ألعاب الشبكة سبقت التواصل الاجتماعي 🎮
زائد: هل سيكتب الذكاء الاصطناعي مقالات الرأي؟📝




ألعاب الشبكة سبقت التواصل الاجتماعي 🎮
كتبت لك عن أنواع مختلفة من ألعاب الفيديو، لكن حتى الآن لم أكتب فئتي المفضلة من الألعاب التي أقضي فيها أكثر الوقت المخصص للعب، وأهتم بها أكثر من غيرها لأنها ألعاب جماعية.
تبدأ القصة من التسعينيات، حين اتصل بعض هواة الحاسوب بشبكات معلومات محلية قبل الإنترنت تسمى «بي بي أس» (BBS). وقتذاك أي شخص لديه حاسوب ومودم وخط اتصال هاتفي يمكنه الاتصال بشبكة معلومات، والعديد من تلك الشبكات كان موجودًا في دول الخليج العربية والأردن وأخمّن دول عربية أخرى. هذه الشبكات كانت نصيّة وبالإنقليزية فقط، لكنها أعطت الناس فرصةً للتواصل وتبادل الملفات واللعب، ومن هذه الشبكات أدركتُ أن مستقبل ألعاب الفيديو سيكون شبكيًّا.
في هذه الشبكات كان ثمة لعبة مشهورة تُسمَّى اختصارًا «لورد» (LORD)، هدفها أن يتنافس الناس على الوصول إلى تنين أحمر وقتله. على بساطة اللعبة، فقد كانت ممتعة للكثيرين وأنا منهم. في تلك الفترة طُرِحت ألعاب شبكية رسومية في أمريكا وكوريا واليابان مهَّدت الطريق إلى ألعاب أخرى مماثلة وأكثر شهرة، هذه الألعاب تُصنَّف بالإنقليزية بحروف (MMORPG) أو اختصارًا (MMO).
لا شك لدي أن بعض القراء يشاركون في ألعاب شبكية لكنها ألعاب تنافسية لها وقت محدود مثل لعبة كرة قدم، أو تنتهي بانتصار فريق على آخر، ثم يعود اللاعب إلى واجهة اللعبة. لكن ألعاب (MMO) تختلف جذريًّا في كونها عالمًا رقميًّا يعيش فيه اللاعب، حيث ينبغي عليك أولاً أن تصنع شخصية ثم تنضم إلى عالم اللعبة، ومن هنا تكتشف العالم وتخوض في مغامراته وتحاول تجاوز تحديات مختلفة، ودومًا ستجد فرصةً للتعاون مع الآخرين.
حتى لو لم تلعب مع الآخرين، ستظل تراهم حولك يحركون شخصياتهم ويستمتعون بعالم اللعبة، وهذا وحده سبب يجعلني أفضل هذه الألعاب على غيرها.
لكن إذا أردت خوض تحدٍّ صعب، ستحتاج حتمًا إلى التعاون مع الآخرين الذين لا ترى أو تعرف منهم سوى شخصياتهم التي صنعوها، قد يكون الشخص مقاتلًا أو لصًّا أو ساحرًا ولا تعرف منه سوى اسمه. اللاعب الذي يتحكم بالشخصية قد يكون في أي مكان من العالم، لكن هنا، في عالم هذه اللعبة، هذا غير مهم. هو فلان المقاتل، وقد انضم إليك للتغلب على خصم صعب، وقد تكون هذه بداية صداقة على الشبكة.
فهذه الألعاب كانت مصدر صداقات للكثيرين، وأيضًا مصدر عداوات، كانت هي الشبكات الاجتماعية قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي. كانت أيضًا وسيلة التواصل لدى العديد من الناس ممن تعاملوا معها على أنها غرفة دردشة قبل أن تكون لعبة. لكن على خلاف شبكات التواصل الاجتماعي الحالية، الناس في هذه الألعاب لا يكتبون عن مسارهم المهني أو يشاركون الصور الشخصية ومقاطع الفيديو، بل يتحدثون عن تحديات اللعبة، ويبحثون عن آخرين يتحالفون معهم للتغلب على هذه التحديات.
