فرط المشاركة النفسية قد يضرك وظيفيًّا 🧑🏻💼
زائد: اللي ما يعرف الذكاء الاصطناعي، يثمنه.


يقول المثل «اللي ما يعرفك ما يثمنك»، وتقول الأبحاث إن هذا المثل لا ينطبق على الذكاء الاصطناعي!
إذ بيّن أحد الأبحاث أن كلما قلت معرفة الإنسان بالذكاء الاصطناعي زاد تقديره له والانفتاح على استخدامه، في المقابل لن تجد هذا الإقبال من أصحاب الخبرة البرمجية والمعرفة التقنية.
لأن من لا يعرف الذكاء الاصطناعي يراه سحرًا خارقًا، ومن يعرفه يعرف إنه تركيبة رقائق وخوارزميات.
فممكن نقول «اللي ما يعرفك يجهلك، ويعطيك حجم أكبر من حجمك».😏🤷🏻♀️

فرط المشاركة النفسية قد يضرك وظيفيًّا
كنت أستمع البارحة إلى بودكاست «ذ إنتيرفيو» (The Interview) مع الدكتورة آنا ليبميكي، مؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (Dopamine Nation) عن إدمان المحتوى الرقمي. استماعي البارحة للبودكاست كان عودةً إلى المحتوى الصوتي الفكري بعد شهر من الاستماع إلى ما تختاره لي خوارزميات «يوتيوب ميوزيك». وبالمناسبة خوارزميات «يوتيوب ميوزيك» غبية وكسولة للغاية؛ ما أن سمعت أغنية من أغاني «باك ستريت بويز»، أغرقتني بأغاني فرق الشباب في التسعينيات وبداية الألفية!
قبل التعريف بالضيفة، استهلَّت مُقدِّمة البودكاست، لولو قارسيا نافارو، الحلقة بمشاركتنا عن معاناتها النفسية مع السمنة قبل لجوئها إلى أوزمبيك، ومعاناتها مع موت أختها المدمنة على الكحول، وكيف أنها رغم استقرارها ونجاحها الحالي لا تزال تعاني نفسيًّا.
شخصيًّا، لم أجد أي داعٍ لمشاركتنا هذه المعلومة، لكن هنا خطر لي مدى السهولة التي بتنا نشارك بها حالتنا النفسية (فأنا أفعل ذلك بين حين وآخر🫣) وسألت نفسي: هل هذه المشاركة تؤثر على نظرة الناس إلينا، على الأخص إلى مهنيَّتنا؟
في تقرير على «وول ستريت جورنال» بعنوان «حين تستعرض حالتك النفسية في العمل زيادة عن اللزوم» (When Bringing Your 'Whole Self' to Work is Too Much)، يحذِّر أخصائيون نفسيون الموظفين من فرط المشاركة النفسية عن متاعب الاحتراق والتوتر والاكتئاب مع زملاء العمل. إذ قد تُولِّد هذه المشاركة القلق لدى الفريق والمدير من قدرة الموظف على أداء مهامه بجدارة.
لا يقع اللوم على الموظف، بل على الواقع الذي نعيشه اليوم، حيث أصبح الخط ما بين التنفيس العام عن الإرهاق والحديث عن الخصوصيات النفسية ضبابيًّا. ففي عالم منصات التواصل الاجتماعي، يُكافَأ المحتوى الشخصي عن الحالة النفسية بالإعجاب وإعادة النشر ونيل التعليقات. كذلك، شجَّعت كورونا لدى الموظفين ثقافة الحديث عن المصاعب النفسية في ظل التحديات الكبرى التي فرضتها الجائحة.
إلى جانب ذلك، بتنا نرى المشاهير في الفن، وحتى في عالم الأعمال، ينفتحون في برامج البودكاست ويتحدثون عن معاناتهم النفسية، السابقة والحالية، منها برنامج «ABtalks» مع أنس بوخش القائم على الانكشافات النفسية لضيوفه (ما نشاهده في إعلانات هذا البرنامج تحديدًا يفوق أي انكشاف في جلسة علاج نفسي!).
وهنا تمامًا المعيار الذي ينبغي أن تنتبه إليه: إن لم تكن ناجحًا بما يكفي لكي يستقبلك أنس بوخش في برنامجه، لا تبالغ في الإفصاح عن متاعبك النفسية والشخصية في بيئة عملك.
إذ يحذِّر الأخصائيون النفسيون من فرط المشاركة النفسية لدى الموظفين في بداية مسيرتهم المهنيَّة. لأنَّ العواقب على الموظفين المبتدئين ستكون أكبر مما هي عليه لدى المدراء والموظفين من أصحاب الخبرة، الذين أثبتوا جدارتهم مرات عديدة تحت الضغط النفسي والإجهاد البدني، وحققوا شيئًا من السلطة ضمن هرميَّة الشركة.
ففرط المشاركة النفسية قد تؤثر سلبًا في تقييم أداء الموظف المبتدئ، أو تعيق تقدمه وظيفيًّا لأن المدير قد يرى أن هذه المهمة مثلًا قد ترهقه نفسيًّا، فيعطيها لموظف آخر الذي بدوره سيتعلَّم منها ويطوّر مهاراته من خلالها ويتقدَّم وظيفيًّا.
لكن هل هذا يعني أنَّ عليك ألا تشارك وضعك النفسي، لا سيما إذا كان يسبب لك إجهادًا قد يعيقك عن الإنتاجية، بل قد يؤدي أيضًا إلى عارضٍ صحيّ أخطر؟
ينبغي عليك المشاركة، لكن على نحوٍ مُقنَّن. احصر هذه المشاركة مع الموارد البشرية، لأنَّ من مسؤوليات فريق الموارد البشرية إرشادك إلى السبل الأفضل لتجاوز العوائق، واحرص ألا تستغرق في تفاصيل شخصية في حديثك معهم، بل ناقش الصعوبة النفسية كعائق تود المساعدة في تجاوزه. وأيضًا شاركها في اجتماع خاص مع مديرك المباشر، لأنَّ من مسؤولياته الحرص على سلامة أعضاء الفريق ضمن حدود بيئة العمل.
هنا، ينبغي على الشركات تثقيف المدراء بكيفية التعامل الصحيح والمهني مع الموظف فيما يخص الاستماع إلى الصعوبات النفسية. وذلك لكي لا يلعب المدير دور المعالج النفسي من جهة، ومن الجهة الأخرى لا يتجاهل هذا الإفصاح ويتعامل معه على أنه مجرد تذمُّر أو تنفيس.
الأمر الأخير الذي عليك أن تنتبه إليه إذا كنت تفرط في المشاركة، أنَّ مع الوقت والتكرار قد تدمن الحديث عن الصعوبات النفسية التي تمر بها، في العمل وخارج العمل، لأنها تمنحك الدوبامين الناتج عن تعاطف الناس معك. وكما تحذِّرنا الدكتورة آنا ليبميكي، لا تريد أن تعيش حياتك معلَّقًا على الدوبامين، بحيث تستهل حديثك مع ضيفك الغريب بذكر معاناتك النفسية مع السمنة المفرطة وموت أحد أقربائك.
شبَّاك منوِّر 🖼️

