أين ذهبت حكايات الجدات؟ 👵🏻
زائد: هجرة العلماء من «أكس» 🔬
في حال كنت تتابع العلماء في منصة «أكس»، على الأرجح ستلاحظ غيابهم المتزايد هذه الفترة عن المنصة. فقد رصدت دورية «Nature» هجرة متزايدة للعلماء والباحثين والمهتمين بالعلوم من «أكس» إلى بلوسكاي.
وبينما يصف الكثيرون بلوسكاي بأنها تعيد إليهم ذكريات تويتر القديم (عملًا بالمثل النوستالجي الشهير: عتيق الصوف ولا جديد البريسم🧶💁🏻♀️)، إلا أنَّ المهتمين بالعلوم يخشون تقوقعهم في بلوسكاي وانعزالهم مع بعضهم البعض، بعيدًا عن رفقة الجهلة الممتعة التي توفرها «أكس». 🤷🏻♀️
دعوة للمساعدة 👋
ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟
هذا الاستبيان القصير موجّه لك.
يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.
أين ذهبت حكايات الجدات؟
قبل ثلاثين ألف سنة، أو تزيد قليلاً ولا تنقص، تحلَّق البشر حول النار لطهي طعامهم ولكي تحظى أجسادهم بالدفء، وفي هذه الأثناء نشأت اللغة لتبادل النميمة (وهذه نظرية في الأنثروبولوجيا) وتكلَّم البشر مع بعضهم، ثم ولدت الحكايات.
افترق الطريق بالحكايات، فبعضها استحال مع مرور الوقت إلى أساطير ملهمة، وأخرى تداولها الناس على هيئة قصص شعبية للتسلية، وثالثة أصبحت تاريخًا يثير النقاش أينما حل.
فأين ترقد كل هذه الحكايات اليوم؟
تقاليد سرد الحكايات تتنوع بين شعوب الأرض، لكنها لم تبدأ بحلقة النار تلك المعدة لشواء اللحم وتبادل النميمة. فأقدم هيئة للحكايات وصلت إلينا رَسَمها إنسان الكهوف قبل أكثر من 36 ألف سنة، قصصٌ مصورة للصيد «كوميك بالمعنى الحديث» وُجدَت في كهوف شوفيه بفرنسا. كما أن الرموز الهيروغليفية التي استخدمها الفراعنة قبل 5 آلاف سنة، هي بدورها حكايات مصورة. وربما هنا بداية الحكاية وقدرها، أن تبدأ بنقوش على الكهوف ثم تتطوَّر وتتنوع مع مرور التاريخ.
ومع نمو التجمعات البشرية وتعقيدها تعقدت الحكايات، فظهرت حكايات أطول، أكثر ثراءً وتعقيدًا؛ الإلياذة والأوديسة لهوميروس عند الإغريق، وملحمة جلجامش في بلاد ما بين النهرين، والمهابهاراتا والرامايانا في الهند القديمة، والإنيادة عند الرومان. كلها حكايات دُوِّنت بقوالب سردية مختلفة، ملحمية وأسطورية.
السيرة الهلالية عند العرب، والتي تناقلوها كابرًا عن كابر، قوالب أخرى للحكايات، كُتِبت شعرًا وانتشرت في بلاد العرب، وتجمَّع الناس حول ساردها في الليالي الطويلة في الشام وشمال إفريقيا، ثم دونتها الكتب ودرسها الأكاديميون.
شعر المعلقات حكاياتٌ أخرى، سردت المعارك والفخر عند عمرو بن كلثوم، ورحلات اللهو والصيد التي قام بها الملك الضليل امرؤ القيس، ووثَّقت أهوال حرب داحس والغبراء ثم صلح عبس وذبيان في معلقة زهير بن أبي سلمى، ووصف الإبل والتغزل بالناقة عند طرفة بن العبد.
