يلَّا نشرب قهوة☕️
زائد: النجمة التي تقتل الإبداع.



أعجبني هذا الاقتباس لصاحب مطعم يفسِّر فيه لماذا لا يسعى إلى نيل نجمة مشلان:
«متى قررتَ السعي إليها، لن تحظى بالحرية والبهجة الضروريتين لكي تستكشف الجانب الإبداعي في عملك، وستحرم نفسك من ارتكاب الأخطاء لأنك ستظل قلقًا طوال الوقت من خسارة النجمة إن كنتَ قد حصلت عليها، أو خائفًا من عدم حصولك عليها في المقام الأول.»
الجوائز بالتأكيد تمنحك اسمًا ومصداقية في محيطك، لكن إن تعلقت بها وجعلتها هدفك الأوحد، ستقيّدك إبداعيًّا. فلا تكترث للجوائز وركّز على إبداعك.
(بالمناسبة: سأستعين بهذا الاقتباس لأفسّر، بكل ثقة، خلوّ سيرتي الإبداعية من الجوائز.🫣😎)

يلَّا نشرب قهوة☕️
كانت في حديقة بيتنا في الرياض شُرفة، وكنا نجتمع فيها لشرب القهوة في صباحات نهاية الأسبوع؛ التي تبدأ باستيقاظ أمي مبكرًا لإعداد القهوة بعناية، واختيار أنواع مميزة من الشوكولا، فكنّا نفيق على رائحتها. أما أختي الصغيرة -وهي طفلة حينئذ لا تشرب القهوة- فكانت تُلِحّ علينا واحدًا واحدًا وتنادي لنجتمع في الشرفة: «يلّا نشرب قهوة»؛ لتسرق من قِطع الشوكولا أكثر من حصتها.
نقضي في هذا الاجتماع بين الساعة والنصف والساعتين؛ نتحدث حول أحداث الأسبوع، ونفكر في بعض الخطط الطويلة المدى، أو في أخرى يجدر بنا البدء فيها، نناقش فكرة، أو نتجادل حول موقف.
لم تر جدتي أنّ شرب فنجان قهوة يحتاج إلى كل هذا الوقت؛ فكانت تشرب فنجانها في دقائق وتنظر حانقةً إلى فنجاني الممتلئ، متعجبةً من تَمهُّلي في شربه. فتحاول أمي إخبارها أنّ الجلسة مقصودة لذاتها، وأنّنا بشكل أو بآخر نتذرع لها بالقهوة.
يبدو أنّ استخدام القهوة ذريعةً للاجتماع أمرٌ عالمي. ففي السويد عادةٌ اجتماعية يومية اسمها «الفِيكا»، وهي كلمة ليس لها معنًى حرفيٌّ ولكنها مساوية إلى حد ما لنداء أختي: «يلّا نشرب قهوة».
الفِيكا نوع من الاستراحات؛ في العمل أو في المدرسة أو عند لقاء الأصدقاء أو في البيت؛ تُخصَّص لشرب القهوة وتناول شيء من المعجنات أو الحلوى بجانبها. ولكن هدفها ليس شرب القهوة بحد ذاته، بل الاتصال مع الآخرين وتبادل أطراف الحديث معهم. حتى إن أغلب أماكن العمل في السويد تعترف بهذه الاستراحة، وتحدِّد لها أوقاتًا يتبادل فيها الزملاء الحديث حول مواضيع لا تخص العمل.
ما يميز الفِيكا أنَّ من جوهرها التأنّي؛ فحتى في أماكن العمل لا تقل استراحتها عن خمس عشرة دقيقة. فالقهوة في السويد لا تُشرَب على عجَل في الطريق إلى العمل. ويذكّرني هذا السلوك السويدي في شرب القهوة برؤية محمود درويش لها؛ إذ يقول: «القهوة لا تُشرَب على عَجَل، القهوة أخت الوقت تُحْتَسى على مهل!».
لهذا يُعدّ التمهُّل في شرب القهوة بالثقافة السويدية طقسًا اجتماعيًّا يُنظر إليه بوصفه أداة للاسترخاء وتجديد الطاقة كحصص اليوقا. ويؤدي هذا الاسترخاء والتفاعل الاجتماعي إلى شحن طاقة الموظفين؛ وهو ما يُسهِم في تعزيز إنتاجيتهم وزيادة كفاءتهم في العمل.
للطقوس الاجتماعية -إذا صحّت تسميتها- تأثيرٌ إيجابي عميق على صحتنا النفسية. وقد سلّطت سلسلة من المقالات في نيويورك تايمز الضوء على أهمية الممارسات الاجتماعية الصغيرة في تعزيز العلاقات وتقوية الروابط بين الأفراد؛ مما يؤدي إلى زيادة مستوى السعادة وتحسين الصحة النفسية. ويشير المقال الأخير بعنوان «حافِظ على السعادة طوال العام» (Keep happiness going all year long)، إلى أنَّ أسهل طرق الالتزام بعادةٍ ما تحويلُها إلى طقس.
ينقل المقال عن الأبحاث التي أجرتها كاسي هولمز، مؤلفة كتاب «كيف تحظى بساعةٍ أسعد» (Happier Hour: How to Beat Distraction, Expand Your Time, and Focus on What Matters Most). إذ تبيِّن نتائج أبحاثها أنّ عديدًا من الناس يجدون من السعادة عند ممارسة أنشطة عادية يومية مقدار ما يجدونه عند ممارسة تجارب استثنائية؛ مثل الرحلات التي تحدث مرةً في العمر. ويمكن جعل هذه اللحظات العادية أولوية بتحويلها إلى عادة يومية ثم إلى طقس مع تسميته؛ فتسمي هولمز لقاءها المعتاد بابنتها «موعد قهوة صباح الخميس».
القهوة لطالما كانت ذريعة مثالية لطقوسنا الاجتماعية، فمريد البرغوثي يقول إن أعظم ما في القهوة التوقيت؛ «فقهوة التعارف الأول غير قهوة الصلح بعد الخصومة، وغير قهوةٍ يرفض الضيف احتساءها قبل تلبية ما جاء يطلبه … وقهوة العرس غير قهوة العزاء»، وهي كلها مواقف اجتماعية نقول في أغلبها: سنزوركم لشرب القهوة، أو تفضلوا عندنا على فنجان قهوة؛ وليست القهوة هنا إلا ذريعةً.
أما أنا، فذكرى طقس القهوة في شرفة منزلنا القديم هي لحظةٌ وددتُ دومًا لو توقّف الزمن عندها -من شدة مثاليتها رغم منغِّصات الحياة- لتستمر للأبد. ولا أزال كلما اشتقتُ إلى أحد من أصدقائي أو عائلتي أقول: «يلّا نشرب قهوة».
شبَّاك منوِّر 🖼️

