خرائط قوقل تتوِّه الفلسطينيين في الضفة 🚗🚧
زائد: «الأنا المتضخمة» في دردشتنا اليومية.
هل صادفت زميل عمل، أو أحد المعارف، يسألك «كيف قضيت نهاية الأسبوع؟» فترد عليه باقتضاب مهذب «الحمدلله كانت ممتعة، وأنت كيف قضيتها؟» وبدلًا من أن يجيبك أيضًا باقتضاب «كانت ممتعة أيضًا»، ينطلق في سردية طويلة عن استمتاعه (أو عدم استمتاعه) بنهاية الأسبوع!
تقول أليسون وود بروكس، من وول ستريت جورنال، إنَّ المبادر في السؤال هنا لا يريد معرفة كيف قضيت إجازتك، بل يريد أن يخبرك كيف قضى هو إجازته، لكي يُشبِع «أناه المتضخمة».
ففي 40% - 60% من دردشتنا، تنبعث أحاديثنا من «الأنا المتضخمة» لدينا. فلا تكون نيتنا الإصغاء إلى الآخر، بقدر ما هي إجبار الآخر على الإصغاء إلى حديثنا عن مشاعرنا وآرائنا وتجاربنا ومشاكلنا. هذه النسبة تزيد في دردشات التواصل الاجتماعي، حيث ترتفع إلى 80%.
وهذا الارتفاع منطقي إذا فكرنا بالانتفاخ البالوني المهول الذي تعانيه «الأنا» المسكينة هناك!
🎈💁🏻♀️
دعوة للمساعدة 👋
ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟
هذا الاستبيان القصير موجّه لك.
يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.
خرائط قوقل تتوِّه الفلسطينيين في الضفة
من مميزات تطبيق «خرائط قوقل» أنك ستعرف مسبقًا إن كان ثمة أزمة سير خانقة في طريقك إلى وجهتك. فإما يقترح التطبيق طريقًا آخر، أو تقرر الانتظار في البيت. لكن ماذا لو كنت تعيش في مكان يعجز فيه تطبيق «خرائط قوقل» عن مدّك بهذه المعلومة، ولدى خروجك من باب البيت ينتابك هاجس الوقوع في أزمة سير خانقة قد تستغرق تسع ساعات إلى وجهة بالكاد تبعد عنك ربع ساعة؟
هذا ما يعيشه أهل الضفة الغربية في فلسطين المحتلة يوميًّا مع حواجز جيش الاحتلال الإسرائيلي، منها الحواجز الثابتة، والأخطر منها حواجز التفتيش «الطيَّارة»، أي التي تقام عشوائيًّا في أي وقت وعلى أي شارع. الهدف النفسي من هذه الحواجز أن تجعلك تفكّر أكثر من مرة قبل قرار خروجك من البيت لزيارة قريب لك في قرية أخرى، أو الذهاب إلى المدينة لقضاء مصلحة. وبالنتيجة، تقطع تلك الحواجز الأواصر (البشرية والجغرافية) بين القرى بعضها ببعض، وبين القرى والمدن، فضلًا عن تسببها بالإرهاق العصبي لآلاف الفلسطينيين يوميًّا.
تذكرت هذه المعلومة عن حواجز التفتيش الطيَّارة وأنا أقرأ تقرير (Wired) عن تصعيب تطبيق «خرائط قوقل» على الفلسطينيين قيادة السيارة في شوارع الضفة الغربية. ويذكر التقرير المرات العديدة التي قاد بها التطبيق سيارة إلى أزمة سير خانقة أمام حاجز تفتيش، أو إلى جدار، أو إلى شوارع المستوطنين وتعريض ركّاب السيارة إلى مواجهة خطيرة ضد جنود الاحتلال. هذه المشاكل جعلت أهل الضفة يعتمدون على جمع المعلومات يوميًّا عن الطرق من خلال تبادل التحديثات على منصات فيسبوك وتلقرام وواتساب، والتطبيق الفلسطيني «أزمة».
ويذكر التقرير، نقلًا عن موظف في فريق «خرائط قوقل»، أنَّ البيانات تشير إلى تخلي قطاعٍ كبير من الفلسطينيين عن استخدام التطبيق إثر الإحباط الكبير من أدائه.