بالرمز وبالرسوم دُوِّنت الحكايا، ثم تناقلتها الأفواه سردًا، لتتعقد وتُؤسطَر على هيئة ملحمة، وتصبح قصصًا شعبية على لسان العجائز، حكاية شعبية أو قصص للجنيات، وتُغنَّى أحيانًا شعرًا أو تصبح مسرحًا للعرائس، أو مسرحًا للتراجيديا والملهاة (من سوفوكليس ويوريبيديس) أو تُكتَب شعرًا وتُدوَّن رواية. ثم توضع تلك الكتب ضمن قوائم نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا ليقرأها عجوز متململ في المترو بطريقه إلى مانهاتن.
«الفردوس المفقود» لميلتون ملحمة حديثة كُتبَت شعرًا، ومسرحيات شكسبير حكايات قديمة نسبيًا تُعرَض لقرون على خشبة المسرح العالمي. وللجدات حكايتهن الأبسط سردًا والأكثر ثراءً بالقيم ومعرفةً بتقلبات الزمن.
اليوم، لم تختفِ الحكايات وإن اختفى الراوي التقليدي. فما زال سرد الحكايات نهجًا بشريًّا أصيلاً، حتى قال بعضهم إن أهم ميزة للناجحين اليوم، في الاقتصاد الرأسمالي بين الرؤساء التنفيذيين، هي قدرة سرد الحكايا، لا للتسلية ولكن للتسليع. فالأجهزة الإلكترونية حكاياتٌ للرفاه، والهواتف الذكية حكاياتٌ لتسهيل التواصل وللتسلية وإضاعة الوقت، ولحضور اجتماعات الفيديو في أي لحظة وأي مكان لتعزيز الإنتاجية. أما التقنيات النووية فهي محاطة بسرديات خلق الطاقة لرخاء البشر، وسرديات الدمار الشامل المروع للإنسانية.
اليوم نرى الحكايا في كل مكان، أكثر سحرًا وتجسُّدًا وتعقيدًا، نراها على هيئة فلم سينمائي لقصص قوثام والرجل الوطواط، أو مسلسل تلفزيوني عن قاتل متسلسل يأكل ضحاياه في الوسط الغربي الأمريكي، وقبلها كانت الحكايا مسرحية إذاعية قدَّمها عبدالعزيز الهزاع – رحمه الله – في إذاعة الرياض، أو قصص يسردها بودكاست يتابعه المئات، أو الآلاف، أو الملايين، يُبَث من قبو أو استديو أو شركة فارهة، هنا أو هناك.
أما اليوم أو غدًا فسيسرد الحكايا الذكاء الاصطناعي، يصنع قوالبها ويبتكر رسوماتها، فتثير الجدل حول قتل الإبداع الإنساني، وربما هيمنة الآلة على الإنسان كما في مسلسل «ويست وورلد».
الحكايات لم تختف، لكن قوالب سردها تعددت: فمن المنشور على موقع إكس «تابع معي هذا الثريد» إلى منصات نتفلكس و«أبل تي في» بأفلامها ومسلسلاتها، حتى مقاطع تك توك وإنستقرام، تبقى الحكايات مدارًا للبشرية وخبزهم اليومي، تعبِّر عنهم، وترسم ملامحهم، وتضلهم، وتدلهم على الطريق.
الحكايات لا تنضب، وسرد قصص البشرية مستمر، فمن أساطير الخلق عند الشعوب، وحتى حكايات نهاية العالم عند المهووسين بنظرية المؤامرة، يُقال كل شيء في حكاية لمن أراد أن يستمع، ويستمتع.