كل يوم، يظهر شخص يحمل آراءً وقناعات يشعر بضرورة مشاركتها العالم في شتى المواضيع والأحداث. ونرى كثرة التعليقات التي تشجب وتستنكر إبداء أي شخص رأيًا خارج مجاله. غير أنَّ سلامة موسى يعارض استنكارنا في كتاب مقالاته «كيف نربي أنفسنا» إذ يقول: ✍🏼
«انتشار التخصص في أيامنا قد غرس عقيدة فاسدة بين الجمهور، هي أنَّ المعارف — علومًا وفنونًا وآدابًا — لا يمكن أن يدرسها غير المتخصصين، كلٌّ في الفرع الذي يختار، وأنه ليس على الطبيب أن يعرف التاريخ، وليس على الأديب أن يعرف الفلك، وليس على المهندس أن يدرس الاجتماع. وهذه عقيدة مخطئة يجب أن تُكَافَحَ حتى تُمْحَى. وصحيح أن المتخصص في علم معين يجب أن يعرف الكثير منه، أصولًا وفصولًا، ولكن هذا لا يمنع غيره من المثقفين أن يدرسوا الأصول، بل يناقشوها، بل يبينوا ما ربما يكون زيفًا فيها.» 📚🌿
لم يعد الأمر يقتصر على الاختصاص بالمجالات الجادة والتي يكون الجهل فيها مدعاة للقلق، بل لاحظتُ تعصب الكثير ممن يسعى للتخصص في مجال فنّي ثقافي، كالسينما مثلًا، إلى الغضب الشديد عند انتقاد غير متخصص بموضوع أو طرحه لرأيه. فالتمييز بين الرأي الشخصي والرأي المدروس بات معدومًا، وتقلَّصت مساحة التقبل للرأي الآخر. فإن لم تكن عالمًا متبحرًا فلا رأي لك، حتى فيما تستهلك بصفتك المتلقّي. 🎬🎨
على الجانب الآخر، لا ضرر إذا كنّا متعددي الاهتمامات. ولديّ شكوكي بمن يقول «صاحب بالين كذاب»، لأني أظن صاحب البالين فضولي فضولًا محمودًا. فأن يكون المرء مستعدًا للتعلم والمعرفة ولو في الأساسيات شيءٌ يستحق الثناء. ولكن فكرة الدراسة قوّضت نوعًا ما احترامنا لمن يتعلم خارج الأسوار الأكاديمية. حتى مع انفجار المعرفة الجنوني اليوم، ننظر لمن يستمد علمه من خارج النطاق الأكاديمي بأنه أقل معرفة. ولكن سلامة موسى يوضح لنا ضرورة التعلم المتعدد، ومن مختلف المناهل، وليكن ذلك دافعنا إلى تبيين زيف المحتكرين! 👩🏻🏫🤭
🧶 إعداد
شهد الراشد
لمحات من الويب
ما حاصل التزاوج بين ويكيبديا وتك توك!
تعالي يا حلوة أقص أظافرك.
تطبيق (Tapestry) يمنحك تايم لاين زمني موحّد لمنشورات الحسابات المفضلة لديك في مختلف منصات التواصل الاجتماعي. (توصية ذ فيرج)
ما حدا بيترك حدا.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
من طرق باب الجيران إلى تطبيقات التوصيل: حكاية ليمونة ضائعة 🍋
إرثٌ شعبي يُخنق في صمت العصر الرقمي، أين ذهبت حكايات الجدات؟👵🏻


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.