هذا الأداء الضعيف للتطبيق في الضفة الغربية يسلط الضوء على آلية عمل الاحتلال الإسرائيلي على الشوارع من جهة، وفشل الشركات في تحقيق العدالة التقنية وتكريسها «نظام الفصل العنصري الرقمي» في فلسطين من جهة أخرى. إذ فضلًا عن حواجز التفتيش الطيّارة، ثمة شوارع في الضفة يُمنَع الفلسطينيون من عبورها لأنها تقتصر على المستوطنين، وتطبيق «خرائط قوقل» لا يميز بين الشوارع على هذا الأساس.
وتبرر شركة قوقل عدم تمييز التطبيق بين تلك الشوارع بأنها تتطلب معرفة هوية السائق وبياناته الشخصية. فضلًا عن أنَّ التوسع الاستيطاني مستمر في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ومدّ الشوارع بغير حق، والتهام الأرض الفلسطينية بشوارعها وطرقها، مما يصعّب على قوقل تحديث بيانات الخرائط والعناوين وأسماء الشوارع أولًا بأول.
وفي بعض الحالات، يمتنع التطبيق عن مشاركة إرشادات الطريق بين المدن والقرى الفلسطينية، تحت ذريعة عجز التطبيق عن حساب المسافة بين النقطتين. وفسَّر أحد موظفي قوقل الأمر بأنَّ قوقل لم تستثمر الجهد المطلوب في تمييز الوضع الإداري والأمني بين المناطق الإدارية الثلاثة في الضفة - (أ) و(ب) و(ج) - حيث تخضع المنطقتان (أ) و(ب) إداريًّا للسلطة الفلسطينية مع سيطرة عسكرية للأمن الإسرائيلي، بينما تخضع المنطقة (ج) إلى سيطرة إسرائيلية كاملة. (ضع في الحسبان الاختلاف بين تقسيم المناطق المتفق عليه في اتفاق أوسلو الثاني، والوضع على أرض الواقع.)
مثلًا، في المنطقة الإدارية (ج) قرى فلسطينية لا تظهر في قوقل، لماذا؟ لأنَّ الاحتلال الإسرائيلي يرفض الاعتراف بها، ويمنع منح أي تراخيص جديدة للفلسطينيين للبناء عليها، ويحرمها من البنى التحتية بكل أشكالها، بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني عليها مع مرور الوقت.
كذلك، لا يستجيب تطبيق «خرائط قوقل» بسرعة لتحديثات المرور في الشوارع الفلسطينية في القرى وما بينها. فالشوارع التي تسير باتجاهين قد يتقرر جعلها شارعًا باتجاه واحد في حال اقتضت الظروف الأمنية أو الأحوال الجوية مثل الأمطار والثلوج أو أزمة سير في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية هذا التبديل. وتبرر قوقل بطء التحديثات بأنها تحتاج إلى مصادر معتمدة لديها لتأكيد التحديثات التي تردها.
كذلك، يعجز تطبيق «خرائط قوقل» عن تحديد موقع المستخدم في أحيان كثيرة، وبدل أن يظهر موقعه في الضفة الغربية، يظهر أنه في بيروت أو عمَّان، لماذا؟ لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعطّل إشارات (GPS) عمدًا. وعلَّقت شركة قوقل أنَّ ليس بوسعها تقدير مدى تأثير هذا التعطيل على جودة خدماتها لأنها لا تعرف عدد المرات التي وقع فيها هذا التعطيل، ومتى وقع، وأين.
في تعليق ختامي لشركة قوقل على تقرير (Wired)، من خلال الناطق الرسمي كارولين بوردو، وصفت الضفة الغربية بمنطقة يصعب تحديث خرائطها بسبب تغيّر الأوضاع على الأرض باستمرار، وضعف البيانات الواردة وصعوبة تعريفها. وأكدت حيادية «خرائط قوقل» تجاه القضايا الإقليمية الجيوسياسية.