شبَّاك منوِّر 🖼️
لا شيء أثمن لدى الإنسان من حريته، ولا أقسى عليه من العجز عن استردادها. في فلم «سنق سنق» (Sing Sing) نعيش مع «ديفاين جي» أيامه في سجن مشدد الحراسة بعد اتهامه ظلمًا بجريمة قتل وحيازة أسلحة، وكيف يتعامل مع عجزه وغضبه. بوسعنا في كل مشهد تخيُّل أنفسنا مكان السجناء، لنتساءل ما الذي سنفعله بكل هذا الوقت وهذه المشاعر والقيود؟ ⛓️⏳
يبدأ الفلم بمشاهد تمثيلية على خشبة مسرح، لنكتشف بعدها أن «ديفاين جي» أسَّس برنامجًا للتمثيل المسرحي للسجناء. يعكس البرنامج جوانب مختلفة من سجناء نحمل تجاههم أحكامًا مسبقة بأنهم عنيفون ومجرمون عُتاة، بينما لبعضهم ماضٍ مؤسف، أو دوافع خفية. يوحِّدهم الغضب وقلة الحيلة واليأس، ومع أساليب التفريغ المحصورة يأتي المسرح وسيلةً مسالمة تمكِّنهم من سكب إبداعاتهم وطاقاتهم. 🎭🕯️
متى اجتاحنا الشعور بأننا عالقون ذهنيًا لن نعرف كيف نتصرف. نظن أننا أحرارٌ في أجسادنا، ولكن عقولنا وطاقاتنا ساكنة. لهذا فإنَّ توجيه الطاقة والتركيز على شيء واحد نحبه ونستمتع به قد يكون بداية جيدة للخروج من تلك الحالة. 🌀🌤️
ذات يوم، ينضم «ديفاين آي» إلى المجموعة، وعلى خلاف البقية يشعر بحاجة إلى التمرد والجدال، حاملًا معه عقلية رجل العصابات. في لحظات الخلاف تستوعب أن أساليب التعامل ووسائل التأقلم التي اعتدتها في ظروف معينة لن تكون مناسبة في غيرها. فوضع الحدود بعنف كما يفعل «ديفاين آي» لم يعد مجديًا، وعليه السماح لنفسه بالنمو وتغيير أساليبه حتى لو كان يُشعره ذلك بالضعف. وأحيانًا كثيرة يبدأ التغيير من تقبُّل الضعف في أنفسنا. 🌱😡
بعد مضي مدة، يتأقلم «ديفاين آي» وينفتح في حوار عميق مع «ديفاين جي». يخبره عن حبه للرسم في طفولته، وكيف تخلّى عنه ليصبح رجل عصابات. وشيئًا فشيئًا بدأ الجميع يعرّفه ضمن إطار محدد لا يمكنه الخروج منه بسهولة. فإن لم يكن «ديفاين آي» الشرس فلن يكون أحدًا. قد نقع في فخ الحدود التي يضعها الآخرون لنا لأننا منحناهم صورة أو اعتقادًا، ولا يحتاج الناس إلى أكثر من الظن لينسجوا قصة ومسارًا. ومسؤوليتنا تجاههم وتجاه أنفسنا شقُّ مساراتنا الخاصة، حتى لو عاكست الظنون. 🗺️🪡
يدافع «ديفاين جي» عن حقه بالحرية والخروج من السجن ويفشل كل مرة. في أحد الأيام وجد دليل البراءة الدامغ، ولكنه لم يتحرر. في هذه اللحظات تتداعى أحلامه ويصل إلى أدنى مستوياته النفسية، ويرفض مساعدة أي شخص أو تدخله برغم مساعدته للجميع مهما كانت ظروفهم. كم مرة قدمت المساعدة والدعم لمن حولك، بينما أخفيت حاجتك إليها؟ ❤️🩹✊🏼
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«وإذا لم تكن قادرًا على أن تنال ما تطمع فيه فلتكن قادرًا أن لا تطمع فيما قُطِعت عنك أسباب نيله. فإنّ غاية القدرة في الحالتين ... الرضى.» مصطفى صادق الرافعي
هل سمعت صوت الزرافة؟
قصة السجادة الفارسية على أريكة فرويد.
أداة الذكاء الاصطناعي (Humata.ai) تساعدك على قراءة البحوث الطويلة وتلخيصها. (توصية نيويورك تايمز)
هل تتذكر يوتيوب في أول أيامه؟ هذا الموقع يذكّرك به.
أنا ألوِّن بيتي بإيدي.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
رغم حبي لسامسونج الممتد من أيام مراهقتي فإن أبل استطاعت انتزاعي منه بنعومة على مهل؛ لأن قصص أبل تُشبع جانبي المُحب للحكايات. 🎣
سرد قصة «سكار»، وغيرها من قصص نشوء الأشرار تعكس فهمًا أوسع وأعقد للسلوك البشري. 🦁
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.