حرب الإبادة تكشف عنف جوردن بترسون وتفاهته
تتضح المسافة الشاسعة بين من يطرح رؤية إنسانية وتدعو إلى التعاطف والرحمة وتحاول الانطلاق منها لصناعة حياة أفضل للإنسان، وبين من يمجِّد العنف والفردانية والأنانية والتنافس.
الكثير عقد مقارنة بين طرد مجلس إدارة أبل ستيف جوبز في عام 1985 وبين طرد مجلس إدارة «أوبن إيه آي» سام ألتمان قبل أيام. اللافت في المقارنة ردَّة فعل موظفي الشركتين على طرد المؤسس صاحب الرؤية ووجه الشركة الرسمي:
ما يزيد عن 500 موظف من بين 700 وقعوا رسالة تطالب مجلس إدارة «أوبن إيه آي» بالاستقالة، أما في أبل لم تكن هناك أي عريضة أو أي ضغط حقيقي على مجلس الإدارة حتى من أقرب المقربين.
الفارق أنَّ سام ألتمان محبوب لدى الموظفين، في حين ستيف جوبز لم يكن محبوبًا لديهم على الإطلاق. فهل هذه هي «القيمة المضافة» في تحويل الموظفين إلى طائفة تؤمن بالمؤسس بدل إيمانها في المنتَج والشركة؟
إيمان أسعد
حرب الإبادة تكشف عنف جوردان بترسون وتفاهته
بدر الراشد
مع بداية الحشود الإسرائيلية على قطاع غزة الشهر الماضي، كتب أستاذ علم النفس الكندي وأحد مشاهير الإعلام جوردن بترسون منشورًا عبر حسابه على موقع «إكس» وجَّهه إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أترجمه بعبارة «افتح عليهم أبواب الجحيم».
فور قراءتي المنشور تذكرت بكاء بترسون وتعاطفه عند حديثه عن مشكلات الرجال الذين يشكون إليه من الصدمات النفسية والعاطفية التي تعرضوا لها أو يأسهم من الحياة أو خوفهم من المستقبل! مما جعلني أطرح هذا السؤال:
لماذا يدعو بترسون إلى حرب مفتوحة بلا رحمة؟ ما الذي يجعل هذا الشخص الذي يظهر في مقاطع تك توك ويوتيوب بصورة المتعاطف مع آلام البشر يدعم حرب إبادة مستمرة منذ سبعة عقود تتضمن جرائم تطهير عرقي؟!
للإجابة عن هذا السؤال سأتحدث عن أستاذ علم نفس آخر هو جابور ماتيه. ماتيه كندي من أصول هنغارية يهودية قُتل والده في الهولوكوست، نجا منها وهو رضيع قبل هجرة عائلته إلى كندا واستقرارها هناك، وهو متخصص في علاج الصدمات النفسية وتفكيك تأثيراتها الطويلة الأمد في صحة الإنسان.
ظهر ماتيه في مقابلات كثيرة منتقدًا إسرائيل وحربها ضد الفلسطينيين، وأشار باستمرار إلى قصته الشخصية بوصفه ناجيًا من المحرقة عندما انضم إلى الحركة الصهيونية وكان من المتحمسين لها. لكنه في إطار بحثه عن الحقائق التاريخية للدفاع عن «حقوق الصهاينة في فلسطين» اكتشف أن إسرائيل مؤسَّسة على أساطير (مثل أسطورة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) وعلى واقع الدماء والمجازر.
هنا سأعيد صياغة السؤال الذي طرحتُه في البداية، ما الذي يجعل أستاذ علم النفس المسيحي الكندي جوردن بترسون يدعم الاحتلال الإسرائيلي ويدعو لفتح أبواب الجحيم على الفلسطينيين، بينما يرفض أستاذ علم النفس اليهودي الكندي الناجي من الهولوكوست جابور ماتيه الاحتلال الإسرائيلي ويدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم؟
إنها منظومة القيم التي يعتنقها الإنسان وفضيلة التعاطف مع الآخرين.
يُعرِّف جوردن بترسون نفسه بأنه «ليبرالي بريطاني تقليدي»، وكلمة «بريطاني» هنا لها دلالاتها؛ فبترسون كندي الجنسية، ولكنه يعلن هنا تحديدًا انتماءه إلى التقاليد الأنقلوسكسونية، بانتمائه إلى الحضارة الاستعمارية للرجل الأبيض. وأصبح في بدايات شهرته الإعلامية من رموز الحركات اليمينية الأمريكية تمجيدًا لأفكاره التي تتضمن رفض «الصوابية السياسية» وهجاء «الاشتراكية» ورفض مفاهيم مثل «امتيازات البيض» التي يعدها «كذبة ماركسية»، ثم رفض مفهوم «الإسلاموفوبيا» الذي يعدُّه «مصطلحًا لخداع الحمقى» مع هجومه على مفاهيم حقوق الإنسان.