تحب «صوفي» الغناء، لا تعرف هل هي جيدة فيه أم أن صوتها لا يُطاق الاستماع إليه، فهي مجرد طفلة. وعند انضمامها إلى مدرسة جديدة، تكتشف السر القبيح وراء تميُّز أفضل فرقة غنائية مدرسية. في الفلم الهنقاري القصير «سِنق» (Sing)، نتبع قصة «صوفي» والجوقة الغنائية المثالية، المستوحاة من أحداث حقيقية وقعت في بودابست من تسعينيات القرن الماضي. 🎵
عند انضمام «صوفي» إلى المدرسة تبدأ فورًا بارتياد تدريبات الغناء مع الجوقة، فهم في منافسة وطنية للفوز بجائزة كبرى. تشعر «صوفي» بالانتماء والسعادة لأنها تفعل ما تحب ضمن فريق رحّب بها. لكن تناديها المعلمة يومًا بعد التدريب، وتطلب منها أن تُغنّي بصمت إذا أرادت البقاء لأنها لا تملك صوتًا جميلًا، شرط تكتّمها على هذا الطلب. 🎤🧒🏻
نلاحظ الألم الذي تعيشه «صوفي» إثر هذا الإقصاء، بعد أن كانت متحمسة ومستعدة للتأقلم. في هذه المشاهد ندرك أن مشاعر الطفلة تعكس ما نعيشه مرارًا من صغرنا وحتى مراحل متقدمة من حياتنا. فنحن نُوَاجَه بالرفض والانتقاد في كل مناحي الحياة، ولكن الفارق أننا حين نكبر نحاول التعامل مع نقاط ضعفنا ورسم حدود للآخرين، بينما يعجز الأطفال عن ذلك. مما يشكّل لهم صعوبات بالغة، ويشوّه رؤيتهم لأنفسهم وما يمكنهم تقبّله من الآخرين، خاصة ممن هم في موقع سلطة. 😔🪞
لا تحاول المعلمة مساعدة «صوفي» على تحسين قدراتها الغنائية، تتركها تشعر بأنها فاشلة ولا يحق لها الغناء، خاصة بوجود جائزة على المحك لا بد من الفوز بها لأجل الفرقة. الدرس الذي تعلمه لطالبتها بأن للآخرين الحق بانتقادك واستنقاصك دون منحك فرصة للتطور أو دعمك لتتحسن أو إعطائك نقدًا بنّاءً، وتغرس في دواخلهن أن الفوز هو الهدف الأسمى، فلا ضرورة للمتعة والشعور بالانتماء ومحبة ما تفعل. بل إنها تُشجع على التلاعب في سبيل النجاح، ولكن في نهاية الفلم تُكشَف الحقيقة بطريقة صادمة. 🏆🤫
✨ وهنا أودعك مع هذه المقطوعة الرائعة التي كانت تسمعها «صوفي» وصديقتها في أحد مشاهد الفلم. 🎧🎶
🧶 إعداد
شهد راشد
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
الغرباء الذين يُصوَّرون في الأماكن العامة لديهم توقعات معقولة بالخصوصية؛ لذا فإن تصويرهم دون موافقتهم فيه انتهاك. 🤥
ليس جميع الناس يحظون بالارتباط نفسه بالضجيج الأبيض، فقد يعده البعض مصدر تشتيت وإزعاج. 🌬️


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.