمس مهمات أخرى. نظن بذلك أننا نسرّع العمل وننجز أكثر، ولكننا نغفل عن أن الدماغ لا ينتقل بسهولة من مهمة لأخرى كما نعتقد، بل نكون عرضة لما يسمى «بقايا الانتباه» (attention residue)، أي توزيع انتباهنا على مهمات متفرقة فلا يكون كاملًا. نترك حفنة اهتمام عالقة في المهمة الأولى، ثم الثانية، لنصل إلى الثالثة بفتات انتباه لا يساعدنا على الأداء الأمثل، بل يوصلنا إلى ثلاث مهمات غير منتهية وغير متقنة.

يكمن الحل هنا في توزيع الوقت على كل مهمة، أو جزء منها، وحجب أي مهمة أخرى حتى إنهاء ما بين يدينا. فها أنا أكتب هذه التدوينة للمرة الثانية بعد أن توقفت مرارًا لفتح رسائل وتنبيهات الزملاء على منصة بيسكامب بخصوص مهام أخرى، ولو أنني لم أفعل لانتهيت قبل مدة طويلة من مهمة التدوينة.

أما مراعاة موسمية العمل فهي مسألة على جهات العمل والأفراد استيعابها. فالطبيعة البشرية لا يمكنها العمل دون توقف أو تفاوت في الأداء. وهذا عبء كبير أشعر به في أوقات كثيرة عند تذبذب أدائي مما يشعرني بإحباط بالغ يؤثر في عملي. وحدهم البشر يتوقعون من أنفسهم والآخرين الحفاظ على أعلى مستوى من الأداء والتفاعل، والتسامح على مضض مع فترات التعثر. والمدير الحريص والواعي يعرف أن من غير المنطقي توقع العمل على الوتيرة نفسها طيلة العام، ويعمل على توجيه الموظف لأخذ قسط من الراحة في تلك الفترات الصعبة. 

وبالحديث عن مستويات الأداء، لا بد لكل فرد منا أن يتوقف بضع لحظات ويتساءل عما يعنيه الأداء العالي بالنسبة إليه، إذ لا يوجد تعريف واضح يشمل كافة التخصصات. ولكن بعض المواصفات تسهل علينا قياسها. فالاستمرارية، والتركيز الموجّه، والمرونة في التعامل مع التغيرات، والتحسين المستمر وغيرها، كلها دلائل على جودة أدائك، وبالعمل عليها وتجويدها يمكن الوصول إلى حالة مستتبة من الأداء المتميز على فترات طويلة. 

أعود بعد إجازتي لأتذكر أني محاطة بفريق مبدع وبأداء عالٍ يدفعني للتساؤل عن صحة طريقتي في العمل، وما الخطأ الذي يقودني إلى سرعة الاحتراق أو تذبذب الإنتاج. وعند تأمل الأشخاص وخبراتهم وشخصياتهم، أدرك أن توصلي لأفضل أداء لن يكون نتيجة قراءة كتاب أو مقالة، بل نتيجة خبرتي وتجاربي، لا سيما وأن معظم النصائح تطغى عليها المثالية. فعندما تكون في أشد حالاتك إرهاقًا، وطاقتك في أدنى مستوياتها، لن تتمكن حتى من الذهاب إلى النادي بانتظام، أو ممارسة هواية تحبها. 

وهنا وجدت أن الإجازة هي النصف الأول من الحل، لكي أبدأ بعدها النصف الثاني مع الإنتاجية البطيئة.


خبر وأكثر 🔍 📰

مشروع يحفظ الإبداع البشري على سطح القمر!

  • إحدى عشر قصيدة كورية في طريقها إلى القمر، محمولةً في صاروخ من صواريخ «سبايس أكس» المملوكة لإيلون مسك. هذه القصائد جزء من مشروع أكبر يُدعى «المخطوطات القمرية» (Lunar Codex). 🚀📜

  • يضم مشروع «المخطوطات الرقمية» 300 ألف عمل فني ما بين صور ولوحات ومنحوتات فنية ومجلات وحلقات بودكاست وأفلام وموسيقا وأغاني من 157 دولة، مقسَّمة على أربع كبسولات. والهدف من المشروع حفظ جزء من التراث الإنساني الإبداعي في القطب الجنوبي من القمر، لكي يطّلع عليه البشر في أثناء زيارتهم إلى القمر في العقود والقرون القادمة. 🖼️🌝