إضافة إلى هذه الأفكار، وجَّه بترسون العام الماضي رسالة إلى «الكنائس المسيحية» من خلال قناته في يوتيوب، يدعو فيها الكنائس إلى أخذ زمام المبادرة في مواجهة «الادعاءات» التي توجَّه إلى الحضارة الغربية بخصوص تسلطها وتمجيدها للقوة والفردانية، بدلًا من سعي هذه الكنائس إلى «تحقيق العدالة الاجتماعية» والترويج لمواجهة «التغير المناخي». سنجد أنَّ بترسون في هذه الرسالة يطرح نفسه بوصفه مدافعًا عن «القيم الغربية التقليدية» ويدعم دفاعه بما يراه «حقائق علمية وتاريخية» تتعلق بطبيعة النفس البشرية ومسارات التاريخ والحضارة.
من جهة أخرى ينطلق جابور ماتيه من منطلقات مختلفة، فهو ببساطة يرفض منظومة القيم الغربية المهيمنة، ويرى أن تصوُّرها للنفس البشرية القائمة على الفردانية والتنافسية والعنف والأنانية إنما هو «أيديولوجيا» أو أفكار تُطرَح كأنها «علم» أو حقائق.
هكذا نجد أنَّ بترسون يدافع عن منظومة القيم الغربية وحضارتها الماديَّة التي يرى الفيلسوف زيقمونت باومان أنَّ ذروتها تجلَّت في الهولوكوست النازي ضد الإنسانية، بينما يرفض ماتيه هذه القيم، ويتحدث في المقابل عن أهمية العلاقات الإنسانية والتعاطف مع الآخرين لتطور الإنسان النفسي والحياتي والدور الذي تؤديه الهشاشة والضعف في هذه العملية. بهذا يقف ماتيه على الضد من تمجيد العنف والأنانية والفردانية والتنافسية.
لهذا قلت أنَّ الجواب عن السؤال الذي طرحته بدايةً يرتبط بالمنطلقات الفكرية للرجلين، أي بالمنظومة الفكرية التي ينطلقان منها، وموقفهما من الحضارة الغربية المادية كلها. وهذا الفارق الفكري لم يتضح من المقاطع المجتزأة من محاضراتهما أو مقابلاتهما التلفزيونية في منصات التواصل المنتشرة قبل السابع من أكتوبر، والتي كانت تُظهِر كليهما بصفتهما متخصصين في علم النفس يحاولان مساعدة البشر ليتجاوزوا صعوبات الحياة.
هنا تتَّضح المسافة الشاسعة بين من يطرح رؤية إنسانية تعترف بالهشاشة والضعف البشري وتدعو إلى التعاطف والرحمة وتحاول الانطلاق منها لصناعة حياة أفضل للإنسان، وبين من يمجِّد العنف والفردانية والأنانية والتنافسية وينطلق من منظومة قيمية تختص حصرًا بالحضارة الغربية أو الحضارة «اليهودية المسيحية» التي أنتجت الهولوكوست، وتنتج اليوم حرب الإبادة على الفلسطينيين.
خبر وأكثر 🔍 📰
بدل السيارة الكهربائية اشترِ سكوتر!
تنافس بين السيارات والدراجات الكهربائية. في الأعوام الأخيرة بدأ الكثيرون بالتحول إلى السيارات الكهربائية لإيمانهم بمحدودية أضرارها البيئية، ولأسباب أخرى بالطبع. إلا أنَّ الدراجات الكهربائية والبخارية دخلت المنافسة بشدة، فهي أقل احتياجًا للنفط بأربع مرات مقارنة بالسيارات الكهربائية. 🚙
نقطة لصالح الدراجات. في العام الماضي سارت على الطريق نحو 20 مليون سيارة كهربائية في العالم، بينما بلغ عدد الدراجات بأنواعها أكثر من 280 مليونًا. وأدت شعبية الدراجات الكهربائية إلى انخفاض الطلب على النفط بمعدل مليون برميل يوميًا، أي نحو 1% من إجمالي الطلب العالمي. ويقدِّر باحثون أمريكيون أنَّ ازدياد التنقل بالدراجات إلى 11% سيساهم بانخفاض انبعاثات وسائل النقل بنسبة 7%.💡
وسيلة سحرية للتوفير. سيارتي فيها سبعة مقاعد إلا أنني أتنقُّل بها وحدي معظم الأيام، وتستهلك مني مبالغًا كبيرة وعناية بالغة، وهذا حال الكثيرين. لكن ماذا لو تنقَّلنا بالدراجات الكهربائية؟ تخيلوا أن مسافة 20 كيلومترًا يوميًا، لخمسة أيام في الأسبوع مثلًا، تكلفك نحو 20 دولارًا سنويًا لشحن الدراجة!💰
أيام السكوتر آتية. أصبحت أشاهد الكثيرين من الشباب يتنقَّلون بالسكوتر يوميًا، وتتعدد الدوافع لاستخدامها بين اهتمام بالبيئة وتفادي أزمة إيجاد مكان لصف السيارة وتوفير مبالغ البنزين، مما يساهم مباشرة بتقليل الانبعاثات في المدن. عيبها الوحيد أنَّها لا تعود خيارًا متاحًا لتوصيل أطفالك إلى المدرسة! 🙂
🌍 المصدر
The Conversation
شبَّاك منوِّر 🖼️
قُبلت في وظيفة جديدة، وبدأت العمل بحماس، إلا أنك لاحظت مديرك يبالغ في الاهتمام بتفاصيل عملك بدل تفويضك، ولا يمنحك المساحة الكافية للتنفيذ دون تدخل، وسيغضب إن لم تعد إليه في كل قرار مهما صغُر. هذا «المدير المدقِّق» ينتمي إلى فئة (Micromanagers)، وهنا سنقترح عليك طرقًا تساعدك على التعامل معه.