عرفت هذه الألعاب منذ التسعينيات وتابعت أخبارها، لكن لم أشارك فيها إلا في عام 2013 وبالتحديد لعبة «وورلد أوف ووركرافت» (World of Warcraft). التكلفة سبب مهم في تأخر دخولي اللعبة، لأنها لعبة تتطلب شراءها والاشتراك فيها، وفي ذاك الوقت وجدتني أمام الاختيار بين لعبة فيديو أو شراء كتاب، ودومًا كنت أختار الكتاب. لكن الإدمان سببٌ آخر في تأخري! كنت أعلم أنني سأدمن اللعبة، فهذه ألعاب عُرِف عنها أنها جعلت البعض يقضون معظم أيامهم في عالمها، وفي الواقع هذا لا يختلف كثيرًا عن إدمان أي تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي.
لعبة «ووركرافت» بسيطة. بعد صنع شخصيتك ودخول العالم، تأخذ مهمة من شخصية لا يتحكم بها لاعب (NPC) تطلب منك فعل شيء، مثلًا مساعدة في جمع أشياء أو توصيل أشياء أو في الغالب في قتل وحوش أو أناس! مع متابعة هذه المهمات وتنفيذها، يرتفع مستوى اللاعب ويحصل على مزيد من القدرات، وفي الوقت نفسه يستكشف المزيد من هذا العالم الرقمي.
بعض الأماكن فيها شيء يسمى «القبو» أو (Dungeon) وهي تسمية لا تعجبني لكنها تعني شيئًا محددًّا: مكان خاص من العالم يدخله فريق من خمسة أشخاص حيث يخوضون مغامرة صعبة مقابل مكافآت أفضل. ليس بالضرورة أن يكون المكان قبوًا بالفعل، قد يكون قصرًا أو حديقة أو مغارة أو أي شيء.
عمر «ووركرافت» اليوم عشرون عامًا، أي عشرين عامًا من المحتوى. فألعاب الشبكة تضيف المزيد من المحتوى كل عام، وهذه ميزة تُحسَب لها مقارنةً بالألعاب الفردية التي تنتهي.
إن لم تجرب هذه الألعاب، لدي مقترح لك. لن أقترح عليك «ووركرافت» مع أنها لعبتي المفضلة لكن سأقترح «قلد وورز 2» (Guild Wars 2). يمكنك تجربتها مجانًا، وفي حال أعجبتك اللعبة يمكنك شراؤها، ولن تحتاج إلى دفع اشتراك شهري. «قلد وورز 2» لعبة متقنة الصنع ومختلفة عن «ووركرافت»، لكن الاختلاف ليس كبيرًا.
هذا باختصار (شديد) ما تقدمه ألعاب الشبكة. هناك المئات من هذه الألعاب، والمشهور منها يضم مئات الآلاف من اللاعبين. وفي الألعاب الأشهر يرتفع عدد اللاعبين إلى الملايين، مع ذلك لم أجد من يتحدث عنها عربيًّا إلا نادرًا، مع علمي بأن كثيرًا من العرب يشاركون في هذه الألعاب. قبل سنوات قليلة فقط، بدأت أرى بعض المواقع وقنوات يوتيوب تتحدث عنها. هذا ما حثّني لأكتب لك اليوم عنها، وربما سأكتب المزيد.
خبر وأكثر 🔍📰

بصيرة الذكاء الاصطناعي الصحفيَّة غير مقبولة!
سحبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز خاصية الذكاء الاصطناعي الجديدة «وجهات نظر مختلفة» (perspectives) من عمود رأي، بعدما حاول البوت الدفاع عن جماعة الكو كلوكس كلان. والتقط صحفي في نيويورك تايمز صورة شاشة للتعليق الذي كتبه البوت قبل السحب، وشاركها في حسابه على منصة بلوسكاي. 📰📭
هذه الخاصية أنتجتها شركة الذكاء الاصطناعي (Perplexity) واستهلَّت الصحيفة العمل بها يوم الاثنين الماضي في مقالات الرأي. الهدف منها منح القارئ تلخيصًا للمقال مرفقًا بوجهات النظر المختلفة عن وجهة نظر الكاتب، بحيث يصبح القارئ مطّلعًا على مختلف وجهات النظر حول الموضوع، ويشكّل رأيه ببصيرة أعمق. 🧐🌏
لا تزال الخاصية متاحة في بقية مقالات الرأي. وترفق الصحيفة أعلى الفقرة إشعارًا بأنَّ المحتوى من توليد الذكاء الاصطناعي ولا يعبّر عن رأي الصحيفة ولا عن رأي هيئة تحريرها. وتحظى الخاصية بدعم قوي من مالك الصحيفة البليونير سون شيونق الذي يحاول التقرُّب من القرّاء المحافظين وقاعدة الرئيس ترمب من خلال تلك الخاصية. بينما انتقدت نقابة صحفيي لوس أنجلوس تايمز وجود الأداة لأنها تهدد بإضعاف ثقة القارئ في الصحيفة ونزاهتها التحريرية. 🤝😲
تصاعد مع بداية العام منحنى اعتماد مؤسسات الصحافة الكبرى على الذكاء الاصطناعي، بعدما أدخلت نيويورك تايمز أداة الذكاء الاصطناعي (Echo) في المهام غير التحريرية، والآن خاصية (perspectives) في توليد «الرأي الآخر» على مقالات الرأي. بالطبع الرأي الآخر لا يتجاوز إلى الآن تجميع آراء بشرية أخرى من الإنترنت وتلخيصها للقارئ. 📝🔎
هل سنصل إلى مرحلة تولي فيها إدارة الصحف إلى الذكاء الاصطناعي مهمة كتابة مقال رأي «أصيل ونزيه» متّسق بالكامل مع رأي مالكها البليونير؟ ربما، خصوصًا بعد استقالة محرر قسم مقالات الرأي في واشنطن بوست لرفضه الإذعان إلى طلب مالك الصحيفة، جيف بيزوس، إجبار كتّاب الرأي على الكتابة كل يوم دفاعًا عن الحريات الفردية والسوق الحرّة. 🤷🏻♀️🤖
Daily Beast
شبَّاك منوِّر 🖼️

كتاب «جواهر الأدب» موسوعة ثرية تجمع قصصًا وخطبًا ورسائل وقصصًا. ولفتني من بين فصوله فصل «في رسائل الهدايا» حيث أفرد أحمد الهاشمي أبياتًا ونصوصًا تخص الهديّة التي يُظن أنها شأنٌ بسيطٌ صغير ولا حاجة بنا إليها. 🤍
كتب الشيخ مفتاح: «الهدية - غمرك الله بالمعروف - تبسط يد المودة، وتَدُرّ بها أخلاف القرب، وتغرس بين المتحابين الائتلاف بقدر ما تقطع بينهما من شجر الخلاف، وما أنا فيما أهديه إليك إلا كمستبضع تمرًا إلى أرض خيبر، أو كالواهب الماء للبحر، والضوء للبدر، والملك لسليمان، والمال لقارون، إلخ…» 🌊🌜
يذكّرنا الشيخ مفتاح بأن الهدية ليست لمنح المُهدى إليه ما يحتاجه؛ فكم مرة أخذني التفكير بهدية لأحدهم وأنا أراجع ما يملك وما لا يملك، ما يحتاج أو ما يريد، وإن كان لديه كل شيء فماذا أهديه؟ وأنسى أن الهدية لمعناها وما يرتبط بها من شعور، وأن بادرة الإهداء ترتبط بالحَدَث والموقف أكثر مما ترتبط بالهدية نفسها وإن كانت لها أهميتها. فقيمة الهدية في مشاركة الفرح والاحتفال والإنجاز، وليست لمراكمة الممتلكات.🎁🪞
أدعوك إلى تغيير نظرتك للهدايا هذه السنة، والبحث عن المعنى والقيمة الشعورية أكثر من المادية. جرب إهداء هدية كنت تفكر بها وامتنعت عن إهدائها لأنها عاطفية أكثر مما ينبغي أو بسيطة أكثر من المفروض، وفكِّر بالفرحة التي ستجلبها هذه الهدية إلى المُهدى إليه، كما قال أبو العتاهية: 📜🕊️
هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هوًى وَوُدًا وتكسوك المهابة والجلالا
إعداد🧶
شهد راشد
اقتباس اليوم 💬
ترقد أفكاري إذا أقعدتها. ولا يعمل ذهني إلا إذا حرّكته الساقان.
— مونتيني
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
على اللاعب إنشاء مدينة وحل المشكلات التي تواجهه مثل نقص المال أو التلوث أو كارثة بيئية أو غزو فضائي!
نحن نتعامل بتشاؤم مع كل خبر عن برامج الذكاء الاصطناعي، وننسى أنَّ الذكاء الاصطناعي في النهاية امتدادٌ لذكائنا البشريّ.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.