غير أنَّ «الحيادية» التي تحافظ عليها قوقل، التي تعهدت بإرشاد الناس في سائر بقاع العالم من خلال تطبيق خرائطها، تسلب فئة من مستخدمي التطبيق حقهم في المساواة مع بقية العالم في الحصول على الخدمة الآمنة الصحيحة، وما يتطلبه توفير هذه الخدمة من قرارات وآليات مختلفة تحتاج إلى استثمار في الجهد والوقت. وبهذا تكرِّس قوقل بحياديتها نظام الفصل العنصري الرقمي، حتى إن نأت بنفسها عن مسؤوليتها المباشرة عن الوضع.
كذلك، يدلنا تطبيق «خرائط قوقل» إلى الاستنتاج البديهي، بأنَّ الاحتلال الإسرائيلي لا يعتدي على حياة الفلسطينيين فقط في أيام الحرب، بل حتى في أبسط التفاصيل اليومية، مثل فتح تطبيق على جوالك، ومعرفة إن كان الطريق مزدحمًا أم لا.
شبَّاك منوِّر 🖼️
كانت «سانقوك» في شبابها ممثلة واعدة، انتقلت إلى أمريكا بحثًا عن نجومية هوليوود، لتعود بعد سنين غياب طويلة إلى كوريا خالية الوفاض بلا مال أو إرث خالد. تعيش مع أختها أيامًا روتينية، حيث تدرك كلاهما عمق القطيعة بينهما. في فلم «إن فرونت أوف يور فيس» (In Front of your Face) نتابع قصة «سانقوك» والسر الكبير الذي تخفيه عن عائلتها، وآخر أحلام النجومية الآفلة. 📽️✨
مشاهد الفلم بسيطة وهادئة، فهي حياة أشخاص عاديين يتنزهون في الحدائق ويحتسون القهوة، وفي كل مشهد نلمح جانبًا من «سانقوك» تخفيه بعيدًا عن الآخرين، ويدًا تضغط بها على بطنها في ألم خافت. فهي تضحك وتتحدث مع الجميع بلطف وعندما تخلو بنفسها تلهج بامتنانها لأيامها، وتدعو أن ترى الأشياء كما هي على حقيقتها. 🌳🌞
تذكّرنا لحظات خلواتها بالهموم التي يحملها كل شخص لوحده، وتدفعنا للتساؤل: هل تتقبل مصيرها المحزن بإيمان حقيقي، أم تعيش حالة إنكار لا تعرف الخروج منها رغم محاولات أختها التقرب والتعرف عليها من جديد؟ 🫴🏻😔
تبني «سانقوك» أسوارًا عالية تدفع المقربين بعيدًا دون أن نعرف السبب. وعند لقائها بمُخرِج لا تعرفه دعاها إلى بطولة فلم، تسكب أسرارها ومخاوفها وماضيها أمامه، فقد وجدت لدى الغريب مكانًا آمنًا. وربما دفعها الأمل في تحقيق حلمٍ أخير إلى الانفتاح لمن سيحقق هذا الحلم. 🎬🚪
تذكّرنا «سانقوك» بتصرفاتنا الآدمية التي نجهل دوافعها ومع ذلك نستمر بها، وباللحظات التي لا نملك تجاهها إلا الاستسلام والتسليم أمام العجز. ❤️🩹
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
إذا كنت ممن ينتابهم الحنين بين فترة وأخرى إلى أيام نوكيا، ادخل على هذا الأرشيف التفاعلي الذي يضم تاريخ التصميم في نوكيا.
بدل التسويف بتصفح منصات التواصل، إليك لعبة (Color Find): لعبة مسلية تمتحن قوة نظرك وقدرتك على تمييز درجات اللون.
تطبيق (StyleDna.ai) من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعد بالمساعدة على تنسيق المظهر الخارجي.
من وين جت العصافير!
وش أجمل كلمة انقالت لك؟
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
في العوالم الافتراضية يتعلم الأطفال الصغار كيف يصبحون أبطال المشهد، وأحاديثنا التوعوية معهم تظل ذخيرةً لديهم. 👨👩👧👦
المسافة شاسعة بين من يطرح رؤية إنسانية وتدعو إلى التعاطف والرحمة وتحاول الانطلاق منها لصناعة حياة أفضل للإنسان، وبين من يمجِّد العنف والفردانية والأنانية والتنافس. 🤬
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.