كن المدقِّق الأول. قد يعود حرص مديرك إلى تكرار هفواتك، أو تأخُّرك المستمر، أو تجاهلك تصحيح أخطائك. راجع عملك بعد تنفيذه وابحث عن وسيلة لتحسينه، حلِّل أخلاقيات العمل لديك واسأل نفسك: هل توجد مساحة للتحسين؟ غالبًا ستكون إجابتك «نعم». 🙄
بادر بالعمل. مديرك منشغلٌ بإدارة الكثير من المشاريع مما يرفع مستوى توتره وحدَّة تعليقاته. اكسب ثقته وبادر بأداء مهمة أو خطوة قبل أن يطلبها منك. أرسل التفاصيل عبر البريد الإلكتروني قبل موعد التنفيذ بوقت كافٍ حتى يدرك حسك بالمسؤولية ويتمكن من الاعتماد عليك. 😌
عزِّز تواصلك. أخبر مديرك برغبتك في مناقشته للعمل على تحسين أدائك، إن ردَّ بالإيجاب نسق معه وقتًا مناسبًا، أمَّا إن رفض أو تجاهل ذلك لأكثر من مرة، قيّم عملك مع الشركة. فربما حان الوقت لفرصة أفضل ومدير يهتم بتطويرك. 🆙
تواضع واطلب التوجيه. اطلب التوجيه من مديرك عند حاجتك إلى الدعم فهذا سيزيد ثقته بك ويخفف توتره. كما نقترح أن تسأله عن توقعاته وكيف يرغب في أن تكون نتائج عملك، فمعرفتك بتوقعاته تساعد على توضيح الصورة. 🔍
أدِر مديرك. في وقتنا هذا أصبحت تطبيقات جدولة المهام ومراقبتها أكثر من أن تحصى، اقترح تنسيق المهام على أحدها، مثل تطبيق «بيسكامب» أو «سلاك»، ليتمكن مديرك من مراقبة خطوات العمل دون التواصل المباشر معك، مما يخفف الضغط عنك وعن زملائك، كما يمنحه الاطلاع الكامل على كل ما يحدث لتفادي أي مفاجآت. 🤝
جانبٌ مشرق، نصفٌ ممتلئ؟ ابحث عن الجانب الإيجابي في أثناء عملك مع مدير مدقق، لأنه سيعلِّمك وسيكشف هفواتك وأخطاء عملك مما يعطيك فرصة كبيرة للتحسن. المهم ألا تسمح له بدفعك إلى دائرة الفشل والشك بنفسك. 👌🏻
🧶 المصدر
Jennifer Herrity
لمحات من الويب
«على الفن أن يواسي من كسرتهم الحياة.» فان قوخ
كيف تقنعك هندسة قائمة وجبات المطعم بالإنفاق أكثر؟
تريد التأكد إن كان المقال مكتوبًا بيد الذكاء الاصطناعي؟ هذا التطبيق قد يساعدك. (يقتصر على اللغة الإنقليزية)
ماذا تفعل بحقيبة مليئة بالنحل؟
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
نستمع إلى الموسيقا لأسباب مباشرة كتفادي الهدوء المحرج، أو كخلفية لدى عملنا على شيء ما، إلا أنَّ الموسيقا مثل الأوعية التي تمتلئ بشتى صنوف ذاكراتنا الشخصية. 🎶
مماطلة النوم لا يُكسبني اليوم الذي ضاع مني. فأنا المتضررة الأولى من هذا الانتقام، إذ سمحت لإنستقرام ويوتيوب أن يسلبا من نومي ظنًا بأن ذلك استرخاء. 🥱
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.