  • تنتمي القصائد الكورية المختارة إلى عصر سلالة الأسرة الحاكمة قوريو، ما بين الأعوام (918 - 1392) وتعتمد نظم القصيدة على ثلاثة أبيات، من ضمنها قصائد تحمل عناوين «إلى القمر» و«أحلم بنيزك» و«المجرة» و«سونيتة ضوء القمر». مثل بقية الأعمال الفنية، خُزِّنت القصائد في بطاقة ذاكرة حاسوبية، وستصل القمر مع بدايات شهر مارس. 💾⏳

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

قبل أعوام تابعت وثائقيًا بعنوان «أرواح متمردة» عن جبران خليل جبران. لم أكن قد قرأت كتابًا من كتبه، ولكني انبهرت من سلاسة لغته وعمقها ورنّة كلماته التي لا تشبه غيرها وتعقيدات حياته وتقلباتها، فعرفت أن عليَّ قراءته ولو بعد حين. 📖

  • في كتاب «السابق» كتب جبران: «قالت صحيفة ورق بيضاء كالثلج: (قد بُرئت نقية طاهرة، وسأظل نقية إلى الأبد. وإنني لَأُوثِرُ أن أُحرَقَ وأتحوَّلَ إلى رَماد أبيض على أنْ آذَنَ للظلمة فتدنوَ مني وللأقذار فتلامِسَني.) فسمعت قِنِّينَةُ الحبر قولها وضحكت في قلبها القاتم المظلم، ولكنها خافت ولم تَدْنُ منها. وسمعتْها الأقلامُ أيضًا على اختلاف ألوانها ولم تَقْرَبْها قَطّ. وهكذا ظلَّت صحيفة الورق البيضاء كالثلج — نقية طاهرة — ولكن … فارغة.» 🗒️🖋️

  • ينبّهنا جبران من الحذر المبالغ فيه. فمَيْلُ النفس البشرية إلى حماية ذاتها من الهفوات، وحرصها على تفادي كل ما يمكنه وصم الحياة بما لا يتسق مع ما نطمح إليه، مذمّةٌ كبرى. في هذا إثقالٌ للنفس لأننا مجبولون على الخطأ، فلماذا نصبو إلى المثالية الوهمية؟ 🗝️🥇

  • في ظرافة النص وذكائه رسالة واضحة تحث كل من يقرؤه على العيش، حتى لو كان عيشًا مكللًا بالأخطاء والفشل الذي يشوّه صحيفة حياته. ولكني أفكر بأمر آخر منذ فترة، فنحن نسمع ونقرأ نصائح مستمرة في كل مجال، بدءًا من أصغر الأمور كطريقة أكل البيتزا الصحيحة ،إلى أكبرها مثل خطوات اختيار مسيرتك المهنية. ورغم فائدتها الجمّة فهي تحيدنا عن خوض التجربة الحياتية كاملةً، وتُحمِّلنا حملًا إضافيًا بأن نُلام ملامةً أكبر عند الفشل، حتى أصبحت الحياة ذات بعدٍ واحد مسطّح، وبدأنا نفتقد العمق الإنساني في شخصياتنا الذي لا تصقله وتنحته إلا غمار معاركنا اليومية. 🤷🏻‍♀️🍕

🎧-  تعرفت من الوثائقي على جاهدة وهبة، وسمعتها تصدح للمرة الأولى بأغنية «أيها الشحرور غرد» 🎶🪽

🧶 إعداد

شهد راشد


اقتباس اليوم 💬

يبحث الناس دومًا عن رصاصة سحرية تغير كل شيء في لحظة واحدة، غير أنَّ لا وجود لرصاصة كهذه. التطوُّر يحدث بسعينا نحو سد الفجوة بين الوضع الذي نراه والوضع الذي نتخيله - خطوة صغيرة متأنية تلو خطوة صغيرة متأنية.

تمبل قراندن


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • بمجرد أن تفتح مجالًا للحوار، ستجد أن الطرف الآخر غالبًا سيسعد بالمشاركة، وقد يفاجئك بمدى العمق الذي يمكن أن يصل إليه في محادثته معك. 🤐

  • العمل في مجال نحبه لا يمنحنا فقط شعورًا بالسعادة والرضا، بل له تأثير إيجابي طويل الأمد على صحتنا. 🥰

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+360 متابع في آخر 7 أيام